تبدأ اليوم فترة جديدة من التعاون الثنائي بين مصر ودولة جنوب أفريقيا، حيث يعقد أول منتدى أعمال مصري جنوب أفريقي بحضور وفد رفيع المستوى من الجانبين غدا الاثنين على ضفاف النيل بالقاهرة، بمشاركة محافظ إقليم كيب تاون ووفد رفيع المستوي يضم ٢٢ من مجتمع المال والأعمال الجنوب أفريقي والذي يعقد بعد انعقاد قمة "البريكس " الناجحة في دورتها الأخيرة، والتي استضافتها جنوب أفريقيا.

تأتي هذه المناسبة الفريدة في سياق تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وجنوب أفريقيا، وتأتي كخطوة استراتيجية للتعاون بين البلدين في ظل البريكس والفرص الاقتصادية الواعدة التي تقدمها.

 

فيما يخص العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين البلدين، يشهد التعاون المصري الجنوب أفريقي نموًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة. حيث تعد مصر من أهم الشركاء التجاريين لجنوب أفريقيا في القارة الإفريقية، حيث يتم تبادل مجموعة متنوعة من المنتجات والخدمات بين البلدين.

 

في هذا السياق، أكد الدكتور يسري الشرقاوي رئيس مجلس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، أهمية المنتدى ومستقبل العلاقات المصرية الأفريقية في ظل التحولات الاقتصادية العالمية. وقال: "إن المنتدى يمثل منصة فريدة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر وجنوب أفريقيا، ويفتح الباب أمام فرص استثمارية هائلة في القارة الإفريقية. نحن متحمسون لمستقبل مشرق للعلاقات الاقتصادية بين البلدين والتعاون في مختلف القطاعات."

 

من جهة أخرى، أعرب سفير جنوب أفريقيا في مصر عن حماسه لعقد المنتدى ومشاركة وفد رفيع المستوى من بلاده. وقال: "نحن ممتنون لهذه الفرصة الفريدة لتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وجنوب أفريقيا. سنعمل جاهدين لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين بلدينا، ونتطلع إلى مزيد من النجاحات والفرص الواعدة."

 

سيتم تنظيم هذا الحدث الاستثنائي يوم الإثنين 18 سبتمبر 2023، بحضور ومشاركة أعضاء جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، وبشراكة قوية بين القطاعين الحكومي والخاص. سيتضمن البرنامج مجموعة متنوعة من الفعاليات التي تشمل النقاشات واللقاءات الحصرية، بالإضافة إلى فرصة لتبادل الآراء والأفكار مع الوفد الجنوب أفريقي.

 

من المتوقع أن يكون منتدى أعمال مصري جنوب أفريقي فرصة استثنائية لتعزيز التعاون الثنائي بين مصر وجنوب أفريقيا في مجموعة متنوعة من القطاعات الاقتصادية. سيسهم هذا الحدث في تعزيز التبادل التجاري وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وقد تحمل مناقشاته وجهات نظر مثيرة حول مستقبل التعاون الإفريقي في ظل التغيرات الدولية.

 

وشهد اقتصاد جمهورية مصر العربية خلال العام الماضي 2022، تحسنًا ملحوظًا في أدائه الاقتصادي. حيث سجلت مصر نسبة نمو اقتصادي بلغت حوالي 6.5٪، وذلك بفضل استمرار الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، والذي دعم قطاعات متعددة من الاقتصاد.

 

من جهة أخرى، تعرض اقتصاد جنوب أفريقيا لتحديات كبيرة في نفس الفترة حيث سجلت انخفاضاً من 4.1% في عام 2021 إلى 3.6% في عام 2022، تأثر البلد بتداعيات جائحة كوفيد-19 بشكل كبير، مما أثر على نموه الاقتصادي وزاد من معدلات البطالة في بعض الفئات. هذا إلى جانب تقلبات في أسعار العملة والتحديات المالية التي واجهها.


سيمثل هذا الحدث خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الثنائي بين مصر وجنوب أفريقيا وفتح أبواب جديدة للفرص الاقتصادية والاستثمار في القارة الإفريقية. سيتيح المنتدى للشركات والمستثمرين فرصة فريدة لتوسيع شبكاتهم وزيادة التبادل التجاري بين البلدين، مما سيسهم في تحقيق التنمية والازدهار المشترك.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جنوب أفریقیا بین البلدین جنوب أفریقی

إقرأ أيضاً:

بنك اليمن والكويت: قصة نجاح للتعاون الاقتصادي العربي

شمسان بوست / بسام البان:

في منتصف القرن العشرين، بدأت الدول العربية تتطلع إلى تحقيق التكامل الاقتصادي العربي، أملًا في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية وتعزيز قدراتها الذاتية.

مع حصول معظم الدول العربية على استقلالها خلال السبعينيات، ظهرت مبادرات عديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي، كانت دولة الكويت من أبرزها، حيث لعبت دورًا رياديًا في دعم الدول الشقيقة بمشاريع تنموية واستثمارية.

كان اليمن أحد المستفيدين البارزين من الدعم الكويتي، سواء عبر مشاريع تنموية أو استثمارات مشتركة.

ومن أبرز هذه الاستثمارات، تأسيس بنك اليمن والكويت للتجارة والاستثمار عام 1977، وهو مبادرة اقتصادية مشتركة جمعت رؤوس أموال يمنية وكويتية، لتكون نموذجًا ناجحًا للتعاون العربي القائم على المصالح المتبادلة.

مثل هذا البنك امتدادًا لرؤية كويتية طموحة لاستثمار المدخرات في مشاريع عربية، بدلًا من توجيهها إلى الأسواق الغربية. تأسيس البنك جاء في سياق تعاون استثماري إقليمي، شمل مشاريع مشابهة مثل “بنك البحرين والكويت” و”البنك الأردني الكويتي”.

منذ انطلاقه، ساهم بنك اليمن والكويت في دعم الاستثمارات داخل اليمن. كانت الرؤية عند تأسيسه تهدف إلى جذب رؤوس الأموال العربية والأجنبية، وتقديم تسهيلات مالية تدعم المشاريع التنموية.

استُخدم البنك كأداة لتعزيز العلاقات الاقتصادية، كما أنه لعب دورًا حيويًا في الترويج لفرص الاستثمار داخل اليمن، خاصة بعد صدور قانون تشجيع الاستثمار عام 1975.

أصبح البنك منصة رئيسية لتوجيه الاستثمارات الكويتية في اليمن، حيث عمل على إدارة المشاريع المشتركة، مثل الشركة اليمنية الكويتية للتنمية العقارية والشركة العربية للفنادق. كما ناقشت الأطراف حينها مشاريع طموحة مثل إنشاء شركات للنسيج وصناعة السيارات والمعدات الزراعية.

بدأ البنك بمقر متواضع ورأس مال قدره 50 مليون ريال، لكنه شهد تطورًا ملحوظًا على مدى العقود التالية. بحلول نهاية عام 2023، بلغ رأسماله 19 مليار ريال، مع أصول تجاوزت 268 مليار ريال. توسع البنك جغرافيًا ليغطي معظم مناطق اليمن، وقدم خدمات حديثة ومتطورة، معتمدًا على فريق عمل يضم أكثر من ألف موظف مؤهل

يُعتبر بنك اليمن والكويت أحد أبرز الأمثلة على نجاح التعاون الاقتصادي العربي. جمع بين الخبرة الكويتية والإمكانات اليمنية ليخلق مؤسسة مالية رائدة ساهمت في تطوير القطاع المصرفي اليمني وتعزيز الروابط الاقتصادية بين الدولتين.

في 17 يناير 2025، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على بنك اليمن والكويت، متهمةً إياه بدعم جماعة الحوثيين ماليًا من خلال غسل الأموال وتحويلها إلى حلفاء مثل حزب الله.

تشمل العقوبات تجميد أصول البنك في الولايات المتحدة ومنع الأمريكيين من التعامل معه، مع فرض عقوبات محتملة على من يشارك في معاملات معينة معه.

ردًا على ذلك، نفى البنك هذه الاتهامات، مؤكدًا أن العقوبات ستؤثر فقط على عملياته الدولية دون تأثير على خدماته المحلية.

وأشار إلى أن توقيت ودوافع القرار لها خلفية سياسية متعلقة بالتصعيد الجاري بين الولايات المتحدة والحوثيين، وليس نتيجة لمخالفة القواعد والأعراف المصرفية الدولية. كما أكد البنك سعيه لإلغاء قرار الإدراج عبر القنوات الرسمية والقانونية.

ويبقى البنك شاهدًا حيًا على قوة التكامل العربي وقدرته على تحقيق التنمية المشتركة، مما يجعله نموذجًا ملهمًا لنجاحات أخرى محتملة في العالم العربي.

تجدر الإشارة إلى أن بنك اليمن والكويت يُعد من أكبر البنوك التجارية في اليمن، ويواصل تقديم خدماته المصرفية لعملائه، مع التزامه بالقوانين واللوائح المصرفية المحلية والدولية.

مقالات مشابهة

  • المشاط في منتدى دافوس: توسيع نطاق الشراكة بين قارة أفريقيا والمؤسسات الدولية يُدعم جهود التنمية الاقتصادية
  • انطلاق ملتقى الأعمال العماني التونسي لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين
  • «غرفة دبي العالمية» تدعم توسع الشركات المحلية في أفريقيا وجنوب شرق آسيا
  • المشاط تعقد اجتماعات ثنائية مع ممثلي حكومة جنوب أفريقيا وباكستان خلال منتدى «دافوس»
  • "دبي العالمية" تدعم توسع الشركات المحلية في أفريقيا وجنوب شرق آسيا
  • «الخطيب»: تنظيم منتدى استثماري مصري فنلندي فرصة لتعزيز العلاقات بين البلدين
  • المشاط: تطوير الشراكة الاقتصادية مع سويسرا تعكس أولويات التنمية في البلدين
  • الدكتورة رانيا المشاط ووزيرة الشئون الاقتصادية السويسرية توقعان اتفاق اللجنة المشتركة ضمن فعاليات منتدى «دافوس»
  • مدبولي يشارك في منتدى دافوس 2025 لتعزيز التعاون الدولي وجذب الاستثمارات
  • بنك اليمن والكويت: قصة نجاح للتعاون الاقتصادي العربي