عقد الجامع الأزهر الشريف أمس السبت، حلقة جديدة من ملتقى الطفل، والذي يأتي تحت عنوان: " الطفل الخلوق - النظيف - الفصيح"، وذلك في إطار مواصلة الجامع الأزهر والرواق الأزهري، جهودهما في توعية النشء بالآداب الإسلامية والأخلاقيات السليمة النابعة من صحيح الدين.

شريعة الإسلام تكفلت بحماية حياة الإنسان الخاصة من عبث المتطفلين 

وحاضر في ملتقى أمس بالجامع الأزهر ، والذي دار عنوانه حول:  "التطفل والفضول في ضوء شريعة الإسلام"،   د.

جمال عثمان ، الباحث بإدارة شئون القرآن الكريم بالجامع الأزهر، والدكتور محمود عبد الجواد، رئيس قسم العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر الشريف.

وقال د. عثمان،  إن التطفل من المشكلات الاجتماعية والأخلاقية المزمنة و المنتشرة في أرجاء الوطن منذ القدم، فهي مرتبطة بالوضع الأخلاقي والحضاري العام، فانتشار هذه الظاهرة دليل على الانحطاط الأخلاقي وانحدار المستوى الحضاري والثقافي، لأنها من أسوأ العادات ومن أقبح الأفعال و التصرفات، ولطالما تضايق الناس منها و انزعجوا وتكدر مزاجهم.

وبيَّن الباحث بالجامع الأزهر ، أن الإنسان مهما علا شأنه أو صغر يحاول جاهدا كتم أسراره والمحافظة على خصوصياته وحماية شؤونه من تطفل الآخرين وتدخل الفضوليين، وهذا بلا ريب حقٌ من حقوقه المشروعة التي كفلتها له الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، فقد شرعت القوانين الصارمة في بعض دول العالم المتحضرة لمحاسبة المتطفلين وتعريضهم للمسآلة القانونية لأجل صيانة شؤون الناس وحماية حياتهم الخاصة من عبث المتطفلين وتدخل الفضوليين.

وأشار د. جمال عثمان، إلى أن هذا النوع من الناس مصاب بداء الفضول وفيروس التطفل، وبالتالي أصبحت عقولهم لا تعي وأذهانهم لا تستوعب حقيقة هذه الصفة الأخلاقية الحقيرة والظاهرة الاجتماعية المنحطة ويتعاملون معها على أنها ظاهرة طبيعية وصفة غير مرضية، دون أن يدركوا أنها اعتداء صارخٌ وانتهاك فاضحٌ لحريات الآخرين وحقوقهم، فالفضولي عندما يكتشف أسرار الناس ويطلع على أحوالهم الخاصة فهو بذلك يتسبب في هدر كرامتهم وجرح شعورهم وتهديد حياتهم وأمنهم، فأكثر الناس شرا من تطفل على حياة غيره.

وأضاف: المتطفلون تفكيرهم محدود ومنغلق ولا يشعرون بالقيم الأخلاقية المعاصرة ولا يستشعرون المبادئ الإنسانية الراقية ولا يتماشون مع التطور والتمدن والتقدم، فهم في وادٍ والحضارة والرقي الأخلاقي في وادٍ آخر، فهؤلاء لا يحترمون القيم الأخلاقية والمُثل الإنسانية ويعتبرونها مجرد شعارات فارغة لاقيمة لها ولا وزن.

وبيَّن أن النصوص الدينية استفاضت بالتحذير من هذه الظاهرة السلبية و زجرت مرتكبها ونهت عنها ووبخت صاحبها و توعدته بالعقاب، فقد رُوي أنه استُشهد يوم أحد غلام من أصحاب النبي ﷺ وُجد على بطنه حجر مربوط من الجوع، فمسحت أمه التراب عن وجهه وقالت: هنيئا لك الجنة يا بني! فقال النبي ﷺ وما يدريك؟ لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه"، نفهم من هذا النص أن مفهوم الشهادة في سبيل الله والحصول على ثوابه الجزيل لا يتحقق مع الاتصاف بالفضول، فالفضيلة ضدٌ للرذيلة والضدان لا يجتمعان كما قيل قديما، إذ أن الشهيد السعيد من ترك الفضول وهجر التطفل , والخاسر والفاشل من أتصف بهما وإن جاء إلى الله مضرجاً بدمائه.

دعا لتعزيز الجهود لدحر فروعه|مرصد الأزهر يحذر من تصاعد عمليات تنظيم داعش الإرهابي الكشف الطبي على 3148 مواطنا.. قافلة الأزهر تنهي أعمالها في شمال سيناء

ومن جانبه تناول د. محمود عبد الجواد، رئيس قسم العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر الشريف، جزم الفعل المضارع، وبين أن الفعل المضارع يجزم بالسكون إذا سبقه أداة من الأدوات الآتية: ( لم ،، لا الناهية ،، لام الأمر ) وذكر أمثلة لذلك منها:
لم يذهب عمر إلي المدرسة. 
لا تصاحب شرار الناس. 
لتصاحب خيار الناس.

وفي نهاية الملتقى، اختتم الباحثان حديثهما بالإجابة عن بعض الأسئلة حول الموضوع، وأثناء الشرح استخدم الباحثان بعض الشرائح التوضيحية، معتمدَيْن على أسلوب المناقشة والتحاور مع الأطفال، تشجيعاً لهم على المشاركة.

يذكر أن ملتقى " الطفل الخلوق والنظيف والفصيح" يعقد يوم السبت من كل أسبوع بالجامع الأزهر، برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبإشراف أ.د عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، ود. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، كما يتم تنفيذه في بعض المحافظات، وذلك لتربية النشء على أسس صحيحة، وفهم عميق لأخلاقيات ديننا الحنيف.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر الجامع الازهر ملتقى الطفل الآداب الإسلامية المشكلات الاجتماعية بالجامع الأزهر الأزهر الشریف

إقرأ أيضاً:

الإمارات والصراع داخل بيت المراغنة

أن وجود إبراهيم الميرغني في تجمع الميليشيا و مناصريها في نيروبي، قد خلق تساؤلات عديدة وسط المجموعات السياسية، أولها هل بالفعل هو يمثل " الحزب الاتحادي الأصل" أم أنه يمثل شخصه فقط ؟ و إذا كان كذلك لماذا ادعا أنه يمثل الاتحادي الأصل؟ و ما هو موقف الاتحاديين و المراغنة من هذا الإدعاء؟ و هي أسئلة كثيرة بهدف البحث عن الحقيقة.. رديف لذلك أسئلة أخرى جاءت مصاحبة لذهاب إبراهيم الميرغني للمشاركة في تجمع نيروبي.. حديث قريب الله محمد الحسن قريب الله القيادي في "التجمع الاتحادي"عن اجتماعهم مع بابكر فيصل الذي أكد لهم تحالفهم مع الميليشيا.. ثم بعد ذلك جاءت إقالة القيادات الثلاث في التجمع الاتحادي " بابكر فيصل ، جعفر حسن و محمد الفكي" في مؤتمر استثنائي تم يوم 8 فبراير 2025 و لكن صدرت قراراته مجموعة قريب الله بعد اجتماع نيروبي 18 فبراير لماذا؟
يقول تاريخ الختمية في السودان أن السيد محمد عثمان الختم عندما زار السودان تزوج من سودانية أنجبت له السيد محمد الحسن الذي ولد في مدينة "بارا" ثم رجع الختم للحجاز و قبل وفاته أرسل أبنه محمد الحسن لكي يؤسس الطريقة الختمية، و بعد عودته للسودان أنجب ولدين محمد عثمان و أحمد و الأول هو الذي أسس الطريقة و الثاني ربما ترجع إليه عائلة إبراهيم الميرغني باعتبار أن عائلة إبراهيم كانت بعيدة عن الحزب الاتحادي منذ تأسيس الوطني الاتحادي في 1952م.. و كانوا أقرب إلي حركة الأخوان المسلمين.. و إبراهيم الميرغني بعد تخرجه من الجامعة كان أقرب في انجاز مشاريعه الإعلامية للإسلاميين، خاصة جمال الوالي و سناء حمد عندما كانت وزيرة دولة بالإعلام ثم من بعد ذلك إلي طه عثمان الحسين.. و اشتغلت مؤسسته الإعلامية بنشاط واسع في انتخابات 2015م من داخل القصر الجمهوري.. هذا العمل هو الذي كان مفتاح له للدخول في منظومة "الحزب الاتحادي الأصل" الذي كان مشاركا في الإنقاذ حيث تم تعينه أمين الإعلام في الحزب الاتحادي، و قدم في الترشيحات الوزارية بعد ذلك..
في الصراع السياسي أثناء فترة " الاتفاق الإطاري" كان إبراهيم الميرغني مسؤولا للإعلام في مجموعة جعفر الميرغني الذي أصبح رئيسا ل "قحت الكتلة الديمقراطية" و عندما ذهب الحسن الميرغني و وقع في "الاتفاق الإطاري" تحول إبراهيم من مجموعة جعفر إلي الحسن الميرغني بقرار من طه عثمان الحسين الذي كان مديرا لمكتب الرئيس البشير ثم أخذ التابعية السعودية و الآن يدير المعركة إلي جانب الأمارات.. و بعد الحرب التزم الحسن الصمت بعد خروجه من السودان، و لكنه قام بزيارة للأمارات، و قابل فيها طه عثمان الحسين.. و ظل إبراهيم في "قحت المركزي" و عندما تحولت المجموعة إلي تحالف " تقدم" ذهب إبراهيم يمثل الاتحادي الأصل مجموعة الحسن.. و معلوم أن طه عثمان الحسين هو نسيب إبراهيم الميرغني و متزوج شقيقته.. عندما تم انتقادا شديدا من قبل الاتحاديين للحسن، لم يعف الحسن "إبراهيم الميرغني" من المسؤولية الحزبية، بل أوكل تلك المهمة لأحد أعوانه يسمى هشام حسونة الذي أصدر بيان لم يتم توزيعه للصحافة و الإعلام، نما تم التوزيع في نطاق محدودا، و بأنهم فصلوا إبراهيم بينما التزم الحسن الصمت.. رغم أن وظيفة الحسن المعروفة بأنه المسؤول التنظيم في الحزب .. أيضا البيان الصادر من هشام زين العابدين الذي يصف نفسه بأنه هو " المراقب العام" هذا المراقب العام فصله عندما تحول إبراهيم من مجموعة جعفر الميرغني إلي مجموعة الحسن الميرغني، و هي مجموعات متنازعة على قيادة الحزب.. و أخيرا ذات "المراقب العام" تم فصله من قبل مجموعة جعفر الميرغني لأنه ذهب إلي مجموعة عبد الله المحجوب أبن الميرغني.. الغريب في الأمر أن جعفر الميرغني أيضا ذهب سرا في زيارة للإمارات و قابل فيها طه عثمان الحسين.. و خطابات فصل إبراهيم الميرغني تنظيميا يجب أن يقوم به الحسن الميرغني، باعتبار أن الوظيفة التي منحها له السيد محمد عثمان الميرغني مسؤول التنظيم في الحزب..أو يقوم بها جعفر الميرغني باعتبار أن والده منحه وظيفة نائب رئيس الحزب، و في حالة غياب الرئيس أو عجزه عن القيام بمسؤولياته يتخذ نائبه قرار الفصل..
أن إبراهيم الميرغني في الإعداد السياسي و القدرة على الحركة أفضل من الإخوة الثلاثة و هم " جعفر ، الحسن و عبد الله المحجوب" هؤلاء الثلاثة حركتهم تعتمد على المجموعات التي تلتف حولهم.. أن الذي قدم إبراهيم في العمل السياسي ليس قدراته الذاتية و تميزه، لكن أسمه المطلوب " الميرغني" هو رهان مستقبل الصراع.. السؤال لماذا إبراهيم ذهب مع المجموعة التي مع الميليشيا و أعلان حكومة و ليس مع مجموعة " صمود"رغم أن المجموعتين تخدمان الأجندة الأماراتية.. أولا إبراهيم له علاقات اعمال مع القوني الثاني تعضيد موقف نيروبي باعتبار أن الإسم سوف يخلق بلبلة " الميرغني" كأن ما يريدون القول أن الحزب الاتحادي الأصل مشارك.. أن إبراهيم لم يقطع الاتصال بأبناء السيد محمد عثمان الميرغني.. أن ذهاب الحسن و جعفر في زيارات سرية للامارات تؤكد أن هناك اتفاق بينهم على مستقبل العملية السياسية في البلاد، خاصة شكواهم أن العمل السياسي يحتاج إلي لدعم مالي كبير، و أن الحزب لا يمتلك رصيدا ماليا يستطيع أن يقيم نشاطات سياسية جماهيرية..
هل الأمارات هي التي سوف تصبح الداعم الرئيس لأبناء الميرغني بدلا عن مصر في المستقبل؟ هل السودان بعد الحرب سوف يشهدا أيضا صراعات أقليمية على أرضه؟ القضية الأخرى مجموعة "التجمع الاتحادي" لماذا نشرت اجتماع بابكر فيصل الذي جاء على لسان قريب الله محمد الحسن في هذا التوقيت ثم عزلهم؟ و أن تأييدهم الذي جاء مؤخرا للجيش هل أيضا هم يطرحون أنفسهم خطا داعما للخط الإقليمي الجديد، و الذي بدأ يبرز بصورة قوية في الساحة الاتحادية؟ كلها أسئلة تحتاج إلي إجابات... سوف اعود.. نسأل الله حسن البصيرة..


zainsalih@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • عثمان: الأمن الركيزة الأساسية لقيام أي دولة
  • الإمارات والصراع داخل بيت المراغنة
  • احترس من هذا التصرف أمام نعم الله .. عويضة عثمان يحذر
  • وزيرا الإنتاج الحربى والإسكان يتابعان الموقف التنفيذى للمشروعات الخاصة بالمبادرة الرئاسية حياة كريمة
  • نيجيرفان بارزاني يكشف دور كوردستان بحماية الكورد بسوريا ويشكر تركيا
  • هل بينهم ما يحدد طبيعة الإنسان؟
  • شيخ الأزهر: جوهر رسالة الإسلام نشر السلام وإقامته بين الجميع
  • فرع الغرفة بمحافظة البريمي ينظّم ملتقى التعليـــم الخـاص
  • «التنمية الأسرية» تطلق ملتقى «جودة حياة الأسرة»
  • المرقد الشريف لشهيد الأُمَّــة والإنسانية.. قبلةٌ تهفو إليها أرواح المحبين