في ظل تصاعد عمليات الاستيطان الصهيونية ورغم الإدانات الدولية الواضحة لها منذ توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993م وحتى اليوم.. تزايد عدد قطعان المستوطنين الصهاينة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين بمقدار سبعة أضعاف.

وفي هذا السياق.. كشف تقرير حديث أصدره المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، أمس السبت، بالتزامن مع مرور 30 عاما على توقيع اتفاق “أوسلو” بين منظمة التحرير الفلسطينية وكيان العدو الصهيوني، أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة قفز من 115 ألف مستوطن ليصبح اليوم نحو 750 ألفا، كما تضاعف عدد المستوطنات الصهيونية عدة مرات.

وأفاد التقرير بأن عدد المستوطنين في الضفة دون القدس كان عند التوقيع على اتفاقية أوسلو الأولى عام 1993 نحو 115000، وارتفع عام 1999 إلى نحو 177 ألف و411، وعام 2005 إلى 249 ألف و901، وعام 2010 إلى 313 ألف و928، وعام 2015 إلى 388 ألف و285، وعام 2018 إلى 430 ألف و147 ليصل نهاية العام 2022 إلى أكثر من 500 ألف مستوطن صهيوني.

وذكر التقرير أن هؤلاء المستوطنين يسكنون في 158 مستوطنة صهيونية في الضفة الغربية، (منها 24 في القدس)، بالإضافة ما يقارب 200 بؤرة ومزرعة رعوية استيطانية يسكنها نحو 25 ألف مستوطن، أي أن المجموع تجاوز 750000 ألف مستوطن (في الضفة بما فيها القدس المحتلة)، ما يشكل سبعة أضعاف العدد في العام 1993.

وأوضح أن الموجة الاستيطانية الأولى امتدت من العام 1967 وحتى العام 1977 وتم خلالها بناء نحو 31 مستوطنة أهمها في منطقة القدس وبيت لحم وفي غور الأردن، أما الموجة الثانية فقد جاءت بعد التوقيع على اتفاق “السلام” مع مصر، حيث أقام الكيان المُحتل في نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات 35 مستوطنة تلاها 43 مستوطنة جديدة حتى نهاية الثمانينات.

وتصاعدت النشاطات الاستيطانية الصهيونية في الفترة التي رافقت مفاوضات مدريد وواشنطن بين الجانبين الفلسطيني الصهيوني بعد حرب الخليج الأولى عام 1991 فأقام العدو الصهيوني سبع مستوطنات جديدة ليرتفع عدد المستوطنين إلى 107 آلاف مستوطن، ولترتفع نسبتهم إلى 5,3 في المائة من المجموع العام لسكان الضفة الغربية وقطاع غزة.

هذا وتخطط حكومة العدو الصهيوني المؤلفة من أحزاب قومية متطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو، على ضم الضفة الغربية المحتلة، وترسيخ سيطرتها على المنطقة، حيث تعهد بعض وزرائها بمضاعفة عدد المستوطنين الذين يعيشون حالياً في الضفة الغربية، إلى مليون مستوطن، من أجل فرض أمر واقع، والقضاء على أي تسوية سياسية مستقبلية، تشمل إخلاء مستوطنات.

وأفاد رئيس المجلس الاستيطاني شمال الضفة، بأنّ “الطريق إلى المليون مستوطن في “الشومرون” (شمال الضفة) تمر عبر البناء، والحفاظ على الأراضي، والأهم تطوير البنى التحتية للشوارع”.

وكان موقع “يديعوت أحرونوت” الصهيوني، قد كشف في أغسطس الماضي، أنّ ما يسمى بالمجلس الإقليمي الاستيطاني شمال الضفة قد وضع خطة لتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، في المستوطنات الحالية ومستوطنات مستقبلية، تطمح إلى زيادة عدد المستوطنين إلى مليون مستوطن، بالإضافة إلى توفير مختلف المرافق لهم.

وبحسب تقرير آخر لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان العام الماضي فقد ارتفعت وتيرة الاستيطان الصهيوني بشكل غير مسبوق منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967، وبات أكثر من 750 ألف مستوطن ينتشرون في أكثر من 360 مستوطنة وبؤرة استيطانية، وتحتل هذه أكثر من 9.6 في المائة من مساحة الضفة الغربية المقدرة بـ5800 كيلو متر مربع.

ويُشار إلى أن العدو الصهيوني لم يكتفِ بسيطرته الكاملة على مناطق “ج” -والمقدرة بـ62 في المائة من مساحة الضفة الغربية- فصار يلاحق الفلسطينيين بمناطق سيطرة السلطة الفلسطينية بالضفة (مناطق “أ” و”ب” حسب اتفاق أوسلو) والبالغة 38 في المائة فقط من مساحتها، ويعيد نفوذه عليها.

وكانت سلطات العدو الصهيوني قد وضعت عام 1979 برنامجاً لاستيعاب أكثر من مليون مستوطن، كما وضعت برنامج آخر عام 1983 عرف بـ”الأمر العسكري للطرق”، بهدف تقطيع الضفة الغربية بشكل عرضي وطولي من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، لكن تم تجميده، ثم عاودت حكومة العدو تنفيذه من خلال إقامة شبكة الشوارع الالتفافية.

الجدير ذكره أن اتفاقية “أوسلو” هي اتفاق سلام وقعته منظمة التحرير الفلسطينية مع كيان العدو الصهيوني في مدينة واشنطن الأمريكية في 13 سبتمبر 1993، بحضور الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، وسمي الاتفاق نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرّية التي تمت في عام 1991 وأفرزت هذا الاتفاق فيما عُرف بمؤتمر مدريد، وتعتبر أول اتفاقية رسمية مباشرة بين الكيان الغاصب، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية ياسر عرفات.

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نبيل الصوفي فی الضفة الغربیة العدو الصهیونی عدد المستوطنین ألف مستوطن فی المائة أکثر من

إقرأ أيضاً:

7 شهداء في جنين والمقاومة تتوعد بالتصعيد في الضفة الغربية

استشهد 7 فلسطينيين اليوم الجمعة في استهداف لقوات الاحتلال الإسرائيلي بمدينة جنين، وسط تصاعد اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وكانت قوة خاصة إسرائيلية تسللت إلى منطقة حرش السعادة عند الأطراف الغربية لمخيم جنين وحاصرت منزلا واستهدفته بأكثر من 10 قذائف من طراز "إنيرغا" المحمولة على الكتف، مما أدى إلى اشتعال النيران داخله.

وقالت وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية إن 7 استشهدوا في جنين، مشيرة إلى أن أعمارهم تتراوح بين 19 و54 عاما.

وينتمي أغلب الشهداء إلى كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وقد شيّع حشد من الفلسطينيين الشهداء وسط هتافات غاضبة.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن القوات الإسرائيلية "اقتحمت المدينة وحاصرت منزل المواطن أحمد مروان جمعة الغول" في غرب المدينة "قبل أن تقتحم آليات الاحتلال العسكرية المدينة من شارعي حيفا والناصرة".

وتفيد بيانات وزارة الصحة الفلسطينية بأن 12 فلسطينيا استشهدوا في الساعات الـ48 الأخيرة بالضفة الغربية المحتلة.

ويضاف إلى هذه الحصيلة طفل وامرأة استشهدا الاثنين الماضي خلال توغل الجيش الإسرائيلي في منطقة طولكرم شمالي الضفة.

وداع الشــهيد احمد العموري شقيق الشهيد جميل العموري .. والذي ارتقى في قصف للاحتلال استهدف منزلاً في مخيم جنين صباح اليوم pic.twitter.com/n7Ej7Kc9aW

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) July 5, 2024

إضراب شامل

من جهتها، أفادت مصادر فلسطينية بالإعلان عن إضراب شامل في أرجاء محافظة جنين بالضفة الغربية، وذلك بعد استشهاد الفلسطينيين السبعة.

ونعت حركة حماس "الشهداء الأبرار الذين ارتقوا بنيران جيش الاحتلال الصهيوني في مخيم جنين صباح اليوم"، وفق تصريح صحفي نشرته الحركة.

وقالت حماس إن "جرائم الاحتلال المتواصلة في غزة وجنين طولكرم وكل ربوع بلادنا المحتلة لن تفلح في كسر إرادة شعبنا الفلسطيني، وإن هذه الدماء الزكية ستشكل وقودا لانتفاضة شعبنا الأبي ضد الاحتلال وسياسة الخراب والدمار التي يريد فرضها عليه".

ودعت الحركة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تحمّل مسؤولياتهما "واتخاذ قرارات واضحة لوقف هذه الجرائم المستمرة، ولجم الفاشيين الجدد من قادة الاحتلال، وتقديمهم للعدالة الدولية للمحاسبة كمجرمي حرب".

كما قال المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين إن "الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه وقادته المجرمين سيدفعون ثمن جرائمهم المتصاعدة، وستواجه هذه الجرائم بتصعيد نوعي وكمي مهما كانت التضحيات".

بدورها، نعت حركة الجهاد الإسلامي الشهداء، وقالت إن "إصرار العدو الصهيوني على ارتكاب المزيد من المجازر واغتيال أبناء شعبنا في مدن الضفة لن تحقق أهدافه في كسر المقاومة، بل سيزيدها ثباتا وعزيمة".

قوات الاحتلال تقتحم بلدة بيتا جنوب شرق نابلس وسط مواجهات مع فلسطينيين#الجزيرة #فيديو pic.twitter.com/lV6X5T0j4f

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) July 5, 2024

اعتداءات

وفي السياق ذاته، اعتدت قوات الاحتلال بالضرب المبرح على شابين عند مدخل شارع الشهداء في الخليل جنوبي الضفة الغربية.

وأوقف جنديان إسرائيليان الشابين وانهالا عليهما ضربا، مما أدى إلى إصابتهما برضوض وكدمات.

وتشدد قوات الاحتلال إجراءاتها عند الحاجز المؤدي إلى شارع الشهداء وسط الخليل وتنكل بالمواطنين وتحتجزهم لساعات وتمنعهم من الوصول إلى منازلهم.

من جهة أخرى، قالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل اقتحام جبل صبيح ومحيطه في بيتا جنوبي نابلس بالضفة الغربية، وسط اشتباكات مع مقاومين.

وكان الهلال الأحمر الفلسطيني قال إن قوات الاحتلال اعتدت على طاقم الإسعاف في جبل صبيح، في حين نشرت منصات صورا لاندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال هناك.

من جهة أخرى، هاجم مستوطنون أراضي لفلسطينيين في منطقة الطيبة غرب الخليل بالضفة الغربية.

وأزال المستوطنون السياج المحيط بالأراضي وداهموها مخلفين فيها خرابا.

وتتعرض أراضي الطيبة غرب الخليل إلى اقتحامات مستمرة من المستوطنين، حيث أحرقوا في وقت سابق منازل لمواطنين هناك وخلفوا خرابا واسعا فيها.

وفي قرية لصيفر بمسافر يطا جنوب الخليل اعتدى مستوطنون على المواطنين وألحقوا أضرارا بممتلكاتهم.

وقد تصاعدت هجمات المستوطنين في العديد من المناطق في الخليل، وتركزت معظم الاعتداءات على مسافر يطا.

مقالات مشابهة

  • غزة.. “القسام” تعلن تجنيد آلاف المقاتلين خلال الحرب وتأهيل قدراتها العسكرية
  • الوكالات الأممية تطالب بإجراءات عاجلة لحماية الفلسطينيين في الضفة الغربية
  • العدو الصهيوني يشن حملة دهمٍ واعتقالاتٍ في الضفة الغربية المحتلة
  • صعود إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية
  • مستوطنون يحرقون أراضي الفلسطينيين شرق رام الله (شاهد)
  • الأردن.. مسيرة تضامنية مع مقاومة الضفة بوجه الاستيطان
  • إب.. 35 مسيرة تحت شعار “مع غزة.. جبهات الإسناد ثبات وجهاد”
  • 7 شهداء في جنين والمقاومة تتوعد بالتصعيد في الضفة الغربية
  • مقتل سبعة فلسطينيين في عملية عسكرية إسرائيلية في جنين  
  •  تصاعد محاولات المستوطنين الاستيلاء على "نبع غزال" بالأغوار الفلسطينية