الجارديان: حرب أوكرانيا تأكل الاهتمام العالمي من الدول الفقيرة
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
من المفترض أن تركز الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام على الجنوب العالمي، فتعالج قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي أشعرت العديد من الدول الفقيرة في العالم أنها نُسيت في العام الماضي بسبب الضجة التي اندلعت بشأن أوكرانيا.
فوفق ما ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، أخذت أوكرانيا اهتماما وأموالا أكبر من كل دول العالم الفقيرة خلال عام.
لا تزال الانقسامات العالمية الناجمة عن الحرب الروسية تهدد بأن تحتل مركز الاهتمام.
وقد اعترفت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بأنهم لا يستطيعون اعتبار الدعم الواسع من الجزء الأكبر من أعضاء الأمم المتحدة أمرا مفروغا منه في معارضة حرب موسكو دون إيلاء اهتمام أكبر لأولويات مجموعة الـ 77 التابعة للأمم المتحدة، وهي تحالف فضفاض من البلدان النامية.
ستبدأ اجتماعات الجمعية العامة باجتماع لمدة يومين حول أهداف التنمية المستدامة.
تم تحديد هذه الأهداف السبعة عشر - مثل القضاء على الفقر والجوع، وتوفير الرعاية الصحية الجيدة والتعليم للجميع - من قبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في عام 2015، بهدف تحقيقها بحلول عام 2030.
ومن المرجح أن يظل نصف مليار شخص يعيشون في فقر في عام 2030.
ولن يذهب ما يقرب من 100 مليون طفل إلى المدارس.
وفي بعض المجالات، يتجه التقدم نحو الاتجاه المعاكس.
وتهدف القمة التي ستعقد يومي الاثنين والثلاثاء إلى إعادة تركيز الجهود الدولية المتضافرة على هذه القضايا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجمعية العامة للأمم المتحدة الجنوب العالمي الدول الفقيرة
إقرأ أيضاً:
مقارنة بين وقوف الغرب مع أوكرانيا وموقف العرب من فلسطين
محمد الموشكي
ماذا عن حرب روسيا مع أوكرانيا، هذه الحرب التي دخلت عامها الرابع؟ ما سبب اندلاعها وما هي المصالح المترتبة عليها، بعيدًا عن الهالة الإعلامية الغربية والرواية الغربية ذاتها؟
حرب أوكرانيا مع روسيا اندلعت في سياق خدمة الغرب، والغاية منها هي إضعاف روسيا واختبار قدرتها العسكرية. وإلا فما هي مصلحة أوكرانيا في معادَاة روسيا، وهي التي تجمعها بهما أغلب الثقافات والعادات، فضلًا عن المصالح المشتركة بين الشعبين والبلدين؟
هنا، لم يتخذ الغرب موقف الحياد ولو بمظهر بسيط وشكلي. بل وجدنا أن الغرب قد وقف بقوة لدعم أوكرانيا بشكل واضح وعلني، وقد شمل ذلك جميع أشكال الدعم، بدءًا من الدعم العسكري وكل ما تحتاجه أوكرانيا في مواجهة روسيا.
وقفت أغلب الدول الأُورُوبية مع أوكرانيا، وهي تدرك جيِّدًا أن موقفها هذا قد يكلفها خسارة مصالح مشتركة كبيرة جِـدًّا مع روسيا، وقد تتحمل عواقب سلبية على اقتصادها، وهذا ما يتجلى بالفعل في آثار انقطاع الغاز والنفط والقمح الروسي عن بعض الدول الغربية.
ومع ذلك، لم يمنع هذا الدول الغربية من دعم أوكرانيا، بل وقامت بمقاطعة روسيا في جميع المجالات، حتى الرياضية.
أمام هذا الموقف الحازم من الغرب، يتعين علينا أن نقارن موقف الدول العربية والإسلامية مع فلسطين، القضية الفلسطينية العادلة التي لا يختلف حولها اثنان. فهي قضية شهد العالم أجمع بأنها قضية عادلة القضية التي عمرها يزيد عن 80 عامًا من الظلم والاضطهاد والقتل والتشريد والاحتلال لأهلها وأرضها.
ومع كُـلّ هذه الوضوح وهذه المظلومية وهذه القضية العادلة، نجد الموقف المخزي والمحرج الذي اتخذته الدول العربية والإسلامية تجاه هذه القضية. موقف لم يرتقِ حتى إلى مستوى التحريض ضد هذا الاحتلال،
مما جعل جميع الأمم تستهين بهذه الأُمَّــة التي اختارت التخاذل، بل والخيانة، والتفريط في هذه القضية العادلة صُلب موقفها.
إن عدم التحَرّك بشكل جاد من قبل الدول العربية والإسلامية يعكس تخاذلًا يتجاوز الوصف، حَيثُ يرون أغلب الأمم الأُخرى أُمَّـة تمتلك كُـلّ القدرات التي تؤهلها لمواجهة هذا الاحتلال، خاضعة وخانعة وغير قادرة حتى على إدخَال شاحنة واحدة من القمح لأكثر من مليونَـــي مسلم وعربي محاصرين في غزة.
بينما نجد أن هذه الدول العربية والإسلامية ومن العجيب العجاب سارعت في الوقوف، منذ اللحظة الأولى، إعلامين وسياسيين وماديين مع أوكرانيا، وهي الدولة التي ليست عربية، ولا يجمعنا بها أي دين أَو ثقافة أَو مصالح أَو حدود مشتركة، ومع ذلك، كانوا الأكثر حرصًا على إيقاف الحرب في أوكرانيا ودماء الأوكرانيين وبعض أوقات الروس.
إنها بالفعل أُمَّـة ضحكت من جهلها وتخاذلها وخنوعها الأمم.