الجزيرة:
2025-01-01@11:16:31 GMT

عبد الرحيم دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

عبد الرحيم دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع

عبد الرحيم حمدان دقلو الرجل الثاني في قوات الدعم السريع السودانية، وهو شقيق رئيس قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، ولد في سبعينيات القرن الماضي وتدرج في المناصب العسكرية في قوات حرس الحدود إلى أن وصل لرتبة عقيد مع تشكل "الدعم السريع"، وبدأ بالظهور العلني تدريجيا مع سقوط البشير. 

يوم 6 سبتمبر/أيلول 2023 فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على عبد الرحيم دقلو إثر اتهام القوات التي يديرها في دارفور بارتكاب انتهاكات وحشية ضد المدنيين، وهو ما اعترض عليه دقلو في ظهوره الأول العلني منذ بدء الحرب قائلا إن العقوبات الأميركية ضده مجحفة.

المولد والنشأة

ولد عبد الرحيم حمدان دقلو في إحدى قرى ولاية جنوب دارفور مطلع سبعينيات القرن الماضي منحدرا من فخذ المحاميد من قبيلة الرزيقات الهلالية البدوية العربية التي لها عمق شعبي كبير في دارفور وكردفان وتشاد وعدد من دول أفريقيا والمعروفة بامتهان التجارة والرعي، وهو شقيق قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو.

قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي" (الأناضول)

وبحسب مصادر مقربة من الأسرة، فإن دقلو الأكبر انخرط ضمن حرس الحدود، وهي قوات قوامها الأغلب من القبائل العربية استخدمها نظام الرئيس المعزول عمر البشير لقتال المتمردين في إقليم دارفور خلال الحرب الطويلة التي خاضها ذلك النظام منذ العام 2003 لأكثر من 12 عاما.

التجربة العسكرية والتجارية

حاز عبد الرحيم على رتبة رقيب أول خلال نشاطه في قوات الحرس، وعند تأسيس قوات الدعم السريع في العام 2013 كان قد وصل إلى رتبة عقيد.

وبالتوازي مع النشاط المسلح في قوات حرس الحدود والحياة البدوية الصعبة كان لآل دقلو نشاط تجاري واسع بتأسيس شركات تعدين وتنقيب عن الذهب بتسهيلات من السلطات في الخرطوم، فاتجه عبد الرحيم إلى تأسيس شركة الجنيد التي تدير عددا كبيرا من الأنشطة والشركات الفرعية ويمتد نشاطها بين الخرطوم ودارفور ومدن أخرى.

ويسيطر الشقيقان (حميدتي وعبد الرحيم) على عدد من مناجم الذهب في السودان حسب منظمة "غلوبال ويتنس"، ويترأس عبد الرحيم مجلس إدارة شركة الجنيد متعددة الأنشطة، والتي أسسها في العام 2009، ثم توسعت على نحو لافت وزاد نشاطها في مجال التعدين والتنقيب عن الذهب بمناطق عدة داخل السودان، لكن نشاطها الأبرز تركز في دارفور.

عبد الرحيم دقلو الرجل الثاني في قوات الدعم السريع (وكالة السودان للأنباء) أدوار سياسية

بعد توليه القيادة العسكرية لقوات الدعم السريع نائبا لشقيقه في العام 2018 بدأ عبد الرحيم في الظهور كلاعب بالمسرح السياسي بانيا علاقات واسعة مع قادة نظام البشير، ولا سيما المنظومة الأمنية الضيقة ممثلة في قادة جهاز المخابرات ووزارة الدفاع، بهدف تطوير قوات الدعم السريع التي أجيز لأجلها قانون خاص في البرلمان السوداني عام 2017 منحها قوة استثنائية يستعين بها النظام في مواجهة معارضيه وحماية رموزه.

إسقاط البشير

بدأ عبد الرحيم بالظهور العلني والتدريجي خلال الأنشطة ذات الصلة بقوات الدعم السريع، وذلك بالتزامن مع تزايد تحركات الشارع ضد نظام البشير في نهاية عام 2018، وارتفعت الأصوات المنادية بإسقاطه في احتجاجات قابلتها قوى الأمن بالعنف المفرط.

حينها قرر حميدتي الابتعاد عن المشهد وسحب قواته بعيدا، قبل أن يبعث رسالة إلى المتظاهرين يوم 25 ديسمبر/كانون الأول 2018 مفادها أن قوات الدعم السريع لن تتعرض للمحتجين والمتظاهرين، وقد وُصف بالتمرد المبكر على البشير.

ويبرر عبد الرحيم ما حدث في حوار صحفي أجري معه في مارس/آذار 2021 قائلا "شعرنا بأهمية أن تكون قواتنا موجودة لحماية الثوار، وفي ذلك الوقت كنت أتهيأ للسفر إلى الإمارات يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 2018، وقبل مغادرتي طلبت من حميدتي ألا يدخلنا في أي إشكالات، فاتفق معي وطمأنني، لكن بعد سفري بيوم واحد قال في خطابه في قرية طيبة الحسناب كلاما خطيرا أعلن فيه الانحياز للمحتجين، وهو أمر قد يشكل خطرا على قواته بل حياته، لأنه إعلان صريح بالمواجهة مع نظام البشير ورأسه، مما اضطرني لقطع سفري والعودة إلى البلاد في اليوم التالي".

وروى عبد الرحيم الأدوار التي لعبها في الأيام الأخيرة لسقوط نظام البشير وتفاصيل الاجتماعات التي عقدت قبل اتفاق كبار جنرالات الجيش والأمن على تنحية البشير واستلام السلطة.

شارك عبد الرحيم دقلو -حسب قوله- في ثلاثة اجتماعات من اجتماعات اللجنة الأمنية التنفيذية، ثم أناب عنه مدير استخبارات قوات الدعم السريع في الاجتماعات بعد أن طلب منه عدم الاستجابة لأي طلب لقمع المتظاهرين.

وقال "غادر حميدتي إلى دارفور نهاية مارس/آذار 2020، أي قبل أسبوع من وصول طلائع المتظاهرين إلى القيادة العامة للجيش، وكلفني بتسلم مهامه في اللجنة الأمنية العليا وحماية المتظاهرين".

وبعد الموافقة على تنحية البشير تولى عبد الرحيم مهمة نقله والتحفظ عليه، وعن هذه اللحظات يقول "دخلت البيت، وتسلمنا منه المفاتيح، وقام بفتح الخزائن فعثرنا فيها على مبالغ كبيرة باليورو والدولار والجنيه السوداني ومستندات حكومية، وقبل أن نأخذه إلى السجن طلب مني البشير السماح له بالذهاب إلى منزله لأخذ دوائه لكني رفضت طلبه".

صورة للرئيس السوداني المعزول عمر البشير في جلسة النطق بالحكم في دعوى تتعلق بمخالفة قوانين تداول العملة ومكافحة الثراء غير المشروع (رويترز) فض الاعتصام

يُتهم عبد الرحيم على نطاق واسع بأنه من قاد عملية فض اعتصام القيادة العامة يوم 3 يونيو/حزيران 2019، حيث هاجمت تشكيلات أمنية مختلفة -بينها قوات بزي الدعم السريع- المعتصمين الذين رفضوا مغادرة محيط القيادة العامة قبل تسليم السلطة إلى حكومة مدنية، لكن حميدتي وشقيقه ظلا ينفيان هذه الاتهامات ويؤكدان أن ما حدث كان خيانة، إذ جرى تحريك قوات الدعم السريع من دون مشورة القيادة.

وأدت تلك الحادثة إلى اعتقال اللواء الصادق سيد أبرز ضباط الجيش المنتدبين لقوات الدعم السريع، إذ اعتقله حميدتي ووضعه في الحبس بعد إخضاعه لتحقيق داخلي، لكن بعد يومين من نشوب الحرب منتصف أبريل/نيسان 2023 اقتحمت قوة من الجيش معتقل "الدعم السريع" في محلية كرري شمال أم درمان وحُرر اللواء الصادق سيد.

الحرب السودانية

لفت عبد الرحيم الأنظار وهو يتحدث بشكل واضح عن هواجس الجيش ومخاوف قائده العام عبد الفتاح البرهان من التعرض لهجوم في القيادة، وذلك قبل نحو أسبوع من اندلاع القتال الشرس بين الجيش وقوات الدعم السريع، وقتها كان قادة الجيش ينكرون وجود خلافات بين القوتين ويؤكدون أنهما على قلب رجل واحد.

لكن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نشرت تقريرا أواخر الأسبوع الأول من أبريل/نيسان 2023 حمل تصريحا لعبد الرحيم وهو يقول "إن البرهان بنى جدارا عاليا من الإسمنت حول القيادة ليحمي نفسه".

وأوضح عبد الرحيم أن "البرهان لا يهتم بما يحدث خارج الجدار ولا يهتم إذا كانت بقية البلاد تحترق"، وفق تعبيره، وكان هذا الحديث كافيا للكشف عن مستوى عمق الخلافات بين الطرفين.

بعد اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل/نيسان 2023 انتشرت مقاطع فيديو لعبد الرحيم دقلو، وحظيت باهتمام واسع وكان ظهوره المتقطع دليلا على نجاته من الموت بعد أحاديث عن مصرعه خلال اشتباكات وقعت في حي المطار قرب قيادة الجيش عقب أيام من اندلاع الحرب في العاصمة الخرطوم.

ظهر عبد الرحيم محاطا بالجنود وهو يأسف لقتال الجيش ويدعو عناصره للالتحاق بقوات الدعم السريع، ثم ظهر مجددا في 31 مايو/أيار 2023 داخل دبابة وهو يهدد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.

وتؤكد روايات مختلفة أن عبد الرحيم يتولى فعليا قيادة القوات وإصدار الأوامر مباشرة بعد تفويضه بذلك من شقيقه حميدتي، لكنه بعد أشهر عدة من ظهوره تبين أنه غادر السودان، إذ وصل إلى دارفور ومن هناك إلى تشاد ثم كينيا.

عقوبات أميركية

وفي 6 سبتمبر/أيلول 2023 أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على عبد الرحيم حمدان دقلو وقائد القوات في ولاية غرب دارفور عبد الرحمن جمعة، وبموجب هذه العقوبات ستجمد واشنطن أي أصول يملكها عبد الرحيم في الولايات المتحدة وتمنع المواطنين الأميركيين من التعامل معه، وهي أول عقوبات تفرض منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل/نيسان 2023 على شخصيات عسكرية من الجانبين.

وقد أوضح بيان وزارة الخزانة أن سبب فرض العقوبات على عبد الرحيم هو قيادته "للدعم السريع"، وهي قوات متهمة بأعمال عنف وانتهاكات لحقوق الإنسان ومذابح ضد المدنيين والقتل العرقي والعنف الجنسي.

كما ترتبط العقوبات أيضا بشكل أوسع بالتعاون والتعامل بين قوات الدعم السريع ومجموعة فاغنر الروسية وملف الذهب والسلاح الذي يديره عبد الرحيم.

وتستند الإدارة الأميركية إلى أدلة متعلقة بقصف مساكن المدنيين ومنع حركة الأشخاص وتعذيبهم واعتقالهم داخل وحدة عسكرية في الخرطوم خلال الحرب.

وفي أغسطس/آب 2023 التقت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع براميلا باتن بعبد الرحيم دقلو وعبرت له عن مخاوف جدية بشأن تزايد العنف الجنسي في الخرطوم ودارفور، ولا سيما الحالات التي تورط فيها حاملو السلاح التابعون لقوات الدعم السريع.

ويعد هذا القرار تابعا لقرار سابق صدر في يونيو/حزيران 2023 يفرض عقوبات أميركية على أربع شركات تابعة للجيش السوداني وقوات الدعم السريع في إقليم دارفور

قرار بحل قوات الدعم السريع

وفي 6 سبتمبر/أيلول 2023 -وهو اليوم ذاته الذي صدرت فيه العقوبات الأميركية – أصدر عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش مرسومين دستوريين، قضى الأول بحل قوات الدعم السريع، والآخر بإلغاء قانونها للعام 2017 والمعدل في 2019، والذي منحها استقلالية عن الجيش وذلك بسبب إلغاء مادة في القانون تنص على خضوعها للقوات المسلحة.

وأوضح المجلس أن سبب القرار هو ممارسات التمرد التي قامت بها قوات الدعم السريع على الدولة، وقيامها بانتهاكات جسيمة ضد المدنيين، والتخريب المتعمد للبنى التحتية، ومخالفتها القواعد والأهداف والمبادئ التي أنشئت لأجلها.

ويلغي قرار البرهان كل أشكال الحصانة عن المنتسبين لقوات الدعم السريع -بمن فيها قادتها- ويسمح للقضاء بملاحقتهم داخل السودان وخارجه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع فی لقوات الدعم السریع عبد الرحیم دقلو حمدان دقلو فی قوات

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع يغتال منقذ تطبيق بنكك من التوقف النهائي

الدعم السريع يغتال منقذ تطبيق بنكك من التوقف النهائي
يا زكيَّ العُودِ بالمِطرقة الصَّمَّاءِ والفأسِ تَشظَّى
وبنيران لها ألفُ لسانٍ قد تَلظَّى
ضُعْ على ضوئِك في الناسِ اصطبارًا ومآثر
مثلما ضوَّعَ في الأهوالِ صبرًا آلُ ياسر
فلئن كنتَ كما أنتَ عَبِقْ

فاحترقْ مضى صباح اليوم رجل من رجال السودان الأوفياء وبطل من أبطال معركة كرامة هذا البلد أخو الاخوان الطاهر العفيف النقي محمد يوسف العركي حمد النيل مضى شهيدا باذن ربه بعد أن قضى الشهور الطوال في زنازين مليشيا الغدر والبغي والطغيان مضى وقد سطر سفرا خالدا سيخلده سفر معركة الكرامة فهو ثاني اثنين ممن قيضهم الله وحفظ بهم أخطر الملفات الاستراتيجية بشركات الاتصالات اقتحم المخاطر بدار الهاتف وقام بأخطر عملية وسط نيران القناصة الذين يحيطون بدار الهاتف من كل اتجاه وكان من نتائج هذه العملية أن استمر تطبيق بنكك بعد أن كاد يتوقف بالكلية ويتوقف معه شريان كان يمد ويصرف ملايين السودانيين داخل وخارج السودان ولم تتوقف عملياته التي حفظ بها الله لهذا البلد وأهله بارداته رغم المناشدات فكان لا يتوقف وقام بعملية مماثلة بالاقمار الصناعية بالشقيلاب ولم يبالي بمخاطرها على حياته رغم إصابته بمرض السكري الا انه كان اسدا من اسود معركة الكرامة ويعرف اهل الاتصالات قيمة وقدر ما قدمه الشهيد محمد يوسف العركي حتى اعتقلته مليشيا الغدر والبغي ونشهد الله أن كل أسرة سودانية مدينة لهذا الأسد وهو يتنقل بين دار الهاتف والداتا سنتر بالخرطوم جنوب والأقمار الصناعية ليمضي شهيدا بعد شهور طوال

**متداول

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • البرهان: لا يمكن العودة لأوضاع ما قبل الحرب مع الدعم السريع
  • مواجهات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بالخرطوم والجزيرة والفاشر
  • شاهد بالفيديو.. بعد اقتحامه منطقة “ود راوة” بشرق الجزيرة.. “كيكل” يستعرض الغنائم التي حصل عليها من الدعم السريع ويقبض على العشرات من جنودهم
  • أين بابا؟ رحلة المخاطر والالم بحثا عن مفقود لدى الدعم السريع
  • ما فرص نجاح تشكيل حكومة سودانية موازية بمناطق الدعم السريع
  • الدعم السريع يغتال منقذ تطبيق بنكك من التوقف النهائي
  • شاهد بالفيديو.. “كيكل” يفاجئ قوات الدعم السريع ويقتحم منطقة “ود راوة” بشرق الجزيرة في الصباح الباكر ومحللون: (قطع امداد المليشيا وتمويه لعملية قادمة للجيش)
  • وزير الدفاع التقى قائد الجيش
  • «الدعم السريع» تتحدث عن «انتصارات ساحقة»… والجيش يحقق تقدماً في الخرطوم .. معلومات عن مقتل مئات في معارك طاحنة بالنيل الأزرق وصحراء دارفور
  • مسيرات الجيش تفتك بقوات الدعم السريع والجيش السوداني يحقق تقدما في أم درمان