إيكونوميست: اليمين المتطرف يقترب أكثر من السلطة بأنحاء أوروبا
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
قالت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية إن أحزاب اليمين المتطرف في معظم أنحاء أوروبا تكتسب زخما، وتقترب أكثر من الوصول إلى السلطة في بلدانها. ومع ذلك فهي "ليست بحاجة إلى الانضمام إلى الحكومات للتأثير على صنع السياسات".
وترى المجلة في تقريرها أن تمدد تلك الأحزاب نمط شائع في القارة، فحزب "فلامس بيلانغ"، ومعناه "المصلحة الفلمنكية "، في بلجيكا يسير من قوة إلى قوة بعد أن كان قد تراجع إلى الهامش.
ففي المجر وإيطاليا وبولندا تتولى الأحزاب اليمينية المتطرفة الحكم، وفي فنلندا والسويد وسويسرا تشارك بحصة في السلطة، وفي ألمانيا، أظهرت استطلاعات الرأي حصول حزب "البديل من أجل ألمانيا" على 22% في استطلاعات الرأي، ارتفاعا من 10% في انتخابات 2021.
وفي فرنسا، حصل حزب التجمع الوطني، وهو أكبر حزب يميني متشدد، على دعم 24% من الجمهور، وتطالب فئة قليلة من الشعبويين اليمينيين بربع الأصوات أو أكثر.
وحتى الديمقراطيات الحديثة التي كانت تفتقر منذ عقود إلى أحزاب قومية كبيرة -مثل البرتغال ورومانيا وإسبانيا- أصبحت لديها الآن مثل هذه الأحزاب.
وتعتقد الإيكونوميست أن تقدم اليمين المتطرف ليس على شاكلة واحدة، ولا تسلك طريقا واحدا. وقد تراجع الدعم للقوميين الشعبويين مؤخرا في الدانمارك وإسبانيا. وبعض تلك الأحزاب من المتحمسين لحلفائهم "الأطلسيين"، وبعضها موال لروسيا، وبعضها ليبرالية، بينما تريد أخرى دولة رفاهية أكثر سخاء لينعم بها سكانها الأصليون وحدهم.
وعلاوة على ذلك، تميل الجماعات اليمينية المتشددة إلى اللين كلما اقتربت من السلطة، أو الانقسام، أو كليهما. فقد أثبتت الحكومة الإيطالية -على سبيل المثال- أنها "أكثر اعتدالا" مما كان يخشاه الكثيرون، رغم أنها تحت قيادة حزب "إخوان إيطاليا"، الذي له ارتباط بالفاشية.
3 أسبابوتعزو المجلة هذا الاتجاه -الذي تراه مثيرا للقلق- إلى 3 أسباب، أولها أن 4 من الدول الخمس الأكثر اكتظاظا بالسكان في الاتحاد الأوروبي لديها أحزاب يمينية متشددة، إما في الحكومة أو أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن شعبيتها تجاوزت 20%.
والسبب الثاني أن الظروف الحالية مواتية بشكل خاص للأحزاب الشعبوية، مع ارتفاع الهجرة بعد توقف أثناء الوباء، وارتفاع التضخم والتكلفة المتزايدة لسياسة المناخ، مما يخلق ذريعة جديدة قوية للغضب الشعبي.
وثالث الأسباب -وهو الأهم- أن اليمين المتطرف لا يحتاج إلى الظفر بالسلطة حتى يتمكن من إحداث تأثير مدمر على سياسات دولها. ذلك أنها ما إن تجتذب شريحة كبيرة من الناخبين حتى تعمل على تحريف المناظرات عن مسارها، ومن ثم تجعل من الصعب على الحكومات الأوروبية أن تتبنى سياسات معقولة في التعامل مع المشاكل الملحة، مثل الحرب في أوكرانيا، والهجرة، وتغير المناخ.
وتتوقع المجلة البريطانية أن تحقق الأحزاب اليمينية المتشددة نتائج جيدة في الانتخابات الأوروبية العام المقبل.
وتمضي إلى القول إن هناك جملة من العوامل الخارجية تساعد في استثارة الدعم لليمين المتطرف، مثل الهجرة غير الشرعية، التي حفزت تأييد الجماهير للأحزاب الشعبوية عندما ارتفعت معدلات المهاجرين إلى أوروبا في عام 2015.
ويبلي الشعبيون بلاء حسنا في أوقات الاضطرابات الاقتصادية، ويستفيدون أيضا من ارتفاع معدلات التضخم "الذي ابتليت به أوروبا طيلة العامين الماضيين".
ولطالما كان هناك أيضا تراجعا أوسع في الثقة بالحكومات في العديد من الدول الأوروبية، بعد عودة اليمين المتطرف إلى الظهور لفترة وجيزة خلال الوباء. كما أصبحت الحروب الثقافية على الطريقة الأميركية أكثر شراسة، وهو ما يساعد الشعوبيين مرة أخرى، على حد تعبير المجلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الیمین المتطرف
إقرأ أيضاً:
واشنطن: نريد أن تتبع البيشمركة الحكومة وليس الأحزاب
28 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: يقول القنصل العام الأمريكي في إقليم كوردستان، إن هدفهم هو أن “تتبع البيشمركة توجيهات وأوامر حكومة إقليم كوردستان وليس الأحزاب السياسية”.
وقد أعلن اليوم (28 نيسان 2025) في مراسم خاصة عن المنصة الرقمية الصحية للبيشمركة، التي أنشئت بدعم مالي من منظمة أمريكية غير حكومية وبإشراف وتوجيه من دائرة التكنولوجيا والمعلومات التابعة لمجلس وزراء إقليم كوردستان، وتضم جميع المعلومات عن البيشمركة والفرق الطبية التابعة لوزارتهم وتيسر إدارة الشؤون الطبية للوزارة في الحرب والسلم.
وقال القنصل العام الأمريكي، ستيفن بيتنر، في المراسم: “إن هذه المنصة جزء من مساعينا باتجاه المهنية وإلغاء تأثير الأحزاب على قوات البيشمركة، لتكون قوة قتالية فعالة، قوة تتبع توجيهات وأوامر حكومة إقليم كوردستان وليس الأحزاب السياسية”.
وقال بيتنر: “إلى جانب مساعينا لفصل البيشمركة عن الأحزاب، دعمنا وزارة شؤون البيشمركة لأكثر من عشر سنوات من خلال أعلى مستويات التدريب والموارد والمؤسسات الطبية العسكرية الأمريكية”.
لدى إجابته على أسئلة الصحفيين في المراسم، أشار وزير شؤون البيشمركة، شورش إسماعيل، إلى أنه تم تسجيل 138 ألفاً من البيشمركة حتى الآن في 11 فرقة تتبع قوتي إسناد، والقوتان ستكونان تحت إمرة قيادتين مناطقيتين تم الإعلان عن تشكيلهما في نهاية السنة الماضية.
في المراسم، قال وزير شؤون البيشمركة خلال كلمة له: “كانت كل جهودنا تهدف إلى إنجاح الإصلاح في الوزارة، برغبة وإرادة كوردستانية قوية، وعملنا في وزارة شؤون البيشمركة كفريق مشترك، وهذا هو الطريق الصحيح الوطني”.
وأشار وزير شؤون البيشمركة إلى أن جهود الإصلاح في وزارته “حققت نتائج كبيرة باتجاه تطوير وتعزيز البنية التحتية العسكرية للبيشمركة”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts