والسبت، كشفت الدول الثلاثة، التي تجمعها حدود مشتركة وتحكمها جميعا مجالس عسكرية، تشكيل تحالف يضمن أن تتعاون عسكريا في حال تعرض إحداها لتمرد داخلي أو عدوان خارجي.

وقال رئيس المجلس العسكري الحاكم في مالي، أسيمي غويتا، على موقع "إكس": "لقد وقعت اليوم مع رئيسي بوركينا فاسو والنيجر على ميثاق ليبتاكو-غورما لإنشاء تحالف دول الساحل بهدف إنشاء إطار للدفاع الجماعي والمساعدة المتبادلة".

كانت نقطة الانطلاق لهذا التحالف إعلان مالي وبوركينا فاسو، نهاية يوليو، التضامن مع المجلس العسكري في النيجر بعد الانقلاب على الرئيس محمد بازوم، في مواجهة تهديد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" بالتدخل العسكري لإنهاء الانقلاب بالقوة، وقالت الدولتان حينها إن الحرب على النيجر ستعني الحرب عليهما أيضا.

ماكرون يتهم العسكريبن بالنيجر بـ"احتجاز" سفير فرنسا بنيامي ماكرون يتهم العسكريبن بالنيجر بـ"احتجاز" سفير فرنسا بنيامي "ضعيف للغاية"ل 

لا تعول الباحثة الأميركية المتخصصة في الشؤون الدولية، إيرنينا تسوكرمان، كثيرا على قدرة هذا التحالف في تحقيق أهدافه، سواء في مكافحة التمرد والإرهاب في الداخل، أو ردع العدوان الخارجي.

وترجع الباحثة ذلك إلى: رغم التدريب المكثف الذي تلقته هذه الجيوش على يد قوات أميركية وأوروبية، إلا أنها ضعيفة للغاية في مواجهة التهديدات الداخلية والعدوان الخارجي؛ نتيجة الفساد وسوء الإدارة وتضارب المصالح الطائفية والعرقية، مع الاعتماد المفرط على القوات الأجنبية.

ولذلك، لو قررت القوات الفرنسية التدخل العسكري في النيجر (لإزاحة المجلس العسكري الحاكم الحالي) ربما يكون بوسعها بمفردها أن تضع حدا لكل هذه الجيوش مجتمعة. هذا التحالف ربما يكون بتحريض من فاغنر (المجموعة المسلحة الروسية الخاصة) التي تستولي الآن على قواعد عسكرية تركتها القوات الفرنسية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (في مالي).

لكن "فاغنر" تخدع حكومات الدول الثلاثة بشأن مستوى الدعم الذي يمكن أن تقدمه لهم في حال وقوعهم في مواجهات.

رسالة إلى إيكواس فيما يخص تأثير هذا التحالف الجديد على "إيكواس"، والتي تعد الدول الثلاثة من أعضائها، تقول الباحثة الأميركية: التحالف رسالة لـ"إيكواس" بأن تعيد النظر في استعدادها للتدخل العسكري ضد النيجر. لكن نظرا لضعف البلدان الثلاثة، والتحديات الداخلية التي تواجهها، فليس من الواضح ما إن كانت هذه الرسالة يمكن حقا أن تثير قلق "إيكواس".

لكن في نفس الوقت، هذا التحالف الثلاثي يشير إلى أن أي حرب مستقبلية لن تكون مسألة مواجهات فردية، بل شأنا إقليميا.

 رغم ما سبق، لا تستبعد إيرنينا تسوكرمان دخول منطقة الساحل والصحراء (وسط وغرب إفريقيا) في حرب، مع استعداد كافة الأطراف لها، مستدلة بعدة مؤشرات: تشكيل التحالف الثلاثي يعطي إشارة لحركات الاستقلال والمنظمات الإرهابية بأن المنطقة تستعد لحرب داخلية محتملة.

من ناحيتها، تستعد هذه الحركات والمنظمات لصراع يساعدها في إضعاف جيوش الدول الثلاثة، وفتح الطريق أمامها للتمدد، أو اجتياح حدود دول أخرى.

مختلف الأطراف ستستعد لمواجهات في حرب شاملة، ويظهر ذلك في تعبئة القوات، جمع الأموال للمعركة، تهريب الأسلحة والسلع، تشكيل تحالفات، والانخراط في محادثات خلف الكواليس مع حلفاء محتملين مثل القبائل والمليشيات وأصحاب مصالح إقليميين.

هذا سينعكس على "إيكواس" (المكونة من 15 دولة في وسط وغرب إفريقيا)، باحتمال حدوث انقسام كبير في داخلها، وأن تدخل المنطقة في حرب لا نهاية لها، فيها الخسائر مؤكدة والمكاسب غير واضحة.

لن يكون من الحكمة لـ"إيكواس" أن تنخرط في هذه المواجهة بمفردها دون مساعدة غربية، ومن المرجح أن تكون هذه الحرب الشاملة غير حاسمة، دموية، فوضوية، طويلة الأمد، وتؤدي لكارثة إنسانية كبرى.

تحركات مقلقة ضمن استعدادات الحركات الانفصالية لحروب داخلية، أعلن "الإطار الاستراتيجي الدائم للحركات الأزوادية" (سيما)، في إقليم أزواد شمالي مالي، في 12 سبتمبر، التعبئة العامة ضد الجيش؛ سعيا للسيطرة على الإقليم.

الثلاثاء الماضي، أعلنت "سيما" سيطرتها على مدينة "بوريم" في منطقة غاو، بعد اتهامها للجيش بقصف مواقعها.

وفي النيجر، أعلن عيسى أغ بولا، حليف الرئيس المعزول، محمد بازوم، ومؤسس "مجلس المقاومة من أجل الجمهورية"، حمل السلاح ضد الجيش بحجة تأييده للانقلابيين.

كما نشط تنظيم داعش الإرهابي، وجماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، في تنفيذ هجمات تستهدف القوات الحكومية الشهر الأخير في النيجر ومالي وبوركينا فاسو

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

المتحدث العسكري: القوات المسلحة تبذل جهودا لمجابهة التحديات على كافة الاتجاهات الإستراتيجية

قال العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ، المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة: إن معركة الوعي تمثل تحدٍ رئيس، ولها دور كبير في عملية البناء والتنمية.

وأشار المتحدث العسكري، إلى أن القوات المسلحة تحرص على دعم المجتمع المدني والمساهمة فى توفير حياة كريمة للمواطنين وتخفيف الأعباء عن كاهل الأسر الأولى بالرعاية.

وأوضح المتحدث العسكري، أن تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية يأتي إنطلاقاً من المسئولية والثوابت المصرية تجاه الدول الشقيقة والصديقة.

وشدد المتحدث العسكري، أن رجال القوات المسلحة يبذلون جهوداً مضنية لمجابهة التحديات الراهنة وغير المسبوقة على كافة الإتجاهات الإستراتيجية.

اقرأ أيضاًالمتحدث العسكري لـ الراديو 9090: نمتلك أحدث التكنولوجيا ونظم التسليح العالمية

المتحدث العسكري لـ الراديو 9090: أسطورة الجيش الذي لا يقهر تحطمت تحت أقدام المصريين

المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة في لقاء خاص وحصري على «الراديو 9090».. غدا

مقالات مشابهة

  • دورة مجلس طنجة تهدد تماسك تحالف الأغلبية مركزياً وجهوياً وتعطيل مشاريع المونديال
  • قيادي بحركة فتح: نتنياهو يحضر لحرب دينية كبرى في المنطقة (فيديو)
  • قيادي بحركة فتح: نتنياهو يسعى لحرب دينية كبرى وشعبيته تزداد بسفك الدماء
  • بن مبارك يبحث مع قيادة قوات التحالف جوانب التنسيق والتكامل مع الحكومة
  • دولة وحيدة حصلت عليها إفريقيا.. المغرب يستعد لدخول نادي الدول المتوفرة على مروحيات أباتشي الهجومية الأقوى في العالم
  • حموشي يستقبل المستشار العسكري الرئيسي البريطاني للشرق الأوسط وشمال إفريقيا
  • المتحدث العسكري: القوات المسلحة تبذل جهودا لمجابهة التحديات على كافة الاتجاهات الإستراتيجية
  • المتحدث العسكري: القوات المسلحة من أكبر الجهات المشاركة في بعثات الأمم المتحدة
  • الشرعية تعرض على التحالف رؤية جديدة لتطوير القوات المسلحة اليمنية والدعم المطلوب لذلك
  • المتحدث العسكري: دعم قدرات الأفرع الرئيسية بأحدث نظم التسليح