أحمد بن موسى البلوشي
عدم البحث عن الحقائق أو الاستماع إلى المعلومات الصحيحة، سلوكٌ غير مسؤول، ويمكن أن يؤدي إلى إصدار أحكام غير دقيقة وانتشار الأفكار الخاطئة والتضليل. لذلك، يجب دائمًا التحري والاهتمام بالمصادر الصحيحة والبحث عن الحقائق والمعلومات قبل اتخاذ أي إجراء أو إصدار قرار أو حكم؛ لأن الوعي بأهمية البحث عن الحقائق يمكن أن يساعد في تعزيز الفهم الصحيح والتفاهم وتجنب الأخطاء والتشويش.
فكثيرًا ما تمُر علينا مقاطع صوتية أو مرئية في وسائل التواصل الاجتماعي لأشخاص أحيانًا يسردون قصصًا عن واقعهم أو عن قضية خاصة أو عامة بالمجتمع؛ فنتأثر بما يطرحونه، وعليه تكون لنا ردة فعل حول هذه المقاطع، فنُصدِر الأحكام أحيانًا ضد من تكلم عنهم صاحب المقطع؛ سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات أو جهات حكومية. فهل من المنطق والعقل أن تكون لنا ردة فعل أو إصدار أحكام من خلال صوت واحد قد سمعناه؟
عبارة "الحكم من صوت واحد" تشير إلى وضعية يتم فيها اتخاذ قرار أو إصدار حكم دون مراعاة أو استشارة آراء متعددة أو دون إجراء عملية بحث عن الحقائق المتعلقة بالموضوع، لذلك يُعتبر البحث عن الحقائق والمعلومات الصحيحة أمرًا بالغ الأهمية في الاتخاذ العقلاني للقرارات والأحكام وفهم المواضيع والأحداث بشكل أفضل.
إصدار الأحكام على أساس المقاطع الصوتية أو المرئية التي نشهدها عبر وسائل التواصل الاجتماعي هو سلوك يمكن أن يكون غير عادل وغير دقيق إذا لم يتم التحقق من الحقائق والسياق بعناية. وسائل التواصل الاجتماعي تمنح الفرصة للأفراد للتعبير عن آرائهم وقصصهم الشخصية، وقد يكون لديهم محفزات معينة للقيام بذلك. ولكن يجب علينا أن نتعامل مع هذه المقاطع بعقلانية من خلال التفاعل مع المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي بحذر. فهذه الوسائل تمنح الأفراد منصة للتعبير عن أنفسهم، ولكنها أيضًا تفتح الباب أمام نشر المعلومات الخاطئة إذا لم يتم التحقق منها بعناية.
قبل أن تصدر أي حكم أو تعلق على مقطع صوتي أو مرئي، قُمْ بالتحقق من صحة المعلومات ومصدرها. هل هناك معلومات إضافية تدعم هذا الادعاء؟ هل هناك ردود فعل أخرى من مصادر مختلفة؟، وحاول أن تكون نقيًا في التفكير وتقدم الردود النقدية بناءً على المعلومات المتاحة. لا تقم بإصدار أحكام سريعة أو غير مدروسة، وكذلك حاول البحث عن مصادر إضافية وآراء متعددة حول نفس الموضوع قبل إصدار أي حكم.
في عصر المعلومات الحديث، من المهم أن نكون حذرين ومتحفظين وأن نستخدم قدراتنا العقلية لفحص المعلومات قبل أن نُصدقها أو ننشرها، فإصدار الأحكام على الجميع دون مراعاة السياق أو الأدلة الكافية هو سلوك غير ملائم، وقد يكون ضارًا للعلاقات الاجتماعية، والتفاهم بين الأشخاص.
ولتجنب هذه المشكلة يجب دائمًا تشجيع وتعزيز البحث عن الحقائق والمعلومات الدقيقة قبل إصدار أي حكم، وعليه يجب الاعتماد على مصادر موثوقة والبحث عن معلومات من مصادر مُتعددة للتحقق من الصحة والدقة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«دبي للصحافة» يفتح باب المشاركة في جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب
دبي - «وام»
أعلن «نادي دبي للصحافة» فتح باب تلقّي طلبات المشاركة في جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب في دورتها الخامسة ولمدة شهر كامل اعتباراً من يوم غدٍ وحتى الخامس عشر من شهر مايو 2025، لإتاحة الفرصة الكافية للمشاركة من جميع أنحاء العالم العربي.
وكشف النادي عن إضافة فئات جديدة للجائزة لتصل إلى 12 فئة وذلك في إطار عملية التطوير المستمر التي تخضع لها مبادراته ومشاريعه كافة، حيث تم إضافة فئات، الاقتصاد، والبودكاست، «أفضل منصة إخبارية» وفئة «أفضل منصة للطفل»، إضافة إلى فئات الجائزة التي شملتها الدورات السابقة وهي «شخصية العام المؤثرة»، ريادة الأعمال، خدمة المجتمع والصحة، الرياضة، الثقافة، السياحة، الفنون والترفيه.
وأكدت مريم الملا، مديرة نادي دبي للصحافة بالإنابة، أن الجائزة تستلهم رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لمستقبل الإعلام الرقمي وتأكيد دوره الإيجابي في بناء المستقبل ونشر القيم والمفاهيم الإيجابية، كما تترجم توجيهات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، في توثيق التعاون مع رواد التواصل لتأكيد توظيف شعبيتهم الكبيرة فيما يخدم الناس ويقدم الأفكار النافعة لهم.
تحفيز الأدوار الإيجابيةوأضافت أن الجائزة تمضي في تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها في تحفيز الأدوار الإيجابية لرواد التواصل الاجتماعي وتشجيع التميز في تقديم محتوى رفيع المستوى وأفكار تخدم المجتمعات العربية وتمكنها من اكتشاف طاقاتها الكامنة وتسهم في تعزيز طموحات مجتمعاتها نحو مستقبل أفضل وروعي في فئات الجائزة التنوع والشمولية لتغطي مختلف أوجه الحياة وقطاعاتها الحيوية.
من جانبه أكد جاسم الشمسي، مدير جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب اعتزاز نادي دبي للصحافة بتكامل الجائزة مع المبادرات والمشاريع الاستراتيجية التي عمل عليها النادي منذ انطلاقه قبل أكثر من ربع قرن، لتصبح اليوم من أبرز الفعاليات الداعمة للعمل الإعلامي على الصعيد العربي الأشمل وفي مقدمتها «قمة الإعلام العربي» الذي حافظ على مكانته حتى اليوم كالتجمع المهني الأهم للعاملين في المجال الإعلامي على مستوى العالم العربي، و«جائزة الإعلام العربي»، المنصة الأبرز للاحتفاء بالتميز في عالم الصحافة التقليدية والرقمية عربياً.
وأوضح الشمسي أن تكريم الفائزين سيتم خلال شهر مايو المقبل ضمن أعمال «قمة الإعلام العربي» 2025 وأمام جمع يضم أبرز وأهم قيادات العمل الإعلامي في المنطقة، مؤكداً أن اختيار الفائزين يتم عبر سلسلة من التقييمات وفق معايير مهنية يشارك في وضعها مجموعة من أبرز الخبراء في مجال الإعلام الرقمي وفي إطار كامل من الأمانة المهنية والموضوعية والحياد، لضمان اختيار أفضل من يستحق على مستوى العالم العربي الوصول إلى منصة التتويج.
وعن أسلوب الترشح للجائزة، أعربت سلمى المنصوري، عضو اللجنة التنظيمية لجائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب، عن ترحيب النادي بجميع المشاركات من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، إما بقيام المرشح نفسه بالتسجيل في الجائزة، أو من خلال ترشيح آخرين له، إذا ما وجدوا فيه السمات والإنجازات التي تؤهله للمنافسة على الفوز بإحدى فئات الجائزة وبما يتوافق مع متطلبات واشتراطات ومعايير الجائزة وذلك عبر المنصة الرقمية https://dpc.org.ae/ar/asmis والتي يمكن من خلالها أيضاً الاطلاع على تفاصيل فئات الجائزة ومعاييرها.
تأتي النسخة الخامسة من جائزة «رواد التواصل الاجتماعي العرب» في وقت تتسارع فيه تطورات التكنولوجيا الرقمية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وأدوات التحليل الرقمي وصناعة المحتوى حيث تواصل الجائزة تحفيز المؤثرين على المبادرة إلى تطوير مهاراتهم والابتعاد عن المحتوى السطحي أو المثير للجدل أو أي محتوى لا يكون له قيمة حقيقية ومردود ذو تأثير إيجابي، والتركيز على تقديم الأفكار التي تخدم المجتمعات وتقدم له قيمة مضافة حقيقية في مختلف المجالات.