سودانايل:
2024-12-24@00:48:00 GMT

خطابات الحرب.. والتقسيم الوهمي

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

manasathuraa@gmail.com

منصة حرة

التسجيل الصوتي الأخير لقائد ومالك الدعم السريع حميدتي (المختفي).. لا يعدو كونه مجرد خطاب حرب.. والتهديد بإعلان عاصمة للدعم السريع في الخرطوم هو تهديد حرب، لأنه بكل بساطة الدعم السريع ليس له ذراع سياسي أو كوادر سياسية ليقودوا دولة عمليًا.. فقط هناك بضع مستشارين على شاشات القنوات يعيدون تكرار ذات الأحاديث، ولو فرضنا جدلًا أن حميدتي أعلن نفسه رئيسًا، فهو ليس له إمكانيات دولة أو قدرات حاكم أو حتى شرعية للحكم.

. وما يجود به بين الفينة والأخرى، لا يعدو كونه خطاب حرب لا يشكل خطرًا سوى إطالة أمد الحرب في الخرطوم ودارفور.. ولا هدف للدعم السريع اليوم سوى السيطرة على القيادة العامة والمدرعات.. وهذه المحاولات هي خصم على منازل المواطنين المحتلة وأموالهم المنهوبة وأمنهم وأمانهم..
من جانب آخر الجيش يواصل عملياته العسكرية ولا يخطط لأي عمليات تفاوض، بل اليوم البرهان يسجل زيارته الدولية السادسة ليثبت للعالم أن هناك دولة وجهاز دولة وجيش قومي، وأن الدعم السريع وحدة من وحدات الجيش تمردت على القيادة وخرقت قانون تكوينها وخالفت التعليمات.. كما ينتظر انهيار معنويات قوات الدعم بعد نفاذ المؤن والذخيرة.. فالدول التي تدعم الدعم السريع لن تواصل دعمها من أجل معركة خاسرة، وكان هدفها ومخططها الانتصار السريع والخاطف على جيش ضعيف ومنهار، ولكن قد تنتظر هذه الدول انتصارًا قد يطول لسنوات.. وحروب دارفور وجنوب السودان تشهد.. أما الجيش فهو يستخدم إمكانيات دولة كاملة ويمثل الشرعية حتى اللحظة.. وهذا يسجل نقطة تفوق كبيرة في موازين الحرب.
الخلاصة.. واقعيًا اليوم هناك دولة واحدة، وبأي حال من الأحوال حتى لو سيطر الدعم على القيادة العامة وسلاح المدرعات.. ستصبح الخرطوم هدفًا للعمليات العسكرية وستستمر الحرب، إلى أن يجلس الطرفان في عملية تفاوضية؛ نرى أنها بدأت تفقد منطقها وأهدافها.. فالدعم السريع لن يقبل بمفاوضات تلغي وجوده كقوات تتبع لآل دقلو، والجيش قطعًا لن يرضخ لوحدة مشاة عسكرية تمردت على قيادته وخرقت قانونها، وفي المقابل القوى السياسية لن تقبل بانتصار أي طرف باعتبار هذا الانتصار هو بداية لحكم جديد يقصي القوى السياسية، وهناك طرف مهم جدًا هو الشعب السوداني الذي فقد الثقة في الجيش والدعم وبدأ يفقد ثقته بقدرة الأحزاب في الحكم.. فهو لا يريد انتصارًا يؤسس لحكم عسكري أو مفاوضات تعيد الأحزاب المتشاكسة للحكم.. ولكن في ذات الوقت سكان الخرطوم يريدون العودة إلى منازلهم المحتلة واستعادة أموالهم المنهوبة، وقد يسأل سائل أين "الفلول"، وهنا أقول إنهم مجرد أدوات يتم تحريكها لإثراء الخطابات وإضفاء شرعية للحرب، فالفلول اليوم لا وجود فعلي لهم سوى بين الأجندة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال شرعنة الحرب للقضاء عليهم، وستظل الشرعية الوحيدة للنضال ضدهم هي "السلمية".
أما قصص الاحتلال والدولة الأجنبية التي تريد تأسيس دولة جديدة في السودان على أنقاض سودان 56، فهذه قصص من وحي الخيال، نعم هناك أجانب وهناك تدخل أجنبي، ولكن ليس لهم تأثير يذكر، فالسودان سيظل هو السودان، والشعب السوداني سيظل هو الشعب السوداني الذي سيناضل من أجل سودان حر ديمقراطي يسع الجميع، وسيواصل في إسقاط الدكتاتوريات ويقبر الفاسدين والمتجبرين في مقبرة التاريخ.. وسيستمر في طريقه وذاكرته تذخر بكل هؤلاء الذين عطلوا التنمية ونهبوا الأموال وكذبوا على الشعب وقتلوا الأبرياء وأشعلوا الحروب العبثية.. وقريبًا سينفذ صبره، وحينها جميعهم سيسقطون كما سقط البشير ومن قبله نميري وعبود.
وعن قصص التقسيم وما أدراك، نقول؛ إن التقسيم الحقيقي للسودان ليس بإعلان الجيش عاصمة في بورتسودان أو الخرطوم أو إعلان الدعم السريع عاصمة في الخرطوم أو الجنينة.. فالتقسيم الحقيقي موجود أصلًا ومتجذر في تعاملنا وسلوكنا وأحاسيسنا تجاه بعضنا.. وما يحدث ما هو إلا تجليات لهذا الواقع.. جنوب السودان انفصل ليس لأنه حمل السلاح ضد الأنظمة في الخرطوم فجيش التحرير لم ينتصر.. لا.. بل انفصل الجنوب لأننا أردنا له أن ينفصل، واجتهد بعضنا وناضل من أجل هذا الانفصال، وبعضنا هذه تشملنا جنوبًا و"شمالا".
ولنعلم جيدًا.. السودان دولة فاشلة والنخب الحاكمة فاسدة منذ ما عرف بالاستقلال.. وسبب الفشل والفساد، لكونها دولة تابعة لا تملك قرارها ولا تملك ثرواتها، وشعبها لا يحكمها. ويجب أن تكون هناك دولة في الأول قبل أن نتحدث عن تقسيمها..

#حبا_وودا  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع فی الخرطوم

إقرأ أيضاً:

البرهان يطالب الأمم المتحدة بموقف حاسم حيال الدول المساندة لـ الدعم السريع

طالب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، اليوم الاثنين الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات رادعة وحاسمة ضد الدول التي تقف خلف ميليشيات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني، منذ أبريل 2023.

والتقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة بحضور وزير الخارجية السوداني السفير علي يوسف، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا".

وأكد البرهان التزام السودان بالعمل المشترك مع الأمم المتحدة وبلورة رؤية مشتركة لمستقبل العمل في كافة المجالات. منوهاً إلى إلتزام حكومة السودان بحماية المدنيين من بطش مليشيا آل دقلو الإرهابية المتمردة داعياً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لممارسة الضغوط على المليشيا المتمردة وإدانة الانتهاكات التي تمارسها بصورة أكثر صرامة ووضوح.

وشدد رئيس مجلس السيادة السوداني خلال اللقاء، على ضرورة أن تتخذ المنظومة الدولية إجراءً حاسماً ورادعاً حيال الدول التي تقف خلف المتمردين وتقوم بدعمهم. 

كما دعا البرهان إلى ضرورة أن تتخذ المنظومة الأممية الإجراءات اللازمة حيال عدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بوقف إدخال السلاح الي إقليم دارفور ووقف الهجوم على مدينة الفاشر .

وقال البرهان انه في حال عودة المواطنين السودانيين لمنازلهم وقراهم، سيتم بدء العملية السياسية وإجراء الانتخابات التي يقرر فيها الشعب السوداني مستقبله السياسي دون تدخلات خارجية.

من جانبه قال لعمامرة في تصريح صحفي انه نقل لرئيس المجلس السيادي السوداني تحيات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش .

وبين العمامرة أن اللقاء تناول الأوضاع في السودان مشيرا إلى انخراط الأمم المتحدة وتشجيعها للحل التفاوضي بشأن الأزمة في السودان مؤكداً ضرورة تضافر الجهود من أجل مساعدة الشعب السوداني على تجاوز هذه المحنة والإسراع في العودة للأوضاع الطبيعية والتفرغ لعمليات إعادة البناء والإعمار.

وأضاف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ان الحرب استكملت قرابة العامين وأسفرت عن الكثير من الضحايا مبيناً أن المنظمة الدولية تعمل جاهدة من أجل تقليص المدة الزمنية للحرب وتقليل عدد ضحاياها .

وأكد استعداد مؤسسات الأمم المتحدة لمزيد من التعاون مع السودان بغية التوصل لحل للأزمة السودانية ووقف معاناة الشعب السوداني .

مقالات مشابهة

  • النائب العام : سنصدر أحكام غيابية لمتهمين يتبعون لمليشيا الدعم السريع متواجدين في ( 6) دول
  • معارك عنيفة قرب الخرطوم والنائب العام يتعهد بمحاكمة الدعم السريع
  • البرهان يطالب الأمم المتحدة بموقف حاسم حيال الدول المساندة لـ الدعم السريع
  • السودان..« قوات الدعم السريع» تسيطر على قاعدة عسكرية في دارفور
  • قائد الجيش الأوغندي يهدد بغزو الخرطوم
  • قوات الدعم السريع السوداني يسيطر على قاعدة عسكرية شمال دارفور
  • بالفيديو.. والي الخرطوم المعين بواسطة الدعم السريع يحرض على قصف المدنيين ويهدد بارتكاب جرائم ضد اثنيات قبلية معينة في السودان
  • القوة المشتركة تكشف تفاصيل عملية عسكرية والسيطرة على قواعد عسكرية ودك مطار حربي لقوات الدعم السريع وأسلحة دخلت الى الخرطوم قبل الحرب وتتحدث عن الإتحاد الأوروبي
  • السودان...إصابات بقصف مدفعي للدعم السريع على أم درمان
  • المبعوث الأميركي للسودان: الدعم السريع متورطة في تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية