كيف يرد العالم على خطوات إيران التصعيدية؟
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
وصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية سحب إيران اعتمادات عدد من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالخطوة التصعيدية غير المسبوقة، محذرة من أنها ستضر بشدة بالقدرة على الإشراف على البرنامج النووي.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، بأنه "من دون تعاون فعال" ستجد الوكالة صعوبة في تقديم ضمانات للعالم بأن البرنامج النووي الإيراني يتم تنفيذه لأغراض سلمية فقط، كما تزعم طهران، مضيفاً: "أدعو الحكومة الإيرانية إلى إعادة النظر في قرارها والعودة إلى مسار التعاون مع الوكالة".
وجاء ذلك بعد أن صرح مسؤول دبلوماسي يعمل في فيينا، حيث يقع مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن إيران قررت سحب التفويض الذي منحته لجميع المفتشين الفرنسيين والألمان في فريق الوكالة بإيران.
אירן מסלקת פקחי גרעין ,נתנייהו מגיב בעוצמה :לא מופתע,זה רק מוכיח שכוונת אירן להתחמש בגרעין ...
באמת נתנייהו ? רק עכשיו הבנת את זה ? חרטום. pic.twitter.com/PXU8F9GCW0
بعد حوالي ساعتين من نشر إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بيانه الخاص بمناسبة رأس السنة العبرية، وقال إن "إسرائيل لا تتفاجأ من تصرفات إيران، التي تثبت أنها منتهكة لجميع التزاماتها تجاه المجتمع الدولي وتعتزم تسليح نفسها بالأسلحة النووية"، مشدداً على أن إسرائيل ستفعل كل ما هو ضروري لحماية نفسها من هذا التهديد.
وأتت الخطوة الإيرانية غداة إعلان فرنسا وألمانيا وبريطانيا تمديد حظر الأسلحة الباليستية والصواريخ الذي فرضه مجلس الأمن على إيران، وهو الحظر الذي من المفترض أن ينتهي خلال شهر، في 18 أكتوبر (تشرين الأول)، حيث تم تحديد هذا التاريخ في الاتفاق النووي عام 2015، والذي انتهكته إيران بشكل صارخ منذ انسحاب الولايات المتحدة منه في عام 2018.
موقف مختلف لروسيا والصينوتجدر الإشارة إلى أن الصين وروسيا لم تعلنا عن استمرار الحظر.. ولفتت الصحيفة إلى المخاوف بشأن تعزيز التعاون بين موسكو وطهران، مؤكدة أن هذا التحالف يثير قلقاً كبيراً في إسرائيل والغرب.
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن البروفسور راز زيميت الخبير في الشأن الإيراني بمعهد دراسات الأمن القومي، أن التحرك الإيراني لا يأتي فقط في أعقاب التمديد الأوروبي لحظر الأسلحة، ولكن أيضاً بعد قرار قاس نسبياً من مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي على الرغم من أنه لم يدن إيران، إلا أنه أكد على استمرار عدم التعاون من جانبها.
وضع متفجروأضاف زيميت أن "هذا يوضح أنه على الرغم من التفاهمات مع الولايات المتحدة، إلا أن الوضع لا يزال متفجراً، خصوصاً فيما يتعلق بالعلاقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية التي لم تتم تسويتها بعد"، متناولاً في حديثه صفقة الأسرى التي تمت صياغتها بين طهران وواشنطن والتي تم التوصل إليها مؤخراً، حيث إنه من المفترض تنفيذها في الأيام المقبلة، والتي تنص على الإفراج عن 5 سجناء أمريكيين في إيران، مقابل تحرير 6 مليارات من أرباح إيران النفطية والتي كانت مجمدة في كوريا الجنوبية.
المجتمع الدولي لا يزال متردداً في مواجهة انتهاكات #إيران #تقارير24https://t.co/930dfRZj1X pic.twitter.com/wE50ACBQ4d
— 24.ae (@20fourMedia) September 15, 2023 الحد من التوتراتوإلى جانب صفقة السجناء مع الولايات المتحدة، وردت في الأسابيع الأخيرة أيضاً تقارير عن محادثات سرية تهدف إلى الحد من التوترات فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، وقد تؤدي الخطوة الحالية التي تتخذها طهران إلى الإضرار بهذه الجهود بشكل كبير.
تذكير بالوضع الهشوقال داني سيترينوفيتش، الباحث المشارك في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: "تلقينا اليوم تذكيراً آخر بهشاشة الوضع فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني"، ووفقاً له: "سيتعين على الغرب الرد بطريقة ما، الرد الضعيف للغاية سيكون بمثابة رسالة إلى طهران مفادها أنها تستطيع أن تفعل ما تريد، ومن ناحية أخرى، فإن الرد القوي يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من الهجمات الإيرانية".
وشدد على أنه من دون حل طويل الأمد للمسألة النووية في إيران، فإن التصعيد سيكون مجرد مسألة وقت.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني إيران الملف النووي الإيراني النظام الإيراني أسلحة إيرانية الوکالة الدولیة للطاقة الذریة
إقرأ أيضاً:
تقرير: ترامب يواجه الفرصة الأخيرة لوقف البرنامج النووي الإيراني
رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن إيران الآن عند نقطة ضعف غير مسبوقة، ولكنها أيضاً عند أقرب نقطة إلى اختراق مجال الأسلحة النووية.
وتابعت: "لم تكن سياسة الاسترضاء التي انتهجتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن ذات فائدة"، مشيرة إلى أن الرئيس الحالي دونالد ترامب قد اتخذ الخطوة الصحيحة، عندما قرر تجديد العقوبات على إيران، لكنها لن تكون كافية، والساعة الرملية تنفذ".
وأضافت "يديعوت أحرونوت"، في تحليل تحت عنوان "الفرصة الأخيرة لوقف البرنامج النووي الإيراني"، أن قرار ترامب بتجديد العقوبات على إيران هو الأهم منذ توليه منصبه، لأنه بمثابة ضربة قاسية للنظام في إيران، موضحة أن العقوبات لم تبدأ اليوم، ولكنها كانت قد بدأت في صيف عام 2010، في ظل إدارة باراك أوباما، وتم تشديدها في عام 2012.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أن إيران دفعت الثمن بسبب تلك العقوبات، حيث انخفض الناتح الوطني بنحو 20%، وبعد مفاوضات طويلة ومضنية، تم التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران في يوليو (تموز) 2015، والذي أدى إلى رفع الغالبية العظمى من العقوبات، وتعافي الاقتصاد الإيراني، لافتة إلى أن الاتفاق لم يتضمن أي بنود تتعلق بدعم طهران للجماعات المسلحة، لذا فقد زاد دعم إيران لوكلائها مثل تنظيم "حزب الله" في لبنان، وميليشيا الحوثيين في اليمن، والكتائب الشيعية في العراق، وحركتي الجهاد وحماس في قطاع غزة.
هل أُغلقت نافذة الدبلوماسية بين إيران وترامب؟https://t.co/ZVtsOMwEDR pic.twitter.com/8AJGdcv1ty
— 24.ae (@20fourMedia) February 4, 2025
الانسحاب من الاتفاق النووي
وتقول الصحيفة، إنه في عام 2018، جاء فصل آخر عندما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وتم تجديد العقوبات على إيران في عهد ترامب، وكثيراً ما يتعرض هذا القرار لانتقادات حادة، بحجة أنه أدى إلى تسريع السباق الإيراني نحو الأسلحة النووية، ولكن النتيجة الواضحة هي أن الاقتصاد الإيراني تعرض لضربة قاسية.
وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن الرئيس الأسبق، حسن روحاني، اعترف خلال ولايته عام 2019، بأن تجديد العقوبات ألحق أضراراً اقتصادية بإيران بلغت 200 مليار دولار، وفي نهاية عام 2020، اعترف وزير الخارجية جواد ظريف بأن الأضرار التي لحقت بإيران بلغت بالفعل 250 مليار دولار، وكان التأثير على الإنفاق الدفاعي فورياً، إذ انخفضت ميزانية الدفاع بنسبة 28%.
استرضاء إيران
وبحسب الصحيفة، مع دخول بايدن إلى البيت الأبيض، تمت كتابة فصل جديد، وبعد شهر من توليه منصبه، رفع بايدن العقوبات، وليس هناك شك في أن نواياه كانت حسنة، لأنه أراد تهدئة الأوضاع، ولكن هذا الاسترضاء لم يجد نفعاً ضد النظام الإيراني.
بالإضافة إلى ذلك، أعاد بايدن تعيين روب مالي رئيساً لفريق التفاوض مع إيران، ويُعتبر مالي رائداُ للنهج التصالحي، وفي مرحلة ما، لم يكن من الواضح على وجه التحديد من يمثل، إيران ضد الولايات المتحدة، أم الولايات المتحدة ضد إيران، وأشارت الصحيفة إلى أن عضوين استقالا من فريق التفاوض آنذاك، نائبه ريتشارد نيفيو وأريان طبطبائي، في ضوء التنازلات المفرطة والخطيرة التي قدمها مالي، موضحة أن الاسترضاء لم يساعد في النهاية ولم يتم التوصل إلى اتفاق، وتمت إقالته من منصبه لأسباب غير معلنة.
ضعف استراتيجي
وذكرت الصحيفة أن إيران أصبحت في حالة ضعف استراتيجي غير مسبوقة، بعد الضربات التي تلقتها هي ووكلاؤها من إسرائيل، كما أصبحت الآن أقرب إلى السلاح النووي، الذي قطعت شوطاً إليه خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى أنها واصلت "التخريب الإقليمي"، ما أدى إلى هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، والحرب بين إسرائيل والوكلاء الإيرانيين في المنطقة.
وترى الصحيفة، أن النهج الغربي يجد صعوبة في فهم حقيقة أن إيران تقودها حكومة متشددة ولديها اهتماماتها، كما أنها مستعدة للتضحية بالكثير، بما فيه إلحاق ضرر اقتصادي شديد بمواطنيها من أجل تحقيق هدف الهيمنة الإقليمية، وتابعت أن التصريحات حول القضاء على إسرائيل ليست خطاباً متفاخراً، هذه هي النية الحقيقية لنظام مجنون".
ترامب أبدى إعجابه بهدية نتانياهو واصفاً عمليات "البيجر" بأنها "عظيمة"
— 24.ae (@20fourMedia) February 5, 2025
خطوة مهمة ولكنها غير كافية
وتقول يديعوت إن العقوبات التي وقعها ترامب هي خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من الضرر للاستثمار الإيراني في الوكلاء الإقليميين، ولكن العقوبات، كإجراء وحيد، لن تتمكن من وقف السباق النووي، ولن توقف الإيديولوجية المتشددة والمدمرة، ومن الممكن التعامل مع إيران الحالية، ولكن سيكون من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، التعامل مع إيران النووية.
ولذلك، تؤكد الصحيفة أن الخيار العسكري يجب أن يكون مطروحاً على الطاولة، لأن الساعة الرملية تنفذ، وربما يكون الوقت متأخراً جداً، إلا أن إسرائيل تستطيع مهاجمة البرنامج النووي الإيراني بنفسها، وإن يكن الأمر صعباً جداً، موضحة أن إزالة التهديد النووي سيكون ممكنا بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية.
واستطردت: "إذا كان الثمن الذي يتعين على إسرائيل أن تدفعه هو التنازلات على الجبهة الفلسطينية، فإن الثمن لابد أن يُدفَع. لأن إيران هي رأس الأفعى، وحماس يمكن أن تنتظر، وسوف تتمكن إسرائيل من ضرب ما تبقى منها، حتى في غضون عام أو عامين، أما إيران فلن تنتظر".