العباني: إعصار دانيال كارثية.. ودرنة أصبحت مدينة أشباح
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
ليبيا – قال عضو مجلس النواب محمد العباني، إن نتائج إعصار دانيال على ليبيا كارثية وفظيعة، فالتقديرات بشأن الضحايا تشير إلى رقم كبير جدًا، فيما دمر معظم مدينة درنة ومحيت من على الخريطة.
العباني وفي تصريحات خاصة لصحيفة”الدستور”،أوضح أن المباني في مدينة درنة أزيلت بشكل كامل بفعل الفيضانات وانهيار السدين اللذين يحميان المدينة، والمباني الأخرى الباقية أصبحت غير قابلة للسكن، لذا درنة أصبحت مدينة أشباح.
وأكد العباني أن الليبيين لا يملكون أي خبرة في الكوارث الكبيرة، قائلا:”فليبيا عبر التاريخ كانت محفوظة من الكوارث باستثناء كارثة زلزال كارثة 1963 بالمرج، فلم نتعرض إلى زلازل كبيرة أو فيضانات أو أعاصير بحجم أو حتى 10% من هذه الكارثة، بالتالي خبرتنا قليلة ولكن عاطفتنا كبيرة فهب كل الليبيين شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا لإنقاذ أهاليهم في درنة والشرق الليبي دون التفكير في أرواحهم وما سيحل بهم أثناء الإنقاذ بكل ما يملكون من معدات وأدوات ولم يتأخر ليبي واحد عن إنقاذ إخوانه في درنة”.
وتابع العباني حديثه: “نشكر أيضًا الدول الشقيقة والصديقة على هيبتها وعلى حضورها المتزامن بمعداتها وخبراتها لأنه تنقصنا أولًا الخبرة وتنقصنا إدارة الكوارث والأزمات لأننا لا نمتلك الخبرة لإدارة مثل هذه الكوارث الكبيرة فإمكاناتنا محدودة، وهنا نهيب بكل الدول التي تمتلك الخبرة في إدارة الكوارث الكبيرة أن تهب لمساعدتنا وإنقاذ جثث القتلى من تحت الطمي والأنقاض”.
وأضاف: “ما زاد الطين بلة في هذه الكارثة أن المستشفيات مسحت بكاملها بالمعدات، وبالتالي نعتمد الآن على المستشفيات الميدانية ومستشفيات المدن القريبة التي انقطعت هي الأخرى عن المدينة بفعل هذه الكارثة، فالطرق والجسور دمرت بالكامل”.
وأشار العباني إلى أن المنطقة الشرقية معظمه يقع في الجبل الأخضر الذي وقعت به الكارثة، وطرقه ومسالكه تكاد تكون بين الجبال، فهي منطقة جبلية بالتالي تصعب الحركة فيها في مثل هذه الكارثة، وهناك عدة طرق تربط درنة بالمدن الأخرى لم تعد صالحة للسير عليها حتى بالنسبة للشاحنات والآلات الثقيلة، لذا الأزمة كبيرة والإمكانات قليلة، وليبيا ليست من الدول الفقيرة فعلًا ولكن بنيتها التحتية ليست مؤهلة لمواجهة مثل هذه الكوارث.
وعن الدعم المصري لليبيا في هذه الكارثة، قال العباني: “لا نعتبر نحن الليبيين موقف مصر مساعدات، فهم أهلنا وإخوتنا، مصر وليبيا شعب واحد في بلدين تفصلهما الحدود الجغرافية، والتي لم تعق هبة شعبنا المصري إلى موقع الكارثة، وكانت مساهمته فعالة وإيجابية في إنقاذ الأحياء وانتشال الأموات، ولا يمكن حصر المساعدات المصرية في ليبيا حتى الآن فهي كثيرة ومتنوعة”.
وطالب العباني المجتمع الدولي بتقديم الدعم اللوجستي والآلات والخبرة والإدارة التي تحتاج لها درنة، كذلك يجب تأهيل درنة كمدينة صالحة للعيش.
وواصل حديثه: “هناك أخطاء أخرى تسببت في زيادة الكارثة، وهي تجاهل عمليات الصيانات التي كانت من المفترض أن تجرى خلال السنوات الماضية، وخاصة صيانة السدود وتصليح مخارج الأودية والربط الميداني بين كل هذه اللوجستيات، مطالبا النائب العام بأن يجري تحقيقًا كاملًا مع المسؤولين الذين تولوا مسئوليتهم خلال الخمس سنوات الأخيرة لدرنة على الأقل.
وبشأن إعادة إعمار ما خلفته فاجعة السيول، قال العباني إن مجلس النواب هو السلطة العليا في البلاد، واجتمع يوم الخميس الماضي وتناول ملف الإعمار وانتهى إلى إقرار ميزانية بعشرة مليارات دينار لدعم هذا الغرض.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: هذه الکارثة
إقرأ أيضاً:
أكثر من 53 مليار دولار لإعادة إعمار غزة.. تقرير دولي يكشف حجم الكارثة
كشف تقييم مشترك صادر عن البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أن قطاع غزة بحاجة إلى 53 مليار دولار لإعادة الإعمار والتعافي على مدى السنوات العشر المقبلة، وذلك بعد حرب مدمرة استمرت 15 شهراً بين إسرائيل وحركة حماس.
وأوضح التقرير أن 20 مليار دولار ستكون مطلوبة خلال السنوات الثلاث الأولى، في ظل حجم الدمار الواسع الذي طال البنية التحتية والمباني السكنية والمرافق الصحية والاقتصادية.
وفقاً للتقييم، فإن أكثر من 292 ألف منزل دُمّر أو تضرر، في حين أن 95% من المستشفيات لم تعد صالحة للعمل. كما أدى الصراع إلى شلل اقتصادي شبه كامل، حيث انكمش اقتصاد غزة بنسبة 83%، ما قلّص مساهمته في الناتج المحلي الفلسطيني إلى 3% فقط، رغم أن القطاع يضم 40% من السكان. أما الضفة الغربية، فلم تكن بمنأى عن التدهور الاقتصادي، إذ يُقدّر أنها شهدت انكماشاً بنسبة 16% خلال عام 2024.
وفي حين أن تقديرات تكلفة إعادة الإعمار تُظهر الحاجة إلى 29.9 مليار دولار لإصلاح الأضرار التي لحقت بالمباني والبنية التحتية، فإن 19.1 مليار دولار أخرى ستكون ضرورية لتعويض الخسائر الاجتماعية والاقتصادية، خصوصاً في قطاعات الصحة والتعليم والتجارة والصناعة التي تأثرت بشدة خلال الحرب.
ومع استمرار التحديات، يحذر التقرير من أن البيئة الحالية غير مهيأة بعد لبدء جهود إعادة الإعمار، وذلك بسبب عدم وضوح مستقبل إدارة القطاع بعد الحرب، والترتيبات الأمنية اللازمة لضمان استقرار أي مشاريع إعادة تأهيل كبرى. ويؤكد التقرير أن حجم وسرعة جهود التعافي ستعتمد بشكل كبير على تطورات المشهد السياسي والأمني، إضافة إلى تسهيلات دخول البضائع والأفراد إلى غزة.
Relatedإسرائيل تطرح مناقصة لبناء نحو 1000 وحدة استيطانية جديدة جنوب مدينة بيت لحم بالضفة الغربيةتصعيد أمني ونزوح جماعي وخطط لإقامة معسكرات إسرائيلية دائمة.. ماذا يجري بالضفة الغربية؟مسؤول أممي يرى أن إعادة إعمار غزة يجب أن ترافقها "عملية سياسية حقيقية"كما يشير التقرير إلى أزمة تضخم غير مسبوقة، حيث ارتفعت الأسعار في غزة بأكثر من 300% خلال عام واحد، مع قفز أسعار المواد الغذائية بنسبة 450%. هذا الارتفاع الحاد في تكاليف المعيشة يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية لسكان القطاع الذين فقد الكثير منهم منازلهم ومصادر رزقهم.
وفي ظل هذه التقديرات الصادمة، يطرح التساؤل حول كيفية تمويل إعادة الإعمار، ومن سيتحمل هذه التكلفة الهائلة، خاصة في ظل عدم وجود رؤية واضحة حول الجهات الدولية أو الإقليمية التي قد تساهم في توفير التمويل اللازم. كما تبرز مخاوف من أن تؤدي التعقيدات السياسية والأمنية إلى تأخير أي جهود فعلية لإعادة بناء غزة، مما يزيد من معاناة السكان الذين يواجهون أوضاعاً إنسانية صعبة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نتنياهو يرفض إدخال مساعدات إعادة إعمار غزة رغم الاتفاق..هل تفشل جهود التهدئة؟ وزير الخارجية المصري: لدينا رؤية واضحة لإعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين هل تهدف مصر إلى تعزيز نفوذها السياسي في المنطقة من خلال خطة إعمار غزة؟ قطاع غزةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني نزوحإعادة إعمار