اتهمتهم باستغلال السلطة.. من هم الأقوياء الذين هاجمتهم تيريزا ماي في مذكراتها؟
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
لندن- عادت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي إلى الواجهة عبر مذكراتها التي صدرت نهاية الأسبوع، وتحمل عنوان "شطط السلطة.. مواجهة غياب العدالة في الحياة العامة" (The Abuse of Power: Confronting Injustice in Public Life)، وتناولت خلالها مجموعة من الأحداث التي هزت بريطانيا، وكانت ماي شاهدة عليها، سواء خلال توليها منصب وزيرة الداخلية، أو خلال تقلدها رئاسة وزراء المملكة المتحدة.
قضت تيريزا ماي 6 سنوات وزيرة للداخلية، و3 سنوات رئيسة للوزراء، أي 9 سنوات في صناعة القرار البريطاني، وهو ما يجعل من شهادتها ذات قيمة تاريخية، لولا أن ما تقوم به ليس سردا لتجربتها وبعض الخبايا والأسرار، بل "هو تفكير وتحليل لأخطاء الآخرين وما الذي دفعهم لارتكاب هذه الأخطاء"، حسب ما تقول جريدة "تلغراف" البريطانية في تقييمها لهذا الكتاب.
وتدخل ماي في هذا الكتاب، في مواجهة مع عدد من المؤسسات القوية، التي تقول إنها "تسيء استخدام نفوذها وسلطتها عوض البحث عن الحقيقة وهذا ما عشته خلال فترة تواجدي في الحكومة"، وتنتقد ماي وبشدة، حرص هذه المؤسسات على سمعتها وحماية نفسها على حساب المصلحة العامة.
ومع أن ماي تقول في كتابها إنها "لا تريد الدفاع عن نفسها أو تبرير الأخطاء التي ارتكبتها خلال عملها الحكومي"، إلا أن صحيفة "غارديان" في قراءة لها للكتاب ترى أن "هذا بالضبط ما تقوم ماي من خلال انتقاد أخطاء الآخرين لكنها تمر وبشكل صامت على أخطائها هي".
تقول تيريزا ماي في كتابها: إن "هناك الكثير من المؤسسات التي تتركز وظيفتها في حماية المواطنين، لكن ما تقوم بالفعل هو حماية نفسها"، مضيفة أن هناك الكثير من الضحايا في البلاد "بسبب تأجيل إنجاز العدالة".
ويعتبر التركيز على أحداث بعينها هو الخيط الناظم لمذكرات ماي، بداية من كارثة ملعب "هيلزبره" التي أدت لمقتل 96 شخصا سنة 1989، إلى حريق بناية "غرين فيل" في لندن، مرورا بفضيحة الاستغلال الجنسي للموظفات داخل البرلمان، وضحايا قضية "ويندرش" الذين طلب منهم مغادرة بريطانيا بعد أن عاشوا رفقة في البلاد لعقود طويلة.
وبحسب ماي فإن كل هذه القضايا تُظهر "كيف أن أصحاب النفوذ والسلطة اختاروا مرارا استعمال سلطتهم، ليس من أجل حماية الأشخاص الضعفاء، ولكن من أجل حماية أنفسهم والمؤسسات التي يشتغلون فيها"، وتتحدث ماي -هنا تحديدا- عن أجهزة الشرطة والبرلمان وموظفي الدولة الكبار داخل الحكومة.
وتحاول تيريزا ماي أن تكون محايدة أو منصفة من خلال توجيه بعض النقد لنفسها، عندما تقول في كتابها "أعرف أن فترتي خلال رئاسة الوزراء سيتم تذكرها كفترة الفشل في إنهاء اتفاق البريكست" إضافة لانتخابات سنة 2017، تلك التي فقد فيها حزب المحافظين الأغلبية تقريبا، وتعتبر أن هذا الأمر كان خطأها.
هجوم في جميع الاتجاهات
توجه تيريزا ماي الكثير من الانتقادات بكلمات حادة لعدد من السياسيين، وإن كان انتقاد رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون هو أمر متفهم؛ لأن جونسون كان السبب في سقوط حكومة ماي وتسبب في خروجها من رئاسة الوزراء، إلا أن أكثر الأمور إثارة في هذه المذكرات هو الهجوم الذي شنته ماي على رئيس مجلس العموم السابق جون بيركو، الذي وصفته بأنه "ليس فقط شخصٌ متنمرٌ ولكن أيضا كاذبٌ متسلسلٌ"، متهمة إياه بأنه من بين الأسباب الرئيسة في "عدم قدرتها على إتمام صفقة البريكسيت" وبأنه "كان يقوم بكل ما يمكن من أجل إفشال هذه الصفقة".
كما تنقد ماي الحليف الأكبر لبلادها أي الولايات المتحدة، وتقول: إن أميركا "اهتمت بمصالحها فقط فيما يتعلق بالانسحاب من أفغانستان" دون اعتبار لبقية الدول الحليفة.
تنصل من القضاياتتحدث تيريزا ماي بإسهاب عن فاجعة ملعب "هيلزبره" التي تسببت في مقتل 96 شخصا، لتؤكد أن ما حدث كان بسبب تعامل الشرطة مع المشجعين، منطلقة من فرضية أن المشجعين "لن يتسببوا إلا في المشاكل"، وتضيف أن الشرطة تعاملت بطريقة قاسية مع المشجعين، أكثر من هذا فإن ماي قالت إن شرطة "يورك شاير" كانت تريد فقط حماية نفسها من أي إدانة، وكانت أيضا محمية من قبل حزب المحافظين.
وتحكي ماي عن صدمتها عندما سألت والدة أحد الضحايا، رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر عن سلوك الشرطة، لترد تاتشر "إنها وظيفتهم يا عزيزتي"، لتخلص إلى أن "قيادة حزب المحافظين كانت حريصة على النظام لدرجة أنها لم تتمكن من اكتشاف سوء تعامل الشرطة مع المشجعين".
وتسلط ماي الضوء على تعاملها مع قضية ضحايا "ويندرش" التي تفجرت عام 2018، وهي قضية مرتبطة بمهاجرين من جزر الكاريبي قدموا إلى المملكة المتحدة عقب الحرب العالمية الثانية بدعوة من الحكومة البريطانية، حيث كانت أول دفعة من الواصلين على متن السفينة "إمباير ويندرش" في يونيو/حزيران 1948، لكن نحو 5 آلاف منهم واجهوا خطر الترحيل من بريطانيا لعدم حصولهم على أوراق تثبت وضع إقامتهم.
وتتحدث ماي -وقد كانت في حينها وزيرة الداخلية- أنها طلبت تحقيقا في وضعية هؤلاء الأشخاص، لمعرفة إن كانوا فعلا يتعرضون لمضايقات، لكنها لم تستمر بأي تحقيق بعد مرور عامين من طلبه، لكن ماي تتجاهل حقيقة أنه خلال فترة قيادة للوزارة، تم إقرار سياسة جعل بريطانيا "بيئة عدوانية" للمهاجرين غير القانونيين، بحيث يطلب من أرباب الأعمال والخدمات الصحية وأصحاب المنازل وغيرهم إثبات أن زبائنهم أو موظفيهم أو من يتعاملون معهم يقيمون في بريطانيا بشكل قانوني.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 6 معارضين خلال احتجاج بالقدس الغربية
اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء 25 مارس 2025، 6 معارضين لحكومة بنيامين نتنياهو خلال احتجاج نُظّم قبالة الكنيست والمجمع الحكومي الذي يضم رئاسة الوزراء ب القدس الغربية.
وفي ساعات الصباح، وصل المحتجون إلى مدخل الكنيست وأغلقوا أحد الطرق بالجلوس فيه قبل أن تجليهم الشرطة الإسرائيلية بالقوة.
وجاء الاحتجاج فيما يرتقب أن يبحث الكنيست مشروع قانون الميزانية العامة، ما يفرض على جميع المسؤولين والنواب القدوم إليه في حال إجراء تصويت.
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان أرسلت نسخة منه للأناضول: "خلال الساعة الماضية، بدأ عشرات المشاركين بالاحتجاج والمسيرة التي جرت في القدس، بتعطيل النظام من خلال إغلاق الطرق حول المجمع الحكومي في القدس".
وأضافت أن ذلك جرى "سواء من خلال التظاهر بشكل غير قانوني أو من خلال ركن المركبات بطريقة مخالفة للقانون".
وتابعت الشرطة أن قواتها "تعمل حاليا على إعادة النظام وإخلاء المركبات وسحبها إذا لزم الأمر، وقد حاولت مجموعة من المتظاهرين التدخل في مهمة الشرطة لسحب المركبات".
وأردفت: "ألقت الشرطة القبض على 6 مشتبه بهم بتهمة الإخلال بالنظام وتم نقلهم إلى مركز الشرطة للاستجواب".
ونظم معارضون للحكومة سلسلة واسعة من الاحتجاجات خلال الأيام الماضية في مدينتي القدس الغربية وتل أبيب.
ويحتج المعارضون على إقالة رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار، وحجب الثقة عن المستشارة القانونية للحكومة غالي بهاراف ميارا وتعطيل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
ونهاية 1 مارس/ آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة " حماس " وإسرائيل، والذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية منه.
وأراد نتنياهو - المطلوب للعدالة الدولية - إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين من غزة ، دون تنفيذ التزامات المرحلة الثانية، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من القطاع بشكل كامل، بينما تمسكت "حماس" ببدء المرحلة الثانية.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية في 18 مارس الجاري، قتلت إسرائيل حتى السبت 730 فلسطينيا وأصابت 1367 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة.
ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب إنه يجري بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي امتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس الجاري.
ورغم التزام حركة "حماس" ببنود الاتفاق، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، رفض بدء المرحلة الثانية، استجابة لضغوط المتطرفين في حكومته.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 163 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الكنيست يصوت على ميزانية الدولة غير المسبوقة بحجم 620 مليار شيكل أكاديمي إسرائيلي: تل أبيب ترتكب إبادة جماعية بغزة وتصدرها للضفة الجيش الإسرائيلي يعلن قصف أهداف عسكرية في وسط سوريا الأكثر قراءة تفاصيل اجتماع وفد حماس مع وزير خارجية تركيا في أنقرة استشهاد أسير محرر متأثرا بجروحه برصاص الاحتلال في بيت لحم ألوية الناصر تعلن استشهاد قائد وحدة المدفعية وعضو مجلسها العسكري الحكومة تعلن موعد عطلة عيد الفطر وبدء العمل بالتوقيت الصيفي عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025