الاقليم يتوسل الى بغداد في أوقات الأزمات المالية.. والعلاقات تحتاج الى تعزيز الثقة
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
17 سبتمبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث: نتج عن زيارة مسرور بارزاني الى بغداد خلال اليومين الماضيين، والتي بدأت في يوم الخميس الموافق 15 سبتمبر 2023، نتائج غامضة الى حد ما، في ما يتعلق بحل الأزمة المالية بين إقليم كردستان وحكومة العراق الاتحادية.
وقد التقى بارزاني خلال زيارته بالرؤساء الثلاثة في العراق، بالإضافة إلى عدد من الزعماء السياسيين، وقدم مقترحين لحل الأزمة، أحدهما قصير المدى والآخر طويل المدى.
وبحسب ما أعلنه بارزاني، فإن الحكومة الاتحادية وافقت على مقترحه قصير المدى، والذي يقضي بتحويل 4.8 ترليون دينار عراقي (حوالي 2.4 مليار دولار أمريكي) إلى إقليم كردستان، وذلك لسد العجز المالي وضمان صرف رواتب موظفي الإقليم.
ومن المتوقع أن يتم تحويل هذه الأموال إلى إقليم كردستان خلال الأيام المقبلة، مما سيساهم في حل الأزمة المالية الحالية.
وفيما يتعلق بالمقترح طويل المدى، فقد وافقت الحكومة الاتحادية على تشكيل لجنة مشتركة لبحثه، وذلك لضمان حل دائم للأزمة المالية بين الإقليم والحكومة الاتحادية.
مقابل ذلك، طالبت الحكومة والقوى السياسية توضيح موقف الإقليم الصريح من تعامله تجاه الدولة الاتحادية والالتزام بالقوانين والدستور .
كما طالبت القوى السياسية، بارزاني في الإسراع في انهاء الوجود لعناصر المعارضة الإيرانية والمجاميع المسلحة الأخرى .
و ما طلبه الوفد الكردي بشأن منحه 800 مليار سيناقش من قبل مجلس الوزراء ويصوت عليه يسبقه الاخذ بوجهة نظر البرلمان، وفق مصادر.
واعتبر النائب عن الحزب الديمقراطي محما خليل، أن ازمة الإقليم والمركز بشأن الموازنة انتهت بعد سلسلة من المفاوضات بين الطرفين مبينا ان مجلس الوزراء سيصدر عدة توجيهات خاصة بحل الازمة خلال الجلسة المقبلة.
وقال خليل في تصريح ان “وفد كردستان ابدى رغبة جدية بتصفية الأزمات وفقا للدستور وقد عرض حلولا سريعة خاصة بتطبيق جميع البنود المتفق عليها “.
لكن قوى سياسية لاترى نية ورغبة صادقة لدى الإقليم لحل المسائل العالقة، وهو يتوسل الى بغداد في أوقات الازمات المالية فقط.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
أرجوكم استمعوا إلى ترنيمة نيجرفان بارزاني!
رغم الاختلافات الجوهرية بين الفكر البعثي العروبي الذي حكم البلاد بالحديد والنار لفترة تزيد عن 50 عاما على إثر انقلابين دمويين (8 شباط عام 1963 على الزعيم عبدالكريم قاسم وانقلاب 17 تموز عام 1968 على عبدالرحمن عارف) وبين الفكر الشيعي الذي يحكم العراق منذ 2003 بدعم من القوات الأمريكية التي أسقطت نظام البعث وسلمت السلطة للأحزاب الشيعية على أساس النظام الاتحادي الفدرالي الدستوري، ولكن مجرد حبر على الورق، ظل النهج السياسي الطائفي القائم على فرض الإرادة سائدا والجهل والتخلف والفساد ضارب أطنابه في عموم مؤسسات الدولة حتى تحول إلى ظاهرة مجتمعية مدمرة تهدد أركان الدولة في أي لحظة..
وفي الجانب الآخر للبلاد وعلى العكس من حالة العراق المزرية، برزت تجربة حكم جديدة لم يشهدها العراق منذ تأسيسه وهي تجربة إقليم كردستان شبه المستقل الذي تشكل بعد انسحاب القوات العراقية المتمركزة فيه بضغط من التحالف الدولي عام 1991 من الكويت وهي تجر أذيال الهزيمة، حيث اضطر إلى تشكيل مؤسساته الحكومية والتشريعية عام 1992 لإدارة شؤون الإقليم..
رغم ضعف الإمكانيات المادية للإقليم والتهديدات الأمنية المستمرة التي یتعرض لها من التنظيمات الإرهابية "القاعدة" و"داعش" والفصائل المتطرفة التابعة لحكومة بغداد، فإنه قام بدور سياسي فاعل ومهم في ترسيخ السلام والاستقرار في العراق والمنطقة من خلال إيواء مئات الآلاف من اللاجئين السوريين والنازحين العراقيين بكافة مكوناتهم السنية والشيعية والمسيحية هربا من بطش النظام الصدامي تارة ومن النظام الطائفي تارة أخرى، وبحسب الإحصائيات الرسمية يحتضن الإقليم أكثر من مليون من هؤلاء اللاجئين والنازحين الذين تركوا مدنهم على إثر الحرب الطائفية التي نشبت بين الطرفين السني والشيعي عامي 2006 و2007!
على العكس من حالة العراق المزرية، برزت تجربة حكم جديدة لم يشهدها العراق منذ تأسيسه وهي تجربة إقليم كردستان شبه المستقل الذي تشكل بعد انسحاب القوات العراقية المتمركزة فيه بضغط من التحالف الدولي عام 1991 من الكويت وهي تجر أذيال الهزيمة، حيث اضطر إلى تشكيل مؤسساته الحكومية والتشريعية عام 1992 لإدارة شؤون الإقليم..ولم يقتصر الأمرعلى نزوح العوائل المنكوبة بل تعداه إلى الكثير من الزعماء السياسيين المطاردين من قبل النظام البعثي البائد والنظام الحالي. ومن أبرز هؤلاء رئيس الحكومة العراقية لولايتين (2006 ـ 2014) "نوري المالكي" ومعه الكثير من قادة الأحزاب الشيعية الأخرى أيام المعارضة العراقية، ولكن عندما تولوا الحكم في عام 2003 بعد الغزو الأمريكي للعراق وهيمنوا على مفاصل الدولة قلبوا ظهر المجن للشعب الكردي وتنكروا له ومارسوا بحقه نفس السياسة العدائية التي كانت تمارس ضدهم زمن صدام حسين، بل أسوأ حيث فرضوا عليه الحصار الشديد ومارسوا بحقه التجويع وأمعنوا في إيذاء الشعب الكردي وإذلاله..
وكل المحاولات الدبلوماسية التي قام بها إقليم كردستان لدفع بغداد لفك الحصار والكف عن ممارسة سياسة التجويع بحق الكرد باءت بالفشل، لا يمر أسبوع دون أن يرسل الإقليم وفدا فنيا وسياسيا رفيعا إلى بغداد لحل الإشكالات ونبذ الخلافات القائمة من خلال الاحتكام إلى الدستور ولكن دون جدوى.
وأكثر من قام بهذه الجهود الدبلوماسية الجبارة رئيس الإقليم الحالي "نيجيرفان بارزاني"، هذا الرجل لا يتوقف عن الحركة باتجاه بغداد، زيارات تلو زيارات، ما إن يرجع منها حتى يعود إليها باحثا عن بصيص أمل للأزمات العالقة التي تعصف بالعلاقات بين العاصمتين بغداد وإربيل، فهو لا يكتفي بالزيارات المستمرة إلى بغداد للقاء القادة السياسيين الشيعة والسنة على حد سواء، بل يؤكد حضوره الدائم في المؤتمرات والمنتديات، يلتقي الباحثين والسياسيين وأصحاب القرار، ولا يفوت أي فرصة سانحة للتوصل إلى حل ناجع، فهو لا يكل ولا يمل من أجل الوصول إلى صيغة سياسية توافقية لجمع كافة الأطراف المتنازعة على كلمة سواء وفق الدستور..
وهو الضيف الدائم المرحب به في بغداد وفي العواصم الإقليمية والأوروبية، يلتقي هذا الرئيس ويبحث مع ذاك القائد والزعيم ولا يفوت أي فرصة توصله إلى نجاح سعيه الدبلوماسي، ففي 15 من شهر فبراير الماضي حضر مؤتمر ميونخ للأمن وكان له نشاط فاعل فيه من خلال لقائه بالرئيس الأمريكي "ترامب". وما إن رجع حتى طار إلى بغداد لحضور مؤتمر الحوار الوطني في 22 ـ 23 فبراير وفي 26 من نفس الشهر حضر منتدى أربيل الثالث رفقة 70 قائدا سياسيا وباحثا أكاديميا لبحث ودراسة مستقبل الشرق الأوسط في ظل المتغييرات السريعة التي طرأت على المنطقة، فهو بحسه الاستشرافي ورؤيته لمستقبل المنطقة يرى أن زلزال التغيير قادم إلينا لامحالة، ولابد من مواجهته ونبذ خلافاتنا وراء ظهورنا!