قال السفير الصيني لدى البلاد تشانغ جيانوي اليوم الأحد إن افتتاح المركز الثقافي الصيني في الكويت يعد رمزا جديدا للعلاقات المتميزة والتاريخية التي تجمع الصين والكويت لاسيما في مجال التبادل الحضاري والثقافي.

وأكد السفير جيانوي في كلمة له في افتتاح المركز بمنطقة السالمية إن المركز الثقافي نافذة حضارية أعدت لاحتضان العديد من الأنشطة طوال العام وهي بمثابة محطة رئيسة للتبادل الأكاديمي ومرجع للتبادل الثقافي والحضاري.

وأضاف أن المركز يضم أجنحة تقدم خدمات ثقافية وأكاديمية للمجتمع الكويتي والصيني على حد سواء للاطلاع على ثقافات الصين المتعددة وفنونها في المجالات الأدبية والفنية والرياضية مثل الرقص التقليدي وألعاب القتال وأهمها (الكونغ فو).

من جانبه أثنى الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساعد الزامل في كلمة مماثلة على إنشاءالمركز الذي يعد الأول من نوعه في دول مجلس التعاون الخليجي مرحبا بالنافذة الثقافية والحضارية التي سيستطيع المجتمع الكويتي من خلالها الاطلاع على جوانب مميزة من ثقافة الشعب الصيني.

وقال إن الكويت وشعبها لطالما أحبوا الترحال والسفر منذ اعتمادهم على السفر بحرا للتجارة والذي جعل الكويت محطة تجارية وثقافية مهمة بالمنطقة استخدمت لتبادل السلع مع القارة الآسيوية وبنفس الوقت التبادل الثقافي والحضاري.

وأشار إلى عدد من الأنشطة الكويتية-الصينية منها اتفاقيات لترجمة الكتب الصينية إلى العربية والعكس مضيفا أنه من المزمع أن تستضيف مدينة هونج كونج الصينية أسبوعا ثقافيا كويتيا في نوفمبر المقبل بالتعاون مع السفارة الكويتية في الصين.

ويضم المركزالثقافي الصيني مكتبة تحوي مئات الكتب في شتى المجالات علاوة على أجنحة خاصة منها غرف لطقوس تقديم الشاي الصيني وغرف للحواسب الآلية ومركز لتقديم المؤتمرات وصفوف معدة لتقديم دروس في اللغة الصينية والتسهيل على المعنيين بالحصول على شهادات اللغة الصينية (HSK و YCT و BTC) للراغبين في الدراسة أو العمل في الصين.

المصدر كونا الوسومالسفير الصيني المركز الثقافي

المصدر: كويت نيوز

كلمات دلالية: السفير الصيني المركز الثقافي المرکز الثقافی فی الصین

إقرأ أيضاً:

الشاعر المفكر الذي غادرعلى أجنحة الهوية

عرف الراحل محمد المكي إبراهيم من خلال نصوصه الشعرية و ديوانه " أمتي" الذي رسم ملامح و تفاصيل الإنتماء عنده، و معلوم أن محمد المكي بقدر عشقه لوطنه و محبته له كان أكثر ميلا في صوره الجمالية إلي استخدام الرمزية احد أدوات البلاغة التي تفتح أفاق واسعة في التخيلات، ألله ي خلاسية، يا حانة مفروشة بالرمل، يا مكحولة العينين، يا مجدولة من شعر أغنية ، ياوردة باللون مسقية ، بعض الرحيق أنا ، و البرتقالة أنت.. محمد المكي تناول قضية التمايز بين المناطق في رمزية تبين قدرته التعبيرية يقول في أحدي قصائده.. هذي ليست إحدى مدن السودان ، من أين لها هذي الألوان، من أين لها هذا الطول التياه؟، لاشك قطار الغرب الشائخ تاه، و سألنا قيل لنا الخرطوم، هذي عاصمة القطر على ضفات النيل تقوم، عربات أضواء و عمارات، و حياة الناس سباق تحت السوط ، هذه يبدو كحياة الناس، خير من نوم في الأرياف يحاكي الموت، ما اتعسها هذي الأرياف، ما اتعس رأسا مشلول الأقدام، ما اتعس رأسالا تعنيه تباريح الأقدار...
محمد المكي هو أحد مؤسسي مدرسة الغابة و الصحراء في ستينيات القرن الماضي مع النور عثمان أبكر و محمد عبد الحي و يوسف عيدابي و آخرين و هي مدرسة أشتغلت على البحث عن "الهوية " من خلال الحقل الإبداعي.. بهدف الإجابة على السؤال الذي كان قد تم إثارته في عقد ثلاثينيات القرن الماضي من خلال مجلتي " الفجر و النهضة" حيث كان السجال دائرا بين المثقفين السودانيين في ذالك الوقت، و كان رواده محمد أحمد محجوب و محمد عشري و صديق عشري و عبد الحليم محمد و عرفات محمد عبد الله و آخرين.. أيضا السؤال كان مطروحا في حقل الإبداع الإدبي.. و جاء تأسيس مؤتمر الخريجين في 1938م حيث تعددت أجندة المؤتمر و وقف الحوار عن الهوية..
مدرسة الغابة و الصحراء التي يعتبر محمد المكي أحد روادها،و بدأت تنشط الحوارات الفكرية من خلال " مدرسة الأدب و الإبداع" و الملاحظ أن جل مؤسسيها شعراء و منهم من له أهتمامات أخرى في ضروب الفنون، و أصبحت المدرسة ساحة للحوار الفكري المنطلق للإجابة على الهوية، و المدرسة أصبحت منبر جاذبا للحوارات الفكرية، في ضروب الإبداع الأخر و نجد أجتهادات الدكتور أحمد الطيب زين العابدين الذي انطلق من حقل " الفن التشكيلي و طرح " قضية الهوية" بتبنيه لفكرة " السودانوية" هذا الجدل الذي أثارته مرة أخرى مدرسة الغابة و الصحراءو تمثل في شعر رواد المدرسة حيث كثرت فيه الرمزيات و المدرسة نفسها رمزية لها مدلولاتها المناطقية و الثقافية..
و محمد المكي لم يقف على حدود رمزية الشعر لكي يطرح تساؤلاته الوطنية، بل أختار أيضا الفكر طريقا لكي يبين فيه أطروحته الفلسفية في قضية الوطن حيث أصدر كتابه "الفكر السوداني و تطوره" حيث بدأ الكتاب أيضا بإشارة البحث عن الهوية" يقول ( حين دكت ارجال الغزاة امبراطوريات بعانخي و ترهاقا وحين طمرت رمال الصحراء حضارات نبته و مروي كانت الأرض السودانية فقدت مرة و إلي الابد لواء المبادرة الحضارية التي ظلت ترفعه طوال أجيال مترحقة و أصبحت مجموعة من البشر تعمرها يتيمة وضائعة، في عالم مضطرد التقدم و التمدن متجدد الحضارات، عندئذ لم يكن غريبا أن يستورد السودان الديانة المسيحية ، و أن تنهض على أساسها ثلاث دويلات سودانية هي: علوة و المقرة و النوبة و أن تظل تلك الدويلات ضعيفة و متنازعة حتى يكتسحها أمامه الغزو العربي الوافد.. من مدخل الكتاب يبدأ محمد المكي طرح تساؤلاته عن الهوية، و الرجوع للتاريخ و الممالك القديمة يبدأ البحث عن الهوية.. و في فقرة أخرى يقول المكي ( أن الميلاد الحقيقي للثقافة العربية في السودان بعهد الفونج. و لكن هذا لا يعني أن الثقافة العربية لم تدخل السودان إلا مع ذلك العهد لأنه ثابت أن الثقافة العربية أكتسبت مكانها المشروع بين ثقافات السودان، في طليعة الغزو و ليس على اعقابه فقد تسربت مع قوافل الحجيج. و في اخراج التجار و حقائب الدعاة و المسافرين، و على الدوام كان كان المسجد يقام و الأذان يدوي في ممالك السودان المسيحية لتأتي على صداه جحافل الفتح العربي بل أن تاريخ الثقافة العربية في السودان يضرب في أعماق التاريخ ) و يؤكد على تاريخ اللغة العربية في السودان بالقول ( حمل أولئك العلماء إلي السودان، اللغة العربية و الفلسفة الصوفية بوصفهما المظهرين الاساسيين للفكر في القرنين السادس و السابع عشر، أما العربية التي جاءوا بها فقد كانت لغة غير صافية و مليئة بالتعقيدات و التحريفات التي ادخلتها عليها عصور الانحطاط بحيث بدت غريبة على أذان الناس..
و يحاول محمد المكي يؤكد على الهوية من عدة مداخل في تمظهرات التاريخ إذا كان دخول العرب السودان أو اللغة الي تحمل الرموز و الإشارات الثقافية و أيضا التصوف باعتباره يحمل الثقافة الطهرانية و أداة لنشر الدين و يقول عنه عنه ( حمل العلماء الوافدين إلي السودان التصوف، و قد يبدو الأمر غير ذي بال، لآن المنطقة العربية بطولها و عرضها خضعت ذات يوم للتأثير الصوفي، و لكن الأمر يتخذ شكلا اشد خطورة بالنسبة للسودان، فقد دخله التصوف في ذات الوقت الذي بدأ فيه الدين الإسلامي يكتسح الديانات الوثنية و المسيحية من بين القبائل السودانية.. كان المكي يعتقد أن إثبات العروبة ليس وافدا مايزال على هامش لحمة المجتمع بل هو تطور و تماذج مع الثقافة و العادات و التقاليد و أصبح أحد ملامحها التي تشكل هويتها..
استطاع محمد المكي إبراهيم أن يجادل عبر الإبداع و صوره الجمالية المختلفة ورمزياته للتأكيد على الهوية، و إجابة على التساؤلات التي كانت قد طرحت في ثلاثينيات القرن الماضي.. بالفعل استطاع محمد المكي أن يسهم في تشكيل الوجدان السوداني و يرسم للهوية الوان زاهية من خلال أدواته الإبداعية و بحث الفكري في جدل الهوية.. رحم الله محمد المكي إبراهيم و نسأل الله له الرحمة و المغفرة و القبول الحسن. و الذي نقش حروفا في قلوب شعبه غير مطالب بالرجوع مادام يسكن قلوب الناس.. نسأل الله الرحمة و المغفرة...

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • نائب وزير التخطيط يبحث مع السفير السويسري تعزيز علاقات التعاون بين البلدين
  • الرئيس الصيني يتعهد بإعادة توحيد الصين مع تايوان عشية الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الصين الشيوعية
  • خليجيون: الإمارات وقطر نموذج فريد للعلاقات بين الأشقاء
  • رئيس التنمية الثقافية يلتقي مدير المركز الثقافي الصيني لبحث التعاون المشترك
  • الشاعر المفكر الذي غادرعلى أجنحة الهوية
  • مواقف الصين المعتدلة تجاه القضايا الدولية تجعل الدول العربية تميل أكثر إلى التعاون الصيني
  • جمال الكعبي: علاقاتنا مع الصين متينة بروابطها الثقافية والاقتصادية والتاريخية
  • مساعد وزير الثقافة يبحث مع مدير المركز الصيني سبل تعزيز التعاون
  • الكويت والسعودية توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في المجال الثقافي
  • رئيس مجلس النواب يهنئ نظيره الصيني بذكرى تأسيس جمهورية الصين