موقع النيلين:
2025-02-11@07:22:52 GMT

عثمان أبوزيد: البَعَّاتي

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

عثمان أبوزيد: البَعَّاتي


صليتُ الجمعة برفقة أمريكي في مسجد بمكة، وكان خطيب المسجد الدكتور عبد العزيز الحربي. فور انتهاء الصلاة، التفت الأخ الأمريكي عليَّ وقال لي: الحمد لله، فهمت الخطبة كاملة لأن هذا الخطيب لغته العربية “نقية جدا”. ولا عجب فيما قال ـ تبارك الله ـ فالدكتور الحربي هو مؤسس مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية ورئيسه.

طبعًا إمكانات اللغة الفصيحة أكبر من إمكانات العامية في نقل المعنى بدقة وبيان، وعندما تكون الفصحى على لسان أمثال الدكتور الحربي فهي أشد بيانًا ووصولا للمستمع.

مناسبة هذه المقدمة؛ ما أثارته لفظة وردت في مقابلة قناة الجزيرة مع السفير السوداني في ليبيا عندما شبَّه قائد الدعم السريع بـ “البعاتي”. وطلب المذيع المصري توضيح كلمة البعاتي لأنه لم يفهم.

البعاتي بعامية السودانيين هو (البعبع) بالعامية المصرية، وبالإنجليزية (بوقي مان).
لا شك أن استعمال التعابير والألفاظ العامية يُحدث سوء فهم لدى المستمعين، إن كانوا من جنسية أخرى أو من المتعلمين للغة العربية الناطقين بغيرها.

ونحن نستعمل في خطابنا السياسي والإعلامي كثيرًا من هذه التعابير التي تحتاج إلى توضيح. وفي تقديري أنه في حالة مخاطبة غير السودانيين؛ يحسن عدم استعمال التعابير العامية أو إيراد الأمثال محلية الطابع. قد يعترض على هذا القول معترض فيقول: بأن علينا أن نسعى إلى نشر عاميتنا السودانية وكلماتنا، مثلما يفعل المصريون والخليجيون والشوام.
وجهة نظر معتبرة على كل حال، لكن يبقى الأفضل أن نخاطب الناس باللغة المشتركة وهي العربية الفصيحة المعاصرة. أما إذا كنا نكتب أو نخاطب جمهورًا سودانيًا فلا بأس من استعمال التعابير العامية السودانية.

قرأت يوم أمس للكاتب راشد عبد الرحيم مقالا ختمه بقوله: “نحن على أبواب مرحلة جديدة، وعلى الذين ركبتهم الهواجس ألا يخربوا الموت بالرَّفسِي”.

و(تخريبُ الموت بالرفسي)، تعبير سوداني خالص، وهو قريب من المعنى الذي أراده الشاعر المتنبي:
وإذا لم يكن من الموت بدٌ فمن العجز أن تموت جبانا

وأذكر موقفًا من المواقف التي حدث فيها سوء فهم لمراسل غير عربي عندما وقع حادث اغتيال رئيس الوزراء الأردني وصفي التل في فندق شيراتون بالقاهرة سنة 71. لما ألقي القبض على مرتكب الحادث فور إطلاق النار، كان يصيح: قتلته وشربت من دمه! كتب أحد الصحفيين في تقريره الإخباري باللغة الإنجليزية أن القاتل بعد أن أطلق الرصاص على المجني عليه، شرب من دمه.

موقف آخر: كنا في الخرطوم نحضر مؤتمرًا صحفيًا للمدير العام للتوجيه في القوات المسلحة على أيام معركة الأمطار الغزيرة نهاية عام 1996. سأل مندوب وكالة أجنبية: سمعنا هذا الصباح بسقوط مدينة المابان في جنوب السودان، فهل لديكم ما تعلقون به على هذا الخبر، فكان رد المدير العام: ليست هناك مدينة اسمها المابان في جنوب السودان. طبعًا الرد صحيح فليست هناك مدينة بهذا الاسم لكن توجد منطقة تحمل الاسم، وكانت قد دخلتها القوات المتمردة بالفعل. عاد المندوب الصحفي للسؤال: لكن وكالات الأنباء جميعًا تنقل نبأ سقوط المابان؟ هنا كان الرد الذي لم يتوقعه المندوب: يا أخي كل واحد يسلِّك لينا نتيرب ليه؟!

والتعبير محلي جدًا، مأخوذ من زراعة (السلوكة) وهي آلة زراعية من الخشب يُضغط عليها بالرجل في الأرض لعمل حفرة، ويكون وراء حامل السلوكة شخص آخر (يتيرب) أي يرمي البذور (التيراب) ثم يدفنها.

كان رد المدير العام للتوجيه من باب (التخلص) من السؤال دون الوقوع في محذور، وهذه حيلة يجيدها كثير من العسكريين، وقليل من السياسيين…

كتب ـ عثمان أبوزيد

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الإفتاء توضح حكم القنوت في صلاة الفجر

القنوت.. قالت دار الإفتاء المصرية إن القنوت في صلاة الفجر سُنَّةٌ نبويّةٌ ماضيةٌ قال بها أكثر السلف الصالح مِن الصحابة والتابعين، ولكن اختلف العلماء في مشروعية القنوت في صلاة الفجر في غير النوازل، أمَّا في النوازل فقد اتفق العلماء على مشروعيته واستحبابه فيها.

حكم القنوت في صلاة الفجر


القنوت في صلاة الفجر سُنَّةٌ نبويّةٌ، وجاء فيها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَيْهِمْ ثُمَّ تَرَكَهُ، وَأَمَّا فِي الصُّبْحِ فَلَمْ يَزَلْ يَقْنُتُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا"؛ وهو حديثٌ صحيحٌ رواه جماعةٌ مِن الحُفَّاظ وصَحَّحُوه –كما قال الإمام النووي وغيره– وبه أخذ الشَّافِعيَّة والمَالِكيَّة في المشهور عنهم؛ فيُستَحَبُّ عندهم القنوتُ في الفجر مُطلَقًا، وحَمَلُوا ما رُويَ في نَسْخِ القنوت أو النَّهي عنه على أنَّ المتروك منه هو الدعاء على أقوامٍ بأعيانهم لا مطلق القنوت.

قال الإمام الحافظ أبو بكر الحازمي في كتابه "الاعتبار في الناسخ والمنسوخ مِن الآثار" (3/ 90-91، ط. دائرة المعارف العثمانية): [وقد اختلف الناس في القنوت في صلاة الصبح؛ فذهب أكثر الناس مِن الصحابة والتابعين فَمَن بعدهم مِن علماء الأمصار إلى إثبات القنوت:

فَمِمَّن روينا ذلك عنه مِن الصحابة: الخلفاء الراشدون؛ أبو بكرٍ وعمر وعثمان وعلي رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، ومِن الصحابة أيضًا: عمار بن ياسر، وأبي بن كعب، وأبو موسى الأشعري، وعبد الرحمن بن أبي بكرٍ الصديق، وعبد الله بن عباس، وأبو هريرة، والبراء بن عازب، وأنس بن مالك، وأبو حليمة معاذ بن الحارث الأنصاري، وخفاف بن إيماء بن رحضة، وأهبان بن صيفي، وسهل بن سعد الساعدي، وعرفجة بن شريح الأشجعي، ومعاوية بن أبي سفيان، وعائشة الصدِّيقة رضي الله عنهم.

ومِن المخضرمين: أبو رجاء العطاردي، وسويد بن غفلة، وأبو عثمان النهدي، وأبو رافع الصائغ.

ومِن التابعين: سعيد بن المسيب، والحسن بن أبي الحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وأبان بن عثمان، وقتادة، وطاوس، وعبيد بن عمير، والربيع بن خثيم، وأيوب السختياني، وعبيدة السلماني، وعروة بن الزبير، وزياد بن عثمان، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعمر بن عبد العزيز، وحميد الطويل.

ومِن الأئمة والفقهاء: أبو إسحاق، وأبو بكر بن محمد، والحكم بن عتيبة، وحماد، ومالك بن أنس، وأهل الحجاز، والأوزاعي، وأكثر أهل الشام، والشافعي وأصحابه، وعن الثوري روايتان، وغير هؤلاء خلقٌ كثير.

وخالفهم في ذلك نَفَرٌ مِن أهل العلم ومنعوا مِن شرعية القنوت في الصبح، وزعم نَفَرٌ منهم أنه كان مشروعًا ثم نُسِخ، وتمسَّكوا في ذلك بأحاديث تُوهِم النَّسخ] اهـ.

والفريق الآخر مِن العلماء يرى أنَّ القنوت في صلاة الفجر إنَّما يكون في النوازل التي تقع بالمسلمين، فإذا لم تكن هناك نازلة تستدعي القنوت فإنَّه لا يكون حينئذٍ مشروعًا، وهذا مذهب الحَنفِيَّة والحنابلة.
 

مقالات مشابهة

  • حفل تكريم الجامعات العربية المدرجة على التصنيف العربي للجامعات
  • البحث العلمي تشارك بحفل تكريم الجامعات العربية المدرجة في التصنيف العربي 2024
  • في ثاني أيام العودة من الإجازة.. رئيس مدينة بورفؤاد: انتظام 22 ألف طالب بـ 43 مدرسة
  • الأمين العام المساعد للجامعة العربية يستقبل وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ
  • عدن.. العثور على قنبلة داخل مدرسة ثانوية
  • عبداللطيف المناوي: تقسيم الأدوار بين الدول العربية يقلل الضغوط على مصر |فيديو
  • الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية: تحركات تهدف لمجابهة مزاعم إسرائيل
  • حسام زكي: تحركات الجامعة العربية تهدف لتأكيد مبدأ حل الدولتين ومجابهة مزاعم إسرائيل
  • الإفتاء توضح حكم القنوت في صلاة الفجر
  • دول البلطيق تنهي ارتباطها بشبكة الكهرباء الروسية لمنع موسكو من استعمال الطاقة كورقة ابتزاز