آخر تحديث: 17 شتنبر 2023 - 9:16 ص بقلم:سعد الكناني كلمة “كش” في الفارسية بمعنى “مات” وأحيانا تستخدم للزجر، و”العراق كش” هي العبارة التي اطلقها نائب قائد الحرس الثوري المدعو (العميد علي فدوي) يوم 9/9 ، وقد صدق (فدوي) بذلك، لأن إيران حرصت على تكريس مفهوم الواقعية السياسية القائمة على عدم تخطي مصالحها، في أي تحركات عراقية على المستوى الداخلي والخارجي، والأكثر من ذلك الحفاظ على الوحدة السياسية للأحزاب الشيعية، وهذا ما يبدو واضحاً من الدور الذي تقوم به إيران في دعم جهود الإطار التنسيقي لتنفيذ مهمتها في العراق ، وتحاول طهران اليوم إيجاد مسار سياسي جديد يخدم رؤيتها السياسية في العراق، فهي تنظر بأهمية كبيرة لحجم نفوذها في العراق، فضلاً عن مكانة العراق كجسر إقليمي يغذي دورها في سوريا ولبنان واليمن وباقي البلدان، وهي تحاول تطويع المتغيرات السياسية العراقية، بالشكل الذي يجعلها تمثل فرصة أكثر من كونها تهديداً.
“العراق كش” ، بعد تدميره بطريقة الحكم بالجملة ، والفساد المشرعن ،وتكريس التخلف والأمية ، وقتل الصناعة والزراعة ، وكل ما هو “صنع في العراق” ،وتعليم فاشل وتدني المستوى العلمي ، ونشر الرذيلة وتحطيم النسيج الاجتماعي، وقضاء واقتصاد مدمر، وخدمات شبه معدومة ، والشعب يئن تحت واقع مرير، وميليشيات فوق الدستور والقانون، وإنعدام أمن المواطن، وشحة المياه والجفاف جراء قطع إيران المياه عنه بإصرار وتخفيضه من قبل تركيا، وتجريف البساتين وحرق المزارع من قبل الميليشيات الإيرانية، وموت ميناء الفاو الذي لم يكتمل بعد من قبل الإطاري (محمد شياع السوداني) بالربط السككي الكارثي مع إيران . فساد وفشل وبصمة إيرانية واضحة جدا في كل ملفات العراق المالية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والأمنية لدرجة الضعف والهوان ، وأصبح كلامها واضحا ودون تردد لأنها تعتبر العراق مقاطعة أو محافظة عائدة لها ، ولا أحترام لسيادته جراء تبعية الحكام وأحزابهم وميليشياتهم ومرجعياتهم . وقد قالها وزير الاقتصاد الإيراني (إحسان خاندوزي) وأكد عليها رئيس الغرفة التجارية الايرانية العراقية المشتركة (يحيى آل إسحاق) يوم (6/9/2023) “لن نسمح للعراق التطور لإبقائه سوقا لصادراتنا وزيادة إيراداتنا المالية”. نقولها بصوت عالٍ ” لا مستقبل للعراق في ظل الحكم الإطاري” ،على المستوى السياسي فهو تابع إيراني ، وعلى المستوى الاقتصادي فإيراداته النفطية تذهب (60%) منها لإستيراد البضائع ومعظمها من إيران، وموازنة تعاني من عجز أكثر من (49) مليار دولار ومديونية داخلية وخارجية تتعدى (150) مليار دولار وفق تقرير البنك الدولي الذي صدر بتاريخ (20/8/2023) ،وعلى المستويات الأخرى فالشواهد واضحة تؤكد على الحقيقة المؤلمة التي يعيشها هذا البلد. إيران مصرة على أن تأخذ من العراق ما لا يقل عن (25) مليار دولار سنويا، من أصل مبلغ كل موازنة سنوية، تحت أغطية “التجارة وعناوين أخرى ” . لقد صدع رؤوسنا الإعلام الإطاري في الاشادة بحكومة(محمد شياع السوداني) واستمرار البحث عن وسائل جديدة من أجل ممارسة نوعا من تهيئة نفسية لقبولها ، لكن كل ذلك السعي انما هو مجرد فقاعات يعاد اطلاقها في الهواء لا قيمة لها. لقد ثبت (السوداني) خاصة بعد الربط السككي مع إيران أنه أكثر إيرانية من الاخرين. ولم يظهر حتى الآن استعداده للدفاع عن مصالح بلاده الأساسية رغم مضي أكثر من عشرة أشهر على وجوده بالمصب لغاية وقت كتابة هذا المقال.الحكومة الإطارية الحالية تعيش بدون منافس، ولا مدقق، ولا رقيب، إنها حكومة وزراء فاشلين لا يقدر(السوداني)على إزاحتهم إلا بعد أخذ رأي أحزابهم لأنها جزء من نظام المحاصصة الفاسد. يجاهر (السوداني) بإنجازاته الإعلامية ولكنه لا يدرك أنها نهاية ” خرافة العراق الجديد”.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: فی العراق أکثر من
إقرأ أيضاً:
السوداني يدعو إلى الإسراع في تشكيل حكومة الإقليم
آخر تحديث: 14 نونبر 2024 - 9:43 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أبدى رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، أمس الأربعاء، استعداد الحكومة الاتحادية لتقريب وجهات النظر بين قوى الاقليم، فيما أكد حرصه على الإسراع في تشكيل حكومة إقليم كردستان العراق.وذكر بيان لمكتبه ، أن “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، التقى رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، بحضور نائب رئيس حكومة إقليم كردستان العراق قوباد طالباني، وذلك خلال زيارته الى محافظة السليمانية التي وصلها مساء امس الأربعاء، ضمن زيارته للإقليم”.وقدم السوداني، “تهانيه بمناسبة نجاح العملية الانتخابية في الإقليم، وما عكسته من نتائج ينتظر منها تشكيل حكومة تلبي تطلعات مواطني الإقليم، وتستكمل التفاهمات والتعاون لتسوية جميع الملفات”.وأكد السوداني، أن “الفوز الأكبر يتمثل بالمشاركة الواسعة في الانتخابات، والتي تعد بمثابة رسالة مهمة يتحتم على القوى السياسية عدم التفريط بها”، مبيناً أن “أمام القوى الفائزة استحقاقا آخر يتمثل بالتفاهمات لتشكيل الحكومة التي نأمل أن تنجز سريعاً”.وأبدى، “استعداد الحكومة الاتحادية العمل لتقريب وجهات النظر بين مختلف القوى السياسية في الإقليم”، مؤكداً أن “المواطن سيقيم مشاركته في ضوء ما سينجز على الأرض من البرامج الانتخابية”.وأشار السوداني إلى “ما تمر به المنطقة من منعطف حرج بسبب استمرار العدوان الصهيوني على غزّة ولبنان، ما يستدعي بذل الجهود وتوحيد الصف الوطني لمواجهة الخطر الذي يهدد دول المنطقة”.من جانبه أشاد رئيس الاتحاد الوطني، بـ”موقف رئيس مجلس الوزراء الذي وصفه بالمحايد، ودعمه لانتخابات برلمان إقليم كردستان العراق”، مؤكداً “إسناده ودعمه الكامل للحكومة الاتحادية في مختلف الاستحقاقات”.وبين طالباني “حرصه على الإسراع في تشكيل حكومة الاقليم، بهدف تنفيذ التفاهمات مع الحكومة الاتحادية”، لافتاً إلى “دعم الجهود الرامية الى تبني رؤية مشتركة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم بهدف تحقيق التوازن والفوائد الأفضل في استثمار الثروة النفطية”.