مستقبلهم في خطر.. الحرب في اليمن تحرم أطفال النازحين من التعليم!
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
يعيش ملايين النازحين اليمنيين في مخيمات لا تتوفر في أغلبها المدارس، وهو ما يحرم أطفالهم من التعليم. كما أن الفقر وظروف الحياة الصعبة تدفع الكثير من الأطفال إلى سوق العمل بدل الالتحاق بالمدارس.
بعد أن أجبرتها الحرب والظروف الأمنية غير المستقرة، على النزوح مع أسرتها، لم تعد بركة الطفلة اليمنية، البالغة من العمر عشر سنوات قادرة على الذهاب إلى المدرسة مع بدء العام الدراسي الجديد، لعدم وجود مدرسة قريبة من المخيم الذي تعيش فيه مع أسرتها، حالها حال نسبة كبيرة من أطفال الأسر النازحة.
حيث يستمر الملايين من اليمنيين بالنزوح في مخيمات وفي مدن متعددة، رغم الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ منذ ما يقرب من عام ونصف، ونزحت بركة مع أسرتها المؤلفة من سبعة أفراد من محافظة البيضاء وسط البلاد، لتستقر في أحد المخيمات الواقعة بمنطقة بيحان في محافظة شبوة المحاذية للبيضاء، وهي غير قادرة على الالتحاق بالمدرسة، رغم أنها لا تزال في المرحلة الابتدائية.
وكشف عاملون في المخيم لـDW عربية، أن مبادرة خيرية سعت إلى سد الاحتياج من خلال بناء ثلاثة فصول دراسية قرب المخيم، لكن المشروع تعثر، وبسبب ذلك فإن بركة غير قادرة على مواصلة التعليم، مع بداية العام الجديد.
وفي المخيم المعروف بـ"ضبا"، والذي يضم 59 أسرة نازحة، يقول لـDW عربية معمر القيضي المتطوع العامل في المخيم: إن نحو 80 بالمائة من الأطفال في المخيم خارج المدارس، وأغلبهم من الفتيات، إذ "تم بناء المرحلة الأولى والثانية من مشروع الفصول الدراسية، إلى أن وصل البناء إلى السقف وبسبب الحرب والظروف المعيشية الصعبة توقف العمل بمشروع بناء المدرسة، ليشكل خيبة أمل، للأطفال الذين كانوا يتوقون للالتحاق بالمدرسة". ويشدد على أن الوقت ما يزال متاحاً للعمل على تدارك المشكلة، بإصلاح هذه الفصول.
وعلى الرغم من جهود بناء مدارس في المخيمات أو بالقرب منها، فإن العام الجديد، حمل تحديات جديدة، كما هو حال النازحين في مخيم "العبر" بمحافظة حضرموت، وهو المخيم القريب من الحدود السعودية، إذ جرى إغلاق المدرسة الوحيدة، لأسباب غير واضحة، لكنها في المجمل تدفع بالمزيد من الأطفال إلى خارج المدارس.
ربع الأطفال في سن التعليم خارج المدارس
منذ أكثر من ثماني سنوات، ألحقت الحرب وما تبعها من كارثة إنسانية، أضراراً بالغة بالعديد من القطاعات، بما في ذلك التعليم، الذي يعاني جراء عوامل متعددة، أبرزها الوضع المعيشي لما يصل إلى 80 بالمائة من اليمنيين وفق تقديرات الأمم المتحدة، إلى جانب تأثر التعليم بالانقسام العسكري والسياسي، وصولاً إلى عدم دفع مرتبات المعلمين في صنعاء ومحيطها من المحافظات منذ سنوات. وحتى بالنسبة للمحافظات التي يتسلم فيها المعلمون مرتباتهم، فإنهم يشتكون من كونها مستحقات متدنية أصلاً، لا تضمن للمعلم تغطية احتياجاته الأساسية مع ارتفاع الأسعار وتراجع قيمة العملة المحلية في السنوات الأخيرة.
ووفقاً لبيانات كتلة التعليم، يوجد أكثر من مليونين و661 ألف طفل يمني في سن التعليم خارج المدارس، بينهم مليون و410 آلاف فتاة ومليون و251 ألف من الذكور، هذه النسبة تشكل ما يقرب ربع عدد الأطفال اليمنيين في سن التعليم والمقدر بـ 10,8 ملايين طفل. أي أن طفلا من كل أربعة أطفال في اليمن خارج المدرسة.
أكثر من نصف مخيمات النزوح بلا خدمات تعليم
يشكل النازحون في المخيمات، نسبة غير قليلة من إجمالي النازحين المقدر عددهم بالملايين، والذين تعيش غالبيتهم في مواقع نزوح غير رسمية بالمدن وغيرها، ويبلغ عدد النازحين بالمخيمات، وفقاً لأحدث إحصائية توفرها كتلة التعليم الإغاثية (المؤلفة من مجموعة من الجهات المحلية والمنظمات بما فيها الأمم المتحدة)، أكثر من مليون 336 ألف نازح، في جميع محافظات.
وحسب بيانات الكتلة، فإن خدمات التعليم التي تتوفر بصورة فعالة تغطي نحو 8 بالمائة فقط من مواقع النزوح في المخيمات، في حين أن ما نسبته 38,87 بالمائة يحصلون على خدمات تعليم غير كافية، أما النسبة الأكبر من مواقع النزوح والتي تزيد عن 53 بالمائة لا تتوفر فيها خدمات التعليم من الأساس.
وحسب البيانات الرسمية لكتلة التعليم في اليمن، يبلغ عدد الأطفال النازحين في سن التعليم أكثر من مليون و492 ألف طفل، بينهم ما يزيد عن 791 ألف فتاة و701 ألف من الذكور. وفي الوقت الذي لم تكشف فيه الكتلة عن العدد الفعلي للنازحين خارج المدارس، أظهرت أحدث إحصائية للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين حصلت عليها DW عربية، أن عدد الأطفال النازحين في سن التعليم بالمحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً فقط، بلغ أكثر من 549 ألف طفل، بينهم 388 ألفاً و765 نازحاً في مواقع النزوح غير الرسمية (المدن وغيرها)، و160 ألفاً و320 نازحاً في المخيمات، أغلبهم من الفتيات، ويبلغ عدد من هم خارج المدارس من بين هؤلاء أكثر من 109 آلاف نازح، أي حوالي 20 بالمائة.
المعاناة لا تستثني النازحين بالمدن
لا تقتصر الصعوبات المتصلة بتعليم النازحين، على أولئك الذين يقطنون المخيمات أو المناطق النائية، فحتى الذين يعيشون في لدى أقرباء أو بالإيجار في مدن مختلفة، فإن كثيرين منهم كغيرهم من السكان، يعانون من الصعوبات المتعلقة بإلحاق أطفالهم بالمدارس، نتيجة الفقر الذي تعاني منه غالبية الأسر، فضلاً عن الصعوبات المتعلقة بالتعليم.
ففي عدن، ورغم مرور أسابيع على بدء العام الدراسي الجديد، لا تزال مرام البالغة من العمر 11 عاماً، وشقيقاها الأصغر سناً (محمد ومازن 9 و7 سنوات)، خارج المدرسة، لكنهم كما يقول والدهم بشير أحمد الذي يعمل في أحد المتاجر الخاصة بالمدينة، لـDW عربية، تلقوا وعداً من المدرسة الحكومية القريبة بالعمل على استيعابهم في الأسابيع المقبلة، بعد أن اكتملت القدرة الاستيعابية للمدرسة بالنسبة لفصول المرحلة الابتدائية والإعدادية. ويضيف أحمد أن دخله الشهري الذي بالكاد يغطي نفقات الأسرة الأساسية لا يكفي لإلحاق أطفاله بإحدى المدارس الخاصة، والتي تنتشر بالعشرات في المدينة.
حاجة لمدارس جديدة وتحسين وضع النازحين
ويقول لـDW عربية، نجيب السعدي، رئيس الوحدة التنفيذية للنازحين (هيئة حكومية)، إن وجود هذه النسبة يعود لأسباب متعددة، تشمل "عدم وجود مدارس تتمتع بقدرة استيعابية كافية، إلى جانب الوضع المعيشي للنازحين. إذ أن هناك العديد من الآباء النازحين يفضلون أن يذهب أبناؤهم إلى العمل، لمساعدة الأسرة على توفير متطلبات الحياة، وكذلك لعدم قدرة كثير من الآباء على توفير مستلزمات الأطفال للدراسة، وصولاً إلى صعوبات تتعلق بعدم قدرة الأسر على توفير الوثائق اللازمة لتسجيل الأطفال في المدارس، التي تعاني بعضها من نقص في وجود المعلمين".
ويشير السعدي إلى أنه في العديد من المناطق، لم يتم بناء أي مدرسة جديدة منذ العام 2014، في المقابل تضاعف عدد السكان، كما هو الحال في محافظة مأرب التي ارتفعت فيها الكثافة السكانية نحو ثمانية أضعاف، بسبب النزوح. ويشدد على أهمية أن يعمل كافة شركاء العمل الإنساني على بناء مدارس جديدة وبناء فصول جديدة في المدارس القائمة، وكذلك الاهتمام بتحسين الأوضاع المعيشية للنازحين، وهو ما لن يتأتى وفق المتحدث، إلا بمشاريع مدرة للدخل للنازح.
الجدير بالذكر، أن هذه التحديات تأتي في ظل الجهود الإغاثية، حيث تعمل أكثر من 20 منظمة إغاثية في اليمن، بما فيها المنظمة الدولية للهجرة واليونيسف، على الاستجابة في قضايا تعليم النازحين، وتقدم خدمات في 13 نشاطاً رئيسياً، تشمل إنشاء وتوسيع وإعادة تأهيل بعض الفصول الدراسة، وأخرى تتعلق بمرافق المياه والصرف الصحي والنظافة والأثاث المدرسي، إلى جانب تزويد الطلاب بالمواد التعليمية في البيئات الرسمية وغير الرسمية.
وتواصل موقع DW عربية، مع منظمة اليونيسف للحصول على إجابات بشأن أزمات التعليم للأطفال النازحين، إلا أنه لم يتلق رداً حتى لحظة كتابة التقرير.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن نازحون التعليم أطفال الأزمة اليمنية خارج المدارس فی المخیمات فی المخیم فی الیمن أکثر من
إقرأ أيضاً:
«التعليم»: نموذج إشرافي لدعم المدارس وتحقيق التميز التعليمي
أكدت وزارة التعليم التزامها بتعزيز النموذج الإشرافي القائم على تمكين المدارس، وذلك في إطار جهودها المستمرة للارتقاء بجودة الأداء التعليمي والتربوي.
وأوضحت أن هذا التوجه يأتي انسجامًا مع السياسات والتوجهات التي تعتمدها الوزارة لتطوير العمل الإشرافي ودعم المدارس في تحمل مسؤولياتها الإشرافية وفق الأدلة التنظيمية المعتمدة، مثل الدليل التنظيمي لمدارس التعليم العام، ودليل الأهداف والمهام، ووثيقة المعايير والمسارات المهنية للمعلمين.
أخبار متعلقة المملكة تنضم إلى مبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود «IPHE»«موانئ» للمقاولين: احذروا تشغيل مركبات بدون بطاقة تشغيلوأضافت أن هذا النموذج يسعى إلى تقديم دعم متكامل وشامل للمدارس في مختلف المجالات الإشرافية التي تشمل التدريس، نواتج التعلم، الأنشطة المدرسية، والتوجيه الطلابي، من خلال تقديم استشارات تعليمية وتربوية متخصصة تسهم في تحسين عمليات التعليم والتعلم.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } «التعليم»: نموذج إشرافي لدعم المدارس وتحقيق التميز التعليميتحسين الأداءوذكرت أنه يهدف إلى مساندة المدارس في إعداد وتنفيذ خطط تحسين الأداء بناءً على نتائج معايير التقويم المدرسي الذاتي والخارجي، وبما يضمن تحقيق جودة الأداء التعليمي والارتقاء بالمخرجات التربوية.
وتابعت الوزارة أن الدعم المقدم للمدارس من خلال هذا النموذج يشمل تعزيز معارف ومهارات المعلمين في تصميم خطط التدريس وبناء خبرات تعليمية ملائمة لاحتياجات الطلاب، مع مراعاة الفروق الفردية وخصائص المراحل العمرية المختلفة.
وأشارت إلى أن دعم المعلمين يشمل بناء أسئلة الاختبارات بأسلوب علمي ومنهجي، وتقديم تغذية راجعة مستمرة للطلاب تسهم في تحسين نواتج التعلم، مع تحفيزهم لتبني أساليب تدريسية مبتكرة تعزز التفكير الناقد والإبداعي لدى الطلاب.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } «التعليم»: نموذج إشرافي لدعم المدارس وتحقيق التميز التعليمي
وفيما يتعلق بدور إدارة المدرسة، شددت الوزارة على أهمية تعزيز جهود الإدارات المدرسية لضمان الالتزام بالبرنامج الزمني لليوم الدراسي، وإعداد الجداول الدراسية بما يحقق الأهداف المرجوة من المناهج الدراسية، إلى جانب تمكين المعلمين من أداء أدوارهم التخصصية بكفاءة وفاعلية.
وأكدت أن هذا الدعم يتضمن تقديم استشارات إدارية تساعد المدارس على بناء خطط تحسين الأداء بناءً على نتائج معايير التقويم المدرسي، مع التركيز على مشاركة جميع منسوبي المدرسة لضمان تحقيق الأهداف المشتركة.أنشطة طلابيةولفتت إلى أهمية تفعيل دور التوجيه الطلابي في المدارس، ليشمل تقديم الدعم السلوكي والتعليمي للطلاب، ومعالجة التحديات التي تواجههم، وتعزيز القيم الإسلامية والوطنية في نفوسهم.
وأضافت: يشمل ذلك تقديم خطط تعلم أسبوعية موجهة للطلاب وأولياء الأمور، إلى جانب دعم الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة والموهوبين من خلال برامج متخصصة تلبي احتياجاتهم وتعزز من إمكاناتهم.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } «التعليم»: نموذج إشرافي لدعم المدارس وتحقيق التميز التعليمي
وفي سياق الأنشطة المدرسية، أشارت الوزارة إلى ضرورة تفعيل الأنشطة غير الصفية كوسيلة فعّالة لتطوير مهارات الطلاب وصقل مواهبهم في مجالات متنوعة.
وأكدت أهمية اختيار برامج وأنشطة مبتكرة تركز على تنمية مهارات التفكير والاستقصاء، مع توفير استشارات متخصصة للمدارس لتفعيل الأنشطة التي تعزز القيم الإيجابية وتنمي الإبداع لدى الطلاب.
وفيما يتعلق بالتطوير المهني، دعت الوزارة إلى تبني أساليب متنوعة لتحسين الأداء المهني للمعلمين، مثل تنظيم ورش العمل، وحلقات النقاش، والدروس التطبيقية، ومجتمعات التعلم المهنية.
وشددت على أهمية استثمار الخبرات الجيدة لدى الكوادر التعليمية لنقلها إلى زملائهم، مع التأكيد على توفير استشارات متخصصة للمدارس حول آليات تحديد الاحتياجات التدريبية وفق المعايير المهنية للمعلمين.
واختتمت وزارة التعليم بأن هذه الجهود تأتي ضمن إستراتيجيتها الشاملة لتحسين الأداء الإشرافي، ودعم المدارس في تحقيق أهدافها التربوية والتعليمية، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى بناء نظام تعليمي متكامل يرتقي بمهارات الطلاب ويسهم في تمكينهم من تحقيق التميز في جميع المجالات.