أعلنت كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، أمس السبت، عن تشكيلها لتحالف دولي تحت مسمى "تحالف دول الساحل"، بهدف إنشاء هيكل دفاعي بين الدول الثلاث، إثر تهديدات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) بالتدخل العسكري لاستعادة النظام.

أي انتهاك لسيادة أو وحدة أراضي أحد الدول الثلاث سيعتبر عدواناً على باقي الأطراف

ويأتي هذا الميثاق الذي كشف عنه رئيس مالي المؤقت الكولونيل أسيمي غويتا، في أعقاب الانقلابات التي شهدتها الدول الإفريقية مؤخراً، والتي أثارت المخاوف على مستقبل الديمقراطية في المنطقة، حسب تعبير الدول الموقعة.

#مالي والنيجر وبوركينا فاسو يشكلون تحالفاً دفاعياً جديداً لدول الساحل https://t.co/OKVeju0m2R

— 24.ae (@20fourMedia) September 17, 2023 رد على فرنسا

وتؤكد الدكتورة إيمان الشعراوي، الباحثة المتخصصة في الشأن الإفريقي، أن التحالف "جاء بمثابة رد فعل على حشد فرنسا قواتها في الدول المجاورة للنيجر، وهما بنين ونيجيريا، استعداداً للتدخل العسكري، وذلك في ظل تعقد المشهد السياسي وعدم الوصول لحلول دبلوماسية، ورفض قادة الانقلاب في النيجر إعادة الرئيس محمد بازوم للسلطة مرة أخرى".

وأضافت أن "هذا التحالف العسكري وحده لن يستطيع مواجهة تهديد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، في حالة تدخلها عسكرياً بدعم من فرنسا، وذلك بسبب ضعف جيوش هذه الدول والمشاكل الأمنية التي تواجهها، وعلى رأسها انتشار التنظيمات الإرهابية وتزايد قوتها الفترة الماضية، فضلًا عن الأزمات الاقتصادية الطاحنة التي تواجهها".

وأوضحت أن "هذا التحالف سيكون مدعوماً من قبل الدول الرافضة للتدخل العسكري مثل الجزائر، فضلًا عن روسيا التي ستلعب دوراً كبيراً من خلال قوات فاغنر في دعم النيجر، والتصدي للتدخل العسكري المحتمل، هذا بالإضافة للالتفاف الشعبي خلف السلطة الانقلابية في النيجر، وهو ما سيصعب مهمة التدخل العسكري من قبل أي من الأطراف".

Mali, Niger, Burkina Faso Leaders Form Military Alliance Against ECOWAS, Sign Defence Pact | Sahara Reporters https://t.co/y6NgKy57Qn pic.twitter.com/X2Zmewkjdi

— Sahara Reporters (@SaharaReporters) September 17, 2023 رسالة إلى إيكواس

وعما يحمله التحالف الجديد من معنى في المنطقة، أشارت الشعراوي، إلى أن هذا التحالف "رسالة قوية لإيكواس أنه في حالة تدخلها عسكرياً فإنها ستكون قد كتبت نهاية هذه المنظمة، فضلًا عن تسببها في مواجهة دول المنظمة أمام بعضها البعض، وهو ما سيمثل بمثابة الكارثة وحرب إقليمية كبرى، في ظل الترابط الإثني والقبلي بين هذه الدول، وارتباطهم بمصالح اقتصادية وسياسية واجتماعية مشتركة على مدار التاريخ".

وأكدت أنه "على الرغم من دور فاغنر الكبير في دعم هذه الدول، إلا أنه لا يمكن اعتبار ذلك السبب الرئيسي في إعلان تشكيل هذا التحالف، وذلك في ظل الرغبة الحقيقية من شعوب هذه الدول بالتخلص من الوجود الفرنسي والاستفادة من خيراتهم وثرواتهم، وأن تصبح دولهم قوية في ظل ما يتمتعون به من موارد وثروات طبيعية".

حرب كبرى

وتوقعت الدكتورة إيمان الشعراوي، أن "تدخل منطقة الساحل والصحراء في حرب كبرى، في ظل استعداد كافة الأطراف لها من جانب، وحالة الدفع الفرنسي لحدوث هذه الحرب من جانب آخر، خاصة بعد رفضها إجلاء السفير الفرنسي عن النيجر واستفزاز الشعب والسلطة النيجرية".

ولفتت إلى أنه في "حال حدوث أي ضرر للسفير، فذلك سيكون ذريعة لفرنسا للتدخل العسكري بشكل مباشر، وهو ما تسعى إليه فرنسا لذلك ترفض محاولة إجلاء السفير، في ظل الخطورة التي تهدد حياته وحياة من معه في السفارة".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني النيجر الإيكواس دول غرب أفريقيا فرنسا للتدخل العسکری هذا التحالف هذه الدول

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية السعودية: ندعم نشر قوة دولية في غزة بعد الحرب

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، إن المملكة تدعم نشر قوة دولية في قطاع غزة بدعم أممي.

ابن فرحان، وخلال تصريحات أدلى بها بجلسة نقاشية أقيمت الخميس ضمن اجتماعات المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في العاصمة الإسبانية مدريد، قال إن "المملكة تدعم نشر قوة دولية في غزة بقرار أممي تكون مهمتها دعم السلطة الفلسطينية".

وقال خلال الجلسة التي أقيمت تحت عنوان "الحروب وحروب الظل: ما هي خيارات أوروبا بمنطقة الشرق الأوسط"، إن "الوضع في قطاع غزة لا يؤثر فقط على القضية الفلسطينية وحدها بل على المنطقة بأكملها ويسهم في زيادة التصعيد وحدة التوتر، وهو ما يحدث حالياً في جنوب لبنان بسبب اتساع رقعة الأزمة في قطاع غزة ".

وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية رفضت بشكل قاطع وجود أي قوة عربية أو دولية في قطاع غزة.


وأكد ابن فرحان على أهمية مواصلة العمل للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، مشيراً إلى أن "غالبية المجتمع الدولي يتفقون على أن الحل الدائم والعادل للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي هو حل الدولتين، إلا أنهم يقفون مكتوفي الأيدي أمام الأمور التي قد تقوض حل الدولتين كاستمرار توسع إسرائيل في عمليات الاستيطان".

وأوضح الأمير السعودي "أن ما تقوم به الدول الأوروبية ومنها إسبانيا من دعم لعملية السلام والدفع تجاه حل الدولتين مهم جداً، وأن أقل ما يمكن أن تقوم به الدول الأوروبية هو إدانة عدم التزام إسرائيل بتعهداتها ثم اتخاذ خطوات أكثر صرامة مثل فرض عقوبات على بعض المسؤولين الذين ينتهكون حقوق الإنسان".

وأكد أن "الشعب الفلسطيني الحق الكامل في تقرير مصيره وأنهم كشعب يستحقون دولة مستقلة مُعترف بها دولياً".

مقالات مشابهة

  • القوات الأميركية تكمل غداً انسحابها من النيجر
  • جيش النيجر يقضي على أكثر من 100 إرهابي قرب حدود بوركينا فاسو
  • محلل إسرائيلي: السعودية تريد التحالف معنا.. ضمن حل مسألة غزة
  • وزير خارجية السعودية: ندعم نشر قوة دولية في غزة بعد الحرب
  • أول قمة تجمع قادة الأنظمة العسكرية في "دول الساحل"
  • السودان: «القضارف» تدعو المنظمات الدولية للتدخل ومواجهة موجة النزوح
  • جيش النيجر: مقتل أكثر من 100 إرهابي
  • حكومة النيجر تقبل إجراء محادثات لإصلاح العلاقات مع بنين
  • على وقع طبول الحرب مع حزب الله.. تكاليف اقتراض إسرائيل بأعلى مستوى في 13 عاما
  • تونس وبوركينا فاسو توقعان 8 اتفاقيات تعاون في مجالات متنوعة