سودانايل:
2024-09-19@00:19:32 GMT

خطابات الحرب.. والتقسيم الوهمي

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

manasathuraa@gmail.com

منصة حرة

التسجيل الصوتي الأخير لقائد ومالك الدعم السريع حميدتي (المختفي).. لا يعدو كونه مجرد خطاب حرب.. والتهديد بإعلان عاصمة للدعم السريع في الخرطوم هو تهديد حرب، لأنه بكل بساطة الدعم السريع ليس له ذراع سياسي أو كوادر سياسية ليقودوا دولة عمليًا.. فقط هناك بضع مستشارين على شاشات القنوات يعيدون تكرار ذات الأحاديث، ولو فرضنا جدلًا أن حميدتي أعلن نفسه رئيسًا، فهو ليس له إمكانيات دولة أو قدرات حاكم أو حتى شرعية للحكم.

. وما يجود به بين الفينة والأخرى، لا يعدو كونه خطاب حرب لا يشكل خطرًا سوى إطالة أمد الحرب في الخرطوم ودارفور.. ولا هدف للدعم السريع اليوم سوى السيطرة على القيادة العامة والمدرعات.. وهذه المحاولات هي خصم على منازل المواطنين المحتلة وأموالهم المنهوبة وأمنهم وأمانهم..
من جانب آخر الجيش يواصل عملياته العسكرية ولا يخطط لأي عمليات تفاوض، بل اليوم البرهان يسجل زيارته الدولية السادسة ليثبت للعالم أن هناك دولة وجهاز دولة وجيش قومي، وأن الدعم السريع وحدة من وحدات الجيش تمردت على القيادة وخرقت قانون تكوينها وخالفت التعليمات.. كما ينتظر انهيار معنويات قوات الدعم بعد نفاذ المؤن والذخيرة.. فالدول التي تدعم الدعم السريع لن تواصل دعمها من أجل معركة خاسرة، وكان هدفها ومخططها الانتصار السريع والخاطف على جيش ضعيف ومنهار، ولكن قد تنتظر هذه الدول انتصارًا قد يطول لسنوات.. وحروب دارفور وجنوب السودان تشهد.. أما الجيش فهو يستخدم إمكانيات دولة كاملة ويمثل الشرعية حتى اللحظة.. وهذا يسجل نقطة تفوق كبيرة في موازين الحرب.
الخلاصة.. واقعيًا اليوم هناك دولة واحدة، وبأي حال من الأحوال حتى لو سيطر الدعم على القيادة العامة وسلاح المدرعات.. ستصبح الخرطوم هدفًا للعمليات العسكرية وستستمر الحرب، إلى أن يجلس الطرفان في عملية تفاوضية؛ نرى أنها بدأت تفقد منطقها وأهدافها.. فالدعم السريع لن يقبل بمفاوضات تلغي وجوده كقوات تتبع لآل دقلو، والجيش قطعًا لن يرضخ لوحدة مشاة عسكرية تمردت على قيادته وخرقت قانونها، وفي المقابل القوى السياسية لن تقبل بانتصار أي طرف باعتبار هذا الانتصار هو بداية لحكم جديد يقصي القوى السياسية، وهناك طرف مهم جدًا هو الشعب السوداني الذي فقد الثقة في الجيش والدعم وبدأ يفقد ثقته بقدرة الأحزاب في الحكم.. فهو لا يريد انتصارًا يؤسس لحكم عسكري أو مفاوضات تعيد الأحزاب المتشاكسة للحكم.. ولكن في ذات الوقت سكان الخرطوم يريدون العودة إلى منازلهم المحتلة واستعادة أموالهم المنهوبة، وقد يسأل سائل أين "الفلول"، وهنا أقول إنهم مجرد أدوات يتم تحريكها لإثراء الخطابات وإضفاء شرعية للحرب، فالفلول اليوم لا وجود فعلي لهم سوى بين الأجندة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال شرعنة الحرب للقضاء عليهم، وستظل الشرعية الوحيدة للنضال ضدهم هي "السلمية".
أما قصص الاحتلال والدولة الأجنبية التي تريد تأسيس دولة جديدة في السودان على أنقاض سودان 56، فهذه قصص من وحي الخيال، نعم هناك أجانب وهناك تدخل أجنبي، ولكن ليس لهم تأثير يذكر، فالسودان سيظل هو السودان، والشعب السوداني سيظل هو الشعب السوداني الذي سيناضل من أجل سودان حر ديمقراطي يسع الجميع، وسيواصل في إسقاط الدكتاتوريات ويقبر الفاسدين والمتجبرين في مقبرة التاريخ.. وسيستمر في طريقه وذاكرته تذخر بكل هؤلاء الذين عطلوا التنمية ونهبوا الأموال وكذبوا على الشعب وقتلوا الأبرياء وأشعلوا الحروب العبثية.. وقريبًا سينفذ صبره، وحينها جميعهم سيسقطون كما سقط البشير ومن قبله نميري وعبود.
وعن قصص التقسيم وما أدراك، نقول؛ إن التقسيم الحقيقي للسودان ليس بإعلان الجيش عاصمة في بورتسودان أو الخرطوم أو إعلان الدعم السريع عاصمة في الخرطوم أو الجنينة.. فالتقسيم الحقيقي موجود أصلًا ومتجذر في تعاملنا وسلوكنا وأحاسيسنا تجاه بعضنا.. وما يحدث ما هو إلا تجليات لهذا الواقع.. جنوب السودان انفصل ليس لأنه حمل السلاح ضد الأنظمة في الخرطوم فجيش التحرير لم ينتصر.. لا.. بل انفصل الجنوب لأننا أردنا له أن ينفصل، واجتهد بعضنا وناضل من أجل هذا الانفصال، وبعضنا هذه تشملنا جنوبًا و"شمالا".
ولنعلم جيدًا.. السودان دولة فاشلة والنخب الحاكمة فاسدة منذ ما عرف بالاستقلال.. وسبب الفشل والفساد، لكونها دولة تابعة لا تملك قرارها ولا تملك ثرواتها، وشعبها لا يحكمها. ويجب أن تكون هناك دولة في الأول قبل أن نتحدث عن تقسيمها..

#حبا_وودا  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع فی الخرطوم

إقرأ أيضاً:

مليشيا الدعم السريع تبيع الآثار السودانية المنهوبة على الإنترنت

كشفت صحيفة التايمز البريطانية الاثنين أن قطعا أثرية سودانية لا تقدر بثمن تعرض للبيع على موقع “إيباي” بعد تهريبها من البلد الذي مزقته حرب مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ويُعتقد أن القطع، التي تشمل تماثيل وأواني ذهبية وفخارا، قد نُهبت من المتحف الوطني في الخرطوم، الواقع في منطقة تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وبحسب الصحيفة، نُهبت آلاف من الآثار بما في ذلك شظايا تماثيل وقصور قديمة خلال أكثر من عام من القتال الذي قُتل فيه ما يصل إلى 150 ألف شخص ووضعت الآثار الثمينة تحت رحمة اللصوص.
يأتي تقرير “التايمز” بعد أيام قليلة من إعراب هيئة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (اليونسكو) عن قلقها العميق إزاء التقارير الأخيرة عن احتمال نهب وإتلاف العديد من المتاحف والمؤسسات التراثية في السودان، بما في ذلك المتحف الوطني، على أيدي الجماعات المسلحة.
ودعت المنظمة الخميس في بيان المجتمع الدولي إلى بذل قصارى جهده لحماية تراث السودان من الدمار والاتجار غير المشروع.
وحذرت هيئة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (اليونسكو) من أن التهديد الذي تتعرض له أعظم كنوز البلاد وصل إلى “مستوى غير مسبوق”.
وتشير صحيفة التايمز إلى أن اللوحات والأشياء الذهبية والفخار تدرج في بعض الأحيان على موقع إيباي باعتبارها آثارا مصرية، لكنها في الحقيقة جاءت من المتحف الوطني السوداني في الخرطوم، بحسب ما نقلت عن خبراء.
يقع المتحف في منطقة من العاصمة تسيطر عليها قوات الدعم السريع، والتي نشأت من ميليشيات الجنجويد المتهمة بارتكاب إبادة جماعية في دارفور قبل عقدين من الزمان. وتخوض قوات الدعم السريع صراعًا على السلطة مع الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للسودان.
تتضمن المجموعة الضخمة للمتحف قطعا أثرية من العصر الحجري القديم وعناصر من موقع كرمة الشهير بجوار النيل في شمال السودان، بالإضافة إلى قطع فرعونية ونوبية.
ونفت قوات الدعم السريع تورطها في النهب.
لكن خبراء يرون أن الحرب جعلت من السهل سرقة القطع المخزنة أثناء عمليات التجديد التي كانت جارية في المتحف قبل اندلاع الصراع.
ورغم حذف إيباي عددا من القطع بعد تواصل الصحيفة معهم، يستمر الاتجار بالآثار السودانية المنهوبة، وسط تحذيرات من علماء الآثار بشأن تهديد مواقع تاريخية أخرى، مثل جزيرة مروي، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.
وجزيرة مروي عبارة عن مناطق شبه صحراوية بين نهر النيل ونهر عطبرة، معقل مملكة كوش، التي كانت قوة عظمى بين القرنين الثامن والرابع قبل الميلاد.
وكانت تتألف من الحاضرة الملكية للملوك الكوشيين في مروي، بالقرب من نهر النيل، والمواقع الدينية في نقاء والمصورات الصفراء.
ويذكر موقع اليونسكو أنها كانت مقرًّا للحكام الذين احتلوا مصر لما يقرب من قرن ونيف، من بين آثار أخرى، مثل الأهرامات والمعابد ومنازل السكن وكذلك المنشآت الكبرى، وهي متصلة كلها بشبكة مياه. امتدت إمبراطورية الكوشيين الشاسعة من البحر الأبيض المتوسط إلى قلب أفريقيا، وتشهد هذه المساحة على تبادل للفنون والهندسة والأديان واللغات بين المنطقتين.
وحثت منظمة “اليونسكو” التجار وجامعي التحف على الامتناع عن اقتناء أو المشاركة في استيراد أو تصدير أو نقل ملكية الممتلكات الثقافية من السودان، معتبرة أن “أي بيع غير قانوني أو تهجير لهذه العناصر الثقافية من شأنه أن يؤدي إلى اختفاء جزء من الهوية الثقافية السودانية وتعريض تعافي البلاد للخطر”.
والجمعة، دعا خبراء من الأمم المتحدة إلى نشر قوة “مستقلة ومحايدة من دون تأخير” في السودان، بهدف حماية المدنيين في مواجهة الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان.

الحرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • البرهان يرحب ببيان بايدن ويدعو لمحاسبة مساندي الدعم السريع
  • بلينكن: هجوم الدعم السريع على الفاشر يهدد إحراز تقدم في أزمة السودان
  • بايدن يدعو طرفي الصراع في السودان لاستئناف المفاوضات
  • قيادةَ «الدعم السريع» لم تتوقَّع أن تستمر الحرب الخاطفة إلى هذا الحد
  • البرهان يوافق على مبادرة من سلفاكير بشأن الحرب مع الدعم السريع
  • البرهان يشارك بقمة ثلاثية في جوبا ومعارك في الخرطوم والفاشر
  • ???? هل سيحمل البرهان العالم لتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية؟
  • مليشيا الدعم السريع تبيع الآثار السودانية المنهوبة على الإنترنت
  • هجوم لقوات الدعم السريع يخلف 40 ضحية مدنية في السودان
  • لوفيغارو: 3 أسابيع في قلب السودان المدمر والمعزول عن العالم