جريدة الوطن:
2024-11-08@01:40:10 GMT

أصداف : اقتصاد بنصف «رئة»

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

أصداف : اقتصاد بنصف «رئة»

هذا النَّوع من الاقتصاد منتشر في العديد من الدوَل والمُجتمعات، وتكمن خطورته في العوامل التي يقوم عليها والتي تكُونُ في غاية الضعف والهشاشة، لهذا أدركت بعض الحكومات والشركات والمؤسَّسات التي تعتمد هذا النَّوع من الاقتصاد خطورة ذلك، ما دفعها لوضع المعالجات التي تتكفَّل بتجنُّب تلف النِّصف المتبقِّي من «الرئة».


لنقترب من الموضوع أكثر، في حال اعتمدت عائلة في جميع مشترياتها ومصروفاتها على تحويلات لأفراد من العائلة يعملون في الخارج، وتصل هذه التحويلات بصورة دائمة ومنتظمة ما أسهم في تشكيل نمط حياتي معيَّن، نوع الملابس وحجم الفواتير ووسائط النقل وكميَّات وأنواع المأكولات والمصروفات الأخرى، التي تأخذ ـ بطبيعة الحال ـ نمطا معيَّنًا، ثمَّ فجأة توقَّفت تلك التحويلات لأيِّ سببٍ كان، عِنْدها كيف يصبح حال هذه العائلة، وينطبق ذلك أيضًا على مؤسَّسات وشركات، والأهم من ذلك على دوَل كبيرة وصغيرة.
من هنا، ندخل في مناقشة الاقتصاد الذي يعيش بنصف «رئة» وأيًّا كان هذا الاقتصاد، فإذا كان معتمِدًا على السِّياحة فقط فقَدْ تتوقَّف السِّياحة دُونَ سابق إنذار، وأقرب مثال على ذلك ما حصل خلال جائحة كورونا، وشاهدنا كيف توقَّف هذا القِطاع، الذي لَمْ يتوقع الخبراء والمختصُّون في يوم ما توقُّف عجلته بصورة شاملة، وفي حال اعتمد اقتصاد على الزراعة دُونَ غيرها، وفجأة حصل متغيِّر كبير في المناخ ـ مؤشِّرات ذلك يعيشها العالَم حاليًّا ـ وتسبَّب الجفاف بتوقُّف هذا القِطاع، وربَّما يزحف ميكروب ويضرب الأشجار والنباتات كما حصل في فيروس كورونا الذي ضرب البَشَر، وهناك اقتصادات تعتمد على الثروة الحيوانيَّة التي قَدْ تتعرض لكوارث كبيرة، وعالَم الأسماك في الأنهر والبحار قَدْ يصاب بكارثة فيتوقَّف النِّصف المتبقِّي من «الرئة».
قَدْ تكُونُ الأمثلة والقِطاعات المشمولة بالعيش في نصف «رئة» عديدة ومتنوِّعة، وقَدْ لا يراها البعض ولا يتوقع الكثيرون شمولها بهذا الوصف، لكنَّ المُهمَّ في هذه القضيَّة أن يتنبَّهَ القائمون على ذلك بتأمُّل الموقف والشروع في تصوُّر وقوع الكارثة؛ لأنَّ ذلك وحده المُحفِّز للدافع المعالج لهذه الإشكاليَّة.
إنَّ العائلة التي اعتادت على مستويات من الاستهلاك اليومي في حياتها على ما يصلها من تحويلات ماليَّة من الخارج، وطوَّرت أبواب الصرف والاستهلاك ستصاب بصدمة كبيرة، وقَدْ تتسبَّب تلك الصدمة بكوارث اجتماعيَّة واقتصاديَّة؛ لأنَّها وبدلًا من التوسُّع في زوايا الصرف والاستهلاك لتوجَّهت مبكرًا لتوسيع مساحة «نصف الرئة» وحرصت بعلميَّة على إضافة رئة أخرى أو رئات عديدة غير مرتبطة بـ»النِّصف» الهشِّ والضعيف.
ينطبق ذلك على جميع الاقتصادات التي تعيش «بنصف رئة» وبعضها ينجو والبعض ـ للأسف ـ قَدْ يضعف كثيرًا ويتراجع وربَّما يهلك.

وليد الزبيدي
كاتب عراقي
wzbidy@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الصين تحقق اختراقاً علمياً بالكشف المبكّر عن سرطان الرئة

حققت الصين اختراقا علميا كبيرا في الكشف المبكّر عن سرطان الرئة، من خلال ابتكار “جهاز استشعار فائق الحساسية يكشف عن المرض من خلال تحليل التغيرات الكيميائية في هواء الزفير”.

وبحسب صحيفة “ديلي ميل”، “يعتمد الجهاز الذي طوره باحثو المعهد البوليتكنيكي بجامعة تشجيانغ في الصين، على اكتشاف التغيرات الدقيقة في مستوى مادة كيميائية تسمى الأيزوبرين، والتي أظهرت الدراسات السابقة أنها تنخفض بشكل ملحوظ في تنفس الأشخاص المصابين بسرطان الرئة”.

ووفق الصحيفة، “جرى تطوير المستشعر باستخدام مواد نانوية تحتوي على البلاتين والإنديوم والنيكل، ما يتيح له التمييز بين الأيزوبرين وغيره من المواد الكيميائية الموجودة عادة في عينات التنفس، وتمكن فريق البحث من تحسين حساسية المستشعر ليكون قادرا على اكتشاف الأيزوبرين في مستويات تصل إلى أجزاء من المليار، وهو مستوى يتفوق بشكل كبير على أجهزة الاستشعار السابقة”.

وبحسب الصحيفة، “ففي اختبارات أجريت على عينات من أنفاس 13 شخصا، بما في ذلك 5 مصابين بسرطان الرئة، نجح المستشعر في اكتشاف مستويات منخفضة من الأيزوبرين تصل إلى 40 جزءا في المليار لدى الأشخاص المصابين بالسرطان، مقارنة بمستويات تزيد عن 60 جزءا في المليار لدى الأشخاص غير المصابين.

وقال الباحثون: “إن هذه التقنية قد تمثل طفرة في فحص سرطان الرئة بشكل غير جراحي، وتفتح آفاقا جديدة لتحسين التشخيص المبكر للمرض، ما قد يساهم في إنقاذ الأرواح”.

مقالات مشابهة

  • الصين تحقق اختراقاً علمياً بالكشف المبكّر عن سرطان الرئة
  • بايدن: نترك وراءنا أقوى اقتصاد في العالم وغيَّرنا أمريكا للأفضل
  • النقد الدولي: ندعم الإصلاحات العراقية التي تبعد سوق النفط عن الأزمات
  • بعد فوز "ترامب".. أستاذ اقتصاد يكشف تأثير فترة حكمه السابقة على الاقتصاد المصري
  • نكهة التوت في السجائر الإلكترونية تشل المناعة في الرئة
  • ذياب بن محمد يطلق حزمة مبادرات مجتمعية بنصف مليار درهم
  • خبراء اقتصاد: جهود الدولة سر الإشادات الدولية بأداء الاقتصاد المصري
  • عبدالله بن طوق: التنافسية ركيزة أساسية لاقتصاد الإمارات
  • الصحة الإماراتية و"أسترازينيكا" تتعاونان للكشف المبكر عن سرطان الرئة
  • الأمم المتحدة.. الألغام تنتشر بنصف مليار متر مربع من ليبيا وإزالتها تتطلب 15 عاما