كتب- محمود مصطفى أبوطالب:

حذر مرصد الأزهر في مقال له نشرته وحدة رصد اللغة التركية من تصاعد العمليات الإرهابية لتنظيم داعش الإرهابي مقارنة بالفترات التي سبقتها، والتي كان أشهرها إعلان التنظيم في حسابه على تطبيق تيليجرام، مسؤوليته عن تفجير استهدف تجمعًا سياسيًّا في باكستان، مما أسفر عن مقتل (54) شخصًا، وإصابة (200) آخرين.

وقد سبقه بأيام قليلة إعلان التنظيم مسؤوليته عن هجوم بعبوة ناسفة استهدف منطقة "السيدة زينب" في جنوب دمشق، في سوريا، مما أسفر عن مقتل (6) أشخاص، وإصابة (20) آخرين.

وتابع المرصد أن النهج العملياتي المتصاعد لتنظيم داعش يشير ، إلى أنه استطاع بدرجة أو بأخرى، التكيف مع الملاحقات، والتضييقات الأمنية المتتالية التي يتعرض لها، بل تجاوزها وصولًا إلى تبنيه هجمات استباقية، عبر عدد من العمليات المتتالية والمؤثرة التي قام بها أفراده على فترات متقاربة، مبرهنًا على أنه لا يزال مؤثرًا في المعادلة الدولية، مما يثير تخوفات من إمكانية إعادة تموضعه في المناطق التي كانت يبسط نفوذه عليها سابقًا، لذا يمكن القول أن التنظيم الإرهابي وإن كان قد فقد سيطرته المكانية، إلا أنه لم يفقد قدرته على التمدد فكريًّا وعملياتيًّا، وهذه هي أهم سماته التي مكنته من البقاء، والقيام بعمليات نوعية استباقية، معتمدًا إستراتيجية اللا مركزية، تلك التي تعد قبلة الحياة بالنسبة له.

وأكد المرصد أن من أهم عوامل تكثيف العمليات للتنظيم المتطرف هي الفراغات الأمنية والحالة الأمنية في سوريا على وجه الخصوص، فالناظر إليها يجد فراغًا أمنيًّا كبيرًا خلفته الصراعات المحتدمة بين التنظيمات المتطرفة المختلفة، مثل الصراعات التي بين هيئة تحرير الشام وتنظيم داعش الإرهابي، والذي اتضحت معالمه منذ انشقاق داعش عن تنظيم القاعدة، إضافة إلى الجغرافية المكانية والتي تشكل بعض الأماكن الوعرة، والتي يغلب عليها الطابع الجبلي ملاذات آمنة، وأوكارًا تشهد تمدد التنظيم، ومحاولات إعادة بناء قوته، وتمكنه من الاختباء بداخلها، فضلًا عن قدرته على إنشاء معسكرات للتدريبات العسكرية، والأيديولوجية المتطرفة. كما تحافظ تلك المواقع على استمرارية حصول التنظيم على مصادر الدعم اللوجيستي من الداخل، والخارج على حد سواء، عبر شبكات التهريب التي تتشكل بسهولة بفضل الانفتاح الجغرافي لصحاري تلك المناطق.

وأشار المرصد أن الهجمات الأخيرة لتنظيم داعش تحمل جملة من الدلالات، أهمها إعادة التموضع والذي يسعى تنظيم داعش إلى إعادة تشكيل صفوفه في الصحاري السورية والعراقية، بغية بسط سيطرته من جديد، استنادًا إلى المزايا الجيواستراتيجية لتلك المناطق، والتي جعلته يختارها معاقل لدولته المزعومة في السابق.

ومن خلال متابعة الأنشطة المتطرفة لتنظيم داعش في الآونة الأخيرة، يتبين أن العمليات التى يقوم بها أخذت طابعًا استباقيًّا كشفت عنه التحركات شبه المكثفة للتنظيم، الذي كان يعيش فترة من التخفي، الأمر الذي يؤكد خطورة خلاياه اللوجيستية، وذئابه المنفردة التي يستحثها بين الحين والآخر لتنفيذ عمليات استباقية تبرهن على قدرته على التأقلم رغم المحاذير الأمنية التي تحيطه من كل جانب، كما تؤكد توقيتات الهجمات سالفة الذكر أنها تأتي في عدة أُطُر، منها إثبات الوجود، وإثبات امتلاك المبادرة، ومنافسة تنظيم القاعدة، والرد على استهداف قادة التنظيم وزعمائه.

ودعا المرصد، إلى ضرورة الاستمرار في الضغط المستمر على فلول التنظيم، وملاحقاتهم في العراق وسوريا، وتعزيز الجهود الجماعية لدحر فروعه، وأذرعه، وتفكيك خلاياه النائمة في جميع أنحاء العالم، تلك التي يعقد عليها كل آماله منذ سقوط معاقله الرئيسة.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: العاصفة دانيال زلزال المغرب الطقس سعر الدولار الحوار الوطني أحداث السودان سعر الفائدة مرصد الأزهر العمليات الإرهابية تنظيم داعش الإرهابي لتنظیم داعش

إقرأ أيضاً:

من هي جماعة الذئاب الرمادية؟.. ما دخل بطولة أوروبا؟

السومرية نيوز – دوليات
عاد اسم جماعة "الذئاب الرمادية" للتردد مؤخرا، بعد مباراة منتخبي تركيا والنمسا في دور الـ16 من بطولة أوروبا "يورو 2024"، التي أقيمت الثلاثاء الماضي. فما هي هذه الجماعة؟ وما علاقتها بالمباراة التي انتهت بفوز تركيا؟ ولماذا سببت أزمة دبلوماسية؟   وبعد تسجيله في المباراة المذكورة، أثارت إشارة اللاعب التركي مريح ديميرال أزمة دبلوماسية بين بلاده والبلد المضيف ألمانيا.   والأربعاء استدعت تركيا السفير الألماني للاحتجاج على اعتراض وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر على احتفال ديميرال بإحراز هدف الليلة الماضية، عندما احتفل اللاعب بإشارة باليد متعلقة بجماعة قومية متطرفة.   وأحرز ديميرال الهدفين خلال الفوز على النمسا 2-1، لتحجز تركيا مكانا في ربع النهائي، الثلاثاء.   وبعد إحراز الهدف الثاني نفذ إشارة يده التي يستخدمها القوميون الأتراك، المتعلقة بجماعة "أولكو أوجاكلاري" التركية القومية المتطرفة، التي تعرف على نطاق أوسع باسم "الذئاب الرمادية".   "الذئاب الرمادية"   أسس هذا التنظيم كجناح من الشباب لحزب الحركة القومية اليميني المتطرف.   خلال العقود التي تلت تأسيسه في الستينيات، اتهم التنظيم بالضلوع في عنف مسيس معظمه ضد جماعات يسارية.   حظر التنظيم في فرنسا، بينما حظرت النمسا الإشارة بتحية "الذئاب الرمادية" التي يستخدمها القوميون بشكل موسع في تركيا.   الحركة متحالفة حاليا مع حزب الرئيس رجب طيب أردوغان الحاكم، حزب العدالة والتنمية.   وحثت نانسي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) على معاقبة اللاعب بسبب هذه الإشارة.   وكتبت على منصة "إكس": "رموز المتطرفين اليمينيين الأتراك ليس لها مكان في ملاعبنا. استغلال البطولة الأوروبية لكرة القدم منصة للعنصرية غير مقبول بالمرة".   كما قال الوزير الفيدرالي والسياسي الألماني من أصول تركية، جيم أوزديمير إن "إيماءة ديميرال "يمينية متطرفة"، و"ترمز للإرهاب والفاشية".   وفتح اليويفا تحقيقا مع اللاعب بسبب "سلوك غير لائق"، بعد احتفاله بإحراز هدف برفع علامة يد مرتبطة بجماعة قومية متطرفة.   وأكد اليويفا، اليوم الأربعاء، تعيينه مفتشا للتحقيق مع اللاعب، بينما لم يشر إلى موعد الانتهاء من التحقيق، علما أن تركيا تخوض مباراتها المقبلة أمام هولندا في برلين، السبت.   وكان ديميرال واحدا من 16 لاعبا تركيا تم توبيخهم عام 2019، لأدائهم تحيات تشبه التحيات العسكرية في مباريات وقت شن البلاد هجمة عسكرية على سوريا.   وأكد اللاعب بعد نهاية المباراة في لايبزيغ، أن "لا رسالة خفية وراء حركته".

مقالات مشابهة

  • مصائب الكيزان في بلاد السودان!
  • غوتيريش يحذر من حرب واسعة مع تصاعد المواجهات بين حزب الله والاحتلال
  • 10 سنوات على «خلافة البغدادى».. العراق يحاصر فلول داعش فى الجبال.. وتشرذم عصاباته فى سوريا
  • الأزهر يحذر من خطأ شائع يرتكبه المصلين أثناء خطبة الجمعة
  • مرصد الأزهر يصدر مؤشره الشهري للعمليات الإرهابية في باكستان
  • مرصد الأزهر: الكيان الصهيوني شاذ دخيل على الشرق الأوسط غرسته أيادٍ غربية
  • مرصد الأزهر يصدر مؤشره الشهري للعمليات الإرهابية في باكستان يونيو الماضي
  • مرصد الأزهر يصدر مؤشره الشهري للعمليات الإرهابية في باكستان لشهر يونيو 2024
  • الكويت.. اعتقال مواطنين بتهمة الانضمام لتنظيم محظور
  • من هي جماعة الذئاب الرمادية؟.. ما دخل بطولة أوروبا؟