وصلت المياه لرقابهم.. عائلة ليبية تروي كيف نجت من الفيضانات القاتلة
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" قصة مطولة لعائلة ليبية تمكنت من النجاة من الفيضان المدمر في بلدة سوسة.
وتتحدث القصة عن منزل عائلة، علام السعداوي، حيث كان يتم التحضير لحفل زفافه قبل وقوع الكارثة.
ويروي الناجون كيف أن مياه الفيضان غمرت الطابق الأرضي خلال ثوان قليلة فقط، وكيف صعدوا إلى الطابق العلوي وكان مستوى المياه يصل إلى حد رقابهم، وقد حمل بعضهم الأطفال على الأكتاف للنجاة من الغرق.
وقال نزار، شقيق علام، وهو يقف في ما تبقى من مطبخهم: "نحن نخاف من المطر الآن".
وتقول الصحيفة إنه عندما انفجر سدان لم تتم صيانتهما بشكل جيد، الأحد الماضي، انطلقت كميات ضخمة من المياه وأغرقت بلدات وقرى آمنة، وحطمت الأمسيات العادية والمناسبات الخاصة على حد سواء.
كان الأقارب مكتظين في كل غرفة، وكان الأطفال متحمسين لرؤية أبناء عمومتهم والكبار يستعدون للتحضير للوليمة. لقد ذبحوا 13 خروفا بمناسبة حفل الزفاف، ثم أشعلوا نارا للشواء عندما حل المساء وأكلوا معا تحت أشجار الرمان في فناء منزلهم.
داخل المنزل، توهجت فوانيس الاحتفال من السقف وكانت تعزف الموسيقى. كان شقيق علام الأكبر، نجم، يقوم بمهماته الأخيرة في سيارته عندما بدأ هطول الأمطار.
وهطلت الأمطار الغزيرة على أسطح البلدة الخرسانية المسطحة وبساتينها الخضراء الواسعة. وفي الساعة 11:30 مساء (بالتوقيت المحلي)، تدفقت المياه على الوادي ودخلت عبر بواباتهم الأمامية. يتذكر نزار (40 عاما)، قائلا: "لقد حدث ذلك في ثوان".
انقطعت الأضواء وتوقفت الموسيقى، وتجمد الأطفال.
وبحلول مساء الجمعة، أحصت السلطات في سوسة 10 قتلى و50 مفقودا و200 جريح. وانزلقت عشرات المنازل إلى البحر أو تدمرت وتناثرت الأنقاض من اليابسة إلى الشاطئ.
داخل منزل عائلة السعداوي، صعد أفراد الأسرة السلالم مع ارتفاع المياه أعلى وأسرع، قال نزار: "كنا نمسك بالأطفال ونرميهم في الطابق العلوي".
وصلوا جميعا إلى الطابق العلوي، والمياه حتى رقابهم. قال علام إنه والرجال الآخرون حملوا الأطفال فوق أكتافهم. وصرخ الجيران من فوق أسطح المنازل بينما جرفت المياه أسرة مكونة من ستة أفراد، وكان العريس (علام) متأكدا بعد ذلك من أنه سيموت.
وقال نزار إنهم تمكنوا من النجاة عندما انهار جدار المطبخ، واندفعت المياه إلى الفناء الذي كانوا يتناولون فيه الطعام. جف المد ببطء، مما جعل أواني الزفاف والمقالي والفوانيس تستقر برفق على الأرض الموحلة. قال أحد الأصدقاء إن الأمر كان كما لو أن روحا رهيبة قد غادرت الغرفة.
كان نزار مصابا بالصدمة، وضرب رأسه بيديه. ويتذكر أنه كان يفكر: "لقد بدا الأمر وكأنه حلم".
ومع اقتراب فصل الشتاء، سيتعين على عائلة السعداوي إصلاح المنزل، لكنهم لا يعرفون كيف سيتحملون تكاليف ذلك. قال نجم: "لا نحصل إلا على رواتب شهرية. سوف نبقى في هذا المنزل كما هو".
ولم ينم الكثيرون في سوسة كثيرا منذ حدوث الفيضان. في كوابيسهم يرى بعضهم المطر، وفقا للصحيفة.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
مشهد أثار الجدل | جنوح 150 حوتا على شاطئ أسترالي .. ما القصة؟
شهدت ولاية تسمانيا الأسترالية، حادثًا نادرًا هو الأول من نوعه منذ 50 عامًا، حيث جنحت 150 من الحيتان القاتلة الكاذبة، وهي نوع من الدلافين التي تواجه خطر الانقراض بشكل متزايد.
وقعت الحادثة على شاطئ منعزل، مما أثار قلق السلطات المحلية حول كيفية إنقاذ هذه الكائنات البحرية.. فما القصة؟
تفاصيل جنوح الحيتان الكاذبةفي تصريح للوزارة المختصة بالبيئة في ولاية تسمانيا، تم الإعلان عن أن الفحوصات الأولية أظهرت جنوح 150 حوتا كاذبا، إلا أن 136 دلفينًا لا يزالون على قيد الحياة. لكن التحديات تحيط بجهود الإنقاذ، حيث أن الموقع الجغرافي الصعب وظروف المحيط تجعل من الصعب نقل المعدات اللازمة لإنقاذ الحيوانات إلى تلك المنطقة النائية.
وأكد المتحدث باسم هيئة المتنزهات والحياة البرية في تسمانيا، بريندون كلارك، أن الدلافين قد تكون جرفت إلى الشاطئ بين 24 و48 ساعة قبل اكتشافها.
وأضاف أن عملية إنقاذ جميع الحيتان ستكون صعبة، نظرًا لبعد الشاطئ وعدم القدرة على الوصول السريع.
ما أسباب جنوح الحيتان؟حتى الآن، لا تزال الأسباب الكامنة وراء جنوح هذه الدلافين غامضة. تُظهر الأبحاث أن الدلافين القاتلة الكاذبة يمكن أن تصل أطوالها إلى 6.1 متر وتزن حوالي 1361 كيلوغرامًا، مما يجعلها قريبة من الحيتان القاتلة في الشكل والهيكلة.
تم العثور على هذه الكائنات البحرية عالقة على الساحل الشمالي الغربي للولاية بالقرب من نهر آرثر، على بُعد حوالي 400 كيلومتر من عاصمة ولاية تسمانيا، هوبرت.
وتوجد هذه الحيتان عادة في جميع المحيطات المدارية وشبه المدارية، وتفضل المياه العميقة قبالة السواحل.
ما معدل بقاء الحيتان الجانحة؟أشار علماء البحار إلى أن معدلات بقاء الحيتان التي تجنح عادة ما تكون منخفضة، حيث يُعتقد أن هذه الحيوانات لا تستطيع البقاء على قيد الحياة أكثر من 6 ساعات على اليابسة قبل أن تبدأ في الاحتضار. وهذا يجعل من الضروري تسريع جهود الإنقاذ.
وبحسب الخبراء، فإن الظروف البيئية الصعبة التي يواجهها فريق الإنقاذ، بالإضافة إلى تعرض الدلافين للخطر، تثير تساؤلات حول الإجراءات المناسبة لمثل هذه الحوادث.
وتبقى قضية جنوح الحيتان القاتلة الكاذبة واحدة من الظواهر الغامضة التي تحتاج إلى المزيد من البحث لفهم أسبابها وكيفية التعامل معها بشكل فعال.
كما تُسلط هذه الحادثة الضوء على مدى أهمية حماية الأنواع المهددة بالانقراض مثل الحيتان القاتلة الكاذبة. ففهم أسباب جنوح هذه الكائنات البحرية وتوفير بيئة آمنة لها هو أمر ضروري لضمان بقائها للأجيال القادمة. لذا، يجب على الحكومات والهيئات البيئية الاستثمار في التعليم والتوعية لحماية هذه الأنواع الفريدة والمحافظة على النظام البيئي البحري بشكل عام.