جريدة الوطن:
2024-09-17@02:58:12 GMT

لا لخرق جدار القيم والتقاليد

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

لا لخرق جدار القيم والتقاليد

إذا كان الأميركان قلقين على النشء من فتيانهم وفتياتهم من المنزلقات والأفخاخ المدمِّرة المطويَّة بَيْنَ ثنايا شبكة المعلومات الدوليَّة العنكبوتيَّة (الإنترنت)، فما عسانا فاعلين في مُجتمعات عربيَّة مُسلِمة حيال هذه الشبكة؟ ثمَّ هل يُمكِن للحكومات تحصين الصبية والصبيات بقدر تعلُّق الأمْرِ بتعاملهم مع هذه الشبكة وهو التعامل الذي غَدَا حُرًّا فوق حدود الحُريَّة، بكُلِّ معنى الكلمة، بل واخترقنا حتَّى في دواخل دُورنا ومساكننا حيث الأمن والأمان المفترضان؟
يذهب بعض أصحاب الرأي والمشورة بعيدًا حدَّ دعوة «الدَّولة» إلى تقنين وحجب القنوات والمواقع المشكوك بأهليَّتها أخلاقيًّا، وهي الحال التي راح الكثيرون يرفضونها بعد عقود طوال من لجمِ الحُريَّات وتقنين أدوات التعبير والرأي، الأمْرُ الذي يقود إلى إيقاظ حساسيَّات الأنظمة الشموليَّة التي سئم الجمهور العربي والمُسلِم مِنْها ومن أدواتها، بعد أن خبرها لعقود طوال عَبْرَ لافتات مضلِّلة من نمط «الإعلام الموَجَّه»، من بَيْنِ سواه من اللافتات التي صارت مدعاة للسخرية ومن أسباب الغثيان!
لقَدْ نجح العالَم الغربي، ممتطيًا هذا النَّوع من الشبكات والتقنيَّات الحديثة في فتح ثغرات في جدران بيت الأُسرة العربيَّة والمُسلِمة، البيت الذي بقي طوال قرون حكرًا على توجُّهات وتوجيهات الموروث التقليدي جيلًا بعد آخر.


لذا، يذهب المحافظون ممَّن حضر صفوف المدرسة التقليديَّة إلى تجاوز شعارات الحُريَّة والديمقراطيَّة قسرًا على سبيل حجب ما يرونه من تجاوز التقنيَّات لحدود الأخلاقيَّات والمقَدَّسات المتوارثة.
ومن ناحيه أخرى، يذهب «التقَدُّميُّون»، أو أدعياء «التقَدُّمية» إلى نقْد برامج التنشئة والتربية والتعليم، اعتمادًا على ما رصدوه من ضعف وهنات بها سمحت للشبكة العنكبوتية بـ»بالعبث» بتراث عريق من الأخلاقيَّات التي وصلت للأجيال الجديدة مشفَّرة كرسائل من الأسلاف عَبْرَ دمائهم ووجدانهم كذلك!
وإذا كانت مشكلتنا بهذا الاتِّساع والتعقيد، مع إشارة خاصَّة إلى معاناة أجزاء كبرى من العالَم الغربي لذات المُشكِلة، يتوجَّب على أولي الأمْرِ وأهل الحلِّ والعَقْد العمل جاهدين لبلوغ الخيار المصيري بَيْنَ الانجراف في تيار التغيير القوي الآتي من العالَم الغربي، أو مقاومة هذا التيار الذي قَدْ يَقُودُ البعض من المحافظين إلى الانقراض!

أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

رشا عبد العال: التسهيلات الضريبية تسهم في إنهاء النزاعات المتراكمة منذ سنوات ماضية

أكدت رشا عبد العال رئيس مصلحة الضرائب المصرية، على حرص وزير المالية والمصلحة ورغبتهما الصادقة على فتح صفحة جديدة مع رجال الأعمال والمستثمرين ورواد الأعمال ورجال الصناعة والتجارة ومختلف فئات المجتمع الضريبي، وأن مبدأ الثقة هو المبدأ الرئيسي الذي سيتم التعامل به مع جميع الممولين، فنحن نريد تعزيز الثقة وتغيير الصورة الذهنية وتحقيق الشفافية والعدالة، مشيرة أنه فيما يتعلق بالاستثمار فلقد تمت خلال الفترة الماضية دراسة كافة التحديات والمعوقات والمشكلات الموجودة على أرض الواقع والتي كانت تواجههم وتعيق من نمو استثماراتهم، والعمل على تسهيل وتهيئة بيئة العمل في سوق ومناخ الاستثمار وتشجيع المستثمرين على التواجد والنمو في مصر.

وأشارت إلى أن حزمة التسهيلات الضريبية المعلن عنها هي حزمة كبيرة وضخمة بها الكثير من التسهيلات الضريبية والتي تشمل كافة الأوعية الضريبية وكافة الأنشطة وكافة الممولين مع اختلاف حجم أعمالهم ولكل منهم التسهيلات الخاصة به والتي تناسب نشاطه، هذا بالإضافة إلى العديد من التسهيلات الضريبية الأخرى التي ستسهم في إنهاء النزاعات المتراكمة منذ سنوات ماضية.

وقالت إن حزمة التسهيلات الضريبية مليئة بالكثير من التفاصيل وتم اتخاذ قرار أن يتم الإعلان بصفة عامة عن جميع بنود حزمة التسهيلات وخلال الأربعة أسابيع القادمة سيتم الإعلان في كل أسبوع عن مجموعة من بنود التسهيلات الضريبية بشكل تفصيلي حتى يتم مناقشتها وشرحها ويتم إجراء الحوار المجتمعي اللازم لها ونتلقى تعقيبات الممولين ومجتمع الأعمال حتى نصل إلى تصور نهائي ومرضي للجميع، وبمجرد الانتهاء من نشر كافة تفاصيل حزمة التسهيلات سوف يتم الإعلان عن استراتيجية السياسات الضريبية التي تتضمن خارطة الطريق الضريبي حتى عام 2030، مشيرة أن من ضمن أهدافنا هو تعزيز التواصل مع مجتمع الأعمال.

وأوضحت رشا عبد العال، أنه من ضمن حزمة التسهيلات الضريبية تم عمل منظومة متكاملة للممولين الذين لا يتجاوز حجم أعمالهم 15 مليون جنيه سنويا، وذلك لكافة الأوعية الضريبية (الدخل والقيمة المضافة والدمغة ورسم التنمية وتوزيعات الأرباح ) وتم عمل مجموعة من التسهيلات أيضا لالتزاماتهم الضريبية، فنحن نستهدف أن نرسل رسالة طمأنة إلى القطاع غير الرسمي «أنك بانضمامك إلى المنظومة الرسمية طواعية سوف نتغاضى عن كافة تعاملاتك التجارية أو الخدمية التى قمت بها قبل انضمامك لمنظومة الاقتصاد الرسمى، و ستكون كافة الالتزامات الضريبية واضحة و بشكل سهل ومبسط جدا، وانضمامك للمنظومة الرسمية سيساعدك على توسيع نطاق أعمالك وسيجعلك قادر على التصدير والاشتراك في المعارض الرسمية والتعامل مع الجهات الحكومية وغيرها من المزايا »، مؤكدة أن هذا البند من التسهيلات الضريبية من أوائل البنود التي سيتم طرحها للحوار المجتمعي.

وأشارت إلى أنه أيضا من ضمن التسهيلات الضريبية التي تؤكد على رغبتنا الصادقة لفتح صفحة جديدة مع الممولين أنه سيتاح للممول الذي لم يستطع الالتزام بتقديم إقراراه الضريبي في المواعيد القانونية لأى سبب عن سنوات محددة سيتم الإعلان عنها لاحقا تقديم إقراراه دون عقوبات، مضيفة أنه سيتم أيضا إتاحة إمكانية للممولين بتقديم إقرارات ضريبية معدلة عن أعوام محددة سيتم الإعلان عنها أيضا وذلك في حالة وجود سهو أو خطأ أو إغفال بيانات لم يتم إدراجها في الإقرار الأصلي دون التعرض للجزاءات المقررة قانونا.

اقرأ أيضاًرئيس مصلحة الضرائب: التيسيرات الضريبية تساعد المستثمر على تصدير منتجه والمشاركة في معارض رسمية

«مصلحة الضرائب»: التسهيلات الجديدة تستهدف إنهاء النزاعات مع الممولين والمستثمرين

مقالات مشابهة

  • طيران الاحتلال الإسرائيلي يخرق جدار الصوت في أجواء الجنوب اللبناني
  • طيران العدو خرق جدار الصوت فوق البقاع الغربي
  • «الأرشيف والمكتبة الوطنية» يستعرض دور الترجمة في تعزيز القيم الإنسانية
  • أين يذهب فائض حلاوة المولد؟.. حيلة التجار لتجنب الخسائر
  • برلماني: تصدر الصناعة المصرية أولويات الدولة سيحدث فارقا في الاقتصاد
  • رشا عبد العال: التسهيلات الضريبية تسهم في إنهاء النزاعات المتراكمة منذ سنوات ماضية
  • رضا عبد العال: أتمنى مشاركة هذا اللاعب مع الزمالك ضد الأهلي
  • المولدُ النبوي: إحياءُ القيم النبوية والتضامن مع فلسطين في زمن المحن
  • في خطورة تنسيب القيم الاجتماعية
  • رشا عبد العال تكشف سبب إقرار حزمة التسهيلات الضريبية.. فيديو