الجزيرة:
2025-01-23@17:27:30 GMT

رحيل المترجم المصري الكبير شوقي جلال عن 92 عاما

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

رحيل المترجم المصري الكبير شوقي جلال عن 92 عاما

توفي فجر اليوم الكاتب والمترجم المصري البارز، شوقي جلال عثمان، في مسقط رأسه بالقاهرة عن عمر ناهز 92 عاما.

وُلد جلال في 30 أكتوبر/تشرين الأول 1931 في عهد الملكية المصرية، وأضاف للمكتبة العربية عديدا من الأعمال العالمية المهمة التي قام بتعريبها ضمن مشروع حضاري وفكري طموح، بينها ترجمته لكتاب "بنية الثورات العلمية" من تأليف توماس كون.

واعتبرت كتابات وترجمات جلال علامة على واقع الترجمة العربية، ومن مؤلفات المترجم الراحل:

نهاية الماركسية الفكر العربي وسسيولوجية الفشل الشك الخلاق: في حوار مع السلف المجتمع المدني وثقافة الإصلاح: رؤية نقدية للفكر العربي التنوير الآتي من الشرق الإسلام والغرب السفر بين الكويكبات الشرق يصعد مرة أخرى: الاقتصاد العالمي في العصر الآسيوي الثورة الخفية في العالم الثالث التراث المسروق أفريقيا في عصر التحرر الاجتماعي "العالم بعد مائتي عام" من تأليف عالم المستقبليات هيرمان كان لماذا ينفرد الإنسان بالثقافة؟

درس جلال في جامعة القاهرة وحاز درجة البكالوريوس في الآداب، قسم الفلسفة وعلم النفس عام 1956، وأصبح كتابه "الترجمة في العالم العربي، الواقع والتحدي" مرجعًا مهمًا في تقرير التنمية الإنسانية العربية (الأممي) لعام 2003.

وصدر عديد من ترجمات جلال عن سلسلة عالم المعرفة التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي منذ مطلع عام 1978.

كما ترجم الطبعة الأولى لرواية "المسيح يصلب من جديد" للروائي اليوناني الشهير نيكوس كازانتزاكيس -مؤلف رواية "زوربا"- التي صدرت في القاهرة عام 1970، إلا أن جلال لم يترجمها عن اللغة اليونانية التي كتبت بها، وهو ما أثار قضية ترجمة الإبداع الأدبي عن لغة وسيطة.

وقال جلال في حوار سابق إن ترجمته لرواية كازانتزاكيس استغرقت عامين كاملين وإنه ترجمها عن الإنجليزية والفرنسية، وأشار إلى أن من يعرفون اليونانية "قالوا إنها أكمل ترجمة عربية وأقربها لنص كازانتزاكيس الذي حدث بيني وبينه نوع من المشاركة الروحية والتماهي في أمرين التصوف والتمرد، وهذا ما أعطاني فرصة التقمص الوجداني للنص".

وقال جلال إنه في مجال الترجمة يمكن اللجوء إلى مقولة "الضرورات تبيح المحظورات" إذا استعصت ترجمة نص إبداعي مهم وجدير بالترجمة عن لغته الأصلية.

وأضاف، "كنت أقرأ المشهد وتدمع عيناي فأترجمه ثم أعيد الصياغة أكثر من مرة لتصل إلى روح النص الأصلي".

عمل جلال في عديد من الهيئات الثقافية، منها المجلس الأعلى للثقافة (لجنة الترجمة)، واتحاد الكتّاب المصريين، واتحاد كتّاب روسيا وأفريقيا، والمجلس الأعلى للمعهد العالي للترجمة، ونال المترجم الراحل جوائز عديدة، بينها جائزة رفاعة الطهطاوي من المركز القومي للترجمة عام 2018، وجائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.

أزمة الترجمة العربية

وعرف شوقي جلال بانتقاده لقلة إنتاج العرب من الكتابات المترجمة رغم أن الترجمة في رأيه من أبرز الأدلة على قدرة أي شعب على التفاعل مع العصر.

واعتبر الكاتب المصري في مقابلة سابقة مع وكالة "رويترز" أن الاهتمام بالترجمة يعني الارتباط برؤية خاصة للمستقبل من خلال الانفتاح على العالم، مرجحا أن يكون حجم ما يترجمه العالم العربي حاليا أقل مما كان يترجم في التسعينيات، مشيرا إلى أنه في العالم العربي مراكز للترجمة لكنها "جزر منعزلة تعمل دون تنسيق لرؤية مشتركة" وإن ما يترجم من كتب يسد بعض الفراغ ولكنه غير كاف، نظرا لأن الترجمة لا تنشط إلا في مجتمع حر منتج للفكر.

وأثار طرح قضايا الترجمة شجون جلال الذي يرثى لحال الجامعات العربية قائلا إن كثيرا منها يعنى بتخريج مدرسين للنقد لا نقادا للأدب، وإن أحوال كثير من الجامعات في العالم العربي تتسق مع "أحوال الاستبداد الذي يقتل الإبداع.. يمكن للإبداع الأدبي أن ينتعش في ظل الاستبداد ولكن الإبداع الفكري والعلمي يحتاج إلى سياق من الحريات العامة".

ورأى المترجم الراحل أن للإبداع بمعناه الشامل مضمونا حضاريا "فكيف نكون مبدعين ونحن نعيش في عصر القبلية؟.. نحن مجتمعات خارج دوائر الإبداع الإنساني ولا نجيد إلا إنتاج بعض احتياجاتنا المادية المباشرة بعيدا عن الإبداع الذهني" الذي يحتاج في رأيه إلى أجواء من الحرية تدفع المواطن إلى أن يتجاوز الواقع ويلتمس ما بعده من حدود يحلق فيها الخيال.

وتابع "في ظل الاستبداد العربي لا يوجد إبداع في مجال العلوم الطبيعية أو الإنسانية. كل شيء مستعار بما في ذلك نظريات النقد الأدبي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: العالم العربی فی العالم جلال فی

إقرأ أيضاً:

كتاب «رأيت العالم من الجانبين» للدكتور رامي جلال يشارك في معرض الكتاب

يصدر كتاب «رأيت العالم من الجانبين» للدكتور رامي جلال، الكاتب الصحفي وعضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2026، الذي يُقام في مركز مصر للمعارض الدولية تحت شعار «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».

ويأتي المعرض هذا العام ليؤكد على دور القراءة في بناء الإنسان، وربط الماضي بالحاضر، وإرساء جسور التواصل بين الثقافات المختلفة. الكتاب صادر عن دار ليان للنشر والتوزيع.

من المقرر أن تُعقد ندوة خاصة لمناقشة الكتاب بحضور نخبة من المفكرين والإعلاميين والشخصيات العامة في الثالثة عصرًا الأربعاء المقبل ضمن فعاليات ندوة «كاتب وكتاب» في قاعة «فكر وإبداع» ببلازا رقم واحد.

ويناقش الكتاب مع مؤلفه كل من الكاتب والمفكر الأستاذ حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق، والكاتب والباحث هاني لبيب، رئيس تحرير موقع مبتدأ. وتدير الندوة الإعلامية الدكتورة دينا عبدالكريم، عضو مجلس النواب.

وقال جلال إنّ «الكتاب ليس سِيرةً ذاتيَّةً كلاسيكيَّةً، بل هو مجموعةٌ من الوقائعِ التي حدثت معي في عالَمٍ عِشتُهُ من زوايا مختلفة، وانطلقت منها لتدوين رأيي في العديد من الأمور، الكتابُ دعوةٌ لمشاركتي دهشتي وتساؤلاتي، ومحاولةٌ لإعادةِ النَّظَرِ في مفاهيمَ، مِثل: النجاح والفشل، والقُدرة على التكيُّف، والسَّعي إلى التغيير».

وأوضح جلال أنّ «إنهاءَ بكالوريوس العلوم وليسانس الآداب، والدراسةَ داخلَ مصر وخارجها، والعملَ في المجال الصحفي وفي السلك الأكاديمي، والانخراطَ في القِطاعَيْن: الخاص والعام، والخدمةَ في السُّلطتَين: التنفيذية والتشريعية، إضافة إلى المُساهمة في حركة المُعارضة وتيَّار الإصلاح، كُلُّها تجارِبُ تجعل الإنسان يرى العالَمَ من زوايا مُتعددة».

وأضاف: «سيتعرف القارئ في هذا الكتاب على نشأتي، ويقرأ عن قصتي مع الانتخابات، وسيرافقني في هجرتي الداخلية من الإسكندرية للقاهرة، ويجلس بجانبي في موعد مع الرئيس، وسنقف سويًا على باب الوزير، ثم ندخل معًا سريعًا تحت القُبَّة، وكل هذا في ضوء أن ليس كُلُّ ما يُعرَف يُقال؛ لذلك لن أقولَ كُلَّ الحقيقة، لكنَّ كُلَّ ما سأقوله حقيقة، ولن أروِيَ كُلَّ ما حدث، لكنَّ كُلَّ ما سأرويه قد حدث».

من جانبه قال فتحي المزين، المدير التنفيذي لدار ليان للنشر والتوزيع، إنّ الكتاب ليس مجرد سيرة ذاتية تقليدية، بل هو رحلة فكرية وإنسانية عميقة تعكس تجربة المؤلف في الحياة من خلال منظورين مختلفين، إذ يجمع الكتاب بين التأملات الشخصية والرؤى الثقافية والاجتماعية التي اكتسبها من خلال مسيرته التعليمية والمهنية المتنوعة، وهو محاولة لتوثيق رحلة مليئة بالتحديات والاكتشافات، التي قد يجد القارئ فيها شيئًا من ذاته.

وأضاف المزين أنّ الكتاب يشمل العديد من المحطات الفارقة في حياة المؤلف، وهو فرصة للقارئ لاكتشاف عالم مليء بالتجارب والخبرات المتنوعة، بأسلوب يجمع بين العُمق الفكري والسرد السلس الذي يجعل القارئ شريكًا في رحلة المؤلف.

وكشف جلال عن أن هذا الكتاب هو جزء أول من سلسلة، حيث يعمل حاليًا على إصدار ثانٍ يحمل عنوان «تحت القُبَّة شيخ» والذي سيتناول تجربته داخل مجلس الشيوخ المصري خلال الفترة من 2020 إلى 2025.

كما يخطط لإصدار كتاب جديد بعنوان «حواديت الكتابة والسفر»، يروي فيه تفاصيل مشواره مع الكتابة الصحفية وفي السلك الأكاديمي فضلًا عن رحلاته حول العالم، والتي لم تسمح ظروف المساحة من تضمينها في الكتاب، على حد قوله.

يُذكر أنّ معرض القاهرة الدولي للكتاب أحد أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة العربية، ويشهد هذا العام مشاركة واسعة من دور النشر المحلية والدولية، مع برامج ثقافية ثرية تضم ندوات، وورش عمل، وتوقيعات الكتب. ويأتي شعار المعرض هذا العام «اقرأ.. في البدء كان الكلمة» ليؤكد على أهمية القراءة كجسر يربط الإنسان بالحضارات المختلفة، ويعزز التفاهم بين الثقافات. 

يذكر أنّ الدكتور رامي جلال هو كاتب صحفي، وعضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وأكاديمي متخصص في ملف الثقافة من مُقاربات متعددة مثل الهُوية الوطنية والقُوَى الناعمة ومكافحة الغزو الثقافي العدائي.

وطَرَح جلال في البرلمان عشرات المقترحات لإعادة صياغة السياسات الثقافية ودفع عجلة الحوار الثقافي، كما قَدَّم عددًا من الدراسات، مثل «الاقتصاد الثقافي» و«الدبلوماسية الثقافية» و«إعادة هيكلة وزارة الثقافة».

وشَغَل جلال مواقع بارزة خارج دائرة الحُكم وداخلها، وفي المعارضة والحكومة، وفي القطاعَين: الخاص والعام، وفي السُّلطتَين: التنفيذية والتشريعية. كما حصل على الدكتوراة من جامعة الإسكندرية، والماجستير من جامعة لندن، والدبلوم من جامعة تشيلي. ودَرَس كذلك برامج مُتقدِّمة في الحَوكمة والقيادة، في إنجلترا وألمانيا وأمريكا. ومَثَّل مصر في العديد من الفَعاليَّات الدولية، مثل المُنتدى السياسي رفيع المستوى بمنظمة الأمم المتحدة في مدينة نيويورك الأمريكية، والقمة العالمية للحكومات في مدينة دبي الإماراتية.

مقالات مشابهة

  • كتاب «رأيت العالم من الجانبين» للدكتور رامي جلال يشارك في معرض الكتاب
  • مع قرب الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير.. أسعار التذاكر ومفاجأة بشأن هذه الفئات
  • بعد رحيل كاتانيتش.. كابادزه مدرباً لمنتخب أوزبكستان
  • المواعيد الجديدة لافتتاح المتحف المصري الكبير.. وأسعار التذاكر
  • سعر تذكرة المتحف المصري الكبير للطلاب والأجانب ومواعيد الزيارة
  • صاحب أعلى راتب بالسعودية.. من هو المصري محمد جلال فهمي حديث السوشيال ميديا؟
  • رانيا فريد شوقي تتألق بفستانأوف شولدرفي المملكة العربية السعودية توجه رسالة
  • بمشاركة 22 فناناً عالمياً "الملتقى الفني لليونيسكو" ينطلق بالشارقة
  • مواعيد فتح المتحف المصري الكبير وأسعار تذاكر الدخول
  • أمل عمار تشارك في احتفالية اليوم العربي لكبار السن بمقر الجامعة العربية