لبنان ٢٤:
2025-02-08@15:44:20 GMT
من عين الحلوة إلى الحدود مع سوريا... خطرٌ كبيرٌ يُهدّد لبنان
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
هدأت الإشتباكات في "عين الحلوة"، بعد وساطات واتّصالات داخليّة وفلسطينيّة، أفضت إلى وقف إطلاق النار. ولكن تبقى الخشية من أنّ تكون هذه الهدنة الجديدة هشة أيضاً، تماماً كما حصل في المرّات السابقة، حيث ارتفعت وتيرة المواجهات العسكريّة في مختلف محاور المخيّم.
وفي هذا الإطار، أصبحت "عين الحلوة" تُشكّل خطراً كبيراً على لبنان واللبنانيين، والمخيّم يقترب تدريجيّاً من إعادة سيناريو "نهر البارد" إنّ اندلعت الإشتباكات من جديد، فالفصائل الفلسطينيّة قامت باستهداف الجيش، لإقحامه بالقوّة في الصراع الفلسطينيّ - الفلسطينيّ.
ويجب الإشارة أيضاً إلى أنّ سكان صيدا هم من أشدّ الداعمين للقضيّة الفلسطينيّة تاريخيّاً، وهم في الوقت الراهن من أكثر المتضرّرين من الصراع الفلسطينيّ الذي جرى داخل مخيّم عين الحلوة، فالإشتباكات طالت منازلهم، وهدّدت حياتهم وأرزاقهم، في صورة أعادت إلى الأذهان ما كان يحصل قبل وبعد اندلاع الحرب الأهليّة عام 1975. فالأعمال العسكريّة، كذلك نوعيّة الأسلحة وكمّيتها، كلها تُشكّل علامات إستفهام وخوف من المرحلة المقبلة، إذ يبدو أنّ السلاح الفلسطينيّ يُستخدم مرّة جديدة لتهديد أمن اللبنانيين، وهناك رغبة بجرّ لبنان إلى مواجهات مع الفلسطينيين، إسوة بالذي حصل سابقاً في 13 نيسان 1975 في عين الرمانة، ولكنّ هذه المرّة سكان مدينة صيدا هم الذين يُواجهون هذا الخطر، إنّ لم تنجح المساعي في المحافطة على الهدنة.
أمّا من ناحيّة الحدود اللبنانيّة – السوريّة، فلا تزال مشكلة دخول السوريين خلسة إلى الأراضي اللبنانيّة تُشكّل أيضاً خطراً وجوديّاً على البلاد، وهذا ما عبّر عنه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في آخر جلسة لمجلس الوزراء. فهناك غياب لأعداد السوريين غير المسجّلين في لبنان، ولا يزالوان يتدفقون بكثافة عبر الحدود البقاعيّة، على الرغم من أنّ الوضع في سوريا مستقرّ.
وعند الحديث عن النازحين السوريين، يتوجب التذكير أنّ هناك مزاحمة سوريّة في سوق العمل للبنانيين، وبينما يدفع الكثير من المواطنين فواتير الكهرباء والمياه، هناك اللاجئون في المقلب الآخر لا يُسدّدونها، ما يزيد إستهلاك لبنان من الفيول والمياه والمحروقات والطحين وإنتاج الخبز، بينما تبقى إيرادات الدولة منخفضة.
وأيضاً، المشكلة التي تبيّنت أخيراً من آفة النزوح السوريّ إلى لبنان، تتمثّل بقدوم فئة شبابيّة تتراوح أعمارها بين الـ18 و30 عاماً. ويُحذّر مراقبون في هذا السيّاق من إستعمال الشباب السوريّ في أعمالٍ عسكريّة، لتفجير الوضع الأمنيّ في الداخل، فأعدادهم إلى ازدياد كبيرٍ، وقد تتخطّى نسبة كبار السنّ والأطفال والنساء المتواجدين داخل المخيّمات السوريّة.
ويُضيف المراقبون أنّ هناك جدلاً حول تدفقّ السوريين بهذه الأعداد إلى لبنان، في الوقت الذي تزداد فيه المطالبات في الداخل بإعادة اللاجئين إلى بلادهم، وسط معارضة غربيّة لهذا الأمر، بحجّة أنّ الرئيس السوريّ بشار الأسد لا يضمن سلامتهم. ويُشيرون إلى أنّ الخطر أصبح يتهدّد اللبنانيين من جهّتين، الأولى بسبب اللاجئين الفلسطينيين في المخيّمات، والثانيّة جراء حركة النزوح السوريّة غير البريئة.
وأمام كلّ ما تقدّم، يتّضح أنّ لبنان لم يعدّ يستطع تحمّل أعباء اللاجئين، ففي عين الحلوة هناك غياب للأمن داخل المخيّم، وخارجون عن القانون يتمركزون فيه، ولا سلطة للدولة عما يجري في داخله، وقد تمتدّ شرارة الإشتباكات إلى المناطق اللبنانيّة المحيطة به. إلى ذلك، فإنّ هناك خشية من أنّ تُستخدم أزمة النزوح السوريّ كما حصل في عرسال، عندما احتلّ الإرهابيون الجرود البقاعيّة، وأصبحوا يُشكّلون تهديداً مباشراً على أمن اللبنانيين.
من هذا المنطلق، فإنّ اللاجئين هم عبء على لبنان، ليس فقط في السنوات الماضيّة الأخيرة، وإنّما مشاكلهم كانت ولا تزال خطراً على اللبنانيين قبل العام 1975، وحتّى يومنا هذا. والمطلوب في الوقت الراهن التحرّك سريعاً من قبل الدولة والجيش لبسط الأمن في مخيّم عين الحلوة، تمهيداً لنزع السلاح الذي لا يخدم بتاتاً القضيّة الفلسطينيّة، وإنّما يُشكّل عامل إنقسام، ويزيد من إرتياح العدوّ الإسرائيليّ.
وأيضاً، المطلوب من الجيش ضبط الحدود والمعابر الشرعيّة وغير الشرعيّة، وتأمين المستلزمات البشريّة والتقنيّة له كيّ يقوم بهذه المهمّة، إضافة إلى أنّ على الجهّات الرسميّة التحرّك سريعاً مع الدول الغربيّة وسوريا، فمجيء السوريين إلى لبنان أصبحت أهدافه واضحة المعالم، حيث هناك مساعدات بالدولار وتقديمات ومساهمات إجتماعيّة، بينما في دمشق، فإنّ الوضع المعيشيّ ينهار، وربما قد تمتدّ تظاهرات وإحتجاجات السويداء إلى مناطق أخرى. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ضبط الحدود يفجّر معركة بين العشائر اللبنانية والأمن السوري
كتب حسين درويش في" الشرق الاوسط":اندلعت اشتباكات بين «الأمن العام» السوري، ومسلحين من عشائر لبنانية في المنطقة الحدودية الواقعة شمال شرقي لبنان، أسفرت عن سقوط قتيلين لبنانيين على الأقل، واحتجز كل من الطرفين، شخصين من الطرف الآخر، وذلك بعد أسبوع على فشل مبادرة عشائرية لإغلاق الحدود أمام عمليات التهريب.وسقط صاروخ الخميس على أطراف بلدة القصر الحدودية مع سوريا في البقاع شرق لبنان جراء اشتباكات داخل الأراضي السورية. وانتشر الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية السورية ودفع بتعزيزات جديدة، منعاً لتسلل مسلحين من الأراضي السورية.
وقالت مصادر ميدانية إن القرى السورية التي يسكنها لبنانيون من الجهة السورية، شهدت اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة بين «إدارة العمليات» والأمن العام السوري من جهة، وعشائر لبنانية من آل جعفر وزعيتر ومدلج يمتلكون أراضي زراعية في الداخل السوري بريف القصير، ويقطنون فيها. وأكدت المصادر أن الاشتباكات أسفرت عن سيطرة الأمن السوري على معظم القرى التي كان يسكنها اللبنانيون في الداخل السوري، وهي 17 قرية ومزرعة بينها حاويك والسماقيات، ووادي حنا، وبلوزة، وزيتا، وسقرجا، وغوغران، وبرج الحمام.
وأفادت وسائل إعلام سورية بأن إدارة العمليات العسكرية نفذت عملية تمشيط في قرى ريف حمص الغربي الحدودية مع لبنان، وتركزت العملية في قرى حاويك وبلوزة والفاضلية وأكوم والجرود وصولاً إلى الحدود اللبنانية، لطرد المسلحين والمهربين ومطلوبين من تجار المخدرات وشخصيات مقربة من «حزب الله» اللبناني.
وكانت هذه القرى قد شهدت خلال الأسابيع الماضية معارك كر وفر وتهجير وعودة إلى هذه القرى تحت قوة السلاح، وتمكن الأمن السوري من السيطرة على بلدة جرمش الحدودية في الداخل السوري التي تسكنها أغلبية من عشائر آل جعفر.
وقالت مصادر ميدانية إن القوات السورية قامت بعد الظهر بقصف صاروخي استهدف البلدات الحدودية، وسقط قذائف في الداخل اللبناني، كما استخدمت المدفعية والطائرات المسيرة المفخخة في تلك المعركة. وشاركت في الحملة السورية دبابات ومدرعات وطائرات مسيرة، وأسلحة ثقيلة سقطت قذائفها على مناطق مدنية.
وتعود أسباب الاشتباكات في خلفياتها إلى تأجيل اجتماع كان سيعقد يوم الخميس الماضي في بلدة السماقيات، بين «الأمن العام» السوري وممثلين للعشائر لضبط الحدود من الجهة الشمالية، بعدما كانت قد وجهت دعوة لزعماء العشائر من قبل عشائر العليوي السورية باسم «إدارة العمليات السورية»، وذلك من أجل التنسيق وضبط معابر التهريب غير الشرعية المشرعة على كل الاتجاهات بين البلدين.
وأرسلت السلطات السورية، الخميس، ثلاث مجموعات من القوات الأمنية إلى المنطقة لتنفيذ عمليات اعتقال، مما أدى إلى اشتباك مباشر مع المسلحين المتحصنين داخل القرى الحدودية. وقالت مصادر لبنانية إن القصف المدفعي من الجهة السورية وصل إلى بلدة القصر اللبنانية، مما أدى إلى سقوط جريح وقتيل لبنانيين.
وشهدت المعارك عمليات خطف وخطف مضاد، إذ تمكن الأمن السوري من اعتقال المختار غسان نون، وأحمد زعيتر، فيما عرضت العشائر صور أسيرين على وسائل التواصل الاجتماعي قالت إنهما من الأمن السوري، وسيطرت على آلية عسكرية سورية. وأصدرت عشائر الهرمل بياناً طالبت فيه الدولة اللبنانية بالتدخل والجيش اللبناني بحماية البلدات على الحدود اللبنانية السورية.