وكالة الطاقة الذرية تندد بسحب إيران اعتمادات "عدد" من المفتشين
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية السبت أن إيران سحبت اعتمادات عدد من مفتشيها، ودانت خطوة "غير مسبوقة" تؤثر بشكل "مباشر وحادّ" على عملياتها في الجمهورية الإسلامية.
من جهتها، وضعت طهران هذا الإجراء في إطار الرد على سعي الدول الغربية إلى "تعكير" أجواء التعاون بينها وبين الوكالة التابعة للأمم المتحدة.
وقال المدير العام للوكالة رافايل غروسي في بيان "أبلغتني الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم بقرار إلغاء تعيين عدد من مفتشي الوكالة من ذوي الخبرة المكلفين إجراء نشاطات تدقيق في إيران في إطار اتفاق الضمانات لمعاهدة حظر الانتشار النووي".
وأشار إلى أنه عبر هذه الخطوة التي تلي سحب اعتماد مفتش مخضرم في وقت سابق "أبعدت إيران عملياً نحو ثلث المجموعة الأساسية من مفتشي الوكالة من ذوي الخبرة المخصصين لإيران".
وحذّر من أن "هذه الخطوة، التي يجيزها رسمياً اتفاق الضمانات... تمّ تنفيذها من قبل إيران بطريقة تؤثر بشكل مباشر وحاد على قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على القيام بعمليات التفتيش في إيران بفاعلية".
ودان غروسي "بشدة هذه الخطوة غير المتناسقة، غير المسبوقة، والأحادية... التي تتعارض بشكل واضح مع التعاون الذي يجب أن يكون قائماً" بين الطرفين، معتبراً أن القرار "خطوة إضافية في الاتجاه الخطأ ويشكّل ضربة غير مبرّرة لعلاقة متشنجة أساسا بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران في مجال تطبيق اتفاق الضمانات لمعاهدة حظر الانتشار".
إيران تسوّي وضع ملف أثارته وكالة الطاقة الذرية بشأن برنامجها النوويوتشهد العلاقة بين الطرفين توتراً منذ نحو عامين على خلفية ملفات عدة، منها تقييد إيران أنشطة المراقبة لبرنامجها النووي وعدم توضيحها بشكل كامل العثور على آثار لمواد نووية في مواقع لم يصرّح عنها سابقا.
وفي ظل ذلك، تواصل الجمهورية الإسلامية تطوير برنامجها في إطار إجراءات بدأت باتخاذها اعتبارا من 2019 بعد عام من انسحاب واشنطن الأحادي من الاتفاق الدولي بشأن برنامج طهران.
وكان غروسي أبدى أسفه هذا الأسبوع لما اعتبره "استخفافاً" بما تقوم به إيران، معتبرا أن "المشاكل لا تزال قائمة اليوم كما كانت بالأمس".
ولاحظ "تراجعاً في اهتمام" الدول الأعضاء بهذا الملف.
وامتنعت الولايات المتحدة والدول الأوروبية المنضوية في الاتفاق النووي لعام 2015 (فرنسا والمانيا وبريطانيا) عن تقديم مشروع قرار يندد بعدم تعاون إيران أمام مجلس محافظي الوكالة هذا الأسبوع، لكنها دفعت لإصدار "إعلان مشترك" يحض طهران على "التحرك فورا" لحل المسائل العالقة.
إيران ترى "استغلالاً" غربياً
من جهته، أعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني عن أسفه لأن الدول الأوروبية والولايات المتحدة "تعمل على تعكير أجواء التعاون" مع الوكالة، "وتستغل مجلس الحكام لخدمة أهدافها السياسية"، وذلك في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".
وأكد أن الإجراء ينطلق من "الحقوق السيادية المنصوص عليها" في اتفاق الضمانات، وأن طهران "تنتظر من الدول الغربية أن تكفّ عن سياسة استغلال المنظمات الدولية ومن بينها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن تترك هذه المنظمات تمارس نشاطاتها المهنية والحيادية دون أي ضغوط سياسية".
وشدد كنعاني على أن إيران "ستواصل التعاون الإيجابي" في الوكالة.
أبرز محطّات الملف النووي الإيراني في عهد الرئيس إبراهيم رئيسيالأوروبيون يدعون إيران إلى "عدم التقدّم بطلبات غير واقعية" في الملف النوويإيران تحث وكالة الطاقة على عدم الانصياع للضغط الإسرائيلي بشأن الملف النوويوأتاح اتفاق 2015 تقييد برنامج طهران النووي وضمان طابعه السلمي في مقابل رفع عقوبات اقتصادية. لكن الولايات المتحدة انسحبت منه أحادياً في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، وأعادت فرض عقوبات قاسية على إيران. وردّت طهران بالتراجع تدريجا عن التزاماتها خصوصا في مجال تخصيب اليورانيوم.
وخاضت إيران والقوى الكبرى، بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، في مباحثات اعتباراً من نيسان/أبريل 2021 لإحياء الاتفاق لم تثمر.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تعاون نادر.. روسيان وأمريكية يصلون إلى محطة الفضاء الدولية الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية: جثث ضحايا الكوارث الطبيعية لا تمثل خطراً على الصحة معرض "مينار" لعام 2023 يسلّط الضوء على تجارب فنانين لبنانيين الوكالة الدولية للطاقة الذرية دبلوماسية إيران السياسة الإيرانية نزع الأسلحة النووية البرنامج الايراني النوويالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الوكالة الدولية للطاقة الذرية دبلوماسية إيران نزع الأسلحة النووية البرنامج الايراني النووي ليبيا فيضانات سيول روسيا ثقافة درنة مجتمع المكسيك أزمة المناخ زلزال المغرب عبد الفتاح البرهان خليفة حفتر ليبيا فيضانات سيول روسيا ثقافة درنة مجتمع الوکالة الدولیة للطاقة الذریة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: ينبغي اختفاء البرنامج النووي الإيراني بأكمله
كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعواته لتفكيك البنية التحتية النووية الإيرانية بالكامل في الوقت الذي تجري فيه واشنطن وطهران محادثات للتوصل إلى اتفاق نووي وفق ما ذكرت صحف دولية.
عقدت الولايات المتحدة وإيران حتى الآن ثلاث جولات من المحادثات غير المباشرة، بوساطة عُمان، بهدف إبرام اتفاق يمنع طهران من امتلاك سلاح نووي ويرفع العقوبات الاقتصادية المُرهقة التي فرضتها واشنطن.
بعد محادثات في روما في وقت سابق من هذا الشهر، صرّحت عُمان بأن الولايات المتحدة وإيران تسعيان إلى اتفاق يُخلّص طهران تمامًا من الأسلحة النووية والعقوبات مع الحفاظ على قدرتها على تطوير الطاقة النووية السلمية.
وقال نتنياهو إن "الاتفاق الجيد" هو الوحيد هو الذي يُزيل "جميع البنى التحتية" النووية وذلك على غرار اتفاق عام 2003 الذي أبرمته ليبيا مع الغرب والذي شهد تخليها عن برامجها النووية والكيميائية والبيولوجية والصاروخية.
لطالما تعهد المسؤولون الإسرائيليون بمنع طهران من امتلاك أسلحة نووية، وهو تأكيد كرّره نتنياهو.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم الاثنين إن طهران واثقة من قدرتها على إحباط محاولات تخريب سياستها الخارجية أو مسارها، مُعربًا عن أمله في أن يكون نظراؤه الأمريكيون على نفس القدر من الثبات.
وذكر "ما يلفت الانتباه (...) هو مدى وقاحة نتنياهو الآن في إملاء ما يمكن للرئيس ترامب فعله وما لا يمكنه فعله في دبلوماسيته مع إيران"، قبل أن يحذر من أن أي ضربة على إيران ستقابل بالمثل على الفور.
لم تستبعد إسرائيل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في الأشهر المقبلة، على الرغم من أن الرئيس دونالد ترامب أخبر نتنياهو أن الولايات المتحدة غير مستعدة في الوقت الحالي لدعم مثل هذه العملية، حسبما ذكرت رويترز في 19 أبريل، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي ومصدرين آخرين مطلعين على الأمر.
قال نتنياهو، الذي تحدث في وقت متأخر من يوم الأحد في القدس المحتلة، إنه أبلغ ترامب أن أي اتفاق نووي يتم التوصل إليه مع إيران يجب أن يمنع طهران أيضًا من تطوير الصواريخ الباليستية.
قال مسؤول إيراني لرويترز هذا الشهر إن طهران تعتبر برنامجها الصاروخي نقطة الخلاف الرئيسية في المحادثات الأمريكية.
هاجمت إيران في أبريل 2024 ومرة أخرى في أكتوبر 2024 إسرائيل بطائرات بدون طيار وصواريخ باليستية وصواريخ كروز بعد أن قتلت إسرائيل جنرالات إيرانيين ومسؤولين من وكلاء إيرانيين.
قال نتنياهو في مؤتمر نظمته صحيفة "جويش نيوز سينديكيت": "نحن على تواصل وثيق مع الولايات المتحدة. لكنني قلتُ، بطريقة أو بأخرى، إن إيران لن تمتلك أسلحة نووية".