تسبب إعصار ليبيا في حدوث كارثة حقيقة في شرق البلاد، وبالأخص في مدن درنة والبيضاء وسوسة والجبل الأخضر، إذ تشير الإحصائيات الأولية للسلطات الليبية إلى تدمير وتضرر نحو 7642 عقارا بمدينة درنة، فيما لا تزال عمليات انتشار جثث الضحايا مستمرة في مدينة سوسة الليبية.

إعصار ليبيا دمر 25% من مدينة درنة

وأفادت وكالة الأنباء الليبية «وال»، نقلا عن السلطات الليبية، بأن الإحصائيات الأولية للخسائر التي تعرض لها شرق البلاد بسبب إعصار ليبيا الذي ضربها الأسبوع الماضي، بلغت نحو تضرر 6142 مبنى.

وأضاف التقرير، أن فرق الطوارئ الليبية، حصر عدد المباني المدمرة بمدينة درنة التي تم تدميرها بشكل كامل نحو 891 مبني، في حين تم حصر أعداد المباني التي تدمرت بشكل جزئي نحو 211 مبني، بينما تم حصر المباني التي غمرها الوحل حوالي 398 مبني.

وأوضح أن المساحة الإجمالية للمنطقة التي غمرتها السيول والفيضانات في مدينة درنة تقدر بنحو 6 كيلومترات، مضيفًا أن نحو 25% من المدينة تم محوها بالكامل.

انتشال 18 جثة من الفيضانات في ليبيا بمدينة سوسة

فيما قال وسيط بالط الناطق باسم بلدية سوسة، إن عدد الوفيات التي تم تسجيلها من جراء الفيضانات في مدينة سوسة بلغ نحو 18 شخصًا، موضحًا أن حتى الآن لا توجد أي إحصائيات دقيقة أو محددة للمفقودين حتى الآن.

وأشار إلى ان المساعدات الإنسانية والامدادات وصلت إلى البلدية، ويتم حاليًا توزيعها بشكل كامل، موضحًا أنه تم فتح المدارس كمراكز إيواء للنازحين، وحتى لا تزال مشكلة كهرباء سوسة، مؤكدًا أنه لا يوجد كهرباء بسبب الأعطال ونقص المعدات التي لم تصل بعد.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: اعصار ليبيا ليبيا الإعصار فى ليبيا إعصار دانيال مدينة درنة الليبية مدينة درنة درنة مدينة سوسة الليبية إعصار لیبیا مدینة درنة

إقرأ أيضاً:

هل يؤسس حفتر لحكم وراثي بعد ترقية 3 من أبنائه في الشرق الليبي؟

شهدت ليبيا في الفترة الأخيرة ترقيات عسكرية لافتة لأبناء خليفة حفتر، إذ تم تعيين ابنه الأصغر صدام رئيسا لقواته البرية المسيطرة على الشرق والجنوب، بينما منح نجله خالد منصب رئاسة الوحدات الأمنية بصلاحيات واسعة داخل الجيش الليبي، ويترأس ابنه الثالث بلقاس صندوق إعادة إعمار ليبيا.

وتزيد هذه الترقيات التكهنات الخاصة بنوايا حفتر، وعزمه تأسيس حكم وراثي، بحسب مراقبين، فيما يرى آخرون أنه يجهز نفسه للتقاعد.

ويُفسر مراقبون ترقيات أبناء حفتر على أنها "خطوة مدروسة" من قبل المشير لتجهيزهم لخلافته، مُتوقعين حدوث سلسلة من إقالات تطال كبار قيادات الجيش التابع له، في حين يرى آخرون أن هذه الترقيات تُمثل "استمرارا لظاهرة توارث المناصب القيادية قبل التقاعد"، والتي تُلاحظ منذ تأسيس المملكة الليبية في الخمسينيات من القرن الماضي.

وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي الليبي، إبراهيم بلقاسم، إن "برنامج توريث القيادة العسكرية في الشرق الليبي جارٍ منذ فترة، مع ترجيح استمرار الجنرال حفتر في منصبه على المدى القصير، فعلى الرغم من تدهور صحته فإنه لا توجد مؤشرات على نيته التقاعد من الحياة السياسية".

ويُشدد المحلل الليبي، في اتصال مع "أصوات مغاربية"، على أن "مستقبل الشرق الليبي مرهون بمدى سلاسة عملية انتقال القيادة العسكرية، ففي حال عدم حدوث عملية انتقال سلسة للسلطة، تلوح في الأفق مخاطر نشوب صراعات على السلطة".



وأردف: "لهذا يبرز اسم صدام حفتر، نجل القائد خليفة حفتر، كأقرب المرشحين لتولي القيادة العامة للجيش في المستقبل القريب".

وأشار المتحدث إلى أن عملية توريث القيادة العسكرية "تتضمن ترتيبات واسعة خلف الستار، بما في ذلك حملة واسعة لإحالة كبار الضباط للتقاعد، ومن بين هؤلاء، الأمين العام للقيادة، ورئيس الأركان، ورئيس الأركان البرية، والمفتش العام للجيش".

وأعرب المحلل الليبي عن اعتقاده بأن "صدام حفتر يرغب في تعيين قادة شباب أصغر سنا في المناصب العليا، خصوصا أن معظم القيادات الحالية وصلت إلى سن التقاعد القانوني".

وتابع بلقاسم: "برنامج توريث القيادة في شرق ليبيا لن يواجه أية معارضة عسكرية أو اجتماعية، وذلك لعدة أسباب، أبرزها أن خليفة حفتر يحكم بقبضة قوية، إذ نجح في إزاحة العديد من معارضيه، مما أدى إلى إضعاف أية مقاومة محتملة لبرنامج التوريث".

وأضاف أن "الرجل يمتلك أيضا نفوذا كبيرا بين القبائل، مما يمنحه ميزة كبيرة في فرض إرادته، كما أن عملية التخلص من الخصوم متواصلة، إذ لا يتردد في استخدام القوة لإزالة أية معارضة لمشروعه، وهذا يخلق جوا من الخوف يثني الكثيرين عن التعبير عن معارضتهم".

من جهة أخرى، اعتبر الإعلامي والمتخصص في الشؤون الليبية، إسماعيل السنوسي، أن "ليبيا في الوضع الحالي تواجه مشاكل أعمق من مجرد توريث المناصب، التي تعد ظاهرة معقدة ذات أبعاد تاريخية وسياسية واجتماعية، لكنها أيضا مفهومة في السياق الحالي".

وأضاف السنوسي، في حديث مع "أصوات مغاربية"، أن "مشاركة أبناء المسؤولين السياسيين والعسكريين في المؤسسات التي يديرها آباؤهم، أو في الحياة العامة الليبية، هو جزء لا يتجزأ من الواقع الليبي منذ تأسيس المملكة، ولا يبدو أن هناك إمكانية لتغيير هذا الواقع المتجذر".



واستطرد قائلاً: "لكن في ظل الوضع الخاص الذي تمر به ليبيا حالياً، وما تواجهه من تحديات أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية خطيرة تهدد وجود الدولة الليبية نفسها، يمكن تفهم جميع هذه الترتيبات التي يلاحظها المتابعون للشؤون العامة في ليبيا، مثل الترقيات الاستثنائية للضباط ذوي النفوذ أو المقربين من صناع القرار في الشرق والغرب".

ورأى السنوسي أن التحليلات "ينبغي أن تركز على النتائج العملية لهذه الإجراءات ومدى إسهامها في الحفاظ على مستوى معقول من الاستقرار، بحيث يمكن تنفيذ عملية سياسية توحد مؤسسات الدولة الليبية تحت حكومة واحدة، تكون مهمتها الأساسية إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المنشودة وفقاً للقوانين الانتخابية والتشريعات النافذة".

وبرزت مسألة توريث الحكم في ليبيا خلال عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، حيث تناقلت تقارير غربية عام 2006 أنباء عن قيامه بإعداد أبنائه الثلاثة، سيف الإسلام ومعتصم وخميس، لتولي زمام الأمور في البلاد من بعده.

ولم تكن هذه الظاهرة حصرية بنظام القذافي، بل سبق وأن شهدت المملكة الليبية نقاشات مماثلة حول توريث العرش خلال الخمسينيات، أي قبل انقلاب القذافي على الملكية عام 1969.

مقالات مشابهة

  • كمين لكتائب القسام يوقع خسائر بقوة إسرائيلية في رفح
  • بعد انقطاع 12 عامًا.. حكومتنا: البعثة الفرنسية للآثار تعود لمدينة سوسة الأثرية
  • حكومتنا: البعثة الفرنسية للآثار تعود لمدينة سوسة الأثرية بعد انقطاع 12 عاما
  • هل يؤسس حفتر لحكم وراثي بعد ترقية 3 من أبنائه في الشرق الليبي؟
  • مصرع 3 أشخاص من الفيوم في حريق بدولة ليبيا
  • ترقية أبناء حفتر.. هل يُمهد المشير للتوريث في ليبيا؟
  • “بالقاسم حفتر” يجتمع بالشركات العاملة بمشاريع درنة للاطلاع على نسب الإنجاز
  • واشنطن: ندعم الحلول التي يقودها الليبيون لتوحيد الجيش وضمان السيادة الليبية
  • وزير الكهرباء تفقد مدينة المطلاع:تسريع إجراءات طرح المباني العامة والأسواق المركزية والحدائق والزراعات التجميلية لخدمة السكان
  • وفد أوروبي يزور ليبيا لبحث الهجرة والانتخابات