كارثة تهدد أوروبا.. هل اقتربت "زابوريجيا" من تكرار سيناريو "فوكوشيما"؟
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
ما تزال محطة زابوريجيا النووية، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، والتي تخضع للسيطرة العسكرية الروسية منذ أوائل مارس (أذار) 2022، في حالة محفوفة بالمخاطر، حيث حذر مهندس بارز في المنشأة التي تعود إلى الحقبة السوفييتية، من أن احتمال وقوع كارثة خطيرة في محطة الطاقة النووية ارتفع إلى المستوى الأول من كل 5 مستويات، وفقاً لما نقلته مجلة "تايمز" البريطانية، في تقرير لها بهذا الشأن، أمس السبت.
مغادرة كبار الموظفين من الأسباب التي قد تؤدي إلى تكرار سيناريو فوكوشيما
أسوأ السيناريوهات هو ضرب جميع المفاعلات الستة في المحطة
وبحسب تقرير "تايمز"، أوضح أحد كبار المهندسين العشرة في المحطة والتي كان لديها قوة عاملة قبل الحرب تبلغ 11 ألف عامل، أن مغادرة كبار الموظفين واستخدام المحطة كقاعدة عسكرية من قبل القوات الشيشانية التي انضمت للقوات الروسية في الحرب على أوكرانيا، هي من بين الأسباب التي قد تؤدي إلى تكرار سيناريو "فوكوشيما" في أي وقت.
وأضاف التقرير نقلاً عن مصادر وصفها بالمطلعة على الظروف داخل المنشأة، بأن النقص في الخبرة حاد للغاية لدرجة أن عمال النظافة والسكرتيرات وعمال "الياقات الزرقاء"، يتظاهرون بأنهم مهندسون ويرتدون معاطف المختبر لخداع المراقبين الدوليين، وجعلهم يعتقدون أن الروس لديهم الموظفين اللازمين لتجنب حدوث كارثة نووية.
‘One-in-five risk of catastrophe’ at Zaporizhzhia site where janitors pose as engineers https://t.co/zc0rFAvHwR
— The Times and The Sunday Times (@thetimes) September 17, 2023وسيطرت روسيا على محطة زابوريجيا النووية بعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب، وعلى مدار الأشهر الماضية، تعرضت المحطة لقصف مدفعي متكرر أدى إلى قطع الكهرباء.
ومحطة زابوريجيا هي الأكبر في أوروبا، وقبل وصول الجنود، كان 160 فقط من كبار الموظفين مرخص لهم للإشراف على مفاعلاتها الستة، ومن بين هؤلاء، حوالي 30 موظف وافقوا على التعاون مع الروس، بينما بقي الـ 80 % المتبقية في بلدة إنيرهودار المجاورة، مستعدين للعمل في حالات الطوارئ.
وخلال هذا الصيف، أجبرت حملة القمع الوحشية ضد أي مقيم لم يحصل بعد على جوازات سفر روسية، 100 من هؤلاء المهندسين على الهرب إلى خارج المدينة التي سيطرت عليها روسيا، وكان إيفان وزوجته ناتاليا، اللذان تم تغيير اسميهما لحماية هوية أفراد الأسرة، من بين الذين غادروا، بحسب التقرير.
وعاش إيفان وناتاليا، اللذان عملا أيضاً في المحطة، في مدينة "إنيرهودار" بمقاطعة زابوريجيا مع أطفالهما لسنوات، قبل أن يدخل المقاتلون الشيشان الموالون للقوات الروسية إلى المدينة، حيث رفض إيفان العمل تحت قيادة الروس، لكنه حينذاك قرر مع 130 مهندساً آخر البقاء في المدينة للمساعدة في حالة وقوع كارثة.
وقال إيفان: "بالنسبة للمفاعل العامل، يجب أن تحدث حالة طوارئ خطيرة مرة واحدة فقط كل 10 آلاف عام، ونحن الآن نقيسها من حيث هل ستحدث أم لا"، مضيفاً "أنا شخصياً أعتبر أن هناك احتمالاً بنسبة 10 إلى 20 % لحدوث حالة طوارئ خطيرة، واحتمال بنسبة 50 إلى 60 % أن تلحق القوات الروسية الضرر بكل شيء عندما يغادرون".
ويقول إيفان إن "حالة الطوارئ الخطيرة في المحطة النووية، هي انهيار واحد أو أكثر من المفاعلات الستة، لأسباب مماثلة وستكون العواقب أسوأ من تلك التي شهدها العالم في كارثة فوكوشيما النووية في اليابان عام 2011، والتي أدت إلى نزوح 164 ألف شخص من المناطق الملوثة المحيطة".
وكان الخبراء، في وقت سابق من العام الحالي، حذروا من "حدوث انفجار في أي جزء من نظام التبريد في محطة الطاقة النووية في زابوريجيا، يمكن أن يؤدي إلى تكرار سيناريو يشبه كارثة فوكوشيما الذي حدث في عام 2011 إثر الزلزال وما تلاه من فيضانات تسونامي، إذ توقف تبريد 3 مفاعلات في محطة فوكوشيما للطاقة النووية في اليابان، وأدى ذلك إلى انهيار قلب المفاعل وإطلاق الإشعاع النووي".
وأضاف إيفان أن "الطاقة النووية الصافية لمحطة زابوريجيا أكبر بمقدار الثلث من محطة فوكوشيما"، مردفاً "إن أسوأ السيناريوهات هو ضرب جميع المفاعلات الستة، والذي بدوره سيؤثر على حوض البحر الأسود بأكمله وأوروبا الشرقية بأكملها.
وحدثت كارثة "فوكوشيما" عندما تسبب تسونامي في فشل جميع مدخلات الكهرباء وتضرر المولدات الاحتياطية، ويخشى إيفان أن يحدث الشيء نفسه في زابوريجيا، خاصة مع حلول فصل الشتاء وهجوم متوقع على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.
وقال إيفان من منزله الجديد في كييف: "الخطر الأكبر هو انقطاع التيار الكهربائي بالكامل"، "وذلك حدث بالفعل عدة مرات، وهذا لم يحدث ولا مرة واحدة قبل 40 عاماً".
وقبل أن تسيطر روسيا على المنطقة في مارس (آذار) من العام الماضي، كان هناك 7 إلى 8 مدخلات للكهرباء في المحطة، ولكن الآن يوجد كابل واحد فقط يعمل بكامل طاقته وكابل احتياطي واحد يعمل جزئياً. وفي حالة انقطاع التيار الكهربائي، سيكون هناك سباق مع الزمن لتحقيق الاستقرار في المفاعلات، وفق التقرير.
ويتم الاحتفاظ بـ5 مفاعلات في حالة "باردة" وواحد في وضع الاستعداد "ساخن".. ومن دون الطاقة، يمكن أن يتعطل المفاعل الساخن خلال 6 إلى 7 ساعات، في حين أن المفاعلات الباردة قد تستغرق من يوم إلى يومين.
ولم تتم صيانة مولدات الديزل الاحتياطية العشرين منذ بداية الهجوم الروسي، ومع كل انقطاع للتيار الكهربائي تتعرض المعدات لمزيد من الضرر.
ووصل مراقبون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أغسطس (آب) من العام الماضي لمراقبة المحطة، لكن إيفان يقول إن "عملهم لم يكن فعالاً"، مضيفاً " لقد توجهوا نحو لوحة التحكم في المفاعل وعلموا أنه يجب أن يكون هناك 5 أشخاص يعملون هناك"، ونحن المهندسين لدينا زي محدد تماماً، وعندما وصل مراقبو الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حسبوا أن هناك 5 أشخاص وهذا كل شيء، ثم اتضح لاحقاً أن من بين هؤلاء الخمسة، 3 ليسوا من المهندسين يجلسون لمدة 20 دقيقة ثم يغادرون بعد مغادرة المراقبين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، واثنان من الوردية الفعلية".
وتابع: "الناس الذين قضوا كل حياتهم عمال نظافة، أصبحوا رؤساء أقسام، لأن كل المختصين غادروا، هناك حالات سمعت عنها".
ويتواجد المراقبون أيضاً تحت حراسة مستمرة من الشرطة السرية الروسية عند زيارتهم للمصنع، يقول إيفان: "إنهم يذهبون إلى كل مكان برفقة الشرطة الروسية، إذ أن ما لا يريد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أن يرونه أو يسمعوه المراقبون، لا يرونه أو يسمعونه".
في أوائل يوليو (تموز)، وبعد تقارير أوكرانية تفيد بأن القوات الروسية زرعت متفجرات على أسطح المفاعلات، قامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش الموقع، وادعت أنها لم تتمكن من العثور على أدلة تثبت ذلك.. ولكن حتى 8 سبتمبر (أيلول)، لم يُسمح لهم بالوصول إلى 4 من أسطح المفاعلات الستة.
وشددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أهمية وجودها، من دون معالجة المخاوف المتعلقة بإمكانية الوصول والتوظيف، وقالت: "لولا وجود الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لن يكون لدى العالم مصدر مستقل للمعلومات حول أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، والتي تقع على خط المواجهة في الحرب في أوكرانيا".
الوكالة الدولية تكذب ادعاءات #أوكرانيا بشأن محطة زابوريجيا https://t.co/MM8iLgxIzV
— 24.ae (@20fourMedia) August 4, 2023وقال وزير الطاقة الأوكراني جيرمان غالوشينكو: "لسوء الحظ، ليس لدى مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الحرية للتنقل في جميع أنحاء المنشأة، وهو ما قد يكون أمراً أساسياً لأي نوع من التفتيش، وكرر الوزير الأوكراني تحذير إيفان من أن انقطاع التيار الكهربائي قد يؤدي إلى كارثة نووية، خاصة أنه من المتوقع أن تجدد روسيا هجومها على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا مع بداية فصل الخريف.
وقال: "لقد انقطعت جميع خطوط الكهرباء التي تضمن نظام السلامة في المحطة بسبب الضربات الصاروخية، 7 مرات"، مضيفاً أن "المحطة التي تدعم بالفعل الكهرباء بمولدات الديزل تشكل بالفعل خطراً، حيث لن يتبقى بعد ذلك إلا خطوة واحدة قبل تكرار سيناريو فوكوشيما"، محذراً من أن "أي صاروخ أو طائرة من دون طيار تسقط عن طريق الخطأ على مولد ديزل عامل، سيكون لدينا حالة طوارئ نووية، وستبدأ العملية ولن يستطيع أحد إيقافها.. لا أحد".
المخاوف تتجدد من كارثة نووية تدمر أوروبا.. #موسكو و #كييف تتبادلان الاتهامات بالإعداد لهجوم وشيك على محطة #زابوريجيا#فيديو24
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/XKZstSvtfW pic.twitter.com/J4HH1UMqGD
وفي شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، استحوذت شركة روساتوم الروسية على المحطة رسمياً وجلبت مهندسيها، لكن إيفان يقول إنهم "ليس لديهم التدريب اللازم لتشغيلها".
وفي هذا الصيف، مع تقدم الهجوم المضاد الذي شنته كييف، وتعرض مدينة إنيرهودار للقصف الأوكراني، بدأ الروس في قمع المدنيين في المدينة الذين رفضوا الحصول على جواز سفر روسي.
ويضيف إيفان أنه "قرر مع وزوجته وأطفالهما في 22 يونيو (حزيران) الماضي، حزم أمتعتهم واتجهوا شرقاً لإنقاذ حياتهم من القمع الروسي، على حد قوله.
واليوم، يتواجد إيفان في كييف، حيث يتدرب مع زملائه السابقين الآخرين على العودة إلى محطة "زابوريجيا" إذا سمحت لهم القوات الروسية بالمرور إلى المنشأة، في حالة حدث أمر طارئ، وفق الصحيفة البريطانية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية محطة زابوريجيا النووية زابوريجيا أوروبا محطة فوكوشيما فوكوشيما الوکالة الدولیة للطاقة الذریة محطة زابوریجیا تکرار سیناریو النوویة فی فی المحطة فی حالة من بین
إقرأ أيضاً:
الغارات الجوية الروسية الأخيرة على أوكرانيا تهدد بـ”انقطاع كارثي للكهرباء”
نوفمبر 20, 2024آخر تحديث: نوفمبر 20, 2024
المستقلة/- حذرت منظمة السلام الأخضر من أن شبكة الكهرباء في أوكرانيا معرضة لخطر متزايد من الفشل الكارثي بعد هجوم الصواريخ والطائرات بدون طيار الذي شنته روسيا يوم الأحد، مما أثار مخاوف بشأن سلامة محطات الطاقة النووية الثلاث العاملة في البلاد.
كانت الضربات التي شنتها موسكو تستهدف محطات فرعية للكهرباء “ضرورية لتشغيل محطات الطاقة النووية في أوكرانيا” وهناك احتمال أن تفقد المفاعلات الطاقة وتصبح غير آمنة، وفقًا لمذكرة إحاطة أعدت لصحيفة الجارديان.
وقال شون بيرني، الخبير النووي في منظمة السلام الأخضر في أوكرانيا: “من الواضح أن روسيا تستخدم التهديد بكارثة نووية كطريقة عسكرية رئيسية لهزيمة أوكرانيا. ولكن من خلال شن الهجمات، تخاطر روسيا بكارثة نووية في أوروبا، والتي يمكن مقارنتها بفوكوشيما في عام 2011، أو تشيرنوبيل في عام 1986 أو حتى أسوأ من ذلك”.
ودعت مجموعة الضغط روسيا إلى وقف هجماتها على شبكة الطاقة في أوكرانيا على الفور، ودعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى نشر مراقبين دائمين في محطات فرعية حيوية لمحطات الطاقة النووية في البلاد. أجرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عملية تفتيش واحدة في أواخر أكتوبر، لكنها لم تلتزم بالعودة.
على الرغم من أن منظمة السلام الأخضر منظمة مستقلة، إلا أنها تحافظ على الاتصال بالحكومة الأوكرانية. واعترفت المصادر الأوكرانية الرسمية التي اتصلت بها صحيفة الغارديان بالتحليل الفني الذي أجرته منظمة السلام الأخضر للأزمة.
في عام 1986، كانت أوكرانيا موقع أسوأ كارثة نووية في العالم، عندما أدى التصميم المعيب إلى انفجار وتدمير مفاعل في تشيرنوبيل. توفي ثلاثون شخصاً خلال شهر واحد، وانتشرت المواد المشعة في أوكرانيا وبيلاروسيا وروسيا وبدرجة أقل في الدول الاسكندنافية وأوروبا.
في ليلة الأحد وفي الصباح الباكر، أطلقت روسيا وابلا من أكثر من 210 صاروخ وطائرات بدون طيار تستهدف أهداف توليد ونقل الكهرباء في جميع أنحاء البلاد. وبعد ساعات، أعلنت شركة أوكرينيرجو، المزود الرئيسي للكهرباء في البلاد، عن تقنين على مستوى البلاد لمساعدة النظام على التعافي.
وسُمع دوي انفجارات في مدن كييف، وأوديسا وميكولايف في الجنوب، وفي كريفي ريه وبافلوهراد وفينيتسا في وسط أوكرانيا وريفني وإيفانو فرانكيفسك في الغرب. كما سُمع دوي انفجارات بالقرب من حدود أوكرانيا مع مولدوفا حيث تتصل شبكة أوكرانيا بجارتها وبقية أوروبا.
ورغم أن الهجمات لا يُعتقد أنها استهدفت بشكل مباشر محطات الطاقة النووية الثلاث المتبقية في أوكرانيا، في ريفني وخميلنيتسكي في الغرب، ومحطة جنوب أوكرانيا، تقول منظمة السلام الأخضر إن روسيا كانت تحاول عمداً زيادة الضغوط التي تتعرض لها هذه المحطات من خلال استهداف محطات فرعية مرتبطة بها.
أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الأحد أن خطوط الطاقة الرئيسية من أربع محطات فرعية إلى ثلاث محطات طاقة نووية قد انقطعت، وأن مراقبي محطة خميلنيتسكي في الموقع “سمعوا انفجاراً قوياً”. وأصبح خطان للكهرباء في ريفني غير متاحين وانخفض الإنتاج في ستة من المفاعلات النووية التسعة العاملة في المواقع الثلاثة.
تمثل المواقع الثلاثة حوالي ثلثي كهرباء أوكرانيا لأن الهجمات السابقة التي شنتها روسيا دمرت معظم محطات الطاقة التي تعمل بالفحم والنفط في البلاد، في حين تضررت بعض مرافق الطاقة الكهرومائية في البلاد أيضاً.
وقالت منظمة السلام الأخضر إن هناك قلقاً خاصاً يتمثل في أن “الأضرار الجسيمة التي لحقت بنظام الكهرباء في أوكرانيا، بما في ذلك محطات الطاقة الفرعية، تتسبب في عدم استقرار كبير”، وهو ما قد يعني فقدان الطاقة الخارجية للمفاعلات لفترة طويلة. وأضافت المنظمة البيئية أن تبريد المفاعل والوقود المستنفد يتطلبان الطاقة، التي تتعرض إمداداتها المستقرة للخطر.
وقالت منظمة السلام الأخضر إنه في حالة انقطاع الإمدادات، فإن مفاعلات أوكرانيا لديها مولدات ديزل وبطاريات في الموقع لتوفير إمدادات الكهرباء الأساسية بالوقود الكافي لمدة سبعة إلى عشرة أيام، ولكن إذا لم يكن من الممكن الحفاظ على الوقود أو استعادة الطاقة، فقد تؤدي العواقب إلى كارثة نووية.
وقالت منظمة السلام الأخضر في تقريرها: “إن فقدان وظيفة التبريد في مفاعل واحد أو أكثر من شأنه أن يؤدي حتماً إلى ذوبان الوقود النووي وإطلاق المواد الإشعاعية على نطاق واسع”. وأضافت: “الأكثر عرضة للخطر هم الناس والبيئة في أوكرانيا، ولكن هناك احتمال أن تتأثر أوروبا وما وراءها بشدة”، اعتمادًا على اتجاه الرياح في ذلك الوقت.
قبل هجوم يوم الأحد، اتهمت بريطانيا روسيا بالفعل بالانخراط في ابتزاز نووي في اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا قبل أسبوعين. وتضم المنظمة التي يبلغ عدد أعضائها 57 عضوًا روسيا، لذا فهي واحدة من المنتديات الدولية القليلة حيث يمكن للدول الغربية التعامل مع موسكو.
“لقد سمعنا أيضًا روسيا تهدد أوكرانيا في هذه الغرفة بأنها قد تقطع 75٪ من الكهرباء المتبقية لديها من خلال ضرب خمسة أهداف فقط”، قالت المملكة المتحدة في بيان صدر في اجتماع في فيينا في 7 نوفمبر.
“لا يمكن أن يكون هذا سوى إشارة إلى محطات الطاقة النووية في أوكرانيا. مثل هذه التهديدات غير مقبولة. كما هو الحال مع خطر عدم موثوقية إمدادات الطاقة لمحطات الطاقة النووية في أوكرانيا بسبب الهجمات الروسية المستمرة على شبكة أوكرانيا”.
أشارت المصادر البريطانية إلى أنها تعتقد أن توليد الطاقة في أوكرانيا انخفض إلى حوالي ثلث قدرتها قبل الحرب في الربيع، على الرغم من أن الإصلاحات خلال الصيف حسنت هذا الرقم مرة أخرى إلى 50٪.
لا يزال تأثير القصف الأخير على توليد الطاقة غير واضح، على الرغم من أن وزارة الطاقة الأوكرانية قالت يوم الثلاثاء إن 9 جيجاوات من الطاقة قد فقدت في عام 2024، وهو ما يعادل “ذروة استهلاك دول مثل هولندا أو فنلندا”.
في بداية الحرب، استولت القوات الروسية على رابع محطة للطاقة النووية في أوكرانيا، وهي منشأة زابوريزهيا، التي تضم ستة مفاعلات. ولا يزال الموقع، على خط المواجهة على نهر دنيبرو، محتلاً رغم إغلاق المفاعلات.