سودانايل:
2025-03-04@19:27:40 GMT

خطابات الحرب.. والتقسيم الوهمي

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

manasathuraa@gmail.com

منصة حرة

التسجيل الصوتي الأخير لقائد ومالك الدعم السريع حميدتي (المختفي).. لا يعدو كونه مجرد خطاب حرب.. والتهديد بإعلان عاصمة للدعم السريع في الخرطوم هو تهديد حرب، لأنه بكل بساطة الدعم السريع ليس له ذراع سياسي أو كوادر سياسية ليقودوا دولة عمليًا.. فقط هناك بضع مستشارين على شاشات القنوات يعيدون تكرار ذات الأحاديث، ولو فرضنا جدلًا أن حميدتي أعلن نفسه رئيسًا، فهو ليس له إمكانيات دولة أو قدرات حاكم أو حتى شرعية للحكم.

. وما يجود به بين الفينة والأخرى، لا يعدو كونه خطاب حرب لا يشكل خطرًا سوى إطالة أمد الحرب في الخرطوم ودارفور.. ولا هدف للدعم السريع اليوم سوى السيطرة على القيادة العامة والمدرعات.. وهذه المحاولات هي خصم على منازل المواطنين المحتلة وأموالهم المنهوبة وأمنهم وأمانهم..
من جانب آخر الجيش يواصل عملياته العسكرية ولا يخطط لأي عمليات تفاوض، بل اليوم البرهان يسجل زيارته الدولية السادسة ليثبت للعالم أن هناك دولة وجهاز دولة وجيش قومي، وأن الدعم السريع وحدة من وحدات الجيش تمردت على القيادة وخرقت قانون تكوينها وخالفت التعليمات.. كما ينتظر انهيار معنويات قوات الدعم بعد نفاذ المؤن والذخيرة.. فالدول التي تدعم الدعم السريع لن تواصل دعمها من أجل معركة خاسرة، وكان هدفها ومخططها الانتصار السريع والخاطف على جيش ضعيف ومنهار، ولكن قد تنتظر هذه الدول انتصارًا قد يطول لسنوات.. وحروب دارفور وجنوب السودان تشهد.. أما الجيش فهو يستخدم إمكانيات دولة كاملة ويمثل الشرعية حتى اللحظة.. وهذا يسجل نقطة تفوق كبيرة في موازين الحرب.
الخلاصة.. واقعيًا اليوم هناك دولة واحدة، وبأي حال من الأحوال حتى لو سيطر الدعم على القيادة العامة وسلاح المدرعات.. ستصبح الخرطوم هدفًا للعمليات العسكرية وستستمر الحرب، إلى أن يجلس الطرفان في عملية تفاوضية؛ نرى أنها بدأت تفقد منطقها وأهدافها.. فالدعم السريع لن يقبل بمفاوضات تلغي وجوده كقوات تتبع لآل دقلو، والجيش قطعًا لن يرضخ لوحدة مشاة عسكرية تمردت على قيادته وخرقت قانونها، وفي المقابل القوى السياسية لن تقبل بانتصار أي طرف باعتبار هذا الانتصار هو بداية لحكم جديد يقصي القوى السياسية، وهناك طرف مهم جدًا هو الشعب السوداني الذي فقد الثقة في الجيش والدعم وبدأ يفقد ثقته بقدرة الأحزاب في الحكم.. فهو لا يريد انتصارًا يؤسس لحكم عسكري أو مفاوضات تعيد الأحزاب المتشاكسة للحكم.. ولكن في ذات الوقت سكان الخرطوم يريدون العودة إلى منازلهم المحتلة واستعادة أموالهم المنهوبة، وقد يسأل سائل أين "الفلول"، وهنا أقول إنهم مجرد أدوات يتم تحريكها لإثراء الخطابات وإضفاء شرعية للحرب، فالفلول اليوم لا وجود فعلي لهم سوى بين الأجندة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال شرعنة الحرب للقضاء عليهم، وستظل الشرعية الوحيدة للنضال ضدهم هي "السلمية".
أما قصص الاحتلال والدولة الأجنبية التي تريد تأسيس دولة جديدة في السودان على أنقاض سودان 56، فهذه قصص من وحي الخيال، نعم هناك أجانب وهناك تدخل أجنبي، ولكن ليس لهم تأثير يذكر، فالسودان سيظل هو السودان، والشعب السوداني سيظل هو الشعب السوداني الذي سيناضل من أجل سودان حر ديمقراطي يسع الجميع، وسيواصل في إسقاط الدكتاتوريات ويقبر الفاسدين والمتجبرين في مقبرة التاريخ.. وسيستمر في طريقه وذاكرته تذخر بكل هؤلاء الذين عطلوا التنمية ونهبوا الأموال وكذبوا على الشعب وقتلوا الأبرياء وأشعلوا الحروب العبثية.. وقريبًا سينفذ صبره، وحينها جميعهم سيسقطون كما سقط البشير ومن قبله نميري وعبود.
وعن قصص التقسيم وما أدراك، نقول؛ إن التقسيم الحقيقي للسودان ليس بإعلان الجيش عاصمة في بورتسودان أو الخرطوم أو إعلان الدعم السريع عاصمة في الخرطوم أو الجنينة.. فالتقسيم الحقيقي موجود أصلًا ومتجذر في تعاملنا وسلوكنا وأحاسيسنا تجاه بعضنا.. وما يحدث ما هو إلا تجليات لهذا الواقع.. جنوب السودان انفصل ليس لأنه حمل السلاح ضد الأنظمة في الخرطوم فجيش التحرير لم ينتصر.. لا.. بل انفصل الجنوب لأننا أردنا له أن ينفصل، واجتهد بعضنا وناضل من أجل هذا الانفصال، وبعضنا هذه تشملنا جنوبًا و"شمالا".
ولنعلم جيدًا.. السودان دولة فاشلة والنخب الحاكمة فاسدة منذ ما عرف بالاستقلال.. وسبب الفشل والفساد، لكونها دولة تابعة لا تملك قرارها ولا تملك ثرواتها، وشعبها لا يحكمها. ويجب أن تكون هناك دولة في الأول قبل أن نتحدث عن تقسيمها..

#حبا_وودا  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع فی الخرطوم

إقرأ أيضاً:

لجنة إغاثية سودانية: مقتل 4 نازحين في مخيم (أبوشوك) بقصف للدعم السريع

الخرطوم - أعلنت لجنة إغاثية سودانية، الأحد، عن مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في مخيم "أبوشوك" للنازحين في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور (غرب)، جراء قصف مدفعي اتهمت قوات "الدعم السريع" بتنفيذه على المخيم.

وأفادت "غرفة طوارئ معسكر أبو شوك"، في بيان، بأن "قوات الدعم السريع استهدفت اليوم مخيم أبوشوك بالفاشر بقصف مدفعي بعد هدوء لأيام".

وأوضحت أن القصف "أودى بحياة 4 مدنيين عزل وإصابة آخرين".

وغرف الطوارئ هي عبارة عن مجموعات أهلية تأسس أغلبها بعد اندلاع الحرب في منتصف أبريل/ نيسان 2023، وتضم متطوعين ينشطون في أعمال الإسعاف والإغاثة والرعاية.

ولم يصدر أي تعليق من "الدعم السريع" بهذا الخصوص حتى الساعة 13:25 ت.غ.

وفي ذات السياق، حذرت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور (أهلية)، الأحد، من تدهور الأوضاع الإنسانية بمخيمات النازحين في الفاشر، جراء الحصار على المدينة، وتوقف أنشطة المنظمات الأممية الدولية في مخيم زمزم بالفاشر.

وقالت المنسقية في بيان، إن "الأوضاع الإنسانية تتفاقم في مخيمات النازحين في دارفور، خاصة المخيمات بمدينة الفاشر مثل زمزم وأبوشوك وأبوجا، و مراكز الإيواء، في ظل الحصار المفروض عليها (..)".

وحذرت من أن "توقف عمل العديد من المنظمات في مخيم زمزم، ينذر بخطر داهم يلوح في الأفق، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى كافة الأطراف المتصارعة والداعمين لها".

ودعت المنسقية المجتمع الدولي إلى "عدم نسيان الضحايا الذين هم في أمسّ الحاجة إلى خدمات الطوارئ، ويواجهون مصيرهم المحتوم، بالموت البطيء بسبب الجوع والمجاعة ونقص الدواء".

ومنذ 10 مايو/ أيار 2024، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش السوداني و"الدعم السريع"، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.

والأسبوع الماضي، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، تعليق أنشطتها في مخيم زمزم الذي يعاني من المجاعة، جراء تصاعد أعمال العنف بالمخيم، كما أوقف برنامج الأغذية العالمي توزيع المساعدات الغذائية في المخيم.

وتتهم الحكومة السودانية ومنظمات دولية ولجان شعبية "الدعم السريع" بالهجوم وقصف المخيم مدفعيا بشكل متكرر، بينما تقول الأخيرة إن "قوات الجيش والقوات المساندة له تستخدم المخيم كقاعدة عسكرية".

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

ومنذ أيام وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش بولايات الخرطوم، والجزيرة، والنيل الأبيض، وشمال كردفان.

وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر على 90 بالمئة من "مدينة بحري" شمالا، ومعظم أنحاء "مدينة أم درمان" غربا، و60 بالمئة من عمق "مدينة الخرطوم" التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، بينما لا تزال "الدعم السريع" بأحياء شرق المدينة وجنوبها.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني: “الدعم السريع” هاجمت بمسيرات سد مروي شمال البلاد
  • «شرق النيل» في قبضة الجيش السوداني
  • مكاسب الجيش في العاصمة… هل تُنهي حرب السودان؟ توقعات بأن تنتقل المعارك منها إلى غرب البلاد
  • السودان: هل تنهي مكاسب الجيش في العاصمة الحرب؟
  • ثالث دولة عربية تعلن رفضها دعوات تشكيل حكومة موازية فى السودان للدعم السريع
  • معارك شرق الخرطوم والجيش يكثف غاراته على الدعم السريع بمحيط الفاشر
  • لجنة إغاثية سودانية: مقتل 4 نازحين في مخيم (أبوشوك) بقصف للدعم السريع
  • ثاني دولة عربية تعلن رفضها تشكيل حكومة سودانية موازية بقيادة الدعم السريع
  • الجيش السوداني يتقدم أكثر باتجاه العاصمة و مقتل 10 من مليشيات الدعم السريع
  • مقتل 10 من الدعم السريع والجيش يتقدم في محاور القتال شرقي الخرطوم