حذر مرصد الأزهر في مقال له نشرته وحدة رصد اللغة التركية من تصاعد العمليات الإرهابية لتنظيم داعش الإرهابي، مقارنة بالفترات التي سبقتها، والتي كان أشهرها إعلان التنظيم عبر حسابه على تطبيق تليجرام، مسئوليته عن تفجير استهدف تجمعًا سياسيًّا في باكستان، ما أسفر عن مقتل (54) شخصًا، وإصابة (200) آخرين. 

وقد سبقه بأيام قليلة إعلان التنظيم مسئوليته عن هجوم بعبوة ناسفة استهدف منطقة "السيدة زينب" في جنوب دمشق، في سوريا، ما أسفر عن مقتل (6) أشخاص، وإصابة (20) آخرين.

وتابع المرصد أن النهج العملياتي المتصاعد لتنظيم داعش يشير  إلى أنه استطاع بدرجة أو بأخرى، التكيف مع الملاحقات، والتضييقات الأمنية المتتالية التي يتعرض لها، بل تجاوزها وصولًا إلى تبنيه هجمات استباقية، عبر عدد من العمليات المتتالية والمؤثرة التي قام بها أفراده على فترات متقاربة، مبرهنًا على أنه لا يزال مؤثرًا في المعادلة الدولية، مما يثير تخوفات من إمكانية إعادة تموضعه في المناطق التي كانت يبسط نفوذه عليها سابقًا، لذا يمكن القول أن التنظيم الإرهابي وإن كان قد فقد سيطرته المكانية، إلا أنه لم يفقد قدرته على التمدد فكريًّا وعملياتيًّا، وهذه هي أهم سماته التي مكنته من البقاء، والقيام بعمليات نوعية استباقية، معتمدًا استراتيجية اللا مركزية، تلك التي تعد قبلة الحياة بالنسبة له.

وأكد المرصد، أن من أهم عوامل تكثيف العمليات للتنظيم المتطرف هي الفراغات الأمنية والحالة الأمنية في سوريا على وجه الخصوص، فالناظر إليها يجد فراغًا أمنيًّا كبيرًا خلفته الصراعات المحتدمة بين التنظيمات المتطرفة المختلفة، مثل الصراعات التي بين هيئة تحرير الشام وتنظيم داعش الإرهابي، والذي اتضحت معالمه منذ انشقاق داعش عن تنظيم القاعدة، إضافة إلى الجغرافية المكانية والتي تشكل بعض الأماكن الوعرة، والتي يغلب عليها الطابع الجبلي ملاذات آمنة، وأوكارًا تشهد تمدد التنظيم، ومحاولات إعادة بناء قوته، وتمكنه من الاختباء بداخلها، فضلًا عن قدرته على إنشاء معسكرات للتدريبات العسكرية، والأيديولوجية المتطرفة. كما تحافظ تلك المواقع على استمرارية حصول التنظيم على مصادر الدعم اللوجيستي من الداخل، والخارج على حد سواء، عبر شبكات التهريب التى تتشكل بسهولة بفضل الانفتاح الجغرافي لصحاري تلك المناطق.

وأشار المرصد إلى أن الهجمات الأخيرة لتنظيم داعش تحمل  جملة من الدلالات، أهمها إعادة التموضع والذي  يسعى تنظيم داعش إلى إعادة تشكيل صفوفه في الصحاري السورية والعراقية، بغية بسط سيطرته من جديد، استنادًا إلى المزايا الجيوإستراتيجية لتلك المناطق، والتي جعلته يختارها معاقل لدولته المزعومة في السابق.

ومن خلال متابعة الأنشطة المتطرفة لتنظيم داعش في الآونة الأخيرة، يتبين أن العمليات التى يقوم بها أخذت طابعًا استباقيًّا كشفت عنه التحركات شبه المكثفة للتنظيم، الذي كان يعيش فترة من التخفي، الأمر الذي يؤكد خطورة خلاياه اللوجيستية، وذئابه المنفردة التى يستحثها بين الحين والآخر لتنفيذ عمليات استباقية تبرهن على قدرته على التأقلم رغم المحاذير الأمنية التى تحيطه من كل جانب، كما تؤكد توقيتات الهجمات سالفة الذكر أنها تأتي في عدة أُطُر، منها إثبات الوجود، وإثبات امتلاك المبادرة، ومنافسة تنظيم القاعدة، والرد على استهداف قادة التنظيم وزعمائه.

ويدعو المرصد، إلى ضرورة الاستمرار في الضغط المستمر على فلول التنظيم، وملاحقاتهم في العراق وسوريا، وتعزيز الجهود الجماعية لدحر فروعه، وأذرعه، وتفكيك خلاياه النائمة في جميع أنحاء العالم، تلك التي يعقد عليها كل آماله منذ سقوط معاقله الرئيسة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مرصد الأزهر اللغة التركية العمليات الإرهابية تنظيم داعش لتنظیم داعش

إقرأ أيضاً:

طارق رمضان.. سقوط الداعية الإخواني يُذهل التنظيم الإرهابي

بعد أن كان موضوعاً لحالة من الاهتمام الإعلامي غير المسبوق في السنين الأخيرة، أدانت محكمة العدل في جنيف قبل أيام الداعية الإخواني المعروف طارق رمضان، بتهمة الاغتصاب، في قرار وصفه مفكرون ومحللون سياسيون فرنسيون، بأنّه يؤكد سقوط شخصية كان خطابها مُثيراً للتطرّف والإرهاب.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي قسطنطين جاشينارد، أنّ رمضان لم يكن في حاجة إلى هذا القرار الأخير ليُصبح منبوذاً، فقد تشوّهت سمعته ومكانته بشدة منذ عام 2017، بسبب اتهامات الاغتصاب العديدة، وهو الشخص الذي كان يُقدّم نفسه في كل مكان على أنّه "عالم إسلامي"، وكان يتمتع منذ فترة طويلة بحرية مُطلقة في المجالين السياسي والفكري، والناطق الشهير باسم الإسلام السياسي وتنظيم الإخوان الإرهابي.

Tariq Ramadan condamné pour viol : la chute d’un prédicateur qui avait su fasciner le petit monde médiatique https://t.co/yFoyF3QT40

— Marianne (@MarianneleMag) September 11, 2024 صدمة وسقوط نهائي

وقد صُدم العالم الإسلاموي والإخواني، لدرجة أنّه استغرق وقتاً للتعرّف على علاقات رمضان غير الشرعية خارج إطار الزواج. وهو الذي قضى وقته في تقديم دروس أخلاقية للجاليات المُسلمة في أوروبا، كما يقول ذلك كاتب ومحلل سيرته الذاتية إيان هامل، بعد أن تضاعفت الشكاوى ضدّه في كلّ من فرنسا وسويسرا.

ويبدو أنّ وسائل الإعلام التي كانت تدعمه قد أسقطته في النهاية، وفق جاشينارد، ولا شيء يُوحي بأنّه سيعود إلى مكانته السابقة في الأوساط القريبة من جماعة الإخوان الإرهابية التي فاجأها وأذهلها سقوطه.

وكما يرى المؤرخ الفرنسي وأستاذ التاريخ المعاصر بيير فيرميرين، فإنّه في الوقت الحالي، يستمر الدجال الإسلاموي في التراجع بلا هوادة، مُشيراً إلى أنّ رمضان ظهر على الساحة الباريسية في البداية بشكل جيد للغاية مُتظاهراً بأنّه ضحية للديكتاتورية المصرية، بينما كان يستند في أوساط الإسلامويين إلى أنّ جدّه لأمه ليس سوى حسن البنا، مؤسس تنظيم الإخوان الإرهابي الذي ولد في عام 1928 مدفوعاً بمشاعر قوية مُعادية للأوطان، وداعياً إلى عودة الخلافة المدعومة بالإسلام السياسي، الذي يرفض الحداثة.

Soutien à Brigitte qui a tenu bon malgré les pressions, les intimidations et les menaces.
Tariq Ramadan a été condamné par la justice suisse, en appel, à une peine de prison de trois ans, dont un an ferme pour viol et contrainte sexuelle.

???? https://t.co/mWJci7Ad04

????⤵️ (1/2)

— MeTooMedia (@MeTooMedia_) September 11, 2024 خطاب مُزدوج

وأشار فيرميرين، إلى أنّ رمضان لم يتخلّ قط عن مبادئ جدّه، وأيّد ميثاق جماعة الإخوان الإرهابية وأهدافهم في الهيمنة، وتعامل بمهارة مع خطابهم للتغلغل في المُجتمعات الأوروربية.

وفي الواقع، لم يُعلن الداعية قط عضويته في التنظيم الإرهابي- وفي الحقيقة فإنّ قلة قليلة من رموز الإخوان يفعلون ذلك- وكان يسعى جاهداً لتقديم وجه جميل للإسلامويين بخطاب ليبرالي إلى حدّ ما. لكنّ الذين ينظرون بعُمق إلى أفكاره الحقيقية، فإنّ التناقضات واضحة من خلال خطاب مُزدوج يدعو سرّاً لمُعاداة القيم والمُجتمعات في أوروبا برؤى انفصالية.

وذكر جاشينارد في تحقيق له حول طارق رمضان، إلى أنّه في عام 1994 أطل الدجال برأسه في تكتم عندما تقدّم بأطروحة في جامعة جنيف بمساعدة هيئة محلفين، حيث تسببت فرضيته المثيرة للجدل بأن جدّه البنا كان إنسانياً وإصلاحياً، في استقالة 3 أعضاء من لجنة التحكيم. كما لم يكن له فرصة أن يكون أكاديمياً في فرنسا أبداً، ومع ذلك كان لشخصيته وخطابه أثر لتغذية أفكاره الإسلاموية.

ورغم إثارته للجدل في الأوساط السياسية الفرنسية، إلا أنّه نجح في تصدير أيديولوجيته إلى المملكة المتحدة عبر تطوير خطابه، والحصول في عام 2005 على كرسي في جامعة أكسفورد، مُستغلاً حرية التعبير حيث بدأ في المُشاركة في العديد من الندوات والمؤتمرات مُحققاً نجاحاً كبيراً له وللإخوان، إلى أن سقط كلّ شيء مع أولى الاتهامات ضدّه بالاعتداء الجنسي.

Interview exclusive ce matin sur @RMCInfo de Brigitte la première femme reconnue par la justice comme victime de #viol par Tariq #Ramadan https://t.co/nwDgkltJJr

— Marion Dubreuil (@MarionDub) September 11, 2024 خدع مؤيديه

وكشفت بريجيت (اسم مستعار)، المُشتكية في القضية الحُكم بالسجن على طارق رمضان في سويسرا، عن تلقّيها تهديدات للتنازل عن القضية، وقالت "لست أنا فقط من تلقى تهديدات بالقتل. فالقضاة، والصحفيون، والمحامون، تعرّضوا للترهيب، لماذا؟" وبالنسبة لها، كانت الشكوى الأولى التي قدمتها هند العياري، بمثابة الضغط على الزناد وتشجيعي.

وذكرت "كان لطارق رمضان صورة ومكانة معينة في سويسرا وكذلك في فرنسا. وكنت بالتأكيد أحد الأشخاص الذين دافعوا عنه، على الأقل في البداية"، وأضافت "كنا نرغب حقّاً في تصديق خطابه، ولكن بعد ذلك ظهر وجه آخر، فخدع بتصرفاته كل من أيّده".

من نجم إسلاموي إلى مُدان بالاغتصاب!

ومن جهتها، قالت صحيفة "ويست سيد" الفرنسية، إنّ العالم الإسلاموي طارق رمضان، هو مثقف سويسري متخصص في الإسلام، وهو محل نزاع ونفوذ متراجع، ويُتهم بانتظام بإخفاء أفكار متطرفة خلف واجهة ترحيبية. كما اتُهم أيضاً، بتعزيز الطائفية، ونشر الأصولية الدينية في ظلّ خطاب حداثي.

وكان الداعية الشهير قد صُنّف في عام 2004، من قبل مجلة التايم الأمريكية ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم، بسبب "تأثيره الهائل" على المسلمين في أوروبا. لكن بدءاً من عام 2017، تغيّر كل شيء بسبب دعاوى الاغتصاب، التي كشفت أكاذيب عالم الإسلام حول حياته المزدوجة، وهو ما شوّه سمعته في نظر بعض الأئمة وقادة الجمعيات الإخوانية.

مقالات مشابهة

  • نائب وزير الداخلية ورئيس العمليات المشتركة يتفقدان التجهيزات الأمنية والتنظيمية بميدان السبعين
  • نائب وزير الداخلية ورئيس العمليات المشتركة يتفقدان التجهيزات الأمنية والتنظيمية في ساحة الفعالية المركزية بميدان السبعين
  • تحقيق سري يكشف الثغرات الأمنية التي مهدت لمحاولة اغتيال ترامب
  • مرصد الأزهر: الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من مظاهر شكر الله  
  • العمليات المشتركة تكشف عن أسماء قتلى مسؤولي داعش في عملية صحراء الانبار
  • ضربة قاصمة لتنظيم داعش
  • سياسي بريطاني يحذر من التهديدات التي سيواجهها الغرب إن سمح لكييف بضرب الأراضي الروسية
  • البيت الأبيض: بايدن وكير ستارمر أدانا الهجمات التي تشنها مليشيا الحوثي الإرهابية على ممرات الشحن التجاري في البحر الأحمر
  • في خطوتين.. مرصد الأزهر يوضح حل تنظيم الوقت
  • طارق رمضان.. سقوط الداعية الإخواني يُذهل التنظيم الإرهابي