دانيال يوحد الليبيين في وجه الانقسامات السياسية
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
أثارت الفيضانات القاتلة في ليبيا موجة من التضامن بين السكان تجاوزت الانقسامات السياسية والقبلية بين الشرق والغرب، التي تقوض البلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.
وقال مهند بنور (31 عاما) ويقطن في تاجوراء "منذ حدوث هذه الفاجعة الأليمة انطلقت حملة تاجوراء، التي لم تحمل أي اسم، ولم تكن بدعم من أي مؤسسة عامة، بل نادت الناس بعضها لجبر ما أصاب إخوانهم في المنطقة الشرقية".
وتتدفق التبرعات منذ الاثنين، وأكد بنور أنها بلغت أمس السبت نحو 70 ألف دينار (الدينار يساوي 0.19 يورو)، بينها 20 ألف دينار تم حصدها خلال يوم الجمعة وحده.
وأضاف أن "الحملة لم تتوقف، ويجلب الناس ما لديهم من مواد غذائية ومواد تنظيف وبُسط وفرش ومواد طبية ومستلزمات للنساء والأطفال وكذلك ملابس وتبرعات عينية".
عاصفة مدمرة
وضربت العاصفة دانيال مساء الأحد الماضي شرق ليبيا مصحوبة بأمطار غزيرة فتسبّبت بانهيار سدّين في أعلى درنة، مما أدى إلى فيضان الوادي الذي يعبر المدينة بصورة خاطفة فتدفقت مياه بحجم تسونامي جارفة معها كل ما في طريقها من أبنية وجسور وطرق، موقعةً آلاف القتلى.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في وقت سابق اليوم الأحد، عن ارتفاع عدد قتلى السيول في مدينة درنة إلى 11 ألفا و300 قتيل، و10 آلاف و100 مفقود، كما تسببت الكارثة بنزوح أكثر من 38 ألف شخص من شرق ليبيا، بينهم 30 ألفا من درنة، وفق ما أوردت المنظمة الدولية للهجرة.
وما يزيد من صعوبة أعمال الإغاثة الفوضى السياسية وحالة الانقسام المخيمة في ليبيا منذ سنوات.
وتتنافس على السلطة في البلد حكومتان، الأولى تتخذ من طرابلس في الغرب مقرا وهي حكومة الوحدة الوطنية ويرأسها عبد الحميد الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة، وأخرى في شرق البلاد الذي ضربته العاصفة، يرأسها أسامة حمّاد وهي مكلّفة من مجلس النواب ومدعومة من اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
تجاوز الانقسامات
وفي مواجهة الكارثة تجاوز الليبيون انقساماتهم وتحركوا من كل الأطراف للمساعدة: في كل مدينة، في المساجد وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، يتم تنظيم حملات لجمع تبرعات ومساعدات شتّى، ووصل مئات المتطوعين وعمال الإنقاذ والأطباء والممرضات إلى المنطقة المنكوبة.
ويشدّد العديد من المتطوعين على أهمية أن يستمر التعبير عن التضامن عقب الخروج من الصدمة التي سبّبتها الكارثة.
ففي حي الأندلس الراقي في العاصمة توقفت شاحنتان كبيرتان لتحميل مساعدات في ساحة أحد المساجد، وقد بلغتا سعتهما القصوى تقريبا عندما وصل بدر المخلوف أحد سكان الحي جالبا عبوات من المياه.
وقال الرجل الخمسيني "بعد هذه الفاجعة، لا يجب أن ننسى إخواننا في المناطق المتضررة لأن معاناتهم ستستمر لشهور وربما لسنوات (…) خصوصا أننا في ليبيا في وضع من الانقسام والتشظي والنزاع على السلطة".
تضامن شعبي وتراشق سياسي
وأشار إلى أنّ "حكومات ليبيا المتعاقبة اعتادت على التقاعس ومرور السنين بدون إنجاز أي شيء، واعتادت أيضا ألا يحاسبها أحد. للأسف هذا حالنا".
وانشغل نوري بلعيد المخلوف (53 عاما) وهو موظف في وزارة الثقافة بتنسيق التبرعات قبل انطلاق موكبها اليوم الأحد من وسط طرابلس.
وقال "نشكر إخواننا في جميع مناطق ليبيا على المساعدات التي تقدّم لإخواننا في المنطقة الشرقية. إنه عمل تطوعي، وتتصل بنا عائلات كثيرة من أنحاء ليبيا، وكل من يستطيع أن يقدم مساعدات يقوم بإحضارها ومنها ملابس وأغدية ومياه".
وبينما تنشط حملات التضامن الشعبية، يتراشق الخصوم السياسيون في الشرق والغرب اتهامات بالتسبب بالكارثة الوطنية.
وتعهد النائب العام الليبي الصدّيق الصور الذي زار درنة -أول أمس الجمعة- بأن تتم "محاكمة من تثبت عليه التهم"، وبأنه "لن يكون هناك إفلات من العقاب".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ضبط شاب بحوزته حشيش وأقراص مخدرة وأدوات تعاطي في درنة
الوطن | متابعات
تمكن أعضاء جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية فرع درنة من ضبط شاب يُدعى “ع.خ.أ.ا”، من مواليد 1998 ويعمل في مجال الأعمال الحرة، ويقيم في منطقة الساحل الشرقي بدرنة.
خلال عملية الضبط، وُجد بحوزته أربع قطع كبيرة من مخدر الحشيش، بالإضافة إلى ثلاثة أشرطة من الأقراص المخدرة من نوع “ابتريل”، أحدها يحتوي على ثلاثة أقراص، ليصل إجمالي الأقراص المضبوطة إلى 23 قرصاً.
كما تم ضبط أوراق “بفره” المستخدمة في تعاطي المخدرات بحوزته، وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتهم، في إطار الجهود المبذولة لمكافحة المخدرات وحماية المجتمع من هذه الآفة.
الوسومدرنة ليبيا مكافحة المخدرات