تضاعف أعداد مباريات الـ 100 دقيقة.. حكام أوروبا: لا لإضاعة الوقت
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
كشف تقرير للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) عن زيادة لأكثر من الضعف في عدد المباريات التي استمرت لمدة 100 دقيقة أو أكثر بالمراحل الأولى من أبرز 20 مسابقة دوري في أوروبا، مقارنة بالموسم الماضي.
وأصبح الحكام في مختلف مسابقات الدوري حول العالم يتبعون توجها جديدا لحساب الوقت الضائع بشكل أكثر دقة، حيث يحتسبون أوقات الاحتفال بالتسجيل وكذلك إجراء التبديلات، حسب ما أوضحته وكالة الأنباء البريطانية "بي إيه ميديا".
وكشف تقرير يويفا -الذي يُنشر اليوم الخميس- أن نسبة المباريات -التي استمرت لمدة 100 دقيقة أو أكثر من إجمالي مباريات المرحلتين الأولى والثانية من مسابقات الدوري- ارتفعت إلى أكثر من 43%، في حين أن تلك النسبة بلغت 20 % فقط طوال الموسم الماضي.
وكان الاتحاد الدولي لكرة الدم (فيفا) قد تبنى هذه الخطوة بهدف مكافحة إضاعة الوقت، للمرة الأولى بكأس العالم 2022 في قطر، وأعلن مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (إيفاب) في مارس/آذار الماضي أنه ينبغي على مسابقات الدوري حول العالم اتباع هذا النهج.
لكن زفونيمير بوبان مدير كرة القدم في "يويفا" وصف هذا التوجه الجديد مؤخرا بأنه "سخيف" متعهدا بعدم تطبيقه في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.
وجاء ذلك بعد مخاوف اللاعبين ونقاباتهم بشأن التوجه الجديد، حيث حذر رئيس اتحاد لاعبي كرة القدم المحترفين ماهيتا مولانغو -في أغسطس/آب الماضي- من أن هذه الرياضة "تنحدر نحو كارثة" فيما يتعلق بسلامة اللاعبين، في ظل التأثير المشترك للقواعد الجديدة والتوسع الكبير بجداول المباريات.
وأوضح تقرير يويفا الجديد أن 139 مباراة أول مرحلتين بمسابقات الدوري استمرت لمدة 100 دقيقة أو أكثر، مقابل 83 مباراة الفترة نفسها من الموسم الماضي، وأن متوسط زمن المباراة بات 100 دقيقة مقابل 97.7 الموسم الماضي.
يُذكر أن الدوري التركي كان الوحيد من بين أبرز 20 مسابقة دوري بأوروبا الذي تجاوز متوسط زمن المباراة فيه 100 دقيقة الموسم الماضي، بينما كان متوسط زمن المباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز 98.5 دقيقة الموسم نفسه.
وأثنى رئيس لجنة الحكام في الفيفا بيرلويجي كولينا على تبني المسابقات في مختلف أنحاء العالم للتوجه الجديد، وصرح -الشهر الماضي- أن هذه التوصية لا تؤثر على سلامة اللاعبين وإنما "تعمل ببساطة على تعويض الوقت الضائع".
وأضاف "أثق أن أغلب أصحاب المصالح المعنيين يوافقون على ذلك. وقد كان رد الفعل الذي شهدناه في مونديال قطر وكأس العالم 2023 للسيدات، سواء من الفرق أو المتفرجين، إيجابيا للغاية".
وتابع كولينا "أظهر بحث للمنتدى العالمي للبطولات أن 90% من الأعضاء يوافقون على الآليات التي بدأ تطبيقها في مونديال قطر".
وشكر رئيس لجنة قضاة الملاعب بالفيفا الحكامَ الذين يطبقون ما أوصى به "إيفاب" بشكل صحيح، بما في ذلك في بطولات يويفا.
وختم الحكم الإيطالي الدولي السابق "أتفهم أن أي إصلاحات بقوانين اللعبة قد تواجه بشكوك من البعض، ولكن كما كان الحال في إدخال نظام فار (حكم الفيديو المساعد) عندما تهدف التدابير للدفاع عن كرة القدم، يتم تقبلها نهاية المطاف".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الموسم الماضی
إقرأ أيضاً:
من غرينلاند إلى أوكرانيا.. هل يعيد ترامب وبوتين تشكيل خريطة العالم؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يبدو أن المشهد السياسي العالمي يشهد تحولات كبرى في ظل محاولات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تشكيل تحالف استراتيجي مع روسيا بقيادة فلاديمير بوتين. فبينما يروج ترامب وفانس لضم غرينلاند وكندا إلى الولايات المتحدة، يبرز دعم بوتين لهذه الفكرة، مما يثير تساؤلات حول طبيعة المصالح المشتركة بين الطرفين.
تحالف قطبي أم لعبة هيمنة؟
بوتين، الذي غير خريطة أوروبا لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية بضم أجزاء من أوكرانيا، يجد في ترامب حليفًا غير متوقع. فمن خلال الترويج للهيمنة الأمريكية على المناطق القطبية، يسعى ترامب إلى تشكيل شراكة قطبية مع روسيا، وهي خطوة من شأنها تهديد مصالح أوروبا وكندا وشمال المحيط الأطلسي.
القطب الشمالي يمثل هدفًا استراتيجيًا لكلا الطرفين، حيث يحتوي على 22% من احتياطيات النفط والغاز العالمية، إلى جانب كونه طريقًا تجاريًا أسرع بين آسيا وأوروبا. ومع ذوبان الجليد بفعل التغير المناخي، تزداد أهمية المنطقة اقتصاديًا وعسكريًا. روسيا، التي تمتلك 41 كاسحة جليد، منها 7 تعمل بالطاقة النووية، تستثمر بكثافة في المنطقة، مما يدر عليها أرباحًا تقدر بمئات المليارات من الدولارات.
التقارب الروسي – الأمريكي: صفقة أم فخ؟
تشير المعطيات إلى أن بوتين قد عقد صفقة مع ترامب، تقوم على دعم الأخير في محاولاته لتهديد كندا وغرينلاند، مقابل تمرير غزو بوتين لأوكرانيا. في المقابل، تعارض أوروبا بشدة هذا المخطط، وتدرك أن السماح لروسيا بابتلاع أوكرانيا سيفتح الباب أمام مزيد من التوسع، ما قد يصل إلى ألمانيا مرورًا ببولندا، بينما ستجد بريطانيا وفرنسا نفسيهما محاصرتين بالغواصات النووية الروسية.
هل يسقط ترامب تحت الضغوط الاقتصادية؟
في مواجهة هذا السيناريو، يبدو أن أوروبا تتحرك بالتعاون مع الدولة العميقة في أمريكا لإفشال مخططات ترامب. فعلى الرغم من شعبيته الكبيرة، فإن الاقتصاد الأمريكي يشهد ضغوطًا غير مسبوقة، مع ارتفاع العجز المالي إلى 148 مليار دولار، وتراجع مؤشرات الأسواق المالية بشكل حاد. السياسات التجارية لترامب، التي أدت إلى تصعيد الحروب الجمركية، ساهمت في تفاقم التضخم، مما دفع المستهلكين إلى الإنفاق المفرط تحسبًا لارتفاع الأسعار.
المؤشرات الاقتصادية السلبية قد تكون جزءًا من خطة أكبر لعزل ترامب سياسيًا، تمامًا كما حدث خلال جائحة كورونا في ولايته الأولى. وإذا استمرت الضغوط المالية والتجارية، فإنها قد تضعف الدعم الشعبي لترامب، مما يسهل استهدافه في الانتخابات القادمة.
الصين تدخل على خط المواجهة
لا يمكن إغفال دور الصين في هذه المعادلة. فالتنين الصيني ينظر بعين القلق إلى التقارب بين بوتين وترامب، خاصة أن الصين لديها تاريخ طويل من النزاعات الحدودية مع روسيا. وإذا تفاقمت الأزمة، فقد تجد الصين في أوروبا حليفًا استراتيجيًا لإفشال المخططات الأمريكية – الروسية، وربما تقدم تنازلات بشأن تايوان مقابل تحالف أوروبي يضر بمصالح ترامب.
الصين تمتلك أيضًا سلاحًا اقتصاديًا قويًا يتمثل في سندات الدين الأمريكية، والتي يمكن أن تستخدمها بالتعاون مع دول أخرى مثل اليابان لضرب الاقتصاد الأمريكي في اللحظة المناسبة. وإذا تزامن ذلك مع عدم قدرة ترامب على رفع سقف الدين الأمريكي، فإنه قد يصبح فعليًا رئيسًا معطلًا بلا قدرة على تنفيذ سياساته.
نهاية اللعبة: خسارة ترامب وبوتين؟
في النهاية، يبدو أن الرهان على تحالف ترامب – بوتين قد يكون خاسرًا. فالعالم لا يتحرك وفقًا لرغبات رجل واحد، والسياسات الاقتصادية والجيوسياسية المعقدة قد تجعل من ترامب مجرد ظاهرة صوتية، غير قادر على فرض أجندته كما يروج لأنصاره.
أما في الشرق الأوسط، فقد يكون بنيامين نتنياهو أول ضحايا هذا التحالف الفاشل، إذ يواجه عزلة دولية غير مسبوقة بسبب سياساته العدوانية. ومع تصاعد المشاعر المعادية لإسرائيل، قد يجد نفسه محاصرًا داخليًا وخارجيًا، تمامًا كما قد يحدث مع ترامب نفسه.
في النهاية، لن يكون سقوط ترامب اقتصاديًا وسياسيًا مفاجئًا، بل سيكون نتيجة حتمية لتحالفاته الهشة وخططه قصيرة النظر. وكما أفلس ماليًا ست مرات، فإن الإفلاس السياسي قد يكون المحطة الأخيرة في مسيرته.