حمص-سانا

استلهم الشاعر علي الزينة صور الجمال من قريته الخلابة أبو قبيس بينابيعها وشلالاتها المتدفقة سحراً وواديها وسفوحها الخضراء، حيث استوطنت في ثنايا قصائده التي غناها كبار المطربين الشعبيين على مدى أربعين عاماً.

وعن بداية مشواره الشعري أوضح الزينة في حديث لـ “سانا” أن نشأته في طبيعة جميلة مثل منطقة أبو قبيس كانت ملهماً له منذ طفولته، وشكلت الشرارة الأولى لانطلاقة شعريته الفطرية، ولكن قراءاته لدواوين الشعراء الكبار أمثال المتنبي والبحتري وأبي تمام وغيرهم وصولاً إلى الشعراء المعاصرين شكل عنده مخزوناً شعرياً ترجمه ما بين الفينة والأخرى إلى قصائد احتضنتها دواوينه “شغاف ولهيب العشق”، وأخرى قيد الطباعة وليتحول كثير منها إلى مقطوعات عتابا وأغان شعبية غناها الكثير من المطربين الشعبيين أمثال “عيسى نعوس ويوسف قرحيلي ومحمد عزيز وبرهوم رزق”.

وما زاده شغفاً بالقصيدة والأغنية واللحن معا هو طبيعة عمله كمهندس صوت، وعن ذلك يشرح الزينة أن اتقانه لجميع تقنيات الصوت القديمة والحديثة وتعهده للحفلات وامتلاكه منذ أربعين عاماً إذاعة صوتية شجع الكثيرين للتعامل معه على مدى سنوات أمثال المطرب الراحل “فؤاد غازي” و”وفيق حبيب” وغيرهما من الذين أحيوا عشرات الحفلات في أبو قبيس.

ويتصدر الوطن والحب والمرأة موضوعات قصائد الزينة، حيث يرى أن الوطن هو بصره وبصيرته وهو الإنسان والعالم المحب للسلام وهو الشهيد واهب المجد والعزة والفخار، أما الحب فهو موسيقا جميلة ينشدها الأطفال في الأزقة الريفية وهو مبدع الأشجار والأنهار وكل شيء جميل في الحياة التي تصنعها المرأة رمز الخصوبة والعطاء.

وحول الفرق بين القصيدة والأغنية والعتابا التي يكتبها جميعاً، يشرح “الزينة” وهو من مناصري القصيدة العمودية بشدة أن القصيدة تلحن على بحور الفراهيدي، بينما تصاغ العتابا على بحر الوافر وهي جناس قوامه ثلاث كلمات متوافقات في اللفظ مختلفات في المعنى ولا تذكر العتابا الشعبية الجبلية إلا ويذكر أميرها الشاعر”جميل جنيد” الذي عاش قصة حب لم تتوج بالزواج، وغنى له كثير من مطربي العتابا الشعبيين محلياً وعربياً.

وحول واقع الأغنية الشعبية اليوم اعتبرها “الزينة” أنها ابتعدت عن الطرب وأصبحت مسيئة أحياناً للذائقة الفنية، داعياً المسؤولين عن الأغنية الشعبية إلى تشديد الرقابة عليها لأنها كانت ويجب أن تبقى هوية التراث السوري الأصيل.

حنان سويد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

أيقونة أكتوبر 1964 .. إلى روح الشاعر الفذ والدبلوماسي الأديب محمد المكي إبراهيم

(إلى روح الشاعر الفذ والدبلوماسي الأديب محمد المكي إبراهيم، رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى)

مضى الشاعرُ الفذُّ
مِنْ بعدِ طولِ انتظار !
أسبلَ عينيهِ عنْ بؤسنا ..
تغطي، ومدَّ رجليهِ
ونام !!
وحذَّرنا
– "لا توقظونيَ"
– شرطاً،
إذا لمْ يهزمِ الظلامَ النّهارْ !!
**********************
وعاش..
عاشَ في غيبوبةِ الصّحوِ – طوعاً،
يُغازلُ حلماً،
عصيَّ المنالْ !!
وكانَ مُتاحاً لدى جيلِهِ
تآلف صفٍّ،
وجُرأةُ زحفٍ
تَخِرُّ لها
راسياتُ الجِّبالْ !!
**************
مضى،
وفي رأسِهِ العبقري
براءةُ طفل،
وألفُ سؤال:
فيمَ الشِّقاقُ اللئيمْ،
وأينَ الودادُ القديمْ،
وكيفَ تحوَّلَ
ذاكَ العِناقُ الحميمُ
سيوفَ نِفاقٍ،
عميقِ النِّصالْ ؟؟؟!!!
*****************
تسنَّمَ ذروة ذاكَ النِّضالْ
وغنَّى لهُ،
فَحُقَّ لهُ
بعضُ ذاكَ التَّمنِّي !!
وكانَ
كَنحلِ الرحيقِ الرَّشيقْ،
يُحلِّقُ
ما بينَ غصنٍ وغُصنِ
ويأسِرُهُ بُرعُمُ البرتقال !!
********************

فلَّما تَصوَّحَ حُلمُ النَّماءْ
وبتنا نغُذُّ الخُطا للوراءْ
ونَقنعُ بالدون، دونَ البرايا
ونستجدي لقمة من رغيف
لأن الحقولَ استحالت تكايا..
بإهمالنا،
وظلمِ الشريفِ،
وهضمِ حقوقِ الضعيف
فَجفَّت ضروعُ السماء !!
********************
أنَّى لقلبِ كقلبِكَ يا سيدي
تنسَّمَ كلَّ صنوفِ الجمالْ
وعاشَ هياماً
بِرَبِّ الجمالْ
فكيفَ يطيقُ
ضروبَ الأذى،
وذُلَّ المنافي،
وعنفَ القتال ؟!
*******************
قد كان
مَكِّيَ الهوى
ولَهُ
بطيبةَ إصطلام !!
وأفاقَ
ثمَّ رأى
مآسينا،
مخازينا،
تُمانعُ
أنْ تغادرنا..
فآثرَأنْ ينام !!
***********
فإليكَ
يا رمزَ المحبَّةِ والسلام،
وإلى
نبيِّ الرحمةِ المُهداةِ،
والفيضِ الإلهيِّ المدام،
نهدي السَّلام !!
***************************

أحمد البدوي مصطفى عمر التني

30 سبتمبر 2024م  

مقالات مشابهة

  • المستقبل الحضاري في السودان (1-3)
  • وفاة الشاعر محمد الشحات الرجحى عن عمر يناهز 70 عاما
  • وفاة الشاعر محمد محمد الشحات عن عمر يناهز 70 عاما
  • أيقونة أكتوبر 1964 .. إلى روح الشاعر الفذ والدبلوماسي الأديب محمد المكي إبراهيم
  • أرغفة القصائد تعبُرُ النيل وبردى في بيت الشعر بالشارقة
  • 9 معلومات حول الشاعر السوداني الراحل محمد المكي إبراهيم
  • موعد حفل أحمد سعد في مهرجان الموسيقى العربية 2024.. عودة ليالي الطرب
  • الشاعر محمد المكي ينعي نفسه ويرثي وطنه في هذه القصيدة
  • الشاعر السوداني محمد المكي إبراهيم|معلومات عن رائد القصيدة العربية
  • عبدالله آل حامد: توجيهات محمد بن زايد بإغاثة لبنان تُجسد معدن الإمارات الأصيل