بوابة الوفد:
2024-07-31@09:58:00 GMT

حلوى المولد النبوي في العصر الفاطمي

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

أيام قليلة ويهل علينا المولد النبوي الشريف، وكعادة المصريين منذ العصر الفاطمي، تنطلق احتفالات وطقوسا أساسية خاصة بهذه المناسبة، وتنتشر سرادقات بيع حلاوة المولد، الممثلة في عروسة أو حصان أو قطع الحلوى المختلفة بألوان مبهجة تغمرها المكسرات، وينتشر بيعها هذه الأيام من خلال شوادر الحلوى وبعض المحلات التجارية والمجمعات الاستهلاكية.

التاريخ حمل إلى مصر عادات جميلة تميز احتفالاتها الدينية والتاريخية، وترتبط غالبا بمأكولات وطقوس لا توجد إلا في مصر، إلى الحد الذي أجمع فيه المغتربون خارج أراضيها على أن الاحتفالات بمثل هذه المناسبات لا يشعرون بها إلا في مصر، لما تمتلكه من حفاوة بتلك الأيام المباركة وصبغة تاريخية أصيلة وبهجة في إحياء الذكرى. 

ارتفاع في أسعار حلوى المولد النبوي هذا العام بقنا أسعار حلوى المولد النبوي الشريف في منافذ وزارة التموين

 

وعن ارتباط الحلوى بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف، يجمع خبراء التراث على أنها عادة ترجع في أصلها إلى الفاطميين أصحاب الريادة في إدخال كثير من المظاهر الاحتفالية في مصر. يقول الباحث الأثري المتخصص في الآثار الإسلامية والقبطية، سامح الزهار، إن الفاطميين هم أول من صنعوا حلوى المولد، حيث كان لديهم مسألة الترويج السياسي لحكمهم وليس الترويج الديني، فهم يقومون بدارسة طبيعة وطبائع الشعوب التي يخرجون إليها، من وجهة نظر اجتماعية، وبمعرفتهم بطبيعة الشعب المصري، وحب المصريين للاحتفالات، وليست الأسلحة والحروب، ومن خلال آليات العصر الموجودة في هذا الوقت، استغلوا هذه النقطة كنوع من التودد والترويج لسياستهم.

 ويوضح أن الفاطميين كانوا يقيمون احتفالات بجميع المناسبات الدينية، مثل الاحتفال بآل البيت والمولد النبوي، وقاموا بعمل مخازن لصناعة الحلوى، وقبل مولد النبوي بشهرين تجهز الحلوى وتوزع مجانا على الشعب، وعندما زادت الاحتياجات بدأ ظهور محلات لبيعها، وحلويات المولد كانت تسمى "العلاليق"، لأنها كانت تعلق على أبواب المحلات التجارية في سوق مخصص للحلويات كان يسمى سوق الحلوين، ومن ثم أصبحت عادة سنوية مستمرة حتى يومنا هذا. انقسمت الآراء حول قصة حصان المولد إلى قسمين، الرأي الأول، أنه يمثل الخليفة صاحب الفتوحات والانتصارات، وهو يجلس فوق الحصان ويحمل السيف، أما الرأي الأخر، في وقت الحاكم بأمر الله، منع جميع الاحتفالات في مصر لمدة طويلة وأبقى الاحتفال بالمولد النبوي فقط، ومن أهم الاحتفالات التي ألغيت هو الاحتفال بالزواج، واستغل المصريون يوم احتفالات المولد النبوي لإقامة حفلات زفافهم، وهناك كانت رمزية الحصان تمثل العريس الذي استطاع أن يقتنص عروسه في هذا اليوم، فكانت تقام العديد من الزيجات في هذا اليوم. 

أما عن عروسة المولد، أرجع المؤرخين أنها كانت تمثل زوجة الخليفة، وكان هناك أكثر من 1000 شكل لحلويات المولد، ولكن العروسة والحصان هم الأشهر لما يمثلون من فرحة، حيث مرت الاحتفالات بالمولد النبوي بالكثير من المنعطفات التاريخية والسياسية والاجتماعية، وأصبحت شكلا من أشكال الصبغة الدينية، وفي مصر الخديوية انتقلت من الاحتفال الشعبي للاحتفال الرسمي، ومسئول عن تنظيميها وزارة الأوقاف. عندما جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر بقيادة نابليون بونابرت، لم تحتفل مصر بالمولد النبوي في هذا الزمن بسبب المشاكل الاقتصادية التي كانت تعاني منها مصر، ومن ثم حاول نابليون التودد لكسب المصريين لاستمالتهم بالاهتمام بكل الاحتفالات الدينية وعلى رأسها المولد النبوي، وأرسل مبلغا ماليا للشيخ البكري نقيب الأشراف، مطالبا اياه بصناعة حلوى المولد بهذه الأموال، وأعطاهم الطبول لاستخدامها في المواكب والاحتفالات.

 وحاول الكثير من الحكام بشتى الطرق القضاء على جميع مظاهر الاحتفالات التي أقامها الفاطميون، بدعوة أن هناك حروبا ولا يوجد وقت للرفاهية، ولكن كان في باطن الأمر هدف سياسي، للقضاء على كل الظواهر الاجتماعية بالعصر السابق لمحو فترة حكم الفاطميين من ذاكرة المصريين، ولكن الشعب المصري أبى أن يتخلى عن هذه الاحتفالات والعادات، وظلوا متمسكين بها حتى يومنا هذا.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حلوى المولد النبوي المولد النبوي الشريف حلاوة المولد بالمولد النبوی المولد النبوی حلوى المولد فی هذا فی مصر

إقرأ أيضاً:

إقامة الندوة العلمية "الفتوى في الحرمين" بنسختها الثانية 23 صفر القادم

أعلن معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس؛ إقامة الندوة العلمية "الفتوى في الحرمين الشريفين وأثرها في التيسير على قاصديهما" بنسختها الثانية في رحاب المسجد النبوي، في 23 صفر القادم، بالتعاون مع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء.

وأكد معاليه خلال الاجتماع الأول للهيئة الاستشارية لرئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي؛ بمكتبه في مكة المكرمة، أن عقد الندوة بنسختها الثانية، يعكس اهتمام القيادة الرشيدة -أيدها الله- بقاصدي الحرمين الشريفين وإثراء تجربتهم الدينية ومعارفهم الشرعية، وتأتي امتدادًا للجهود والخِدمات التي تسخرها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-؛ في سبيل إيصال رسالة الإسلام الحق، ورسالة الحرمين الدينية وهداياتهما للمسلمين والإنسانية على أكمل وجه، وترسيخ المنهج الوسط المعتدل المتفق مع الشريعة الإسلامية في شتى الجوانب والمجالات.

وأوضح معاليه أن الموافقة السامية، وتشريف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة؛ تعدُّ دعمًا للتحول في أساليب الفتوى، وتيسيرها، ورقمنتها؛ بما يُلائم احتياجات قاصدي الحرمين الشريفين الدينية، وعونًا على أداء مناسكهم وشعائرهم التعبدية وفق المقتضى الشرعي بيسر وسهولة.

وأكد حرص هذه البلاد المباركة على العناية بفقه الفتوى؛ لأهميتها في مواكبة النوازل والمستجدات الفقهية، بما يتماشى مع مقاصد الشريعة الإسلامية، ولأثرها الفاعل على الفرد والمجتمع والأمة في التمسك بالدين القويم وثوابته مع مواكبةٍ مرنة للمستجدات والنوازل المعاصرة.

ولفت إلى أن موافقة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- على إقامة هذه الندوة؛ يجسد تمسك الدولة بالشريعة الإسلامية الغرَّاء وعنايتها بالفتوى عمومًا، واهتمامها بالفتوى في الحرمين الشريفين خصوصًا؛ لما لها من أثر مباشر على القاصدين والمعتمرين والحجاج والزائرين، وإثراء رحلتهم الإيمانية وإنجاحها.

وأشار معاليه إلى أنه لا يقل عن أهمية الفتوى تأهيل المفتين وإحاطتهم بأدلة الأحكام الشرعية، واضطلاعهم بالاستنباط، والقدرة على ربط الفروع بالأصول، وابتناء النوازل على القواعد والكليات، مع احتساب الأجر في إبلاغ هذا الدين، والنصيحة للمسلمين.

وشدد على مكانة الحرمين الشريفين وأهميتهما في بيان المنهج الصحيح للفتوى، وتعزيز دورها ومنزلتها في نفوس المسلمين، ونشر المنهج الإسلامي بأصوله وفروعه وأحكامه وتشريعاته؛ المرتكز على الوسطية والاعتدال إلى العالمين.

وكانت رئاسة الشؤون الدينية قد نظمت سابقًا النسخة الأولى من الندوة بالمسجد الحرام تحت عنوان "الفتوى في الحرمين الشريفين وأثرها في التيسير على قاصديهما".

ويأتي البعد الديني في انعقاد الندوة بنسختها الثانية، وإثراء موضوع الفتوى من أهل الاختصاص؛ بما يعود على قاصدي الحرمين الشريفين وأداء شعائرهم التعبدية بالنفع في رحاب المسجد النبوي؛ أنه المكان الذي شهد نزول التشريعات والوقائع والأحكام بين جنباته على النبي الكريم محمد صل الله عليه وسلم ، وفي نواحيها درج يعلم أصحابه أحكام الدين وآدابه وسماحته ويسره ووسطيته واعتداله.

الجدير بالذكر أن للفتوى دورًا مهمًا في أداء الشعائر والمناسك والعبادات على المقتضى الشرعي، إضافة إلى إثراء المسلمين بما يحتاجون إليه من المعارف الإسلامية المعينة على تمسكهم بأصالة الدين وتعاملهم مع حوادث العصر بمرونة على هدي من الكتاب والسنة المطهرة.

مقالات مشابهة

  • موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2024…. وأهم مظاهر الإحتفال
  • «الشؤون الدينية بالمسجد النبوي» تستعرض جهودها ضمن حفل اختتام أعمالها لعام 1445هـ
  • أحمد فهمي يتفوق على خالد النبوي بـ "عصابة الماكس"
  • في أغسطس أم سبتمبر؟.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2024
  • "فاضل كام يوم؟" احتفال المولد النيوي 1446 في المملكة العربية السعودية
  • الإجازة امتى؟.. موعد المولد النبوي الشريف 2024 فلكيا
  • أسعار حلوى المولد النبوي الشريف 2024
  • إقامة الندوة العلمية "الفتوى في الحرمين" بنسختها الثانية 23 صفر القادم
  • الجيش في عروض جوية وقفزات استعراضية بالمظلات في سياق الاحتفالات بعيد العرش
  • لقى "كهف ناطف" الأثرية تستنطق عمق الحضارة العمانية قبل 10 آلاف عام