كارل بوبر.. اشتهر بنقده للمذهب التاريخي ودعوته لنقض الأفكار الزائفة
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
كارل ريموند بوبر هو فيلسوف نمساوي إنجليزي بارز، ويُعتبر أحد أهم المؤلفين في مجال فلسفة العلوم خلال القرن العشرين، بالإضافة إلى تخصصه الأساسي في فلسفة العلوم، كتب بشكل وافر في الفلسفة الاجتماعية والسياسية.
حياة كارل بوبروُلد في أسرة نمساوية، وكان والده حاصلًا على درجة الدكتوراه وأستاذًا للقانون في جامعة فيينا، درس بوبر في جامعة فيينا ابتداءً من عام 1918، وفي عام 1922 أصبح طالبًا منتظمًا في الجامعة.
نشأ بوبر في بيئة مثقفة وثرية بالمعرفة، حيث كان والده يمتلك ثقافة رفيعة، وكانت جميع غرف المنزل مليئة بالكتب الكبرى والمراجع الفلسفية والأعمال الكلاسيكية. وكانت والدته تنتمي إلى أسرة موهوبة في الموسيقى.
القومي للترجمة ناعيا شوقي جلال: مثقف نبيل كان همه الإنسان المصري وفاة شيخ المترجمين.. من هو شوقي جلال؟ حياة كارل بوبركان لا يدخنر ولا يشرب الكحول، وكان يتناول كميات قليلة من الطعام ويرتدي ملابس بسيطة. كانت الموسيقى هي المتعة الوحيدة التي لم يستغن عنها، حيث كان يتردد على حفلات الموسيقى السمفونية، وكان يشتري تذاكر رخيصة ليستمتع بسماعها وهو واقف. كان أيضًا مهتمًا بالعمل الاجتماعي لصالح الأيتام. في شبابه، كان يهتم بالفلسفات السياسية اليسارية، وقضى ثلاثة أشهر كماركسي قبل أن يتحول بشغف إلى الاشتراكية الديمقراطية.
اشتهر بوبر بنقده للمذهب التاريخاني ودعوته لنقض الأفكار الزائفة، حيث يعتبر أن كل معرفة تحتاج إلى النقد لكي تكون حقيقية. قدم بوبر نقدًا حادًا للتاريخانية وأنصارها، وأظهر أن المذهب يعتمد على أفكار كاذبة، وأشار إلى أن التاريخ الإنساني يتأثر بشكل كبير بتقدم المعرفة البشرية.
بالإضافة إلى نقده للمذهب التاريخاني، كتب بوبر بشكل وافر في الفلسفة الاجتماعية والسياسية. صدر كتابه الأول "منطق الكشف العلمي" في عام 1935.
واشتهر بوبر بكتابيه "المجتمع المفتوح وأعداؤه" الصادر عام 1945 و "فقر التفسير التاريخي" الصادر عام 1957. قدم أيضًا كتبًا أخرى مهمة مثل "بحثًا عن عالم أفضل" الصادر عام 1984 و "دراسة القرن العشرين" الصادر عام 1992.
في كتابه "بحثًا عن عالم أفضل"، يقدم بوبر نفسه للقارئ كفيلسوف يؤمن بالحقيقة والعقل البشري. يعتبر العقل النقدي جزءًا أساسيًا في حياة الإنسان وفي الفكر الحر، ويقدم بوبر رؤية لعالم أفضل من خلال تحليل ونقد الأفكار والمفاهيم التي تسود المجتمع.
"بحثًا عن عالم أفضل" هو كتاب مهم يعكس فلسفة بوبر وآراءه، وقد تمت ترجمته إلى عدة لغات منها العربية. يسعى الكتاب إلى تعزيز الفكر النقدي وتشجيع الأفراد على التساؤل والبحث عن حلول للتحديات التي تواجه المجتمع.
كانت سمة بارزة في أعماله الفلسفية هي السعي لإيجاد معيار صادق للعقلانية العلمية.
رحل عن عالمنا في 17 سبتمبر 1994م
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كارل درجة الدكتوراه النقد
إقرأ أيضاً:
عبد الصادق: جامعة القاهرة مؤسسة تنويرية حريصة على تبني الأفكار البناءة
شهدت قاعة الاحتفالات الكبري بجامعة القاهرة، ندوة حول " الأفكار والسياسات والمؤسسات"، تحدث فيها الدكتور محمود محيى الدين أستاذ اقتصاديات التمويل بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ومبعوث الأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة ووزير الاستثمار الأسبق، بحضور الدكتور محمود السعيد نائب رئيس جامعة القاهرة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، وعدد من عمداء الكليات ووكلائها، والمهندس أحمد ترك أمين عام الجامعة، ولفيف من أعضاء رابطة خريجي جامعة القاهرة ومن هيئة التدريس والعاملين والطلاب.
أقيمت الندوة تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس الجامعة، والسيد عمرو موسى رئيس رابطة الخريجين، والأمين العام الأسبق للجامعة العربية ووزير خارجية مصر الأسبق، وأدارت الندوة الدكتورة هبه نصار نائب رئيس الجامعة الأسبق وأستاذ الاقتصاد ونائب رئيس مجلس إدارة الرابطة.
وأكد الدكتور محمد سامي عبد الصادق، خلال كلمته أهمية رابطة خريجي جامعة القاهرة ودورها المؤثر في النهوض بالجامعة، لا سيما أن الرؤية المستقبلية لجامعة القاهرة ترتكز في بعض محاورها على ما تقدمه الرابطة، لافتًا إلي الأنشطة والفعاليات التي تحرص على المشاركة فيها، ومؤكدًا على أهمية تعزيز تواصل أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة وخريجي الجامعة مع الرابطة.
وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أن الجامعة مؤسسة تنويرية تتبنى الأفكار البناءة ولديها مجموعة من السياسات التي تنطلق من خلالها لتحقيق رؤيتها. وأشار سيادته إلى أن الجامعة اطلقت منذ أيام استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي والتي تشتمل على أربعة محاور تتعلق بتطوير التعليم وإنتاج المعرفة، وتحفيز البحث العلمي والابتكار، ونشر الوعي المجتمعي، وتطوير القدرات الإدارية، مؤكدًا حرص الجامعة علي مواكبة الركب العالمي فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي وتبني السياسات والقواعد الموحدة لاستخداماته داخل الجامعة.
وأكد الدكتور محمود محي الدين، أن موضوع الندوة يرتكز على المستجدات العلمية التي تتعلق بدور المؤسسات في التنمية، وما قد يؤدي إلى تقدم الدول أو سقوطها، مشيرًا إلى اسهامات جامعة القاهرة في إحداث تغيرات كُبري في المجتمع لكونها مسئولة عن إعداد كوادر متميزة وتقديم اسهامات ليس فقط على المستوي المحلي بل على المستوى الدولي.
وتطرق الدكتور محمود محي الدين، إلى بعض النظريات والمدارس الاقتصادية، وما طرأ على العالم من تطورات، موضحًا أن الأفكار الاقتصادية لا تختفي، عكس بعض النظريات العلمية، ولكن يتم استدعاؤها واستخدامها، مستشهدا ببعض الصراعات التي يشهدها العالم وتأثيراتها على الاقتصاد العالمي.
واستعرض الدكتور محمود محي الدين، الأفكار والسياسات والمؤسسات على المستوي الوطني والإقليمي والدولي، والتي تشغل اهتمام متخذي القرار داخل مختلف المؤسسات، لافتًا إلى أن البنك الدولي قد أثر في بنوك اقليمية عديدة على مستوى العالم.
وأشار الدكتور محمود محي الدين، إلى نوعين من المؤسسات وهما المؤسسات الاحتوائية التي تحمي حقوق الملكية ومسارها هو التقدم، والمؤسسات المُكذبة التي تدعم رأس مالية المحاسيب وسوء استغلال الموارد ومسارها هو سقوط الأمم، مؤكدًا أن نجاح المؤسسات يعتمد بالدرجة الأولى على القيادة والتمويل.
ولقد استعرضت الدكتورة هبه نصار، تاريخ إنشاء رابطة خريجي جامعة القاهرة وأنشطتها المختلفة، كما أكدت على أهمية موضوع الندوة لا سيما أن المؤسسات بما لديها من أفكار وسياسات تلعب دورًا مهمًا في تحقيق أهداف التنمية.
ومن جانبه، أثنى السيد عمرو موسى رئيس رابطة خريجي جامعة القاهرة على موضوع الندوة، مؤكدا أن الأفكار والمؤسسات تحتاج إلى بحث عميق، مشيدًا بالخبرات المتراكمة للدكتور محمود محي الدين وكفاءته المشهود لها على المستويين الوطني والدولي.
وفي النهاية، تم فتح باب النقاش والرد على اسئلة الحضور للاستفادة من أفكار ورؤي الدكتور محمود محي الدين أحد أعلام جامعة القاهرة.