د. عماد العزباوي يكتب: وجهة نظر
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
من المتعارف عليه أن يمر أي مجتمع أكاديمي بتحديات أو عثرات وأن يتعامل مع عدة قضايا استراتيجية مصيرية، والتي يقل تأثيرها وحدتها مع وجود رؤية ومرجعية ومنهجية ومواثيق عمل وشرف مشتركة، تحاول العثور على خيوط وتفهمات هادئة تهيئ نقاط توافق وقوة بين الجميع، يحركها الشعور بالمسئولية والسعي وراء المشاركة الحقيقية نحو تضافر الجهود وتغليب المصلحة العامة دون الوقوف علي أعتاب التشخيص عن بعد جلوسٱ علي مقاعد المتفرجين.
وما ينتج عن ذلك من ظهور اتجاهات عديده للاختلاف أو تحزب الآراء والعلاقات في اتجاه مضمون اللا اتفاق ميلا لنزعات شخصية أو لمجرد الاعتراض في الرأي الذي لا يجب أن يفسد للود قضية ، ويظهر خطورة ذلك في الأحجام عن المشاركة وهذا قد يؤدي إلي غياب فرق العمل الجادة والمنتجة ، ومن هنا سوف تتقزم الحلول والمشروعات التي تتمتّع بالكفاية المنهجيّة والعملية للحفاظ علي تماسك الهويّة الأكاديمية والمؤسسية والوطنية , وهذا في حد ذاته سوف يعيق تحقيق الطموحات المشروعة للذات الجماعية والفرديّة في معادلة الوجود والبقاء والنموّ العلمي و الإنسانيّ والحضاريّ داخل المجتمع الأكاديمي، ويعيق أيضٱ الطريق نحو تحقيق المكانه الطبيعية بين الجهات المناظرة وذات العلاقة. ومن هنا أيضا يجب أن ننتبه إلي خطورة ظاهرة الأحجام عن تبادل الأدوار والمسئوليات والسلطات والذي يعكس ويتيح ويبرز رصيد العطاء المؤهل لإنتظام العمل الأكاديمي والمؤسسي، وعليه يجب الالتفات جيدا لضرورة العمل في اتجاه وحدة الكيان والمصير والسعي نحو الوصول الي أعلى مستويات النضوج في المعاملات لتحقيق الاستقرار الذي يحقق معادلة إستعادة الكيان وتاصيل الهوية والعراقة للمكانة والمكان والحفاظ علي المكتسبات التاريخية لاستعادة صدارة المشهد من جديد ، بالافعال وليس بالاقوال واللجوء إلي فلسفة التنظير والتحليل النقدي والتخلي عن لعب الادوار داخل مربع اللا مسئولية ، والذي هو من معاول تأخر الفكر المؤسسي عن المواكبة وانتاج خطط التنمية المستهدفة.
وعليه وجب التنويه بدعوة التمسك بالقيم الأصيلة وسمو العلاقات التي توارثتها الأجيال ممن حفروا تاريخ الريادة والعراقة والتمسك بتقاليد العمل الجامعي والتحرر من الانعزالية والهروب من المسئولية لكي نعبر الطريق نحو إستشراف المستقبل.
وهذا ما يدعو ويؤكد ضرورة التمسك بالعقلية العلمية والحوار المجتمعي الرصين في إدارة شئون العمل الأكاديمي والمؤسسي والتعامل الواقعي مع الظروف الراهنة والمستقبلية، ونبذ الاختلاف أو النزاع غير المتسق مع حركة المجتمع واهتماماته وقضاياه ومصالحه المشتركة، ولن يتحقق ذلك دون اللجوء لطريق المصالحة ولم شمل الأسرة الواحدة ، ودون ذلك سوف نتأخر مواصلة مسيرة البناء والتنمية، وعليه يجب أن نسعي جميعا لاستعادة وتعزيز الثقة في القدرات وسمات التميز لنتمكن من الدخول في مضمار المنافسة والحصول علي التصنيفات المتقدمة من أجل تحقيق الريادة وتعريز الشراكة الأكاديمية والمجتمعية، ومن هنا سوف تتجلي إرادة التمكن في إدارة التطوير وامتلاك مقومات صناعة التغيير وتحقيق الاستثمار الحقيقي للقدرات البشرية والمؤسسية من أجل مستقبل افضل بإذن الله.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
مشروعات استراتيجية كبرى لترسيخ مكانة مسقط وجهةً حضارية واستثمارية
مسقط- العُمانية
أكد المهندس محمد بن مبارك الجابري المدير العام للمديرية العامة للإسكان والتخطيط العمراني بمحافظة مسقط على أن الوزارة تعمل على مشروعات استراتيجية كبرى مثل مخطط مسقط الهيكلي ومشروع داون تاون الخوير، الذي يوفر مساحات سكنية وتجارية وترفيهيّة متكاملة، وستسهم في ترسيخ مكانة مسقط باعتبارها وجهة حضرية واستثمارية متميزة وأهمية تعزيز التعاون مع الجهات الحكومية والخاصة لضمان التنفيذ الفعّال، مع التركيز على التحول الرقمي لتحسين الخدمات المقدمة.
وتشهد محافظة مسقط تحولات نوعيّة في قطاع الإسكان والتخطيط العمراني، حيث تنبض المحافظة بمشروعات إسكانية متكاملة وخدمات عقاريّة متميزة، إلى جانب مبادرات مبتكرة تهدف إلى تحقيق الاستقرار الاجتماعي وتعزيز الاقتصاد الوطني.
وأضاف أنه فيما يتعلق بتفعيل الاستخدام الأمثل للأراضي، أبرمت الوزارة خلال العام الحالي 51 عقد انتفاع شملت قطاعات حيوية مثل القطاع التجاري (23 عقدًا)، والزراعي (13 عقدًا)، والصناعي (10 عقود)، والسكني التجاري (5 عقود)، بإيرادات تجاوزت 278 ألف ريال عُماني. وتبرز هذه العقود جهود الوزارة في تعزيز الاستثمار وتشجيع تنمية القطاعات المختلفة.
ووضح أن الوزارة أسهمت في دعم جهود الاستقرار الاجتماعي من خلال تسليم 32 وحدة سكنية للمستحقين بولاية العامرات بنظام (التاون هاوس) بتمويل من مؤسسة سعود بهوان للأعمال الخيرية وبتكلفة مالية بلغت مليونًا و456 ألفًا و786 ريالًا عُمانيًّا، وتنفيذ 7 مشروعات لبناء مساكن بتمويل من مؤسسة بهوان بقيمة 210 آلاف ريال عُماني. كما وقّعت على اتفاقية مع جمعية الرحمة لبناء 300 وحدة سكنية للأسر المتعفّفة على مدار 5 سنوات، منها 100 وحدة جاهزة للتوزيع هذا العام. بالإضافة إلى ذلك، تم تخصيص 3 ملايين ريال عُماني للمساعدات السكنية، موزعة بين شراء 18 وحدة سكنية وبناء 87 وحدة جديدة، مما يدعم استدامة الاستقرار الاجتماعي.
وذكر أنه في إطار المشروعات الإسكانية المتكاملة، تصدر مشروع حي العهد بولاية العامرات المشهد العمراني، حيث يمتد على مساحة 445 ألف متر مربع باستثمارات تصل إلى 52 مليون ريال عُماني، ويضم 965 وحدة سكنية متنوعة. ومن ناحية أخرى، يشهد مشروع مدينة السُّلطان هيثم تقدمًا ملموسًا، مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى التي تمتد على مساحة 5 ملايين متر مربع وتضم 6 أحياء سكنية متكاملة.
يُشار إلى أن قاعة الخدمة الموحدة في محافظة مسقط حققت نقلة نوعية هذا العام، حيث استقبلت أكثر من 72 ألف مراجع، مع تقليص مدة الانتظار إلى أقل من 10دقائق لبعض الخدمات. ونتيجة لهذه الجهود، ارتفعت نسبة رضا العملاء إلى 88 بالمائة، ما يعكس توجه الوزارة نحو تقديم خدمات مبتكرة تعزز جودة تجربة المستخدم.