جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-28@10:22:19 GMT

التعليم عُرفٌ أم تَرفٌ؟!

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

التعليم عُرفٌ أم تَرفٌ؟!

 

 

عائشة بنت أحمد بن سويدان البلوشية

 

لا ولن أنسى حلقة تعليم القرآن التي أصرّت جدتي- رحمها الله- أن تربطني بها صيفًا مع مُعلمنا (محمد القبيلي) رحمه الله وجزاه عنَّا خير الجزاء، قبل دخولي المدرسة الابتدائية وبعدها، فقد تعلمتُ منه قبل تسجيلي بالمدرسة الابتدائية الحروف بالتشكيل والمد أو ما يُعرف في اللغة الإنجليزية بالـ(Phonology) أو النُّطقيَّات وهو علم تجويد الأصوات، أو الفونولوجيا، أو علم الأصوات اللغوية، أو التصريف الصوتي، أو الصوت الكلامي؛ وهو فرع من اللُغويات يهتم بتنظيم الأصوات في اللغات، كتابةً وقراءةً، وذلك قبل البدء في قراءة وحفظ القرآن الكريم، ومعلم القرآن الكريم قديمًا كان هو المدرسة، وإليه يلجأ كل أولياء الأمور لتعليم وتأديب أبنائهم/ بناتهم وذلك لعدم وجود المدارس النظامية في سلطنة عُمان قبل عام 1970م عدا المدارس السعيدية الثلاث في مسقط وظفار، التي كانت حكرًا على الذكور فقط.

وتعد مدرسة "شيشي" الثانوية في الصين أول مدرسة في العالم، ذلك أن تاريخ إنشائها يعود إلى الفترة من 143-141 قبل الميلاد، التي تم افتتاحها في مدينة "تشنغدو" بالصين؛ حيث تأسست خلال عهد أسرة هان، وهذا ما يجعلها أقدم مدرسة موجودة في العالم، ولازالت هذه المدرسة إلى يومنا هذا تقدم خدماتها التعليمية -رغم قدمها- وتعد ضمن أفضل مائة مدرسة في الصين.

أما في سلطنة عُمان، فقد انتشر التعليم مع بداية النهضة الحديثة في الثالث والعشرين من يوليو 1970؛ حيث نمَتْ كمًا ونوعًا لتشمل البوادي والحواضر، والريف والمدن، والجبال والأودية، لنشهد في عام 2022 ارتفاع عدد المدارس الحكومية إلى 1242 مدرسة، ينتظم فيها 729331 طالبًا وطالبةً لتلقي العلم، ويعمل بها 57033 معلمًا ومعلمة من مختلف محافظات السلطنة، وقد وفرت حكومة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- كُل ما من شأنه تذليل العقبات أمام مسيرة التعليم الذي يحظى باهتمام مباشر من لدن المقام السامي.

اقتصر التعليم في العصور القديمة والوسطى على فئات معينة من طبقات المجتمعات، تكاد تقتصر على الطبقات الحاكمة والنبيلة وعلية القوم، لأنَّ التعليم عندهم يعد ترفا لا يحتاجه العامة من الشعوب، وكان الحكام والملوك يختارون لأبنائهم الحكماء والمعلمين بدقة وعناية، ويخلعون عليهم المسميات والألقاب، ويجزلون لهم العطايا والهبات ليصبوا جل اهتمامهم في تعليم أبنائهم.

عندما ننظر إلى بعض الشعوب حولنا في يومنا هذا، نجد أن ولي الأمر يضغط على ابنه في التعليم واختيار المواد التي يدرسها، والبرامج التعليمية التي يتلقاها، حتى أنهم يتخمون أبناءهم كنوع من المنافسة بين أولياء الأمور لا أكثر، ليصبح التعليم لديهم عادة أو عرفًا، دون مراعاة لرغبات أبنائهم أو ميولهم أو قدراتهم الفردية، وهذا أمر له انعكاساته السلبية الخطيرة على هؤلاء الأبناء، التي قد تبدأ بالتسرب وتنتهي بالانتحار.

كان أول أمر نزل به الروح الأمين من الله إلى الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو: (اقْرَأ)، ليكررها ثلاثًا بعد أن قال صلى الله عليه وسلم متسائلًا: (ما أنا بقارئ؟)، ثم كانت أول آية في القرآن الكريم: "ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِی خَلَقَ" (العلق: 1؛ لتصبح أمة محمد صلى الله وآله وسلم، هي أمة مأمورة بالعلم وطلبِهِ، لذا فإنَّ التعليم هنا لا يُمكن أن يركن للعرف ولا للترف؛ بل يصبح واجبًا حتميًا على الجميع، على كُل شرائح المجتمع أن تتكامل ليصل العلم إلى أهدافه المرجوة؛ لأنه من الخطأ بمكان أن نعوِّل على المعلم وحده، أو المدرسة منفردة، أو ولي الأمر وحده، التعليم منظومة متكاملة من العناصر المجتمعية قاطبة.

توقيع:

"إن تحصيل العلم ليس ترفًا، وإنَّما هو التزام وإسهام).

السلطان قابوس بن سعيد.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المدرسة الرقمية تحصد جائزة الخدمة الجليلة في التعليم

حصلت المدرسة الرقمية، إحدى مبادرات محمد بن راشد العالمية، على جائزة «1885 للخدمة الجليلة في التعليم» من مؤسسة نيو إنجلاند للمدارس والكليات «نياسك»، تقديراً لإسهاماتها البارزة في إحداث تحول إيجابي في التعليم حول العالم، لتكون المؤسسة التعليمية الأولى عالمياً التي تحصل على الجائزة من خارج الولايات المتحدة الأمريكية.
تسلم فريق المدرسة الرقمية الجائزة، ضمن حدث خاص خلال مؤتمر «نياسك 2024» لقيادات التعليم في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، في إنجاز عالمي جديد يضاف إلى إنجازات المدرسة الرقمية بعد الاعتماد العالمي الذي حققته في يوليو الماضي، كأول مؤسسة تعليمية من نوعها تقدم تعليماً رقمياً بمستويات عالية الجودة للمجتمعات الأقل حظاً حول العالم.
وتُعد جائزة «1885 للخدمة الجليلة في التعليم» أرقى جائزة تقديرية تقدمها مؤسسة نيو إنجلاند للمدارس والكليات «نياسك» في مجال التعليم، وسُميت تيمناً بسنة إنشاء المؤسسة التي تُعتبر واحدة من أعرق مؤسسات الاعتماد الأكاديمي في الولايات المتحدة، والتي تتمتع بحضور بارز في القطاع التعليمي منذ نحو 140 عاماً، وفي أكثر من 90 دولة حول العالم.
وأكد عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، رئيس مجلس إدارة المدرسة الرقمية، أن المدرسة تمثل مبادرة نوعية تم إطلاقها تجسيداً لرؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإحداث التغيير الإيجابي في حياة المجتمعات، عبر تقديم حلول ابتكارية ذكية يُستثمر فيها التطور التكنولوجي السريع لنشر العلم والمعرفة وتعليم الأجيال وخاصة الطلاب الأقل حظاً حول العالم، مشيراً إلى أن حصول المدرسة على الجائزة يمثل اعترافاً دولياً بجهودها وإنجازاتها المتميزة والرائدة عالمياً، وتأثيرها الإيجابي الكبير في مستقبل التعليم. وقال، إن جائزة 1885 تمثل إضافة لمسيرة الإنجازات والنجاحات التي تحققها المدرسة الرقمية منذ تأسييها، وتعكس ما تمثله من مبادرة داعمة لريادة دولة الإمارات في مجالات التعليم الرقمي، وتميزها عالمياً في مبادراتها الإنسانية الهادفة إلى توفير فرص التعليم المتطور والمتقدم وفق أفضل المعايير التي تضمن فرص المعرفة النوعية للأطفال، وتوفرها لهم بمرونة عالية في أنحاء العالم كافة وفي الظروف والأحوال المختلفة.
من جهته، قال الدكتور وليد آل علي، أمين عام المدرسة الرقمية، إن حصول المدرسة على جائزة «1885 للخدمة الجليلة في التعليم» يمثل تقديراً لدورها الإيجابي العالمي في نشر وتوفير حلول التعليم الرقمي، ويترجم إنجازاتها في تطوير نموذج حديث في نشر التعليم حول العالم وحل أبرز تحدياته عبر توظيف الممكنات كافة بطريقة احترافية وعملية، ويعكس الثقة بها كمؤسسة تعليمية رقمية قادرة على نشر التعليم حول العالم، بحلول متطورة تسهم في دعم الأطفال الذين لم تتح لهم الظروف للحصول على تعليم يمكّنهم في المستقبل، ويعزز قدرتهم على مواكبة التغيرات المتسارعة في الحياة.
وأضاف أن الجائزة تعد حافزاً كبيراً للقائمين على المدرسة الرقمية للمضي نحو تحقيق الإنجازات النوعية التي تضعها في مقدمة المدارس الرقمية حول العالم، وتسهم في ضمان استدامة هذا النشاط التعليمي والإنساني، والذي يعبر عن ثقافة العطاء والتواصل الإنساني لدولة الإمارات، وحرصها على تقديم العون والدعم في المجالات كافة بما فيها التعليم الحديث.
في سياق متصل، أعرب كام ستابلز رئيس «نياسك NEASC»، عن إعجابه العميق برسالة المدرسة الرقمية وتقديره لجهودها المبتكرة في الوصول إلى الفئات المحرومة والمهمشة، من القرى النائية إلى مخيمات اللاجئين، وسعيها لتوفير تعليم عالي الجودة لهؤلاء الطلاب.
وتعد المدرسة الرقمية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في نوفمبر 2020، ضمن مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أول مدرسة رقمية معتمدة من نوعها، وتهدف إلى تمكين الطلاب بخيارات التعلم الرقمي في المناطق التي لا تتوافر فيها الظروف الملائمة أو المقومات التي يحتاج إليها الطلاب لمتابعة تعليمهم، كما توفر خياراً نوعياً للتعلم المدمج والتعلم عن بُعد، بطريقة ذكية ومرنة، مستهدفة الفئات المجتمعية الأقل حظاً واللاجئين والنازحين، عبر مواد ومناهج تعليمية عصرية.
وتواصل المدرسة توسعها، حيث ضمت أكثر من 200 ألف طالب مستفيد وتقدم خدماتها في أكثر من 14 دولة، كما عملت على تدريب وتأهيل أكثر من 3000 معلم رقمي معتمد من جامعة ولاية أريزونا، فيما يتم توفير المحتوى التعليمي والتدريبي بلغات عدة بينها العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والكردية.
(وام)
حصلت المدرسة الرقمية، إحدى مبادرات محمد بن راشد العالمية، على جائزة «1885 للخدمة الجليلة في التعليم» من مؤسسة نيو إنجلاند للمدارس والكليات «نياسك»، تقديراً لإسهاماتها البارزة في إحداث تحول إيجابي في التعليم حول العالم، لتكون المؤسسة التعليمية الأولى عالمياً التي تحصل على الجائزة من خارج الولايات المتحدة الأمريكية.

مقالات مشابهة

  • ختام بطولة جندال بانثر لكرة السلة بشمال الباطنة
  • وزيرا التعليم والعمل يوجهان بتدريبات لطلاب مدرسة قفط جنوب قنا
  • وزير التعليم يطلع على كٌراسات الحصة والواجب المدرسي لطلاب مدرسة في قنا
  • وزيرا التعليم والعمل يتفقدان عدة مدارس في قفط بـ قنا
  • إحالة إدارة مدرسة ابتدائي بإدارة تعليم شرق للتحقيق للتقصير في العمل ببني سويف
  • إحالة إدارة مدرسة ابتدائية ببني سويف للتحقيق بسبب التقصير في العمل
  • للتقصير في العمل.. إحالة إدارة مدرسة ابتدائي ببني سويف للتحقيق
  • محافظ أسيوط يفتتح مدرسة علي بن أبى طالب الإبتدائية المشتركة بحى غرب بعد تطويرها
  • محافظ أسيوط يفتتح أعمال تطوير مدرسة علي بن أبى طالب الإبتدائية
  • المدرسة الرقمية تحصد جائزة الخدمة الجليلة في التعليم