موقع النيلين:
2024-09-18@12:12:08 GMT

الإقصاء والكراهية والتحاسد لا تبني دولة

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

الإقصاء والكراهية والتحاسد لا تبني دولة


إن هذه الحرب غير المسبوقة في بشاعتها على وشك أن تضع أوزارها – إن شاء الله- بدحر المليشيا المتمردة. ولا ينبغي أن يكون ما بعد هذه الحرب كما كان قبلها. فلابد بد من أن يسعى الجميع إلى أن تكون هذه آخر الحروب، ومن ثم تأسيس دولة المواطنة والعدالة والحرية.

إن لهذا التأسيس للدولة المنشودة مطلوبات وموجهات:
١/ تكوين مجلس عسكري خالص من خمسة أعضاء يكون رمزا للسيادة، يساعده مجلس وزراء، مختصر (15) عضوا من ذوي الخبرة والدراية بشؤون الحكم والإدارة.


تتلخص مهمة هذا الثنائي في ثلاثة أشياء:
أ/ إعمار ما دمرته الحرب من مرافق الخدمات والصناعات ودور العلم بقدر ما تسمح به الامكانات المتاحة.

ب/ العمل على إنعاش الوضع الاقتصادي وفقا للمتاح.

ج/ الإعداد لإجراء الانتخابات في أقرب أجل يتفق عليه، انتخابات سودانية وليست انتخابات وستمنستر. لن تكون مثالية لأن أوضاع البلد ليست مثالية لذا لا ينبغي الالتفات لاؤلئك الذين لا يريدونها، أو الذين يتحججون بعدم إكمال مطلوباتها لأنها أيا كانت صدقيتها ستكون أقرب طريق لأخراج البلد من حالة التوهان إلى حكومة مفوضة من الشعب، ومن ثم يرجع الجيش الى واجبه الدستوري في الحفاظ على وحدة البلد وكرامة أهله ورعاية مصالحهم.

2/ البعد عن محاولة إقصاء الآخرين دون مسوغ إلا الكراهية. واقصد هنا محاولة الحرية والتغيير التي أضاعت أربعة أعوام في محاولة إقصاء الاسلاميين، فلم تفلح في ذلك ولن تفلح في ذلك. الاسلاميون مواطنون لا يملك أحد سلبهم حقهم في بناء الوطن، من أجرم في حق الوطن والمواطن دونه ساحات العدالة انتقالية وغير انتقالية. ولكم في تجربة مانديلا الناجعة أسوة حسنة. إن كسبهم في معركة البناء أفضل من استعدائهم على طريقة لجنة التمكين سيئة الذكر.

3/ الحركات التي حملت السلاح في وجه الدولة التي تسمى مجازا بحركات الكفاح المسلح، والتي وقعت اتفاقية جوبا أو لم توقع عليها؛ عليها أن تتحول الى أحزاب سياسية، وتترك ممارسة السياسة عن طريق البندقية، فلم يعد هناك هامش ومركز يتهمونه بظلمهم فالبلد كله أصبح هامشا بما فيه العاصمة. ليس معقولا أن نسمع في كل صباح أن حركة ما انسلخت عن أمها، كل هذا بعد اتفاقية السلام التي لم تحقق لأهل الهامش سوى المناصب التى تسنمها قادة هذه الحركات!

4/ البعد عن الشحن القبلي والمناطقي خاصة من أبناء الهامش المزعوم الذين يقطنون في المهاجر في أوروبا ويمارسون هذه اللعبة المدمرة في شحن العامة بأراجيف واكاذيب من مثل ظلم أهل الشريط النيلي والجلابة لأهل الهامش. هذه المقولات التى أفسدت ما بين الناس من علائق اجتماعية.

5/ على قادة الدعم السريع إن ينسحبوا طواعية من حياةالسودانيين، سلما أو حربا فما فعلوه لا يجعل لهم مشروعية أخلاقية ليعودوا إلى ما كانواعليه، فعليهم الرجوع إلى ما كانوا عليه من تجارة أو زراعة أو رعي على الأقل في الوقت المنظور عسى أن يصفح عنهم هذا الشعب الكريم. وعليهم قبل كل هذا الاعتذار لهذا الشعب وإعلان توبتهم عسى الله أن يعفو عنهم.

د. أبو شهاب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

???? بعد نهاية الحرب ستكون هنالك دولةً جديدةً في السودان وعاصمةً غير مُكتظة

(نجوم في الحرب)
سلسلة حوارات يجريها:
محمد جمال قندول
الزعيم القبلي مصلح نصار لـ(الكرامة):
(…..) هذا ماحدث حين قبضت علي قوة تشادية من المليشيا بقري….
مُســـيرة أصابت منزلي بنهــــر النيـــل (والله ستر)
(تقــــــــــدم) خططت لتمرد الميليشيا وأصبحت (منبـــوذة)
(….) هــؤلــاء هددونــي بالقتل..
(….) كانت خطــــة أبوظبي لتفكــــيك الجيـــــش
سينتهي (اللـــوبــي الاقتصـــادي) المتحكم بالبـــــلد
ستكــــون هنالك دولـــــةً جديـــدةً وعاصمة غير مُكتظـــة
ربما وضعتهم الأقدار في قلب النيران، أو جعلتهم يبتعدون عنها بأجسادهم بعد اندلاع الحرب، ولكنّ قلوبهم وعقولهم ظلت معلقةً بالوطن ومسار المعركة الميدانية، يقاتلون أو يفكرون ويخططون ويبدعون مساندين للقوات المسلحة.
ووسط كل هذا اللهيب والدمار والمصير المجهول لبلاد أحرقها التآمر، التقيتهم بمرارات الحزن والوجع والقلق على وطن يخافون أن يضيع.
ثقتي في أُسطورة الإنسان السوداني الذي واجه الظروف في أعتى درجات قسوتها جعلني استمع لحكاياتهم مع يوميات الحرب وطريقة تعاملهم مع تفاصيل اندلاعها منذ البداية، حيث كان التداعي معهم في هذه المساحة التي تتفقد أحوال نجوم في “السياسة، والفن، والأدب والرياضة”، فكانت حصيلةً من الاعترافات بين الأمل والرجاء ومحاولات الإبحار في دروبٍ ومساراتٍ جديدة.
وضيف مساحتنا لهذا اليوم هو الزعيم القبلي مصلح نصار، الذي سرد لنا تجربته مع الحرب وكيف نجا من قبضة الميليشيا المتمردة:
أول يوم الحرب؟
يوم 14 لبيتُ دعوة “كباشي” وبعدها أصبحنا بالحرب وصَحونا على صوت الرصاص.
كيف تلقيت نبأ الحرب؟
استيقظت على اتصالاتٍ من الأُسرة في شندي تخبرني بوجود حرب.
هل توقعت اندلاع الحرب؟
من العام 2021 وأنا توقعت هذه الحرب.
ما هي الدلالات؟
لأنني أعلم بأنّ أبوظبي لديها خطةً طموحةً لتفكيك الجيش والاستعانة بالدعم السريع بدلًا عنه.
اليوم الأول للحرب كيف عبر؟
كنا نعمل مع المنصات على دعم الجيش من داخل الخرطوم، وبقيتُ في المنزل منذ اليوم الأول السبت وخرجت يوم الثلاثاء في الهدنة.
أين كانت الوجهة؟
إلى سوبا عبر شرق النيل ومنها مباشرةً إلى شندي، وقبض عليّ التمرد في “قري”، لكنهم لم يعلموا هُويتي لأنّ تلك القوات كانت تشاديةً.
ثم ماذا حدث؟
ألقوا القبض عليّ وسألوني عن تفاصيل العربة التي أقودها وبعض الاستجواب، وكانوا مستهدفين العربة لاعتقادهم بأنّها حكوميةً ثم أطلقوا سراحي.
يوميات الحرب؟
كانت أيامًا صعبةً ونحن صائمون، وأكل وشراب ما في وتم قصف المنزل.
الحرب طالت؟
“الناس ديل كانوا قوات موجودة واستأجروا بيوتًا في كافوري”، وأماكن عديدةً، وهي كانت قواتًا مجهزة ومدعومة من الخارج، لكنّ الجيش بعد فضل الله سبحان وتعالى امتص الصدمة، وإطالة الحرب طبيعي لأنّ هذا أنجح انقلاب يفشله الله.
فوائد الحرب؟
أعادت المواطنين للجذور وشعروا بنعمة الأمن وعلموا بقيمة الوطن والجيش، لأنّ كل من خرج ذهب لمناطق الجيش بحثًا عن الأمان، وحتى هنالك من ينتمون للدعم السريع خرجوا عبر الولايات الآمنة والجيش لم يسألهم لحكمته الكبيرة في التعامل مع الشعب.
مأساة عايشتها أيام الحرب؟
عايشت تجربةً صعبةً حينما هاجمت الميليشيا مستشفى إبراهيم مالك الذي أسكن بالقرب منه، رأيتُ المرضى والمرافقين في حالةٍ صعبةٍ “يعني ما كان في ديمقراطية يفتشوا ليها في مستشفى”، وبعض المرضى ماتوا.
هذه الحرب مختلفة عن سابقاتها؟
ستنتهي من اللوبي الاقتصادي المتحكم في سياسات البلد المالية، وستنهي التغيير الديمغرافي، وستكون هنالك دولةً جديدةً وعاصمةً غير مُكتظة.
ماذا تتوقع بعد نهاية الحرب؟
دولةً جديدةً بشرائح جديدة في كل المجالات وعاصمةً حضاريةً.
السودانيون هل فقدوا الثقة في القوى السياسية بعد الحرب؟
للأسف القوى السياسية أصبحت كشركات العلاقات العامة، وأصبح أغلبها بيوتاتٍ متوارثة، ولم تكن لها لمسةٌ أو يدٌ فيما حدث بالسودان، والحَراك السياسي الموجود الآن مصطنع ولديه ارتباطاته الخارجية، وأي قوًى سياسية لديها علاقاتٍ خارجية في المستقبل لن يكون لها أيُ دورٍ، بالمقابل حراك الشعب كان صادقًا في هذه الحرب، حيث استشعر الشعب بأنّ هذه الحرب وجوديةً وأن نكون أو لا نكون، لأنّ هنالك سكانًا جددًا اُستجلبوا من دول الشتات.
ماذا خسرت في الحرب؟
لم أكن أفضل من الآخرين وخسرت ما خسره الناس، عرباتٍ ومالٍ وبيت وآخرها مسيرةٌ أصابت منزلي بولاية نهر النيل ولكن “الله ستر”.
بخصوص هذه الحادثة ماذا تقول؟
هذه ضريبة وأنا فخورٌ بها وإذا لم يكن لدي دورٌ لما استهدفوني.
هل تلقيت تهديدات بالقتل من الميليشيا؟
تلقيت من آل دقلو نفسهم كثيرًا طيلة أيام الحرب، لكنني أؤمن بأنّ الظرف الحالي للبلاد معقدٌ وكلي ثقةٌ بأنّ القوات المسلحة والأجهزة النظامية الأخرى والمستنفرين و”المشتركة” قادرون على حسم المعركة قريبًا.
على ضوء ما جرى بالفاشر قبل يومين، هل تتوقع تغييرًا في مسار العمليات للأفضل؟
الميليشيا تمضي بسرعة شديدة نحو الانتحار وهلاك جيلٍ كاملٍ من الحاضنة الاجتماعية لها، وأتوقعُ تحرير مناطق بدارفور والولايات الأخرى قريبًا.
عادة فقدتها مع الحرب؟
كنا قريبين للعاصمة، والآن أصبحنا نهاجر لها.. “زمان ساعة عايز ليك ساعة ونص تكون جوة الخرطوم، هسي عايزين يوم كامل عشان نصل العاصمة الإدارية الجديدة ببورتسودان”، ولكنّ ما فقدناه في الحرب ربنا عوضه لنا في أهلنا النازحين، وبعد أن كانت اللقاءات قبل الحرب محدودةً، الآن يلتقي السودانيون في كل بقاعِ الأرض بشكل يومي وبصورة مستمرة لبحث هموم الوطن.
مصير مجموعة “تقـــدم”؟
هذه المجموعة أصبحت منبوذةً وإذا كان لديها تصالح يجب أن تذهب للشعب السوداني المتضرر وليس الحكومة، لأنها الآن الخصم أمام السودانيين، والخطر الأكبر لم يكن من التمرد وإنما من خططوا له وهي مجموعة “تقـــدم”.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ولي العهد يدين محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس جمهورية القُمر المتحدة
  • نحو وقف الحرب على غزة
  • القيادة تدين محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس جمهورية القُمر المتحدة
  • الإمارات تُدين محاولة اغتيال ترامب
  • الإمارات تدين محاولة اغتيال دونالد ترامب
  • المفتي قبلان في ذكرى المولد النبوي: حذارِ اللعب بسيادة البلد
  • الإمارات تدين محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب
  • الإمارات‬⁩ تدين محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب
  • ???? بعد نهاية الحرب ستكون هنالك دولةً جديدةً في السودان وعاصمةً غير مُكتظة
  • الإمارات تدين حادثة الطعن التي تعرض لها رئيس القمر المتحدة