سودانايل:
2025-03-12@01:26:14 GMT

انتوا عندكو جرائد للميتين ؟!

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

تذكرون العام ١٩٧٧ وقد انقضت نصف مدة الحقبة المايوية التي اممت الصحف واختزلتها في مطبوعتين لاغير هما الصحافة والايام ورغم أن علي رأس مجلس إدارة أي منهما أسماء لامعة في مجال الإدارة والإعلام إلا أن اختفاء بقية الصحف وعدم المنافسة والتضييق علي حرية التعبير استحالت معه الصحافة بكل تاريخها البهيج والأيام بكل ماضيها العريق وكانتا تحت إدارة العملاقين عبد الرحمن مختار وبشير محمد سعيد وتقزمتا الي مجرد نشرتين حكوميتين عزف عنهما الشعب ولتصريفهما كانت الأغلبية منهما توزع علي كبار الموظفين علي حساب دافع الضرائب .


المهم أنني كنت في ذاك العام ١٩٧٧ بمصر ويوم كان عندي ميل لارتياد سينما ( ريفولي ) في حفلتها النهارية قلت احسن اصطحب معي صحيفتي بلادي اللتين لا يفرق بينهما إلا العنوان فهما يسيران في مادتهما ومضمونها حزو النعل بالنعل اتسلي بهما قبل بداية العرض وعند الاستراحة !!..
واتخذت مقعدي داخل القاعة الفخمة وبدأت أتصفح إحداهما بدءاً من الصفحة الأولي الي الأخيرة وكذا تناولت اختها وطبقت معها نفس السياسة والاجراء ، ولم أكن أدري إن في المقعد الخلفي مباشرة كان يجلس مصري يبدو أنه كان متابعا باهتمام ما نشر في الصحيفتين ولم تكن اي صفحة ماعدا الأولي والأخيرة تخلو من نعي اليم وهنالك صفحات كاملة خصصت لهذه الإعلانات الحزينة الباكية وما يصاحبها من شكر وتقدير لكل من تكبدوا المشاق وجاءوا من أماكن بعيدة للعزاء والشكر موصول أيضا للذين ابرقوا معزيين وللجيران الذين فتحوا بيوتهم علي مصراعيها لاستيعاب الجموع القادمة للماتم بما في ذلك المبيت وتقديم وجبات الطعام لهم مساعدة لاهل الميت المكلومين الذين فقدوا عزيزا لديهم . ولم ينسي النعي إن يذكر بأن اهل الفقيد في كسلا ودنقلا وايرلندا ودول الكاريبي وجزيرة بروناي وبلغاريا وكوبا وريفي المتمة وان عموم الجعليين في شتي أنحاء البلاد يشكرونهم غاية الشكر.
هذا المصري بعد أن شاركني خلسة في تصفح الصحيفتين ربت علي كتفي وقال:
( انتو عندكو جرائد للميتين ) ؟!
وحتي هذا اليوم لم يدر بخلدي أهمية النعي في حياتنا الي إن قرأت مقالا للدكتور عبدالله علي إبراهيم ذلك المؤرخ الضليع الذي أفصح عن أنه مدين لاستاذه اللماح صاحب الخطرات الدكتور صالح محمد نور الذي درسه بعضا من تاريخ السودان في جامعة الخرطوم فقد لفت نظره لأهمية قراءة الصحف وخاصة صفحة النعي لما فيها من من معرفة بأحوال الناس من حيث النسب والمصاهرة والحياة المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والانتماءات الدينية والقبلية وقال له أيضاً :
( إن قراءة صفحة النعي لا بد منها للمؤرخ ولعلماء الاجتماع اللذان يجدان فيها وثيقة من الحجم العائلي) !!..
إذن أن يكون لنا جرائد أو صفحات للميتين كما قال المصري في سينما ريفولي ليس ترفا وانما هو علم في التاريخ والاجتماع مشفوع بالوثيقة الدامغة !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجئ بمصر .

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

البابا فرنسيس: نحن بحاجة إلى ”معجزة الحنان“ التي ترافق الذين هم في محنة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

افصح اليوم من فراشه بالمستشفي البابا فرنسيس، عن رسالته الاولي لليوبيل للكنيسه قائلا، بدأنا الأربعاء الماضي الزّمن الأربعينيّ مع رتبة الرّماد، وهو مسيرة توبة مدّةَ أربعين يومًا، تدعونا إلى أن نتوب من كلّ قلبنا وتقودنا إلى فرح الفِصح. لنلتزم حتّى يكون هذا الزّمن وقتًا لتنقية نفوسنا وتجدّدنا الرّوحيّ، ومسيرة نموّ في الإيمان والرّجاء والمحبّة.

واضاف اليوم صباحًا، احتفلنا بالقدّاس الإلهيّ في ساحة القدّيس بطرس من أجل عالم المتطوّعين الذين يحتفلون بسنة اليوبيل. في مجتمعاتنا التي تخضع لِمَنطِق السُّوق، ويوشك الجميع فيها أن يخضع لاعتبارات المصالح والسّعي إلى المنفعة، التَّطوُّع هو نبوءة وعلامة رجاء، لأنّه يشهد على أولويَّة المجّانيّة والتّضامن والخدمة للمحتاجين وأشدِّهِم حاجة. أُعرب عن شُكري إلى كلّ الذين يلتزمون في هذا المجال: شكرًا على وقتكم الذي تقدِّمونه وقدراتكم، وشكرًا على قربكم وحنانكم الذي به تهتمّون بالآخرين، فتبعثون فيهم الرّجاء من جديد!

أيّها الإخوة والأخوات، في أثناء إقامتي الطّويلة هنا في المستشفى، أنا أيضًا أشعر باهتمام الخدمة وحنان الرّعاية، وخاصّة من قِبَل الأطبّاء وكلّ العاملين الصّحّيين هنا، وأشكرهم من كلّ قلبي. وأنا هنا، أفكّر في الكثيرين الذين هم قريبون من المرضى بطرق مختلفة، وهم لهُم علامةٌ على حضور الرّبّ يسوع. نحن بحاجة إلى ”مُعجزة الحنان“ هذه، التي ترافق الذين هُم في مِحنة، فتحمل لهم بعضَ النّور في لَيل الألم.

أودّ أن أشكر كلّ الذين يُظهرون قربهم مِنِّي بالصّلاة: أشكركم جميعًا من كلّ قلبي! أنا أيضًا أُصلِّي من أجلكم. وأتّحد روحيًّا مع الذين سيُشاركون في الأيّام القادمة في الرّياضة الرّوحيّة المُخصّصة للكوريا الرّومانيّة.

ولنواصل معًا في طلب عطيّة السّلام، وخاصّة في أوكرانيا المعذّبة، وفلسطين، وإسرائيل، ولبنان، وميانمار، والسّودان، وجمهوريّة الكونغو الدّيمقراطيّة. وعلى وجه الخصّوص، علِمت بقلق باستئناف العنف في بعض المناطق من سورية: أتمنّى أن يتوقّف ذلك نهائيًا، مع الاحترام الكامل لجميع المكوِّنات العرقيّة والدّينيّة في المجتمع، وخاصّة المدنيِّين.

أُوكلكم جميعًا إلى شفاعة سَيِّدَتِنا مريم العذراء الوالديّة. أحد مُبارك وإلى اللقاء!

مقالات مشابهة

  • من هم المقاتلين الأجانب الذين شاركوا في مجازر الإبادة في الساحل السوري؟
  • إليكم صور الأسرى الذين سلّمتهم إسرائيل إلى لبنان
  • كيف تنظر أنقرة إلى الاتفاق بين دمشق وقسد؟.. جولة في الصحف التركية
  • أحمد موسى يرد على صفحات مغرضة تروج لشائعات عن حبه للنادي الأهلي.. فيديو
  • خالد عبدالعزيز يبحث مع عبدالمحسن سلامة حل مشكلة بدل الصحفيين بالصحف الأجنبية| صور
  • البابا فرنسيس: نحن بحاجة إلى ”معجزة الحنان“ التي ترافق الذين هم في محنة
  • صفحات من التاريخ في 9 رمضان.. فتوحات ومعارك ونضال ضد الاستعمار
  • رئيس مصلحة الضرائب: تسوية النزاعات الضريبية.. فرصة فريدة لبدء صفحة جديدة مع مجتمع الأعمال
  • الوفد: دماء الشهداء سطرت تاريخًا حافلًا بالبطولات في صفحات التاريخ بأحرف من نور
  • في خضم الحرب التجارية ضد واشنطن..كندا تستعد لطي صفحة ترودو