الأسبوع:
2025-02-12@01:11:03 GMT

وقفة.. القمار والمقامرون

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

وقفة.. القمار والمقامرون

وقفتنا هذا الأسبوع قد يظن قرائي الأعزاء أن المقال سيتضمن المعنى الحرفي للقمار والمقامرين، ولكن أقصد هنا بهما كل إنسان يعند في اتخاذ قرار يوقف خسائره ولا يتوقف في الوقت المناسب، ظنا منه أنه لابد أنه سيأتي اليوم الذي يحقق فيه النجاح المنشود.

ولكن بالحسابات السابقة والمستقبلية يجد كل من حوله عدم استطاعة تحقيق النجاح المنشود، ولكن سيستمر معه المنتفعون وسيشجعونه على الاستمرار لأن لهم مصلحة في تواجده على رأس المنظومة.

لو افترضنا مثلا أنها شركة تتعامل في نوع معين من المعاملات، ولا يهمهم سوى أنفسهم ومصالحهم فقط، لكن لا يهمهم نجاح صاحب الشركة أو فشله لأن الأهم عندهم هو نجاحهم هم في تحقيق مصالحهم فقط لا غير، حتى ولو كان نجاحهم على أنقاض صاحب الشركة والعاملين المساكين بها.

لذلك فالإنسان الواعي الشجاع هو من يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب قبل أن تنهار المؤسسة أو الشركة التي يقودها انهيارا تاما، لا يمكن بعدها أن تقوم المؤسسة أو الشركة بالشكل المناسب، فالمقامر في قوته وقوت من يعملون معه لابد أن يخسر لأنه يراهن على ما يملكه وهو ليس لديه قواعد اللعبة التي تجعله يكسب ويقف على رجليه بأقدام ثابتة، وحوله ضباع اللعبة الذين يملكون قواعدها القانونية وغير القانونية، ولديهم من الإمكانيات التي تكشف ورقه أو الزهر المنحرف الذي لا يكسب أحدا الأهم فقط لا غير.

فلعبة الحياة من الممكن أن يقع فيها أي واحد منا، ولكن الشاطر الذي يختار الوقت المناسب لإيقاف خسائره قبل أن يضيع كل شيء، ويتحكم فيه شيطانه ونفسه، خاصة إذا كانت أمارة بالسوء والترابيزة ومن عليها أكبر منه ومن إمكانياته، وليس عيبا أن يتوقف الإنسان في الوقت المناسب، فكلنا معرضون لاتخاذ القرارات الخطأ، ولكن العيب أن نتمادى في الخطأ، ولا يسمع الإنسان إلا صوته وصوت المنتفعين الذين يشجعونه على الاستمرار في الخطأ، لأنهم بالطبع هم المستفيدون فقط.

هذه المقالة هي جرس إنذار لكل مقامر في حياته، ليوقف في الوقت المناسب لنزيف خسائره قبل ان تمتد الخسائر إلى أسرته وبيته وكل من حوله من عاملين بمؤسسته أو شركته فالعقل زينة يصون صاحبه الذى يحافظ عليه ويعرف كيف يستثمره ويفكر به التفكير الذى يحميه بعيدا عن ملذات النفس ومقاوحتها المقاوحة المدمرة.

إلى هنا انتهت وقفتنا لهذا الأسبوع، أدعو الله أن أكون بها من المقبولين، وإلى وقفة أخرى الأسبوع القادم إذا أحيانا الله وأحياكم إن شاء الله.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مقالات وقفة فی الوقت المناسب

إقرأ أيضاً:

نعم سيهاجرون ولكن إلى أين؟!

 

 

-من الحقائق الثابتة، التي لا تقبل الشك أو الجدل، أن كثيرين من سكان غزة سيهاجرون ذات يوم قريب، وسيتركون مناطق سكناهم في قطاع الصمود والبطولة، ولكن ليس إلى خارج حدود وطنهم المغتصب وأراضيهم المحتلة، كما يبّشر بذلك الرئيس المعتوه، ويتوهم حلفاؤه المجرمون، وإنما إلى عمق أرض فلسطين التاريخية، في يافا وحيفا وعكا وعسقلان والقدس وكل شبر من الأرض المقدسة التي دنسها أحفاد القردة والخنازير لعقود من الزمن.
-لن تكون هجرة اعتيادية بل عودة مظفرة، تقتلع في طريقها كل ما يعترض مسيرتها المباركة من العراقيل والعوالق والطفيليات البشرية ولصوص الأوطان ومصاصي الدماء.
-هذه الهجرة الموعودة والمؤكدة سيكون قوامها أكثر من 70% من سكان قطاع غزة، هم بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، لاجئون قام الاحتلال الصهيوني بتهجيرهم قسرا من مدنهم وقراهم وأٌخرجوا من ديارهم وأموالهم بغير حق، عشية نكبة 1948 المشؤومة وما بعدها يوم أن كان لا وجود للمقاومة ولا للقسام ولا لسرايا القدس وكتائب الأقصى وغيرها من الفصائل المجاهدة، لتقيم فيها دولة الاحتلال، مستوطنات غير شرعية لقطعان من البشر، جاءوا من مشارق الأرض ومغاربها بناء على وعد وعطاء من لا يملك لمن لا يستحق.
-عودة الغزاويين إلى أطلال بيوتهم في الشمال، بعد أن فش فيها الاحتلال كل أحقاده وضغائنه، وبذلك التحدي والعنفوان ليس إلا خطوة مبدئية على طريق العودة الكبرى إلى الديار، وهي آتية لا محالة، ولن يستطيع ترمب ولا غيره إيقافها أو التحايل عليها أو إلغاءها.
-لا نراهن على هذه الحقيقة من منطلق التنديد والاستهجان العالمي الواسع الذي قوبلت به تخرّصات وتخاريف ترمب، ولا على الرفض المصري والاردني وكل الدول والكيانات العربية والإسلامية، فلو كان ترمب وأعضاء إدارته الفاشية يلقون بالا، أو يقيمون وزنا للعرب والمسلمين، أو يكترثون لمبادئ ومضامين القانون الدولي والإنساني، أو يأبهون لمؤسسات العدالة الدولية، ما كان ليقول ما قال، بكل تلك الثقة والعنجهية والغرور، ولما كان أتبع ذلك الجنون بحزمة عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، ولما تجرأ على الحديث عن جعل كندا ولاية أمريكية، واحتلال بنما والمكسيك والدنمارك، وغير ذلك من التخاريف والقرارات، التي أتحف بها العالم، خلال الأيام الأولى من ولايته الرئاسية الجديدة.
-يعلم الملياردير الرئيس، وتاجر العقارات الأشهر في العالم، أن أمة المليار ونص المليار نسمة، صارت أمة خانعة ذليلة، لا تستطيع الفعل وعاجزة عن رد الفعل، وقد استمرأت المذلة والهوان، وسيطر الذعر على نفوس شعوبها قبل أنظمتها المنبطحة، فأطلق العنان لغطرسته ووقاحته وخرج علانية عن قواعد الدبلوماسية الأمريكية القائمة على الضرب من تحت الحزام، وبث السموم على هيئة نسيم، لكنه يعلم علم اليقين أن الشعب الفلسطيني وحده – ومعه القليل من أحرار وشرفاء الأمة – سيقف حجر عثرة لا تنكسر أمام مشاريعه الخبيثة، ومخططاته الاستثمارية ذات البعد الاستعماري.. ووحدهم أبطال المقاومة من سيجعلون طموحات ترمب وأحلام نتنياهو – وغيرهما من قتلة وسفاحي العصر – مثل هشيم تذروه الرياح.

مقالات مشابهة

  • وقفة إحتجاجية بسبب إنقطاع الكهرباء
  • رابطة دوري المحترفين تعدّل مواعلضمان عدم التداخل مع أوقات الصلاة في المدن التي تستضيفها؛ رابطة دوري المحترفين تعدّل مواعيد 4 مباريات.يد 4 مباريات بسبب الوقت الإضافي وفترات التوقف
  • الشركة المصرية لنقل الكهرباء و "إيه بي بي" توقعان مذكرة تفاهم
  • ريم البارودي: ممكن أتزوج للمرة الثالثة إذا وجدت الشخص المناسب
  • إسرائيل هيوم: يجب استمرار الحرب بغزة ولكن في الوقت المناسب
  • مصرع منتسب للداخلية بحادث دهس واعتقال 13 شخصاً يلعبون القمار في حادثين منفصلين ببغداد
  • الرئيس الأمريكي: سألتقي بوتين في الوقت المناسب
  • نعم سيهاجرون ولكن إلى أين؟!
  • الكشف عن أبرز البنود التي تحوي المشروع الوطني الذي قدمته القوى السياسية
  • وقفة.. أخطاء الجميع في أحداث 25 و28 يناير 2011 (2)