عثمان أبوزيد: البَعَّاتي
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
صليتُ الجمعة برفقة أمريكي في مسجد بمكة، وكان خطيب المسجد الدكتور عبد العزيز الحربي. فور انتهاء الصلاة، التفت الأخ الأمريكي عليَّ وقال لي: الحمد لله، فهمت الخطبة كاملة لأن هذا الخطيب لغته العربية “نقية جدا”. ولا عجب فيما قال ـ تبارك الله ـ فالدكتور الحربي هو مؤسس مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية ورئيسه.
طبعًا إمكانات اللغة الفصيحة أكبر من إمكانات العامية في نقل المعنى بدقة وبيان، وعندما تكون الفصحى على لسان أمثال الدكتور الحربي فهي أشد بيانًا ووصولا للمستمع.
مناسبة هذه المقدمة؛ ما أثارته لفظة وردت في مقابلة قناة الجزيرة مع السفير السوداني في ليبيا عندما شبَّه قائد الدعم السريع بـ “البعاتي”. وطلب المذيع المصري توضيح كلمة البعاتي لأنه لم يفهم.
البعاتي بعامية السودانيين هو (البعبع) بالعامية المصرية، وبالإنجليزية (بوقي مان).
لا شك أن استعمال التعابير والألفاظ العامية يُحدث سوء فهم لدى المستمعين، إن كانوا من جنسية أخرى أو من المتعلمين للغة العربية الناطقين بغيرها.
ونحن نستعمل في خطابنا السياسي والإعلامي كثيرًا من هذه التعابير التي تحتاج إلى توضيح. وفي تقديري أنه في حالة مخاطبة غير السودانيين؛ يحسن عدم استعمال التعابير العامية أو إيراد الأمثال محلية الطابع. قد يعترض على هذا القول معترض فيقول: بأن علينا أن نسعى إلى نشر عاميتنا السودانية وكلماتنا، مثلما يفعل المصريون والخليجيون والشوام.
وجهة نظر معتبرة على كل حال، لكن يبقى الأفضل أن نخاطب الناس باللغة المشتركة وهي العربية الفصيحة المعاصرة. أما إذا كنا نكتب أو نخاطب جمهورًا سودانيًا فلا بأس من استعمال التعابير العامية السودانية.
قرأت يوم أمس للكاتب راشد عبد الرحيم مقالا ختمه بقوله: “نحن على أبواب مرحلة جديدة، وعلى الذين ركبتهم الهواجس ألا يخربوا الموت بالرَّفسِي”.
و(تخريبُ الموت بالرفسي)، تعبير سوداني خالص، وهو قريب من المعنى الذي أراده الشاعر المتنبي:
وإذا لم يكن من الموت بدٌ فمن العجز أن تموت جبانا
وأذكر موقفًا من المواقف التي حدث فيها سوء فهم لمراسل غير عربي عندما وقع حادث اغتيال رئيس الوزراء الأردني وصفي التل في فندق شيراتون بالقاهرة سنة 71. لما ألقي القبض على مرتكب الحادث فور إطلاق النار، كان يصيح: قتلته وشربت من دمه! كتب أحد الصحفيين في تقريره الإخباري باللغة الإنجليزية أن القاتل بعد أن أطلق الرصاص على المجني عليه، شرب من دمه.
موقف آخر: كنا في الخرطوم نحضر مؤتمرًا صحفيًا للمدير العام للتوجيه في القوات المسلحة على أيام معركة الأمطار الغزيرة نهاية عام 1996. سأل مندوب وكالة أجنبية: سمعنا هذا الصباح بسقوط مدينة المابان في جنوب السودان، فهل لديكم ما تعلقون به على هذا الخبر، فكان رد المدير العام: ليست هناك مدينة اسمها المابان في جنوب السودان. طبعًا الرد صحيح فليست هناك مدينة بهذا الاسم لكن توجد منطقة تحمل الاسم، وكانت قد دخلتها القوات المتمردة بالفعل. عاد المندوب الصحفي للسؤال: لكن وكالات الأنباء جميعًا تنقل نبأ سقوط المابان؟ هنا كان الرد الذي لم يتوقعه المندوب: يا أخي كل واحد يسلِّك لينا نتيرب ليه؟!
والتعبير محلي جدًا، مأخوذ من زراعة (السلوكة) وهي آلة زراعية من الخشب يُضغط عليها بالرجل في الأرض لعمل حفرة، ويكون وراء حامل السلوكة شخص آخر (يتيرب) أي يرمي البذور (التيراب) ثم يدفنها.
كان رد المدير العام للتوجيه من باب (التخلص) من السؤال دون الوقوع في محذور، وهذه حيلة يجيدها كثير من العسكريين، وقليل من السياسيين…
كتب ـ عثمان أبوزيد
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
بعد نجاحه مع عائشة بن أحمد.. أحمد عثمان يطرح روايتين
كشف الكاتب والسيناريست أحمد عثمان، عن مشاركته بـ روايتين في معرض القاهرة الدولي للكتاب فى دورته "56"، المقرر فعالياتها من 23 يناير الجارى إلى 5 فبراير المقبل بمعرض مصر للمعارض الدولية.
أكد أحمد عثمان، أن الرواية الأولى تحمل اسم «روحى فيك»، وهي الحكاية الرابعة من مسلسل «55 مشكلة حب» الذى تم عرضه خلال الفترة الماضية للنجمة عائشة بن أحمد وآخرين، مشيرًا أنه قام بتحويلها إلى رواية أدبية لطرحها فى معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته "56" المقبلة عن دار كيان للنشر والتوزيع.
وقال أحمد: "أجريت تعديلات نثرية على حكاية "روحى فيك" لكي تتماشى بأن تكون رواية أدبية، من حيث الإيقاع والزمن مع الحفاظ على تفاصيل الرواية والشخصيات، وبالطبع هناك مفاجأة للقارئ الذي يعرف أحداث الحكاية خاصة في النهاية، حيث استطاع عثمان اضافة ما يحتاج بحرية قلمه.
وأردف حديثه: عن فكرة تحويل كتاباته الأدبية أيضاً إلى أعمال سينمائية ودرامية، وأشار أحمد إلى أن كتابة النص الروائي تختلف عن الكتابة للسينما والدراما بشكل كبير، فالرواية تنقل المشاعر بالأسلوب الأدبي والحوار، أما السيناريو فهو فن مرتبط بما تستطيع الكاميرا تصويره، مؤكدًا، أن حكاية «روحى فيك» خضعت لتكهنات مستقبليه، وإيقاع مختلف، مما يفتح الباب إلي نوعية مشاهد جديدة من مستويات عمرية مختلفة، عكس الرواية التي تعتمد بشكل كبير على خيال القارئ.
حكاية روحي فيكودارت أحداث حكاية «روحي فيك»، حول الكثير من الألغاز المحيرة التى تتخللها بعض الأحداث التشويقية وبعض المواقف الرومانسية في إطار ملئ بالرعب النفسي وغيرها ولاسيما، بأنها تصدرت حلقاتها قائمة الأكثر مشاهدة على منصة watch it علي فترات متقاربة طوال فترة عرضها، بالإضافة إلي تصدرها تريند محرك البحث اليومي على بعض مواقع ووسائل التواصل الإجتماعي المختلفة.
وجدير بالذكر بأن حكاية «روحي فيك» شارك في بطولتها بجانب النجمة عائشة بن أحمد كل من: الفنان نور محمود، محمد كيلاني، فراس سعيد، سمر مرسى، هلا السعيد، مؤمن نور، محمد عبد العظيم، ريم رؤوف وآخرين وظهور عدد من ضيوف الشرف، وهى من قصة وسيناريو وحوار أحمد عثمان وإخراج الأردنى محمد لطفى.
وفى سياق آخر قال السيناريست أحمد عثمان، أنه سيتم طرح عمل أدبي ثاني تحت عنوان «الديب»، وهي قضية من سلسلة "حلمي مهران" مع بداية فعاليات هذه الدورة "56"، وذلك عن دار إبداع للترجمة والتدريب والنشر والتوزيع.
وتابع، أحمد بأن قضية "الديب" تتمحور حول سمات جديدة وأفكار مبتكرة، وقدرات خاصة اكتسبها حلمي مهران مما مكنه من التعامل بشكل أكثر احترافي وذكاء مع أحداث قضيته الجديدة.
أحمد عثمانويشار أن السيناريست أحمد عثمان، درس كتابة السیناریو، قبل أن يشق طريقه في الكتابة الروائية، فنجح في تصدر قائمة الأعلى مبیعًا على مدار ثماني سنوات متتالية لدار إبداع للترجمة والنشر والتوزيع أصدر خلالها روايات: «لمسة ملیكا»، و«الوحى»، و«لَ نوفیلا»، و«القدیس»، و«١٠ ٣١» و«الخائن»، و"السيناريو اكس" خلاف السلسلة الورقية «حلمى مهران» الشهيرة.
ويذكر أن آخر أعمال السيناريست أحمد عثمان السينمائية هو فيلم «قبل الأربعين» للنجمتان داليا مصطفى وبسمة وآخرين.