الجزيرة:
2024-09-19@00:11:03 GMT

دانيال يوحد الليبيين في وجه الانقسامات السياسية

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

دانيال يوحد الليبيين في وجه الانقسامات السياسية

أثارت الفيضانات القاتلة في ليبيا موجة من التضامن بين السكان تجاوزت الانقسامات السياسية والقبلية بين الشرق والغرب، التي تقوض البلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.

وقال مهند بنور (31 عاما) ويقطن في تاجوراء "منذ حدوث هذه الفاجعة الأليمة انطلقت حملة تاجوراء، التي لم تحمل أي اسم، ولم تكن بدعم من أي مؤسسة عامة، بل نادت الناس بعضها لجبر ما أصاب إخوانهم في المنطقة الشرقية".

وتتدفق التبرعات منذ الاثنين، وأكد بنور أنها بلغت أمس السبت نحو 70 ألف دينار (الدينار يساوي 0.19 يورو)، بينها 20 ألف دينار تم حصدها خلال يوم الجمعة وحده.

وأضاف أن "الحملة لم تتوقف، ويجلب الناس ما لديهم من مواد غذائية ومواد تنظيف وبُسط وفرش ومواد طبية ومستلزمات للنساء والأطفال وكذلك ملابس وتبرعات عينية".


عاصفة مدمرة

وضربت العاصفة دانيال مساء الأحد الماضي شرق ليبيا مصحوبة بأمطار غزيرة فتسبّبت بانهيار سدّين في أعلى درنة، مما أدى إلى فيضان الوادي الذي يعبر المدينة بصورة خاطفة فتدفقت مياه بحجم تسونامي جارفة معها كل ما في طريقها من أبنية وجسور وطرق، موقعةً آلاف القتلى.

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في وقت سابق اليوم الأحد، عن ارتفاع عدد قتلى السيول في مدينة درنة إلى 11 ألفا و300 قتيل، و10 آلاف و100 مفقود، كما تسببت الكارثة بنزوح أكثر من 38 ألف شخص من شرق ليبيا، بينهم 30 ألفا من درنة، وفق ما أوردت المنظمة الدولية للهجرة.

وما يزيد من صعوبة أعمال الإغاثة الفوضى السياسية وحالة الانقسام المخيمة في ليبيا منذ سنوات.

وتتنافس على السلطة في البلد حكومتان، الأولى تتخذ من طرابلس في الغرب مقرا وهي حكومة الوحدة الوطنية ويرأسها عبد الحميد الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة، وأخرى في شرق البلاد الذي ضربته العاصفة، يرأسها أسامة حمّاد وهي مكلّفة من مجلس النواب ومدعومة من اللواء المتقاعد خليفة حفتر.


تجاوز الانقسامات

وفي مواجهة الكارثة تجاوز الليبيون انقساماتهم وتحركوا من كل الأطراف للمساعدة: في كل مدينة، في المساجد وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، يتم تنظيم حملات لجمع تبرعات ومساعدات شتّى، ووصل مئات المتطوعين وعمال الإنقاذ والأطباء والممرضات إلى المنطقة المنكوبة.

ويشدّد العديد من المتطوعين على أهمية أن يستمر التعبير عن التضامن عقب الخروج من الصدمة التي سبّبتها الكارثة.

ففي حي الأندلس الراقي في العاصمة توقفت شاحنتان كبيرتان لتحميل مساعدات في ساحة أحد المساجد، وقد بلغتا سعتهما القصوى تقريبا عندما وصل بدر المخلوف أحد سكان الحي جالبا عبوات من المياه.

وقال الرجل الخمسيني "بعد هذه الفاجعة، لا يجب أن ننسى إخواننا في المناطق المتضررة لأن معاناتهم ستستمر لشهور وربما لسنوات (…) خصوصا أننا في ليبيا في وضع من الانقسام والتشظي والنزاع على السلطة".


تضامن شعبي وتراشق سياسي

وأشار إلى أنّ "حكومات ليبيا المتعاقبة اعتادت على التقاعس ومرور السنين بدون إنجاز أي شيء، واعتادت أيضا ألا يحاسبها أحد. للأسف هذا حالنا".

وانشغل نوري بلعيد المخلوف (53 عاما) وهو موظف في وزارة الثقافة بتنسيق التبرعات قبل انطلاق موكبها اليوم الأحد من وسط طرابلس.

وقال "نشكر إخواننا في جميع مناطق ليبيا على المساعدات التي تقدّم لإخواننا في المنطقة الشرقية. إنه عمل تطوعي، وتتصل بنا عائلات كثيرة من أنحاء ليبيا، وكل من يستطيع أن يقدم مساعدات يقوم بإحضارها ومنها ملابس وأغدية ومياه".

وبينما تنشط حملات التضامن الشعبية، يتراشق الخصوم السياسيون في الشرق والغرب اتهامات بالتسبب بالكارثة الوطنية.

وتعهد النائب العام الليبي الصدّيق الصور الذي زار درنة -أول أمس الجمعة- بأن تتم "محاكمة من تثبت عليه التهم"، وبأنه "لن يكون هناك إفلات من العقاب".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

تايوان أم المجر.. أين صُنعت أجهزة البيجر التي انفجرت بحزب الله اللبناني؟

بدأت الشرطة التايوانية التحقيق مع شركة "غولد أبولو" المصنعة لأجهزة الاتصال "البيجر" والتي انفجرت في لبنان أمس وأوقعت قتلى ومصابين معظمهم من كوادر "حزب الله" اللبناني.

ونقلت بوابة الأخبار Zhongshi أن الشرطة ستقوم بتوضيح التفاصيل في التحقيقات التي تجريها، وخصوصا فيما يتعلق بإنتاج أجهزة "بيجر".

وطلبت الشرطة من الشركة تفاصيل حول إنتاج أجهزة الاتصال المذكورة والطرق التي تتبعها في بيع منتجاتها.

وسريعا قال. الشركة غولد أبولو التايوانية ان الأجهزة المنفجرة في لبنان من إنتاج وبيع شركة باك في المجر ولا علاقة لها بصنعها وتوزيعها.

وتأسست "غولد أبولو" في عام 1995 وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن أجهزة البيجر المنفجرة من طراز AR-924.

هذا وأشار مسؤولون أمريكيون وآخرون مطلعون على التفجيرات في لبنان إلى أن إسرائيل نفذت عمليتها ضد "حزب الله" بإخفاء مواد متفجرة داخل دفعة مستوردة حديثا من أجهزة اتصال تايوانية الصنع.

وبحسب بعض المسؤولين، فإن أجهزة الاتصال التي طلبها "حزب الله" من شركة "غولد أبولو" في تايوان، تم العبث بها قبل وصولها إلى لبنان. وكانت أغلبها من طراز AP924 الذي تنتجه الشركة، رغم أن ثلاثة طرازات أخرى من "غولد أبولو" كانت متضمنة في الشحنة.

وقال اثنان من المسؤولين إن المادة المتفجرة، التي لا يتجاوز وزنها أونصة أو اثنتين، كانت مزروعة بجوار البطارية في كل جهاز. كما تم تضمين مفتاح يمكن تشغيله عن بعد لتفجير المادة.

وقال ثلاثة من المسؤولين إن الأجهزة تم برمجتها لإصدار صوت تنبيه لمدة عدة ثوان قبل انفجارها.

وأشار خبراء مستقلون في مجال الأمن السيبراني درسوا لقطات من الهجمات إنه من الواضح أن قوة وسرعة الانفجارات ناجمة عن نوع من المواد المتفجرة.

وقال متخصص في الأبحاث في شركة البرمجيات WithSecure ومستشار الجرائم الإلكترونية في اليوروبول ميكو هيبونين: "من المرجح أن تكون هذه الأجهزة قد تم تعديلها بطريقة ما للتسبب في هذا النوع من الانفجارات، يشير حجم وقوة الانفجار إلى أنه لم يكن بسبب البطارية فقط".

وقال عدد من المسؤولين إن أكثر من ثلاثة آلاف جهاز اتصال تم طلبها من شركة "غولد أبولو" التايوانية، وقام "حزب الله" بتوزيع أجهزة الاستدعاء على أعضائه في مختلف أنحاء لبنان، ووصل بعضها إلى حلفاء الحزب في إيران وسوريا، وقد أثر هجوم إسرائيل على أجهزة الاستدعاء التي كانت تعمل وتستقبل الرسائل.

وقتل 12 شخصا حتى الان بينهم طفلين فيما أصيب أكثر من 2500 شخص من أعضاء "حزب الله" اللبناني، إثر انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكية التي كانوا يحملونها في مناطق متفرقة من لبنان.

مقالات مشابهة

  • نشرة إنذارية. عودة الأمطار الرعدية التي قد تسبب في فيضانات جديدة بهذه المدن
  • الرايس: خوري ليست المحرك الرئيس للعملية السياسية في ليبيا وتسير على خطى وليامز
  • نورلاند يبحث مع رئيس لجنة الخارجية النيابية المصرية سبل دفع العملية السياسية في ليبيا
  • تايوان أم المجر.. أين صُنعت أجهزة البيجر التي انفجرت بحزب الله اللبناني؟
  • يونيسف: قدمنا الخدمات الصحية لـ280 ألف امرأة وطفل جراء عاصفة دانيال
  • نائب سابق:الكتل السياسية تتحمل مسؤولية القوانين التي صدرت في زمن المندلاوي
  • الشركة التايوانية تتنصل من الأجهزة التي انفجرت في لبنان.. أين صنعت؟
  • صحيفة: أجهزة البيجر التي طالتها التفجيرات هي من شحنة جديدة تلقاها حزب الله
  • مكتب التحقيقات: إطلاق النار كان محاولة جديدة لاغتيال ترامب
  • قرقاش: الإمارات تدعم الجهود السياسية لحل قضايا المنطقة