تستمر المساعدات الدولية بالوصول إلى ليبيا لدعم الناجين من الفيضانات في مدينة درنة، فيما يتضاءل الأمل في العثور على أحياء بين آلاف المفقودين بعد ستة أيام على الكارثة.

ضربت العاصفة دانيال ليل الأحد الإثنين شرق ليبيا مصحوبة بأمطار غزيرة فتسبّبت بانهيار سدّين، ما أدى إلى فيضان النهر الذي يعبر المدينة بصورة خاطفة فتدفقت مياه بحجم تسونامي، جارفة معها كل ما في طريقها من أبنية وجسور وطرق وموقعة آلاف القتلى.

اعلان

وتركت المياه خلفها مشاهد خراب، وتبدو أجزاء كبيرة من المدينة من جانبي النهر وكأن زلزالا قويا ضربها، على ما أفاد مصور في وكالة فرانس برس، متحدثًا عن مبان كاملة جرفتها المياه، وأخرى نصف مدمرة وسيارات تحطمت على الجدران.

وأعلن وزير الصحة في حكومة شرق ليبيا عثمان عبد الجليل، مساء السبت تسجيل 3252 قتيلًا، بزيادة 86 قتيلًا عن الحصيلة السابقة قبل 24 ساعة.

وأكد مجددًا متحدثًا للصحافيين في درنة، أن وزارته وحدها مخولة إصدار أعداد القتلى، مشددًا على أن الأرقام المرتفعة التي توردها مصادر أخرى لا مصداقية لها. لكن تقريرًا للأمم المتحدة نُشر الأحد أفاد بأن حصيلة الضحايا في درنة وحدها ارتفعت إلى 11,300 قتيل.

حصيلة ضحايا الفيضانات في ليبيا تبلغ 11 ألفا والعالم يتحرك لدعم المتضررين من الكارثةمحللون وسياسيون: كارثة الفيضانات في درنة تكشف عجز السلطة المنقسمة في ليبياشاهد: مساجد مصر وسوريا تصلي من أجل ضحايا إعصار ليبيا وزلزال المغرب

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية نقلًا عن الهلال الأحمر الليبي أن 10,100 آخرين لا يزالون في عداد المفقودين في المدينة المنكوبة. ولفت التقرير إلى أن "هذه الأرقام من المتوقع أن ترتفع مع عمل طواقم البحث والإنقاذ بدأب للعثور على ناجين".

وتسببت الكارثة بنزوح 40 ألف شخص في شمال شرق ليبيا، وفق ما أوردت المنظمة الدولية للهجرة التي حذرت من أن العدد يُرجح أن يكون أعلى بالنظر إلى صعوبة الوصول للمناطق الأكثر تضررا.

وحذرت منظمات إغاثة من المخاطر التي تشكلها الألغام الأرضية وغيرها من الذخائر غير المنفجرة التي قالت الأمم المتحدة إن بعضها جرفته المياه والسيول إلى مواقع أخرى سبق وأن جرى إعلانها خالية من الألغام.

وأشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن درنة تعاني من مشكلة حادة فيما يتعلق بمياه الشفة، وقد أصيب 55 طفلا على الأقل بالتسمم لشربهم مياها ملوثة.

مئات الجثث

وشاهد مسعفون مالطيون يساعدون الليبيين في عمليات البحث في البحر، مئات الجثث في خليج، على ما أفادت صحيفة "تايم أوف مالطا"، من دون أن تحدد الموقع بدقة.

وصرح رئيس الفريق المالطي ناتالينو بيزينا للصحيفة: "كان هناك على الأرجح 400، لكن من الصعب القول بصورة دقيقة". وأوضح أنه كان من الصعب الوصول إلى الخليج بسبب رياح قوية، لكنه أكد أن فريقه تمكن من المساعدة في انتشال عشرات الجثث.

من جهته أفاد فريق إغاثة ليبي أن عناصره شاهدوا "ربما 600 جثة" في البحر قبالة منطقة أم البريقة على مسافة حوالى عشرين كلم من درنة، وفق مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، دون أن يحدد إن كانت هذه الجثث ذاتها التي عثر عليها المسعفون المالطيون.

وأفادت حكومة شرق ليبيا بأن مسعفا مالطيا توفي الجمعة، خلال مشاركته في عملية انتشال جثة أحد الضحايا. إزاء جسامة الكارثة، تبقى التعبئة الدولية قوية.

اعلانإمدادات تتوالي

وحطت في مطار بنينا في بنغازي، كبرى مدن شرق ليبيا، السبت طائرتان واحدة إماراتية والأخرى إيرانية، أفرغتا أطنانا من المساعدات تم تحميلها في شاحنات لنقلها إلى المنطقة المنكوبة الواقعة على مسافة 300 كلم إلى الشرق، على ما أفادت صحافية في فرانس برس.

كما وصلت أطنان من المساعدات بينها معدات طبية من السعودية والكويت إلى شرق ليبيا. وأعلنت سفارة إيطاليا وصول سفينة قبالة سواحل درنة تنقل بصورة خاصة خيما وأغطية ومروحيتين للبحث والإنقاذ وجرافات.

كذلك حطت في شرق ليبيا طائرتان فرنسيتان "لنشر مستشفى ميداني" في درنة، على ما أفاد سفير فرنسا في ليبيا مصطفى مهراج.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية وصول طائرة إلى بنغازي، تحمل "29 طنا من الإمدادات الطبية" من مركزها اللوجستي العالمي في دبي، "تكفي لمساعدة حوالى 250 ألف شخص".

"وضع فوضوي"

وتحدثت مانويل كارتون المنسقة الطبية لفريق من منظمة "أطباء بلا حدود" وصل قبل يومين إلى درنة، عن وضع "فوضويّ"، يحول دون حسن سير عملية إحصاء الضحايا والتعرف على هوياتهم. لكن الوضع السياسي وحالة الانقسام بين المؤسسات تعيق عمليات الإغاثة.

اعلان

فليبيا غارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، وتتنافس على السلطة فيها حكومتان، الأولى تتخذ من طرابلس في الغرب مقرًا ويرأسها عبد الحميد الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة، وأخرى في شرق البلاد الذي ضربته العاصفة، يرأسها أسامة حمّاد وهي مكلّفة من مجلس النواب ومدعومة في الشرق من المشير خليفة حفتر.

وبعد فتح تحقيق في ظروف الكارثة، أكد النائب العام الليبي الصدّيق الصور أن السدّين اللذين انهارا كانا يظهران تشقّقات منذ 1998.

غير أن الأشغال التي باشرتها شركة تركية في 2010 بعد سنوات من التأخير علقت، بعد بضعة أشهر إثر ثورة 2011 ولم تستأنف منذ ذلك الحين. وندد النائب العام بوقف الأشغال متوعدا بالتعامل بشدة مع المسؤولين عن الكارثة.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية خبراء: الفوضى السياسية زادت من تفاقم أزمة فيضانات ليبيا مقتدى الصدر: عن أسباب الكوارث الطبيعية.. " غضب سماوي" و"ذنب ليبيا غير مغفور" فيضانات ليبيا: أكثر من 2000 قتيل في درنة وحدها والآلاف في عداد المفقودين والوضع كارثي كوارث طبيعية إعصار ليبيا فيضانات - سيول درنة الطقس اعلانالاكثر قراءة شاهد: عدد كبير من الأفاعي داخل مرآب في أريزونا وصاحب المنزل يستنجد بشركة خاصة لتنقذه بعد التحذيرات الفرنسية من خطر إشعاعات هاتف آيفون 12 على الصحة شركة آبل تعلن أنها ستعيد تحديث الجهاز الليبيون يقومون بإزالة الركام بعد الإعصار دانيال المدمّر شاهد: حجاج يهود من طائفة الحاسيديم يرقصون في أوكرانيا احتفالًا بـ"روش هشانا" مباشر. الأمين العام لحلف شمال الأطلسي: تهيأوا لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم ليبيا إعصار جفاف النيجر السعودية أوكرانيا ثقافة فيضانات - سيول إيران درنة Themes My Europeالعالممال وأعمالرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Jobbio عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار ليبيا إعصار جفاف النيجر أوكرانيا ثقافة My Europe العالم مال وأعمال رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Algeria Tomorrow From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Angola 360 Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: كوارث طبيعية إعصار ليبيا فيضانات سيول درنة الطقس ليبيا إعصار جفاف النيجر السعودية أوكرانيا ثقافة فيضانات سيول إيران درنة ليبيا إعصار جفاف النيجر أوكرانيا ثقافة الأمم المتحدة شرق لیبیا فی درنة

إقرأ أيضاً:

في جنوب السودان معركة من نوع آخر لابعاد مياه الفيضانات  

 

 

الخرطوم- يشكل مدرج طيران صغير في بنتيو طوق نجاة حيويا في هذه المنطقة النائية الواقعة في أقاصي جنوب السودان وقد بنيت سواتر ترابية عالية من أجل حمايته من مياه الفيضانات المحيطة به.

قرب المدرج مخيم يؤوي نحو 200 ألف شخص، ضحايا كوارث لا تحصى ضربت المنطقة من حرب أهلية عرفها جنوب السودان بين 2013 و2018 إلى الحرب الدائرة منذ 18 شهرا في السودان المجاور وصولا إلى أسوأ فيضانات منذ عقود أتت على منازل ومدارس ومحاصيل وبنى تحتية.

وتضرر أكثر من 700 ألف شخص جراء هذه الفيضانات في 38 من أقاليم جنوب السودان التسعة والسبعين وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وقد يتفاقم وضع الفيضانات في الشهر المقبل.

وولاية الوحدة حيث تقع بنتيو هي من أكثر المناطق تضررا وهي منطقة نائية جدا.

وبنى فريق مؤلف خصوصا من مهندسين عسكريين باكستانيين يعملون في إطار بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، حول المخيم جدارا يبلغ ارتفاعه خمسة أمتار لحمايته من المياه

ويعمل الفريق "ليل نهار" لتدعيم الجدار وقد تمكن من إقامة سواتر ترابية على امتداد أكثر من 120 كيلومترا على ما أفاد المسؤول عنه الميجور محيي الدين.

ويرتدي مدرج الطيران أهمية حيوية مع غمر مياه الفيضانات بانتظام الطرقات ما يجعله الوسيلة الوحيدة لادخال المواد الغذائية والمؤن.

لجأ تاب ماش ديو البالغ 43 عاما إلى المخيم من مسقط رأسه في إقليم بنيجيار في العام 2014 خلال الحرب الأهلية.

وهو يتلقى وجبات غذائية من برنامج الأغذية العالمي لكنه يضطر إلى استئجار مركب بحثا عن حطب.

وقال لوكالة فرانس برس "هذه الطريقة تمكننا من البقاء".

وأضاف "لو لم تقم الأمم المتحدة هذا السد لما بقي الناس هنا. بعثة الأمم المتحدة تشكل طوق نجاة للناس، وليس الحكومة".

وأعرب عن يأسه من المسؤولين قائلا إنهم لم يقوموا بالشيء الكثير للمساعدة منذ أن تهدم منزله وسرقت رؤوس الماشية التي يملكها في الحرب الأهلية التي استمرت بين العامين 2013 و2018.

وأوضح "الفيضانات كارثة طبيعية لكن نهب الأبقار وإحراق المنازل من صنع الإنسان وهذه مسؤولية الحكومة".

- "وضع صعب للغاية" -

قال ديفيد غارانغ المتطوع في الأمم المتحدة في مجال الصحة، إن الأمراض تطرح مشكلة كبيرة.

وأوضح أن "كل المراحيض تفيض في مركز الإيواء. لا تحصل عمليات تنظيف ولا رفع للنفايات. الوضع صعب للغاية. أتوقع في المستقبل المنظور انتشار أمراض عدة".

وتواصل بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان توفير خدمات، مع أنها سلمت إدارة المخيم اليومية إلى الحكومة الأمر الذي لا ينال استحسان غارانغ.

وقال "في حال غادرت بعثة الأمم المتحدة لن يكون الوضع جيدا. وجود البعثة مهم مئة بالمئة من أجل سلامة السكان".

وأقيمت قاعدة لجنود حفظ السلام في إقليم لي المجاور منذ العام 2015، تنتشر فيها كتيبة غانية.

وتسهر على الأمن فضلا عن توفير مساعدات مثل الكتب المدرسية ومياه الشرب ولقاحات للحيوانات.

وقال ستيفن تايكر المسؤول في أقليم لير "ثمة الكثير من المشاكل ومن دونهم سيكون الوضع صعبا".

لكن مع استمرار ارتفاع منسوب المياه، تبقى المهمة كبيرة.

وأضاف بايكر "مشكلتنا أن المياه تغمر الطرقات. نعمل بأيدينا لنضمن بقاء الطريق صالحا لعبور السيارات خلال الشهر المقبل".

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • الدبيبة: أبارك الخطوات الإيجابية التي صححت الوضع بمصرف ليبيا المركزي
  • صور| الفيضانات تغمر أحياء كاملة في نيبال وتقتل 170 شخصًا
  • تجنب الكارثة الكبرى في الشرق الأوسط.. قدرة الدول العظمى على المحك
  • رئيس الوزراء يؤكد مواصلة العراق تقديم المساعدات التي تدعم صمود الشعب اللبناني
  • السوداني: العراق مستمر بتقديم جميع المساعدات التي يحتاجها الشعب اللبناني
  • الخارجية الكندية: متضامنون مع شعب لبنان المتضرر من هذا الصراع وملتزمون بتزويدهم بالمساعدة الإنسانية التي يحتاجون إليها
  • في جنوب السودان معركة من نوع آخر لابعاد مياه الفيضانات  
  • توزيع المساعدات لجميع أهالي المنازل المتضررة في جميع أحياء مدينة سبها
  • مساعدات أمريكية للاجئين السودانيين في ليبيا، والتنمية الدولية تثني على جهود ليبيا في استضافتهم
  • واشنطن لا تقطع الأمل في حل دبلوماسي واجتماعات حاسمة السبت