«الطبيعي والاصطناعي»...مقال البابا تواضروس بالكرازة
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الله خلق الإنسان على صورته، منحة 3 بطاقات للحرية هي «العقل والعمل والعبادة» وقد امتزجت هذه الطاقات الثلاث فصنعت الحضارة في كل مكان، حيث إن الحضارة هي ناتج تفاعل القدرات الثلاثة، جاء ذلك في العدد الجديد من مجلة الكرازة «المجلة الرسمية للكنيسة القبطية» العدد رقم 35 و36 للسنة 51 بتاريخ الجمعة 4 توت 1740 و15 سبتمبر 2023، الذي تضمن مقالا جديدا للبابا تواضروس بعنوان «طبيعي والاصطناعي».
وتابع البابا تواضروس في مقاله في العدد الجديد من مجلة الكرازة، أنه نتيجة التفاوت في العقل البشري من إنسان لآخر، صارت الاختراعات على مختلف أنواعها وأشكالها حياة الإنسان وطموحاته.
وأضاف أن التكنولوجيا سهلت حياة الإنسان ولكنها صعبت التربية الأسرية والمدرسية والمجتمعية، فنشأت أجيال مختلفة تمامًا مثل جيل z وهو الجيل الذي ولد في فترة ما بعد الـ 2000، وظهر الذكاء الاصطناعي بديلا عن الذكاء الطبيعي وقدرات ساحرة وخارقة أمام الإنسان.
وأوضح البابا أنه كل ما يهمنا هو كيفية الاستفادة من كل تلك الإضافات التي يمكن أن تساعد ويمكن أن تضر، قائلا «تتنافس جهات كثيرة لتطوير الروبوتات الدينية في اليابان و الديانات البوذية والمعابد اليهودية وبعض الكنائس الغربية، موضحًا أن هذا ممثلين من الأديان الإبراهيمية الثلاثة إلى إصدار نداء «روما لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي» عام 2020، واضعًا سنة ضوابط أساسية للعاملين في مجال الذكاء الاصطناعي الديني وهي: «الشفافية والقابلية للتفسير- الشمولية - المسئولية – الحيادية - الموثوقية – الأمن والخصوصية».
البابا تواضروس: يجب أن يكون استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير الخدمةودعا البابا الأقباط إلى الدراسة والبحث والابتكار إلى ما يمكن الاستفادة منه عمليا من واقع تقنيات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات العملية الكنسية التي يمكن استخدامها من أجل تطوير الخدمة بصورة مقبولة ومفيدة عملية.
واختتم البابا مقاله بأن مهما اخترع الإنسان ستبقى تلك الإختراعات ناقصة أمام العقل البشري حتى وإن كانت شديدة الإبهار فهي لا تستطيع أن تقدم حبا للإنسان فهي آلة صماء بلا مشاعر أو إحساس، ومهما تعاظمت في عين الإنسان فهي ضئيلة أمام الله مانح العقل والإبداع والحرية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البابا تواضروس الكنيسة مجلة الكرازة الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی البابا تواضروس
إقرأ أيضاً:
هدف مشترك رغم الاختلافات العقائدية.. البابا تواضروس يستقبل وفدا من الكنيسة الروسية
استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني، اليوم الخميس، وفدًا رهبانيًا من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية برئاسة المطران قسطنطين مطران زاريسك والنائب البطريركي لإفريقيا ووفد لجنة العلاقات بين الكنيستين القبطية الأرثوذكسية والروسية الأرثوذكسية، حيث يبدأ اليوم الاجتماع الخامس للجنة ذاتها في القاهرة.
تنامي العلاقات بين الكنيستينفي مستهل اللقاء، وجه قداسة البابا تحية إلى البطريرك كيريل وأعرب عن سعادته بتنامي العلاقات بين الكنيستين، مشيرًا إلى أنه منذ لقائه بغبطة البطريرك عام ٢٠١٤، بدأت العلاقات في الازدهار في ظل تكثيف تبادل الزيارات. لافتًا إلى أن تلك الزيارات تبني جسورًا من المحبة وتفتح بابًا لتبادل الخبرات الروحية والاحتفاء بمحبة المسيح من خلال الحياة الرهبانية.
وأكد أن الكنيسة القبطية والكنيسة الروسية لديهما خبرات مشتركة يمكن من خلالها تعزيز المحبة والتعاون، رغم الاختلافات العقائدية، حيث يجمعهما الهدف المشترك - بناء ملكوت الله على الأرض وتكريس الحياة للسعي إلى النصيب السماوي.
وشدد قداسته على أن العالم في أمس الحاجة اليوم لمحبة المسيح، وسط الحروب والمعاناة التي تدفع الإنسان للبحث عن السلام من خلال المحبة.
نشر المحبه في كل مكانوأوضح أن رسالتنا جميعًا هي أن نكون شهودًا للمسيح وأن ننشر المحبة في كل مكان، متمنيًا أن تكون هذه الزيارة لمصر زيارة مباركة.
واختتم قداسة البابا كلمته بالتأكيد على علاقة المحبة التي تجمعه بالبطريرك كيريل، معربًا عن تقديره لدعم غبطته وتشجيعه لتلك الزيارات والحوار المستمر بين الكنيستين. كما رحب قداسته بالوفد على أرض مصر، التي تباركت بالعائلة المقدسة في القرن الأول الميلادي وتزينت بدماء الشهداء والنسّاك والقديسين.
من جانبه، قدم المطران قسطنطين تحيات البطريرك كيريل لقداسة البابا تواضروس، معربًا عن سعادته والوفد المرافق بوجودهم في مصر، وشعورهم بالمحبة الكبيرة التي لمسوها في كل مكان زاروه في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وأكد أن العلاقة بين الكنيستين تتسم بالودّ، مثمنًا التبادل الرهباني ودعم الكنيسة القبطية لأبناء الجالية الروسية وتقديمها أماكن للصلاة للشعب الروسي، مع تأكيده على أن القاهرة ستصبح مقرًا لإيبارشية إفريقيا.
كما شكر الأنبا سرابيون مطران لوس أنچلوس ورئيس لجنة العلاقات بين الكنيستين القبطية الأرثوذكسية الروسية الأرثوذكسية، قداسة البابا على استقباله وفد اللجنة، مشيرًا إلى أن لجنة العلاقات تأسست بعد اللقاء الأول بين قداسة البابا تواضروس والبطريرك كيريل، حيث تجتمع كل سنتين، وعليه نحتفل اليوم بمرور عشر سنوات على تأسيسها. كما أوضح أن تبادل الزيارات جزءًا من عمل اللجنة، بينما يظل الحوار اللاهوتي المشترك هو الأساس لاستعادة الشركة الكاملة بعد حل الخلافات اللاهوتية.
وأشار الأنبا سرابيون إلى الاجتماع الأخير للجنة الحوار اللاهوتي الذي استمر على مدار ثلاثة أيام، معربًا عن أمله في الوصول إلى اتفاق لاستعادة الشركة الكاملة بين الكنيستين. كما قدّم الشكر لقداسة البابا تواضروس على مبادرته لدعوة ممثلين عن الكنائس الأرثوذكسية إلى اجتماع في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، الذي عُقد في سبتمبر الماضي بحضور وفد من الكنيسة الروسية، وهو أول اجتماع من نوعه منذ عام ١٩٩٣.
واختتم قداسته بالتعبير عن سعادته لالتفاف الكنائس الأرثوذكسية حول مائدة مستديرة، مشيرًا إلى أن رغم وجود بعض الخلافات اللاهوتية، إلا أن هناك اتفاقًا كاملاً في القضايا الاجتماعية، مثل رفض الزواج المثلي. وعبّر عن أمله في أن تنجح لجنتا العلاقات والحوار في تحقيق التفاهم الكامل والوحدة المسيحية، مدفوعين بالمحبة والحكمة لخدمة كنيسة المسيح وشهادة الحق.