طوفان القمح الروسي يخفّض أسعاره العالمية إلى النصف من ذروة الحرب
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
الاقتصاد نيوز-بغداد
يعزز حصاد القمح الوفير في روسيا للموسم الثاني على التوالي مكانة البلاد باعتبارها المُصدّر الأول له، لكنه يخفف أيضاً من ضغوط الأسعار الناجمة عن غزوها لأوكرانيا.
أعاقت حرب الكرملين -بما في ذلك الحصار وقصف الموانئ- صادرات أوكرانيا من السلع الغذائية، مما ساعد على تعزيز هيمنة روسيا على سوق القمح العالمية.
إغلاق البحر الأسود يمحو ثلث صادرات الحبوب الأوكرانية
مع ذلك؛ أعطت موانئ الحبوب المكتظة في روسيا جانباً مشرقاً أيضاً لمستهلكي القمح الذين يعانون من أزمة تكلفة المعيشة، يتمثل في تسجيل الأسعار أدنى مستوياتها منذ نحو ثلاث سنوات. وعلى الرغم من جهود الكرملين لاستغلال الوضع -من خلال دعم أسعار القمح لإعادة ملء خزائنه- يقل سعر القمح في مجلس شيكاغو للتجارة عن نصف ذروته التي بلغها بعد بداية الغزو الروسي.
قالت هيلين دوفلوت، محللة سوق الحبوب في "ستراتيجي غرينز" (Strategie Grains) : "لا يوجد منافسون كُثْر للقمح الروسي. روسيا هي صانعة الأسعار في الوقت الحالي".
مساع لوضع حد أدنى للسعر
مع انخفاض الأسعار بسبب وفرة المعروض؛ تحاول روسيا استغلال مركزها المهيمن لوضع حد أدنى لتراجع الأسعار في السوق. ولن يؤدي هذا فحسب إلى استرضاء مزارعيها الذين يشعرون بالانزعاج إزاء تضاؤل إيراداتهم؛ وإنما من شأنه أيضاً أن يعزز خزائن الكرملين التي أنهكتها الحرب من خلال توليد عوائد ضريبية إضافية.
يحاول المسؤولون الروس فرض حد أدنى سعري غير رسمي للصادرات، وفق أشخاص مطلعين على الأمر. وقال الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن الأمر خاص، إن هذا الأمر يجبر بعض المتعاملين على معاودة التفاوض على الصفقات، بل إلى إلغائها.
روسيا تحكم قبضتها على إمدادات القمح العالمية
أضاف الأشخاص أن الحكومة يمكنها فرض الحد الأدنى للسعر من خلال رفض منح وثائق التصدير للشحنات منخفضة التكلفة. ومع ذلك؛ فإن تطبيق الحد الأدنى للسعر لم يكن متسقاً.
فقد حجزت مصر هذا الشهر كمية هائلة من القمح الروسي في صفقة خاصة بسعر أقل من الحد الأدنى غير الرسمي في المناقصات العامة. وبعد أيام عدة، قالت مصر إنه سيُسمح للتاجر بتوريد الحبوب من مناشئ أخرى غير روسيا. ويسمح هذا لوزارة الزراعة الروسية "بحفظ ماء وجهها" (تجنب أو رفض) في الصفقات التي تقل عن حدها الأدنى للسعر، وفقاً لأندريه سيزوف، المدير الإداري في شركة الأبحاث "سوف إيكون" (SovEcon).
قال سيزوف: "إذا لم يبيعوا بالضرورة القمح الروسي، فهذا يعني أنهم لم ينتهكوا الحد الأدنى للسعر الروسي".
توقعات بصادرات قياسية
لم ترد وزارة الزراعة الروسية على أسئلة عما إذا كانت ستفرض حداً رسمياً للأسعار. وقال إدوارد زرنين، رئيس الاتحاد الروسي لمصدري الحبوب: "نتمسك بأسعارنا التي تُمليها زيادة تكاليف الإنتاج".
مع ذلك؛ فإن الحد الأدنى للسعر يشكل علامة أخرى على سعي الكرملين إلى تشديد سيطرته على صادرات الحبوب الروسية، وبالتالي على السوق العالمية.
تخارجت بيوت تجارة دولية من روسيا في وقت سابق من العام الجاري مع تصاعد الانتقادات الرسمية للشركات الأجنبية. وتستمر موسكو أيضاً في اجتذاب المشترين في أفريقيا والشرق الأوسط، في حين تهاجم البنية التحتية للتصدير الزراعي في أوكرانيا، وتمزج الحبوب من المناطق المحتلة مع إنتاجها الخاص.
صادرات القمح الروسي تتضاعف عن مستويات ما قبل الحرب
في تأكيد على هيمنة موسكو على سوق القمح؛ زادت وزارة الزراعة الأميركية الأسبوع الماضي توقعاتها للصادرات الروسية وخفضتها للشحنات العالمية.
والنتيجة هي أنه على الرغم من استمرار حالة عدم اليقين بشأن الشحنات الأوكرانية؛ فإن هذه المخاوف تقابلها حقول القمح الوفيرة في روسيا، وفق ألكسندر كارافيتسيف، كبير الاقتصاديين في المجلس الدولي للحبوب.
قال كارافيتسيف: "استمرار صادرات روسيا الوفيرة وبأسعار تنافسية كان عاملاً رئيسياً يؤثر على معنويات المصدرين في مناشئ رئيسية أخرى في الأشهر القليلة الماضية".
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار القمح الروسی
إقرأ أيضاً:
الكرملين: أبطال العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا سيشاركون في العرض العسكري بيوم النصر
الثورة نت/
أعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الإثنين، أن طاقما استعراضيا مكون من أبطال العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، سيشارك في العرض العسكري الخاص بالذكرى الـ 80 للنصر في الحرب الوطنية العظمى والذي سيقام يوم 9 مايو المقبل في الساحة الحمراء وسط موسكو .
وقال بيسكوف ردا على سؤال بهذا الصدد، وفقا لما نقلت عنه وكالة “سبوتنيك”،: “بالتأكيد” .
وتستعد روسيا ودول رابطة الدول المستقلة للاحتفال بالذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى (الحرب العالمية الثانية) في 9 مايو 2025. وتتضمن هذه الاحتفالات عروضا عسكرية في موسكو وثماني مدن أخرى، بالإضافة إلى فعاليات تكريمية لقدامى المحاربين والمشاركين في العمليات العسكرية الحالية.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن عام 2025 سيكون “عام حُماة الوطن” في روسيا، وذلك لإحياء ذكرى الأعمال البطولية لقدامى المحاربين في الحرب الوطنية العظمى وتكريم المشاركين في العمليات العسكرية الحالية.
بالإضافة إلى ذلك، ستحتفل بلدان رابطة الدول المستقلة بشكل مشترك بهذه الذكرى، مما يعكس الوحدة والتاريخ المشترك بين هذه الدول، ومن المتوقع أن تشهد الاحتفالات حضورا أجنبيا ومشاركة دولية.
وتتواصل الاستعدادات على نطاق واسع لضمان تنظيم فعاليات تليق بهذه المناسبة التاريخية، مع التركيز على تكريم التضحيات والبطولات التي قدمها الجنود والمدنيون خلال الحرب.