لا لخرق جدار القيم والتقاليد
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
إذا كان الأميركان قلقين على النشء من فتيانهم وفتياتهم من المنزلقات والأفخاخ المدمِّرة المطويَّة بَيْنَ ثنايا شبكة المعلومات الدوليَّة العنكبوتيَّة (الإنترنت)، فما عسانا فاعلين في مُجتمعات عربيَّة مُسلِمة حيال هذه الشبكة؟ ثمَّ هل يُمكِن للحكومات تحصين الصبية والصبيات بقدر تعلُّق الأمْرِ بتعاملهم مع هذه الشبكة وهو التعامل الذي غَدَا حُرًّا فوق حدود الحُريَّة، بكُلِّ معنى الكلمة، بل واخترقنا حتَّى في دواخل دُورنا ومساكننا حيث الأمن والأمان المفترضان؟
يذهب بعض أصحاب الرأي والمشورة بعيدًا حدَّ دعوة «الدَّولة» إلى تقنين وحجب القنوات والمواقع المشكوك بأهليَّتها أخلاقيًّا، وهي الحال التي راح الكثيرون يرفضونها بعد عقود طوال من لجمِ الحُريَّات وتقنين أدوات التعبير والرأي، الأمْرُ الذي يقود إلى إيقاظ حساسيَّات الأنظمة الشموليَّة التي سئم الجمهور العربي والمُسلِم مِنْها ومن أدواتها، بعد أن خبرها لعقود طوال عَبْرَ لافتات مضلِّلة من نمط «الإعلام الموَجَّه»، من بَيْنِ سواه من اللافتات التي صارت مدعاة للسخرية ومن أسباب الغثيان!
لقَدْ نجح العالَم الغربي، ممتطيًا هذا النَّوع من الشبكات والتقنيَّات الحديثة في فتح ثغرات في جدران بيت الأُسرة العربيَّة والمُسلِمة، البيت الذي بقي طوال قرون حكرًا على توجُّهات وتوجيهات الموروث التقليدي جيلًا بعد آخر.
لذا، يذهب المحافظون ممَّن حضر صفوف المدرسة التقليديَّة إلى تجاوز شعارات الحُريَّة والديمقراطيَّة قسرًا على سبيل حجب ما يرونه من تجاوز التقنيَّات لحدود الأخلاقيَّات والمقَدَّسات المتوارثة.
ومن ناحيه أخرى، يذهب «التقَدُّميُّون»، أو أدعياء «التقَدُّمية» إلى نقْد برامج التنشئة والتربية والتعليم، اعتمادًا على ما رصدوه من ضعف وهنات بها سمحت للشبكة العنكبوتية بـ»بالعبث» بتراث عريق من الأخلاقيَّات التي وصلت للأجيال الجديدة مشفَّرة كرسائل من الأسلاف عَبْرَ دمائهم ووجدانهم كذلك!
وإذا كانت مشكلتنا بهذا الاتِّساع والتعقيد، مع إشارة خاصَّة إلى معاناة أجزاء كبرى من العالَم الغربي لذات المُشكِلة، يتوجَّب على أولي الأمْرِ وأهل الحلِّ والعَقْد العمل جاهدين لبلوغ الخيار المصيري بَيْنَ الانجراف في تيار التغيير القوي الآتي من العالَم الغربي، أو مقاومة هذا التيار الذي قَدْ يَقُودُ البعض من المحافظين إلى الانقراض!
أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
التايمز: مبعوث ترامب يقترح إقامة "جدار برلين " لإنهاء الصراع الأوكراني الروسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اقترح الممثل الخاص للرئيس الأمريكي إلى أوكرانيا، كيث كيلوج، اليوم السبت خطة لتقسيم أوكرانيا على غرار جدار برلين بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك لإنهاء الصراع الأوكراني الروسي، وأوضح كيلوج في تصريحات لصحيفة التايمز البريطانية أنه في ظل استمرار روسيا في رفض الهدنة، يمكن تقسيم لأوكرانيا إلى مناطق مختلفة، تسيطر كل منها قوة عالمية كبرى بحيث تسيطر المملكة المتحدة وفرنسا على المنطقة الغربية، وروسيا على الشرق، ومنطقة عازلة منزوعة السلاح بينهما.
وأضافت أن خطة التقسيم المقترحة تتضمن عدم وجود قوات برية أمريكية، وأن يكون نهر دنيبرو خطا فاصلا طبيعيا، ومنطقة منزوعة السلاح بطول 18 ميلا، وسلامًا يفرضه "تحالف الدول الراغبة"، بقيادة القوات الأنجلو-فرنسية.
وقال الجنرال المتقاعد: "يمكننا أن نفعل ذلك كما فعلنا مع برلين بعد الحرب العالمية الثانية، حيث كانت هناك منطقة روسية وفرنسية وبريطانية وأمريكية"، مؤكدا أن هذا الحل قد يُنهي الحرب بين أوكرانيا وروسيا.
وبموجب هذه الخطة، سيتم إرسال قوات بريطانية (تعهدت المملكة المتحدة بتقديم 4.5 مليار جنيه إسترليني كمساعدات لأوكرانيا) وفرنسية إلى غرب أوكرانيا للمساعدة في حفظ السلام، بينما سيبقى الجنود الروس في المناطق الشرقية التي يسيطرون عليها حاليًا.
وستُقام منطقة خاصة خالية من القتال، تُسمى المنطقة منزوعة السلاح، بين المنطقتين. ويمكن أن تتواجد القوات الأوكرانية في تلك المنطقة.
وأقر كيلوج بأن بوتين قد يرفض الخطة أيضًا، وفقًا لما ذكرته صحيفة التايمز، لكنه أصر على أن مراقبة المنطقة منزوعة السلاح ستكون ممكنة كما اقترح إجراء انتخابات في أوكرانيا بعد وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن هذا القرار يعود للأوكرانيين.
يأتي هذا الاقتراح بعد وقت قصير من تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوجوب وضع أوكرانيا تحت "إدارة خارجية" - أي أن دولًا أخرى ستساعد في إدارتها.
وفي الوقت نفسه، صرّح مسؤول أوكراني مؤخرًا بأن روسيا عرضت على الغرب صفقة بموجبها ستوقف الحرب إذا قبل العالم الأراضي التي تسيطر عليها روسيا حاليًا، ووافق على عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) كما تضمنت الصفقة نشر قوات حفظ سلام دولية على طول خط المواجهة.
وبدوره، رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذه الفكرة بشدة، مؤكدًا أن أوكرانيا لن تتنازل عن أي جزء من أراضيها لإحلال السلام.
وكان مبعوث ترامب الآخر، ستيف ويتكوف، قد التقى بوتين في موسكو يوم الخميس الماضي حيث أكد الكرملين أنهما تحدثا عن "قضايا تتعلق بأوكرانيا" لكنهما لم يُفصحا عن التفاصيل.
وتسيطر روسيا على حوالي 20% من أوكرانيا، معظمها في الشرق حيث أُجبر الملايين على مغادرة منازلهم، وفقد الكثيرون أرواحهم.
ووفقًا للتقرير، لم يتضح بعد ما إذا كانت خطة كيلوج ستُنفذ، لكن العديد من المسؤولين الأوكرانيين يعارضونها، معتبرين أنها ستكافئ روسيا .