أكد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قناعة بلاده بأن العمل العربي المشترك كفيل بحلحلة كل الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها البلدان العربية، مشيرا إلى أن صندوق النقد العربي يشكل صرحا متينا يمكن أن تحظى البلدان العربية من خلاله بقسط هام من الدعم المالي والتقني الضروري لتمكينها من تجاوز هذه المرحلة.

تبون: الجزائر تدعم الشرعية الدستورية بالنيجر ومُستعدون لتقديم المساعدة تبون يؤكد تطابق وجهات النظر مع البرتغال في القضايا الإقليمية والدولية

جاء ذلك خلال كلمته، التي قرأها نيابة عنه رئيس الحكومة الجزائرية، أيمن عبد الرحمن، في افتتاح اجتماعات الدورة العادية الـ47 لمجلس محافظي البنوك المركزية ومؤسسات النقد العربية، اليوم الأحد بالجزائر العاصمة، والتي ينظمها صندوق النقد العربي وبنك الجزائر، لمدة يومين، بمشاركة القائم بأعمال محافظ البنك المركزي المصري حسن عبدالله، ومحافظي البنوك المركزية العربية وهيئات رقابية دولية وصندوق النقد الدولي.

وأوضح تبون أن هذا الاجتماع يشكل فرصة لدعم الدور الهام الذي تضطلع به المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية لتحقيق المزيد من التعاون وتبادل الخبرات في مجال عمل المصارف المركزية بين الدول العربية، كما من شأنه أن يكون فرصة لتنسيق جهود الدول العربية وتوحيدها في مواجهة التحديات الحالية لاسيّما فيما يخص السياسات المالية والنقدية وكذلك الشمول المالي وتعزيز الرقمنة في مجال الخدمات المالية.

وأشار إلى أن الجزائر، رغم مختلف الأزمات التي مر بها العالم، تشهد تطورات ملحوظة من حيث المؤشرات الاقتصادية الكلية والمالية، حيث بلغ الناتج الداخلي الخام 233 مليار دولار سنة 2022، وبلغ متوسط نصيب الفرد من الناتج الداخلي الخام 5187 دولارا لسنة 2022.

ونوه إلى أن بلاده تسعى دوما إلى الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن بدعم المواد الواسعة الاستهلاك وانتهاج سياسة اقتصادية فعالة لمجابهة التضخم، مشيرا إلى أن الميزان التجاري الجزائري 2022 حقق فائضا بقيمة 26 مليار دولار، كما يتوقع أن يستمر الميزان التجاري سنة 2023 في تحقيقه فائضا بالرغم من تراجع أسعار المحروقات مقارنة بسنة 2022.

وأكد الرئيس الجزائري أن بلاده ماضية قدمًا في استراتيجية تنويع اقتصادها ومصادر إيراداتها وتوسيع استثماراتها الأكثر إنتاجية، ومن هذا المنطلق سنت الحكومة مؤخرًا قوانين جديدة، على غرار القانون النقدي والمصرفي وقانون الاستثمار الذي يضع الأسس التنظيمية وكذلك الحوكمة الضرورية لبناء اقتصادي متجدد يهدف إلى تنمية مستدامة.

وتابع قائلا إن الجزائر ساندت دائما الاستقرار المالي والنقدي في المنطقة العربية، وسيظل التزامها بهذه المبادئ ثابتا، لأنها تؤمن إيمانا راسخا بأن الاقتصاد هو حجر الزاوية في التنمية المستدامة، مضيفا أنه من الضروري في هذا العالم المتغير باستمرار والمتسم بتحديات اقتصادية غير مسبوقة، العمل معًا لتعزيز الاستقرار المالي وتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين نوعية حياة المواطن العربي، كأهداف يمكن أن تؤدي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية دورًا جوهريًا، بل ومحوريا في تحقيقها.

 ونوه إلى أنه يتعين على بلدان المنطقة العربية أن تدرك أهمية الابتكار والتحول الرقمي في القطاع المالي، وأن تواكب التكنولوجيات المالية الحديثة التي ستحدث، لا محالة، قفزة نوعية في التعاملات الاقتصادية، وكذلك في منابع النمو الاقتصادي، ومن ثم، فإن الجزائر، من خلال قانونها النقدي والمصرفي الجديد، ماضية في تدعيم رقمنة اقتصادها مع الحرص على ضمان أمن وموثوقية أنظمتها المالية.

كما أعرب عن اعتزازه بإنجاز صندوق النقد العربي لمنصة "بُنى" في سنة 2018، وفقا للمعايير والمبادئ والمتطلبات الدولية في السوق المصرفية العالمية، كعمل عربي مشترك من شأنه أن يساهم في تحسين البنية التحتية للمدفوعات في الوطن العربي بهدف تسهيل التبادلات التجارية والاستثمارية وتأمينها، حيث تمّ من خلالها ربط العديد من المصارف المركزية والتجارية العربية.

  واستطرد قائلا إن الاقتصاد العالمي عمومًا والعربي خصوصًا، قد شهد في السنوات الأخيرة، حالة غير مسبوقة من تعاقب الأزمات، حيث سيشهد العالم بحسب توقعات الخبراء، تباطؤًا في نموه الاقتصادي، من 3.4% في عام 2022 إلى أقل من ذلك في عام 2023، واستمرارا للتضخم عند مستوى مرتفع نسبيا قد يقدر بـ 6.8% في عام 2023.

  وأشار إلى أن نسبة التضخم قد شكلت إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الأولية، تحديًا لاقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ خاصة وأن تضخم أسعار المواد الغذائية الذي يزيد عن 10% يؤثر بشدة على الاقتصادات النامية في المنطقة.

وتابع قائلا إنه على الرغم من أن اقتصادات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي تحوز على احتياطات خارجية رسمية تفوق 980 مليار دولار، والتي حققت في السنة الماضية أسرع وتيرة نمو لها منذ سنة 2016، غير أن هذا النمو يبقى غير متساو في جميع أنحاء المنطقة، انطلاقا من أن الكثير من البلدان العربية لا تزال تسعى جاهدة للتغلب على الآثار المترتبة عن مختلف الأزمات، والضغوط الإضافية الناجمة عن الارتفاع الحاد في أسعار النفط والغذاء بسبب التوترات الجيواستراتيجية وارتفاع أسعار الفائدة عالميًا.

وأضاف الرئيس الجزائري أن التحديات الاقتصادية المرحلية في المنطقة وكذلك التحديات الأخرى المتعلقة خصوصا بالأسواق المالية و النقدية قد أصبحت تُلزم الحكومات على القيام بمفاضلات صعبة، إذ ليس أمامها من خيار سوى مواصلة الإنفاق على الرعاية الصحية والاستثمارات المباشرة في مرافق البنية التحتية من أجل تلبية الاحتياجات المجتمعية في ظل حتمية تحقيق التنمية المستدامة الشاملة وكذلك تحقيق الأمن الغذائي الذي يعتبر تحديا كبيرا بالنسبة للدول العربية.

واستطرد قائلا إنه علاوة على ذلك، فإن التمويل الخارجي للاحتياجات المالية لبعض الدول العربية في ظل ارتفاع أسعار الفائدة العالمية، قد زاد من تفاقم حجم الدين الحكومي في العديد من الدول العربية، حيث بلغ الدين العام الخارجي للدول العربية أكثر من 360 مليار دولار، وهذا ما يشكل انشغالاً مُلحا على السياسات الحكومية وكيفية تكييفها للحد من الانعكاسات على الوضع الاقتصادي العام وكذلك الاستقرار المالي للبلدان العربية في الوقت الحالي.

  وفي ختام كلمته، أعرب الرئيس الجزائري عن ثقته من أن هذا الاجتماع من شأنه أن يكون منبرًا حقيقيا لمناقشات هامة وقرارات بناءة كفيلة بدعم صندوق النقد العربي لتمكينه من تعزيز الاستقرار المالي في البلدان العربية، والمضي قدمًا على درب عصرنة النظام المالي العربي المرتقب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرئيس الجزائرى العمل العربي الصعوبات الاقتصادية عبد المجيد تبون تبون

إقرأ أيضاً:

أمطار وثلوج على بعض الدول العربية.. طقس الخليج والمغرب العربي

تتعرّض أغلب الدول العربية من الخليج إلى المحيط إلى طقس ممطر الساعات المقبلة ولكن التوقعات تشير إلى أمطار خفيفة وتكون ثلجية في بعض الدول.

نبدأ بالمملكة العربية السعودية التي تشهد طقس شديد البرودة على مناطق تبوك والجوف وحائل والحدود الشمالية، وفقًا لتقرير المركز الوطني للأرصاد في السعودية التي أوضحت إلى انخفاض درجات الحرارة مع وجود رياح شديدة نشطة على أجزاء من مناطق المدينة المنورة، القصيم، الرياض والشرقية يمتد تأثيرها إلى أجزاء من منطقة نجران.

تحذيرات في عمان

وفي عمان، أصدرت إدارة الأرصاد الجوية تحذيرات من خطر تدني مدى الرؤية الأفقية بسبب الضباب في ساعات الصباح الباكر فوق المرتفعات الجبلية والسهول، مع نشاط للرياح وسقوط زخات خفيفة من المطر في ساعات الصباح على أن تستمر موجة الطقس المتقلب في البلاد حتى الخميس المقبل.

طقس غائم في الإمارات

وفي الإمارات توقع المركز الوطني للأرصاد الجوية في الإمارات، طقسا غائماً جزئياً إلى غائم ومغبراً أحياناً، مع احتمال سقوط أمطار على الجزر، أما في الكويت، فسيكون الطقس اليوم مائلا للبرودة والرياح شمالية غربية خفيفة إلى معتدلة السرعة.

ثلوج منتظرة

وفي دولة المغرب التي كشف موقع «هسبريس» فيها عن تشهد الحالة الجوية انخفاضا لدرجات الحرارة وتساقط الثلوج على المرتفعات، بحسب مديرية العامة للأرصاد الجوية، مبينا أنَّ المرتفعات التي تتجاوز 1800 متر ستشهد تساقطات ثلجية خلال عطلة نهاية الأسبوع الحالي.

وفي الجزائر، كشف موقع «طقس العرب» عن تساقط زخات من المطر لتسجل درجة الحرارة الصغرى 9° وسط تحذيرات لقادة المركبات من «الشبورة».

وفي تونس، أعلنت نشرة المعهد الوطني للرصد الجوي إلى تكاثف السحب في البلاد خاصة في الشمال مع احتمالية نزول أمطار متفرّقة مؤقّتا رعدية ومحليا غزيرة بالمناطق الساحلية الشمالية.

مقالات مشابهة

  • السوداني يشدد على توحيد مسارات العمل العربي المشترك ودعم الشعب السوري
  • الرئيس الجزائري يبحث مع وزير خارجية الكاميرون العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية والدولية  
  • دراسة تمتد لـ50 عاماً تكشف سر النجاح المالي ومفتاح تحقيق الثروة
  • محافظ البنك المركزي يشارك في الاجتماع السنوي لصندوق النقد العربي
  • محافظ البنك المركزي يشارك في الاجتماع السنوي عالي المستوى لصندوق النقد العربي
  • محافظ البنك المركزي المصري يشارك في الاجتماع السنوي لصندوق النقد العربي
  • أسعار سبائك الذهبBTC  اليوم الاحد 22-12-2024 في محافظة قنا
  • أمطار وثلوج على بعض الدول العربية.. طقس الخليج والمغرب العربي
  • اليمن يشارك في الدورة الثامنة عشر بعد المائة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية
  • وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تلتقي نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي خلال لمُناقشة مختلف ملفات العمل المشترك