لماذا لا تعجبنا أصواتنا بعد تسجيلها؟
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
قليلا ما يُعجب الشخص بصوته عند سماعه تسجيلا لنفسه، وذلك لعدة أسباب، أبرزها، فقدان جودة أصواتنا عند سماعها عبر جهاز، بخلاف الاستماع لأنفسنا مباشرة عند الحديث لآخرين.
وفي دراسة حديثة شملت 1500 شخص، قال نصف المستطلعين إن سماع أصواتهم المسجلة كان “أضرهم” لدرجة أنهم يرغبون في تغيير أصواتهم إن استطاعوا.
وكان باحثون في مستشفى Mass Eye and Ear، وهو مستشفى تعليمي بجامعة هارفارد، طلبوا من أشخاص، الاستماع إلى أصواتهم على مسجل، ليتبين لهم أن 58 في المائة منهم لم يرغبوا بالاستماع لأنفسهم؛ بينما قال 39 في المائة منهم إن “أصواتهم مزعجة”.
لماذا تبدو أصواتنا مختلفة في التسجيل؟
في حديث لصحيفة واشنطن بوست، قالت تريشيا أشبي سكابيس، المديرة في الجمعية الأميركية للنطق واللغة والسمع، إن “هناك طريقتان لنقل الصوت عندما تتحدث”.
سكابيس قالت إننا نتسمع لأنفسنا من خلال التوصيل الهوائي والتوصيل العظمي “ونتيجة لذلك، نحن نسمع، في الواقع، لصوت أعمق وأكثر اكتمالا، وعندما نسمع لتسجيل، فإننا نستمع لأنفسنا من خلال توصيل الهواءفقط، لذلك، يفقد الصوت جودته.
ويستخدم توصيل الهواء الصيوان (الجزء الخارجي من الأذن)، وقناة الأذن، والغشاء الطبلي (طبلة الأذن) والعظميات (عظام صغيرة داخل الأذن) لتضخيم الصوت، بينما ينقل التوصيل العظمي اهتزاز الصوت إلى الأذن الداخلية، ومن أذن إلى أخرى.
لذلك، يكون صوتنا داخليا، منخفضا، ولكن في التسجيل، حيث يحمل الهواء وحده الصوت، قد يتخذ ترددا أعلى.
المواجهة الصوتية
يقول ماثيو ناونهايم، الطبيب في جامعة ماساتشوستس للعيون والأذن والأستاذ المساعد في طب الأنف والأذن والحنجرة “إذا استمعت إلى تسجيل لصوتك، فنعم، هذا هو في الواقع ما يسمعه الآخرون”.
وكان ناونهايم أحد مؤلفي دراسة هارفارد حول انطباعات الناس عن أصواتهم.
يشير هذا المختص إلى أن الانزعاج من صوتنا قد يؤدي إلى إفساد توقعاتنا، وبالتالي ثقتنا بأنفسنا، وهو ما يُطلق عليه اسم “المواجهة الصوتية”.
وتمت دراسة هذه الظاهرة لأول مرة من قبل عالمي النفس، فيليب هولزمان، وكلايد روزي، في ستينيات القرن الماضي.
ووجد هذان الباحثان أنه عندما يُعرض على الأشخاص الشكل الحقيقي لأصواتهم، يميلون إلى التركيز على الصفات السلبية لأصواتهم خلال التسجيلات.
في الصدد، يقول كلوي كارمايكل، عالم النفس السريري في نيويورك إنه في علم النفس، هناك الذات المثالية، والذات الفعلية.
ويلفت إلى أن “الذات المثالية” أكثر طموحا إلى حد ما، وهذا ليس بالأمر السيئ، وفقه “لذلك، عندما يواجه الناس الواقع.. يدركون أن أصواتهم لا تبدو كما يسمعونها وهذا يمكن أن يكون مزعجا” وفقه.
هل يمكنني تغيير صوتي؟
يقول ناونهايم إن هناك العديد من التدخلات الممكنة، بما في ذلك حقن الحبال الصوتية باستخدام الكولاجين أو مواد حشو هلامية (Gel) أخرى، أو حتى البوتوكس. ويضيف “يمكن أيضا الدفع بالأحبال الصوتية “لرفع الصوت” وهو علاج تم تطويره لتعديل طبقات الصوت.
واستخدم المتحولون جنسيا هذا النوع من الجراحة لتغيير نبرة أصواتهم، وفق الصحيفة. لكن مخاطر جراحة الأحبال الصوتية تشمل النزيف والعدوى والبحة في الصوت ومشاكل في التنفس أثناء العملية ونتائج أخرى غير مرغوب فيها.
لكن يمكن أن يكون العلاج الصوتي أكثر أمانا باستخدام تمارين تدفق الهواء “كبديل مفيد”، وفقا لبيانات المركز الطبي بجامعة ميسيسيبي.
وزيادة تدفق الهواء من خلال تقنيات بسيطة مثل النفخ عبر الشفتين أو الغرغرة يساعد العضلات الصوتية على الاسترخاء، ويساعد أيضا على تطوير المزيد من الرنين في الصوت. ويمكن للشخص الاستعانة بمدرب صوتي أيضا لممارسة هذه التمارين، التي تعمل بشكل أفضل عند ممارستها باستمرار.
الحرة
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
حلقة نقاشية حول «السرد السينمائي عبر تقنيات الصوت» بمهرجان القاهرة السينمائي
يقيم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45، اليوم 17 نوفمبر، حلقة نقاش حول السرد السينمائي عبر تقنيات الصوت، ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما.
يتحدث خلال الندوة التي تقام في الثانية ظهرا بقاعة جراند 2 بفندق سوفتيل، كلا من الملحن مونتي تايلور، وكاران جروفر، والفنان أسامة الهادي، وتدير الجلسة ميريديث تايلور.
وتناقش الندوة أهمية تصميم شريط الصوت في السينما، وتحلل كيف تساهم التسجيلات الصوتية في عمق السرد السينمائي، والمزاج العام للمشهد وتفاعل الجمهور.
وتتناول المناقشة، دور الصوت في السرد السينمائي، وتحدياته الفنية والإبداعية، وكيف تساهم التقنيات الجديدة في الابتكار خارج الحدود المتعارف عليها لتجارب تصميم الصوت.
فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما (CID)، التي تقام في الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر 2024، تمثل منصة حيوية تهدف إلى دعم وتعزيز مشروعات السينما، وتقديم فرص نادرة للتفاعل بين صناع الأفلام من جميع أنحاء العالم.
وتشهد هذه الفعالية مشاركة متميزة من مخرجين، منتجين، وخبراء في مختلف جوانب الصناعة السينمائية، يجتمعون لاستكشاف أحدث الاتجاهات وتبادل الأفكار والتجارب.
وتتضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما، ورش عمل وجلسات حوارية ونقاشات تتناول تحديات واحتياجات السوق، ما يعزز من فرصة المساهمة في نمو وتطوير مشاريع سينمائية جديدة، ويُعيد تأكيد مكانة مصر كمركز إقليمي للإبداع السينمائي.