جريدة الوطن:
2024-10-05@00:20:06 GMT

نبض المجتمع : الترويج المضلل

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

نبض المجتمع : الترويج المضلل

أسْهمَت التكنولوجيا بشكلٍ متسارع في تطوير مجال السَّفر والسِّياحة، وأتاحت الفرصة للجميع للاطِّلاع على مختلف المعلومات والجوانب المهمَّة للتخطيط لأيِّ رحلة، فأصبحت كُلُّ تلك المُعوِّقات التي كان يواجهها السَّائح قَبل سفره وأثناءه من الماضي. فالآن وفي غضون دقائق معدودة بإمكانك التعرُّف على تفاصيل وجهتك السياحيَّة كاملة، سواء تعلَّق الأمْرُ بحالة الطقس أو إجراءات الدخول والأماكن التي ينصح بزيارتها وغيرها من المعلومات، وذلك من خلال كمٍّ هائل من الفيديوهات والصور والمعلومات، بل يصل بك الأمْرُ أحيانًا كثيرة للحيرة في عمليَّة مَن تتابع ومَن تترك وأيُّ المعلومات تقَدِّمها وأيُّها تؤخِّر.

وتُعدُّ عمليَّة الترويج السِّياحي هي هدف الكثير من هذه البيانات والمواد الموجودة على شبكة الإنترنت، وهي مدفوعة الثمن بالأساس، بالإضافة إلى رغبة البعض في إيجاد متابعين له من خلال استعراض رحلاته، أو الاثنين معًا. ممَّا يستدعي هنا أهمِّية وجود وعي لدى السَّائح باختيار نوعيَّة المواد التي ينبغي متابعتها، وكذلك الأشخاص الذين يتابعهم؛ لأنَّ الكثير مِنْهم ـ كما أسلفنا ـ يهتمُّ بعمليَّة الترويج من أجْل الكسب المادِّي فقط بدُونِ إعطاء المعلومات الصحيحة عن تلك الوجهة. وكمثال لذلك، كنتُ في فترة الصَّيف أتواصل مع أحد الأصدقاء الذي اختار أن يقضيَ إجازته في إحدى دوَل وسط آسيا والتي روَّج لها الوسط الإعلامي السِّياحي في سلطنة عُمان على أنَّها وجهة سياحيَّة عائليَّة بامتياز، وأنَّ أجواء الطقس بها مثاليَّة في الصَّيف، وإذا به يصطدم بواقع مغاير تمامًا، خصوصًا فيما يتعلق بموضوع الطقس، لِيصفَ الوضع بأنَّه أشدُّ من الحرارة في السَّلطنة، وبالتَّالي لَمْ يستطع الاستمتاع برحلته نتيجة هذا الوضع، فجعلنا نضع عامل الطقس في الصَّيف كخيار رئيس عِنْد اختيار الوجهة. قَدْ يقول قائل إنَّ الأمْرُ يرجع له في عمليَّة عدم قيامه بالبحث في الإنترنت مثلًا عن حالة الطقس لتلك الوجهة مع توافر كُلِّ المعلومات حاليًّا؟ والردُّ أنَّ كمَّ الفيديوهات والمُروِّجين لهذه الوجهة والذين يؤكِّدون ويحلفون بأنَّ الطقس مثالي قَدْ يُنسيك في أحيان كثيرة هذا الأمْرَ، دُونَ وجود عذر بالفعل في عمليَّة التكامل ما بَيْنَ ما يتمُّ تقديمه من معلومات من قِبل الشركات السِّياحيَّة وما بَيْنَ البحث عن مصادر معلومات مستقلَّة أخرى لمعرفة الحقيقة.
وفي سياق الترويج المضلل الذي يُمارس من قِبل البعض والمتمثل في المبالغة بالأسعار دُونَ وجْه حقٍّ، فأتذكَّر بأنَّ أحد مشرفي مجموعة سياحيَّة في برنامج الواتساب قَدْ عرض إعلان لشركته لرحلة لإحدى المُدُن بسعر كبير لا يتناسب مع المدَّة الزمنيَّة ولا مع مستوى المدينة. وبحُكم أنَّ لديَّ خبرة في زيارة تلك المدينة وأستطيع تحديد الميزانيَّة الحقيقيَّة لزيارتها فقَدْ وجدت المبلغ كبيرًا ولا يتناسب مع تلك المعطيات، فعملت تعليقًا على الإعلان يصفه بالمبالغ في السِّعر، فما كان مِنْه إلَّا أن تواصلَ معي على الخاص وطلبَ مِنِّي حذف التعليق، وعِنْدما رفضت بحجَّة أنَّ هذا الأمْرَ وجهة نظر يجِبُ احترامها فما كان مِنْه بحُكم أنَّه مشرف للمجموعة إلَّا بإخراجي مِنْها.
نخلص في نهاية الأمْرِ إلى أنَّ هذا المجال شأنه شأن المجالات الأخرى يعاني من ترويج إعلامي مضلِّل يُمارسه البعض من أجْل الكسب المادِّي السريع على حساب السَّائح الذي قَدْ لا يفقه كثيرًا في تكاليف السَّفر والسِّياحة، ولا يهتمُّ بمعرفة تفاصيل رحلته منطلقًا ممَّا وفَّرته له التكنولوجيا من إمكانات هائلة لا يُمكِن التخطيط لأيِّ رحلة إلَّا بالرجوع لها، وهذا هو الإجراء الواقعي الذي يجِبُ أن يدركَه أيُّ سائح قَبل التفكير في زيارة أيِّ بلد أو اختيار أيِّ شركة سياحيَّة. فالأمْرُ يَعُودُ في مقام آخر في عمليَّة الاستمتاع أيضًا بالمبالغ التي أخذتها تلك الشركات بدُونِ وجْه حقٍّ تحت خانة الجشع المالي الذي في النهاية لا يُمكِن أن يضْمنَ ديمومة سياحيَّة.

د. خصيب بن عبدالله القريني
kaseeb222@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: فی عملی الأم ر

إقرأ أيضاً:

حسام موافي: لا يجب أن نلغي عيد الأم لسبب الوفاة.. فيديو

في رسالة إلى الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العيني، تطالب بتغيير مسمى عيد الأم إلى عيد المرأة، وذلك بسبب وفاة العديد من الأمهات وذلك حرصا على مشاعر أبنائهن.

عقب حسام موافي خلال تقديمه برنامج «رب زدني علما»، والمذاع على قناة «صدى البلد»، قائلًا: «لا اتفق مع هذه المطالب، الموت مكتوب على كل إنسان، الرسول صلى الله عليه وسلم مات، لا يجب أن نلغى عيد الأم لسبب الوفاة، فهناك سيدات لا ينجبن، لأن الموت علينا حق».

وتابع حسام موافي: «الله يهب لمن يشاء الذكور والإناث، ويجعل من يشاء عقيما، الله له حكمة في عدم إنجاب الكثير من السيدات، ربما يكون الابن ضال أو مدمن».

وأكمل: «الكثير من الأبناء الذين فقدوا أمهاتهم ينتظرون عيد الأم، لتذكر أمهاتهم، والبعض يقوم بعقد سنوية للأم، نحتفل بمولد النبوي الشريف ونحن لم نعيش معه، لذا يجب على كل ابن فقد والدته بقراءة الفاتحة لها، والذهاب إلى قبرها والدعاء لها».

مقالات مشابهة

  • «ترويج الأكاذيب».. حرب قذرة لزعزعة الاستقرار وضرب الاقتصاد والتماسك المجتمعي
  • حسام موافي: لا يجب أن نلغي عيد الأم لسبب الوفاة.. فيديو
  • شرطة دبي: هذه عقوبة الترويج لمسابقة أو عملة إلكترونية دون ترخيص
  • معلومات عن عمليّة إستهداف هاشم صفي الدين.. كم بلغ وزن المتفجرات التي استخدمتها إسرائيل؟
  • لماذا حرصت إسرائيل على الترويج لفكرة الاحتلال إلى زوال؟
  • وزير الآثار يلتقي نظيره السعودي لمناقشة آليات الترويج السياحي المشترك
  • حساب الأمم المتحدة ينشر مداخلة أخنوش حول الصحراء المغربية بعد جدل الترويج لأطروحة الجزائر (تغريدة)
  • كابت صحفي: الدبلوماسية المصرية لها دور كبير في الترويج للقضية الفلسطينية
  • من المغرب.. الترويج لكأس الإمارات العالمي لجمال الخيل
  • عمليّة لافتة لـحزب الله في بلدة جنوبيّة.. أمطر قوّة إسرائيليّة بالصواريخ ودمّر 3 دبابات ميركافا