جريدة الوطن:
2024-11-25@12:45:01 GMT

درنة .. خطيئة السياسة والسياسيين

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

درنة .. خطيئة السياسة والسياسيين

تجسِّد الفيضانات المُميتة التي حَوَّلَت مدينة درنة الليبيَّة إلى أنقاض تضمُّ تحتها آلاف الجثث والمفقودين الخطيئة التي يرتكبها السِّياسيون حينما يضعون أولويَّاتهم التصارع ودبج الخطابات لادِّعاء الأحقيَّة في تولِّي المناصب وإدارة الثروات ليتساوى في ذلك سياسيون من الأنظمة المتعاقبة.
ومع بدء وصول المساعدات الدوليَّة إلى ليبيا لدعم الناجين من الفيضانات في مدينة درنة يتراجع الأمل في العثور على أحياء بَيْنَ آلاف المفقودين بعد أيَّام على كارثة العاصفة دانيال التي صحبتها أمطار غزيرة كان يُمكِن تفادي الكثير من أضرارها لولا انهيار سدَّيْن أدَّى إلى فيضان النهر الذي يعبُر المدينة لِتتدفقَ المياه كسونامي جارف للأبنية والجسور والطُّرق ومعهم البَشَر.

وتحت ضغط الأمطار الغزيرة، انهار السَّد الأوَّل، وهو سدُّ أبو منصور بسعة 22,5 مليون متر مكعب والواقع على بُعد 13 كيلومترًا من درنة، فتدفَّقت مِنه أنهار من المياه، واجتاحت السَّد الثاني وهو سدُّ «البلاد» بسعة 1,5 مليون متر مكعب، ويقع على بُعد كيلومتر واحد فقط من المدينة الساحليَّة.
وقلَّص قرب السَّد من المدينة فرص تبعثُر المياه قَبل وصولها إليها، فاجتاحت السُّيول العنيفة الجارفة درنة. وإذا كانت آخر الأرقام الرسميَّة تشير إلى حصر 3166 وفاة وفق وزير الصحَّة في حكومة شرق ليبيا عثمان عبد الجليل، فإنَّ منظَّمة الصحَّة العالَميَّة ترفع العدد إلى 3958 جثة أحصتها المنظَّمة وأكثر من تسعة آلاف شخص في عداد المفقودين، إضافة إلى عمليَّات بحث في البحر تشير مئات الجثث، ناهيك عن مخاطر انتشار الأمراض المرتبطة باحتمال تلوُّث المياه. ويتحمَّل الوضع السياسي وزرًا كبيرًا في هذه المأساة.. فإضافة إلى أنَّ هذا الوضع الذي يزداد تفاقمًا منذ 2011 يعرقل وصول المساعدات وجهود الإغاثة، فإنَّ التحقيق في ظروف الكارثة أظهر أنَّ السدَّيْنِ اللذين انهارا كانا يظهران تشقُّقات منذ 1998 ليتوالى المسؤولون والسِّياسيون على هذا الوضع لإهمال في عهد العقيد الراحل معمر القذافي دُونَ إصلاح، حيث إنَّ إدارة السدود في ليبيا أُبلغت في العام 1998 بظهور أوَّل التشقُّقات في المنشأتين لتكلف السلطات شركة استشاريَّة إيطاليَّة بتقييم الأضرار التي لحقت بالسدَّيْن، وأكَّدت وجود تشقُّقات وفي العام 2007، عهد نظام معمر القذافي بأعمال الإصلاح إلى شركة تركيَّة. وبسبب عدم توفير الأموال بدأت الشركة أعمالها في أكتوبر 2010، قبل أن تتوقفَ بعد أقلَّ من خمسة أشهر، في أعقاب ثورة 2011. ومنذ ذلك الحين، خُصِّصت ميزانيَّة كُلَّ عام لإصلاح السدَّيْن، لكن لَمْ تباشر أيٌّ من الحكومات المتعاقبة العمل. ويشير ديوان المحاسبة الليبي في تقرير عام 2021، إلى «مماطلة» الوزارة المعنيَّة في استئناف العمل في السدَّيْن ليبقى سؤال عن الميزانيَّة المخصَّصة كُلَّ عام؟ وسؤال آخر مفاده: كم أنفق سياسيون على خطابات وتحريض على أنظمة أخرى قَبل أن ينفقَ سياسيون آخرون على اقتتال داخلي على مدار السنوات الماضية بمقابل كم تمَّ صرفه على تحديث البنية الأساسيَّة التي بها كان يُمكِن تفادي مِثل هذه الكارثة؟

هيثم العايدي
كاتب صحفي مصري
Aydi007@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

“البحث الجنائي” يحرر 7 باكستانيين بعد اختطافهم في درنة

حرر جهاز البحث الجنائي فرع درنة سبعة باكستانيين بعد اختطافهم من قبل أحد تجار البشر.

وكشف الجهاز أن المتهم -من ذوي السوابق، وعليه أحكام غيابية، ويتاجر بالخمور- وعثر بحوزته على كمية من الأسلحة التي استخدمها هو وأفراد عائلته لمقاومة رجال الأمن.

كانت وردت إلى جهاز البحث الجنائي فرع درنة معلومات باختفاء واحتجاز 7 باكستانيين أثناء محاولتهم البحث عن شخص يسهل هجرتهم غير الشرعية إلى إيطاليا.

وكشفت التحريات أن شخص ليبي الجنسية اتصل بذويهم وهددهم بقتل أحدهم كل أربعة أيام، مطالبًا بفدية قدرها 300 ألف دينار ليبي.

وبعد التحري، تم تحديد مكان المتصل والهاتف ومعرفة هويته ومنزله في خليج البمبه.

تبين أنه من ذوي السوابق وعليه أحكام غيابية، ويقوم بالاتجار بالخمور ولديه كمية من الأسلحة يستخدمها هو وأفراد عائلته لمقاومة رجال الأمن.

وبعد الحصول على إذن النيابة، جرى التنسيق مع القوات المسلحة اللواء 166 مشاة لتنفيذ المداهمة.

خلال المداهمة، عثر على جهاز لاسلكي قصير المدى، وأسلحة متنوعة، وخزان مياه يحتوي على 940 زجاجة بلاستيك مليئة بالخمر، و48 زجاجة بلاستيك سعتها 6 لتر مليئة بالخمر.

ونجحت القوات في تحرير الرهائن، وأثناء الخروج، حاول ثلاثة أشخاص منع القوات من الخروج بالمضبوطات، وتم ضبطهم.

وأفاد العمال بأنهم تم تسليمهم عن طريق شخص يقود سيارة نوع تويوتا من طبرق إلى بنغازي، وتم خطفهم منذ حوالي خمسة عشر يومًا. اعترف الجاني الأول بتهديدهم بالسلاح وإجبارهم على الاتصال بذويهم لدفع الفدية.

وأحيلت القضية للنيابة العامة بتهم الخطف، الاتجار بالخمور، حيازة السلاح بدون ترخيص، الهجرة غير الشرعية، التستر، ومقاومة رجال الأمن.

الوسومجهاز البحث الجنائي

مقالات مشابهة

  • وزيرة التنمية المحلية تستقبل وفدا من تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين
  • وزيرة التنمية المحلية تلتقي وفدًا من تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين
  • تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تثمن قرار رفع أسماء 716 شخصًا من قوائم الإرهاب
  • «الأعلى للإعلام» يبدأ إجراءات حذف الصفحات المزيفة للوزراء والسياسيين
  • نائب أمير منطقة مكة المكرمة يطّلع على الخطط والأعمال التي تنفذها شركة المياه الوطنية بالمنطقة
  • وزير الخارجية التركي: بيئة عدم الصراع في ليبيا التي بدأتها تركيا بدأت تؤتي ثمارها
  • ضبط شخص بحوزته مواد مسكرة في درنة
  • نيابة درنة تأمر بحبس تشكيل عصابي احتجز مهاجرين باكستانيين
  • حبس تشكيل عصابي يتاجر «بالخمر» ويحتجز  مهاجرين
  • “البحث الجنائي” يحرر 7 باكستانيين بعد اختطافهم في درنة