انطلق الموسم الدراسي الجديد بالمغرب قبل أيام قليلة من الزلزال الذي دمّر قرى وبلدات في جبال الأطلس الكبير، وسط البلاد، ما أثر على  سير العملية التعليمية بهذه المناطق، بعد قرار وزارة التربية الوطنية تعليقها بشكل مؤقت.

وألحق الزلزال المدمر أضرارا متباينة بالمدارس والمؤسسات الإيوائية التي تخصصها الحكومة ومنظمات مدنية وخيرية لتلاميذ القرى النائية البعيدة عن المؤسسات التعليمية، من أجل مساعدتهم على استكمال دراستهم، خاصة الثانوية.

ووجد عدد من موظفي مؤسسات إيواء تابعة لمنظمة "التعليم للجميع" التي تساعد فتيات العالم القروي على متابعة دراستهم، أنفسهم أمام واقع جديد، في ظل فقدان أثر عدد من الطالبات، إضافة إلى  الدمار الذي طال مرافق المؤسسات التي يعملون بها في قرى وسط جبال الأطلس الكبير.

في هذا السياق، تكشف صونيا عمر، مديرة المنظمة لصحيفة "الغارديان"، أنها "لا تزال تبحث عن ما يقرب من ثلث إجمالي طالباتها، أي حوالي 250 فتاة".

وأضافت "العديد من الفتيات اللائي نعرف أنهن على قيد الحياة على الأقل، فقدن أمهاتهن وإخوتهن وآباءهن وأفراد أسرهن، ويبدو أن العديد من منازلهن قد دمرت بالكامل". 

"وضع صعب"

وتدعم المؤسسة الخيرية التي تديرها عمر شبكة مكونة من ستة منازل خاصة بإيواء الفتيات القرويات لتسهيل وصولهن إلى المدارس البعيدة عن منازلهن في مناطق متفرقة بالأطلس، وتقع جميعها في القرى المحيطة بمركز الزلزال.

وأدت قوة الزلزال إلى هدم جدران عدد من منازل الإيواء التي استغرق إنشاؤها 17 عاما، لضمان حصول الفتيات في الأطلس على فرصة التمدرس.

وتقول المنظمة إن خمسة من أصل ستة منازل داخلية ربما تحتاج إلى هدمها وإعادة بنائها بالكامل، حتى أن بعضها غير آمن حاليا للدخول إليه.

وفي منزل يضم 52 طالبة بقرية "تلات نيعقوب" القريبة من بؤرة الزلزال، صورت إحدى المشرفات أنقاض غرفة نومها، وأظهرت الأضرار الكبيرة التي لحقت أجزاء كبيرة من البناية.

وفي أقدم داخلية تابعة للمنظمة في قرية أسني، أحدث الزلزال ثقوبا في جدران المكتبة ودمر أجهزة الكمبيوتر وجعل المبنى غير صالح للسكن. 

وقالت لطيفة أليزة، مشرفة بالمنزل: "كان هذا المكان الذي تقضي فيه الطالبات أسبوعهن بأكمله".

وأضافت وهي تقف مذعورة في أنقاض مهجع مدمر "نحتاج إلى بداية جديدة وإعادة بناء هذا المبنى المهم للغاية لمستقبل الطالبات.".

وتتابع: "الوضع صعب الآن، هناك الكثير من الضرر ولم نتمكن بعد من تحديد أماكن جميع الطالبات، وخاصة الموجودات في المنطقة المحيطة بتلات نيعقوب، التي ما يزال من الصعب الوصول إليها. منظمتنا تبذل كل ما في وسعها للوصول إليهن". 

"بواعث أمل"

وسجلت معدلات تعليم النساء في المغرب ارتفاعا بطيئا على مدى العقدين الماضيين، ولكن اعتبارا من عام 2018، كانت 64 بالمئة من الفتيات المغربيات يدرسن بالمدارس الثانوية، وفقا لإحصائيات للبنك الدولي.

وتعتقد عمر أن ضمان وصول الفتيات إلى الفصول الدراسية منذ سن مبكرة غالبا ما يكون كافيا لتغيير مستقبلهن بالكامل. ولكن مع تدمير المنازل الداخلية الآن، تسعى هي ومنظمتها جاهدتين لإحصاء الأضرار والعمل على ضمان مواصلة الفتيات القرويات لتعليمهن لو كان ذلك يعني الدراسة عبر الإنترنت من خيامهن.

وتضيف "نحاول معرفة المدارس التي تضررت. فقد العديد من المعلمين في المنطقة أفرادا من عائلاتهم ومنازلهم. إنهم ينامون في الخارج في خيام مؤقتة".

"بعض المناطق غير مرتبطة بشبكة الهاتف، الطرق مغلقة، والعديد من القرى ليست حتى قريبة من الطريق المعبد. عليك ركن السيارة على بعد ساعة والمشي"، تكشف المتحدثة.

ووسط الدمار، تقول عمر إنها عثرت على "بواعث أمل صغيرة"، بعد أن اكتشفت أن العديد من الطالبات خريجات منظمتها أصبحن، على حد تعبيرها، "ركائز مجتمعاتهن"، من خلال عملهن في تنسيق جهود المساعدة.

أسماء آيت طالب، طالبة سابقة تخرجت من الجامعة في مراكش، كانت في منزلها في قرية ويركان عندما وقع الزلزال.

تقول: "عندما وجدت خريجات سابقات في المنظمة، هنا في ويركان، بدأنا نحاول تعقب بعض الفتيات الأخريات"، مضيفة"بمجرد عودة شبكة الإنترنت، بدأت في إرسال الرسائل والنشر على إنستغرام لأسأل عنهن،  وأطلب من الفتيات الاتصال بنا وأطلب من الآخرين تقديم المعلومات عنهن للتأكد من سلامة الجميع".

وقامت الخريجات بتجميع قائمة بأسماء كل الطالبات المفقودين وبدأت أيضا عملية بحث عنهن أثناء سفرها عبر بعض القرى النائية في الأطلس لتوزيع المساعدات.

وقالت: "لقد أظهر هذا الزلزال أيضا أوجها إيجابية في قرانا"، في إشارة إلى حجم التضامن والتعاون الإنساني بينهم، مضيفة "آمل أن تكون الأمور أفضل مما كانت عليه من قبل,. علينا أن نبقى متفائلين."

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: العدید من

إقرأ أيضاً:

ما هو مرض القهم العصبي وتأثيره على الدماغ؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يعاني الكثير من الناس من مرض غريب وهو القهم العصبي وهو حالة نفسية خطيرة تتمثل في قلة الأكل والخوف من اكتساب الوزن وتصور مضلل لشكل الجسم، يواجه المرضى خطورة متزايدة للإصابة بالقلق الشديد والاكتئاب وسوء التغذية، ووفقا لـsciencealert تبرز “البوابة نيوز” كل المعلومات عنه.

وأجريت دراسة جديدة، قد ينشأ القهم العصبي ولو جزئيًا عن تغيرات في وظيفة النواقل العصبية في دماغ المريض، ويمثل هذا الاكتشاف منظورًا قيمًا لكيفية حدوث هذه الحالة التي لم يُفهم أصلها وآلية حدوثها بالكامل بعد، ما قد يساعد على إيجاد طرق أفضل لمعالجتها، وربط بحث سابق القهم العصبي بتغيرات جذرية في بنية الدماغ، وقد ربطتها الدراسات التي أُجريت على الفئران بنقص الناقل العصبي أستيل كولين في الجسم المخطط، الذي يؤدي دورًا أساسيًا في نظام الدافع والمكافأة في الدماغ.

وركزت الدراسة على نوع من مستقبلات البروتين في الجملة العصبية المركزية يسمى المستقبل الأفيوني ميو، هذه المستقبلات جزء من نظام أفيوني معقد في الدماغ، يدعم التحكم في سلوك الأكل سواء للاغتذاء أو للمتعة، ويشير الباحثون إلى ارتباط القهم العصبي الوثيق مع ارتفاع مستويات المستقبل الأفيوني ميو في مناطق الدماغ المرتبطة بمعالجة المكافأة.

وتقول الدراسة: “ينظم النقل العصبي الأفيوني الشهية والمتعة في الدماغ، وقد كانت المستويات الأفيونية في دماغ المصابين بالقهم العصبي مرتفعة مقارنةً بها لدى الأصحاء، واظهرا سابقًا أن النشاط الأفيوني ينخفض لدى البدينين، ويحتمل أن نشاط هذه الجزيئات ينظم نقصان الشهية وزيادتها"، والدراسة اقيمت على 13 مريضة بالقهم العصبي، أعمارهن تتراوح بين 18 و32 سنة، مؤشر كتلة الجسم لديهن أقل من 17.5، وشُخصت حالتهن قبل أقل من سنتين، وقارن الباحثون أولئك المريضات بـ 13 أنثى سليمة أعمارهن بين 18 و32 سنة، لكن مؤشر كتلة الجسم لديهن بين 20 و25، وليس لديهن اضطرابات في الأكل أو تاريخ مرضي للبدانة.

وقاست الدراسة توافر المستقبل الأفيوني ميو باستخدام التصوير المقطعي بإصدار البوزترون (PET)، واستخدموا هذا التصوير لقياس استهلاك أدمغة المشاركين للغلوكوز، ويحتاج الدماغ البشري إلى الكثير من الطاقة، إذ تبلغ حصته نحو 20% من استهلاك الطاقة الإجمالي للفرد، أراد الباحثون اكتشاف كيفية تأثر حصة الدماغ من الطاقة لدى مرضى القهم العصبي الذين لا يحصلون على طاقة كافية، ووجد الباحثون أن الدماغ يحصل على الأولوية، وقد استمر في الحصول على مؤونته المعتادة حتى عندما لم يوجد ما يكفي من الغلوكوز لبقية الجسم.

واستهلكت أدمغة مرضى القهم العصبي كمية غلوكوز مشابهة لاستهلاك عينات المقارنة لدى الأصحاء، ومع أن انخفاض الوزن يشكل عبئًا فيزيولوجيًا من نواحٍ عدة، فإن الدماغ يحاول حماية نفسه والمحافظة على قدرته على العمل أطول فترة ممكنة، ويقول الباحثون إن ارتباط القهم العصبي بارتفاع مستويات المستقبل الأفيوني ميو، في حين بقي استهلاك الدماغ للغلوكوز على حاله، قد يشير إلى أن النظام الأفيوني الداخلي للجسم أحد العوامل المؤسسة للقهم العصبي.

وتأثير التنظيم التصاعدي لتوافر المستقبل الأفيوني ميو في حالات القهم العصبي صورة معكوسة لتنظيمه التنازلي المشاهد في حالات البدانة، وقد أظهرت دراسات سابقة تنظيمًا تصاعديًا لتلك المستقبلات في أعقاب خسارة الوزن، ويعترف الباحثون بوجود حدود للدراسة، فمن جهة، جميع العينات المدروسة من الإناث، لأن القهم العصبي أشيع لدى الإناث، لكن هذا يعني أن النتائج لا تنطبق على الذكور، ومن ناحية أخرى فإن حجم العينة صغير إذ تشمل فقط 13 مريضة بالقهم و13 عينة مقارنة.

وتجنب الباحثون إجراء استطلاع بخصوص سلوكيات الأكل، نظرًا إلى حساسية مرضى القهم العصبي تجاه هذا النوع من الأسئلة، لذلك لم تتمكن الدراسة من ربط التغيرات في وفرة المستقبلات الأفيونية ميو واستهلاك الدماغ للغلوكوز مع العادات الغذائية للمرضى، ويبقى غير واضح إن كان التغير الملاحظ في الأنظمة الأفيونية للمرضى سببًا أم نتيجة للقهم العصبي، وتبقى الحاجة للمزيد من البحث قائمة، لكن الدراسة توضح وجود صلة قوية ومقنعة، وتشير إلى آليات منطقية لحدوث القهم نظرًا إلى ما نعرفه عن دور الدماغ في الحمية والمزاج.

وينظم الدماغ الشهية والاغتذاء وترتبط التغيرات في وظيفة الدماغ بكل من السمنة وانخفاض الوزن، ولما كانت التغيرات في النشاط الأفيوني في الدماغ ترتبط أيضًا بالقلق والاكتئاب، فقد تفسر اكتشافاتنا الأعراض العاطفية والتقلبات المزاجية المرافقة للقهم العصبي.

مقالات مشابهة

  • هبة عوف تحذّر من مظاهر سلبية بين الفتيات في صلاة العيد
  • الاحتلال يواصل عدوانه بالضفة.. دمار في جنين وطولكرم وإصابة شاب في طوباس
  • دمار كبير.. ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال ميانمار إلى 694 قتيلا
  • محافظ الأقصر يقدم التهنئة بعيد الفطر المبارك لفتيات جمعية الشابات المسلمات
  • طولكرم ونور شمس تحت الحصار.. العدوان الإسرائيلي يدخل شهره الثالث وسط دمار ونزوح قسري
  • طقس المنطقة الشرقية.. ضباب على العديد وذعبلوتن خلال الصباح الباكر
  • كهرباء حمص تنفذ العديد من أعمال صيانة وإصلاح أعطال شبكة الكهرباء
  • ما هو مرض القهم العصبي وتأثيره على الدماغ؟
  • وفاة مدير مدرسة أثناء اليوم الدراسي.. وإجراء عاجل لنقابة المعلمين
  • التربية العراقية تعيد العمل بنظام المحاولات للعام الدراسي 2023-2024