رولان لومباردى يكتب: الغرب وروسيا.. قراءة فى الأوضاع الراهنة مع ألكسندر ديل فال
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
يعد ألكسندر ديل فال أستاذًا فى التاريخ المعاصر والتنمية البشرية فى العلوم السياسية، وهو عالم فى الجغرافيا السياسية وكاتب مقالات ويقوم بتدريس العلاقات الدولية فى كلية IPAG للأعمال بباريس وهو مستشار علمى ومحرر فى موقع «لوديالوج».
فى مقابلة فيديو حصرية مع لو ديالوج، شارك ألكسندر ديل فال وجهات نظره حول تطور الصراع الأوكرانى وعواقبه الاقتصادية على جميع الأطراف المعنية.
وأضاف ديل فال: «العقوبات، التى تم اعتمادها، لا تفيد إلا الجهات الفاعلة غير الأوروبية. واليوم، فإن العقوبات، المتعلقة بالطاقة أيضًا، لا تصب إلا فى مصلحة شركات الغاز والنفط الأمريكية». وفى الواقع، بحسب الخبير الجيوساسى ديل فال؛ «فإن الولايات المتحدة هى المستفيد الأكبر من الصراع الحالى من خلال تقويض تعاون روسيا مع ألمانيا التى تعتبر العملاق الاقتصادى الأوروبى.
وهكذا يتم تطبيق استراتيجية «فرق تسد» المعروفة، وفى الحقيقة، إن الأمريكيين يقومون تماما بدورهم ومن الذكاء جدًا أن ينجحوا فى قطع جميع العلاقات بين ألمانيا وروسيا نهائيًا. وكل ذلك ليست معلومات جديدة فكل الاستراتيجيين الأنجلوسكسونيين العظماء، كانوا على مدى قرنين من الزمان، يخشون من التحالف بين ألمانيا وروسيا باعتباره تهديدًا مطلقًا لهيمنتهم».
ويصر العالم الجيوسياسى الفرنسى ديل فال على أن الولايات المتحدة تقف وراء تصعيد الصراع، لأن فصل روسيا عن أوروبا هو أحد أهدافها الاستراتيجية الرئيسية وبالتالى، فإن المراكز الاقتصادية فى العالم القديم ليس لديها أى وسيلة للالتقاء معًا لخلق منافسة قابلة للحياة فى واشنطن.
وتابع دى فال فى مقابلته أن «هدف هذه الحرب- التى تعتبر خطأ ارتكتبه روسيا بعد أن تم استفزازها وساند الخبراء الاستراتيجيين الأمريكيين والإنجليز هذه الحرب. ويعتبر الهدف الجيواقتصادى الحقيقى لهذه الحرب هو قطع جميع الروابط بين أوروبا الغربية وروسيا».
الخبير السياسى ألكسندر ديل فال على قناعة تامة بأن مرحلة التفاوض بشأن الصراع الأوكرانى قد تأتى قريبًا، نظرًا لأن الدولة الرئيسية التى بادرت بهذه المواجهة الولايات المتحدة- دمرت بالفعل اقتصاد أكبر الدول الأوروبية بالكامل. وتابع ديل فال: «نكاد نستطيع أن نقول إننا نستطيع اليوم أن نبدأ التفاوض، لأن الهدف قد تحقق الا وهو: منع أوروبا من القدرة على المنافسة، وتدميرها، والتسبب فى تضخم دائم.
وقد بدأت الشركات الألمانية والأوروبية بالفعل فى الانتقال إلى الولايات المتحدة، لأن الغاز أرخص بثلاث مرات». وحول تأثير العقوبات، يشير الخبير الجيوسياسى ديل فال إلى أن «روسيا لا تتعرض عمليًا لأى ضغط، حيث تواصل التطور بفضل التعاون مع الدول غير الأعضاء فى الناتو، والتى تشكل الأغلبية فى العالم؛ لكن بروكسل، من جانبها، لا تزال مضطرة إلى شراء المنتجات الروسية، فقط من خلال وسطاء وبأسعار باهظة».
كما أكد ديل فال أن «الصين توفر لروسيا كل احتياجاتها كما ترسل لنا الهند النفط الروسى المكرر، الذى لا يحمل العلامة «الروسى» ولكنه فى الواقع يحمل علامة «روسي».. والأتراك يفعلون نفس الشيء. وكل دول العالم، خارج الغرب أو مجموعة السبع، تتحايل على العقوبات، ولا تهتم بها أو حتى تستنكرها».
وفى النهاية قال ألكسندر ديل فال إن توجه روسيا نحو آسيا ليس إجراءً قسريًا، كما تزعم الدعاية الغربية فى كثير من الأحيان.. ولا شك أن النموذج الأوروبى الآسيوى الذى تتبناه روسيا لا يعود تاريخه إلى الحرب فى أوكرانيا وهذه استراتيجية قديمة اتبعها الكرملين منذ العقد الأول من القرن الحادى والعشرين، ولم يتم تعزيزها إلا منذ عام ٢٠١٤ فى أعقاب العقوبات الغربية الأولى.
بالنسبة للخبير السياسى ديل فال، فإن اسراتيجية الكرملين تعد بمثابة السياسة المتماسكة للحكومة الروسية التى تم تطويرها على مدى عقود. ولم تؤد العقوبات الغربية إلا إلى دفع موسكو إلى مضاعفة جهودها لإعادة توجيه اقتصادها.. ونتيجة لهذا فإن موارد الطاقة الروسية التى كانت أوروبا فى أمس الحاجة إليها يتم تحويلها الآن إلى أسواق بديلة أخرى.
معلومات عن الكاتب:
رولان لومباردى رئيس تحرير موقع «لو ديالوج»، حاصل على درجة الدكتوراه فى التاريخ، وتتركز اهتماماته فى قضايا الجغرافيا السياسية والشرق الأوسط والعلاقات الدولية وأحدث مؤلفاته «بوتين العرب» و«هل نحن فى نهاية العالم» وكتاب «عبدالفتاح السيسى.. بونابرت مصر».. يخصص افتتاحية العدد حول مقابلة حصرية على موقع «لو ديالوج»، للخبير الجيوسياسى والكاتب الصحفى ألكسندر ديل فال.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: العلوم السياسية لوديالوج الولایات المتحدة ألکسندر دیل فال
إقرأ أيضاً:
اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النووي الإيراني والعقوبات الأمريكية
استضاف وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الجمعة، اجتماعًا ثلاثيًا مع نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي أليكسيفيتش لمناقشة برنامج طهران النووي والعقوبات الأمريكية وذلك بعدما دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمهورية الإسلامية للتفاوض تحت الضغط.
وفي بيان مشترك، تلاه نائب وزير الخارجية الصيني ما تشاوكسو مع نظيريه الروسي والإيراني، دعت الدول الثلاث إلى إنهاء العقوبات الأمريكية علىإيران.
وقال نائب وزير الخارجية الصيني: "أجرينا مناقشات معمقة حول آخر المستجدات فيما يتعلق بالقضايا النووية ورفع العقوبات. وأكدنا على ضرورة إنهاء جميع العقوبات غير القانونية والأحادية الجانب."
وتابع: "أكدنا مجددًا على أن المشاركة السياسية والدبلوماسية والحوار القائم على مبادئ الاحترام المتبادل يظل الخيار الوحيد الموثوق والعملي. كما أكدنا على ضرورة التزام جميع الأطراف المعنية بمعالجة السبب الجذري للوضع الحالي والتخلي عن فرض العقوبات أو الضغط أو التهديد باستخدام القوة."
وشدد البيان المشترك على أهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، بما في ذلك جداوله الزمنية، داعيًا الأطراف المعنية إلى الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات قد تؤدي إلى تصعيد الوضع، وذلك "لخلق مناخ وظروف مواتية للجهود الدبلوماسية".
Relatedترامب يوجه رسالة إلى إيران: التفاوض أو التصعيد العسكريالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لترامب: "لن أتفاوض معك وافعل ما شئت"خامنئي: لو أردنا امتلاك سلاح نووي لما استطاعت الولايات المتحدة منعنا من ذلكولفت المسؤولون الثلاثة إلى ضرورة التمسك بمعاهدة عدم انتشارالأسلحة النووية، باعتبارها "حجر الزاوية في النظام الدولي لعدم الانتشار النووي"، ورحبت كل من بكين وموسكو بموقف طهران حيال أُطُر برنامجها النووي، "المخصص للأغراض السلمية وليس لتطوير الأسلحة النووية"، كما تقول.
كما أشار البيان إلى ضرورة الاحترام الكامل لحق إيران في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية كدولة طرف في معاهدة عدم الانتشار النووي، ونوّه بوجوب "امتناع جميع الدول عن أي عمل يقوض العمل التقني والموضوعي والمحايد للوكالة الدولية للطاقة الذرية".
ويأتى هذا الاجتماع في وقت تتبادل فيه طهران وواشنطن الاتهامات على صفيح ساخن. حيث رد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، على تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقول إن بلاده "لا تبحث عن الحرب، لكن إذا ارتكبت الولايات المتحدة وحلفاؤها حماقة ضدنا، فإن الرد الإيراني سيكون حاسمًا ومؤكدًا".
ووصف خامنئي التهديدات الأمريكية العسكرية بـ"غير المنطقية"، لأن ذلك سيستدعي ردًا من بلاده، على حد قوله.
وتابع خامنئي: "يقولون إنهم لن يسمحوا لإيران بامتلاك أسلحة نووية.. لو كنا نريد الوصول إلى سلاح نووي لما استطاعت الولايات المتحدة أن تمنعنا". وأضاف أن طهران لا تريد امتلاك سلاح نووي "لأسباب شرحها سابقًا".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مستشار ألمانيا المقبل يواجه طريقًا وعرًا لتعديل سياسة "كبح الديون" في البلاد اعتقال نحو 100 متظاهر مؤيد لفلسطين بعد اقتحام برج ترامب في نيويورك التحقيق مع مساعديْ نائبين في البرلمان الأوروبي في قضية فساد تتعلق بشركة هواوي إيرانروسياالصيندونالد ترامبالبرنامج الايراني النوويعقوبات