لماذا فشلت التظاهرات الإيرانية؟
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
عدد المذيع والزميل الزائر السابق في معهد الشؤون العالمية بكلية لندن للاقتصاد جواد إقبال، ثلاثة أسباب في سياق تفسيره فشل التظاهرات الواسعة التي أعقبت مقتل مهسا أميني في حجز للشرطة، يوم 16 سبتمبر (أيلول) 2022.
شعار المحتجين "المرأة والحياة والحرية" مثل عائقاً آخر
وكتب في مجلة "سبكتيتور" البريطانية أنه بعد مرور 12 شهراً على ما بدا لفترة وجيزة تهديداً غير مسبوق لأربعة عقود من الحكم الثيوقراطي في عهد الملالي، الحقيقة غير المستساغة الآن هي أن المتظاهرين فشلوا في محاولتهم إحداث تغيير حقيقي في إيران.
إذا كان أي شيء قد حدث فهو أن الملالي الحاكمين يبدون أكثر أماناً من أي وقت مضى، ويتعين على قوى المعارضة الإيرانية أن تجعل أفكارها أكثر إيجابية وفاعلية إذا كانت راغبة في الاحتفاظ بأي أمل في إسقاط النظام.
من التردد إلى الفوزبين عشية وضحاها، أصبحت أميني شهيدة حقوق المرأة والحرية السياسية، وأضحت عبارة "المرأة والحياة والحرية" صرخة حاشدة لحركة الاحتجاج التي اجتاحت البلاد بسرعة.. كما كان للمتظاهرين هدف سهل، فقائمة العلل التي تعاني منها البلاد قاتمة: القمع السياسي وحرمان المرأة من الحقوق الأساسية والفساد الممنهج ومستويات التضخم والبطالة القاسية.
‘Revolutions – indeed any form of protest that seeks to overturn the established order – need leadership. Without a figurehead, it is hard to achieve the necessary political momentum.’
✍️ Jawad Iqbal https://t.co/xXeYsDN5yx
للحظة وجيزة، بدا الأمر وكأن النظام الذي فوجئ بحجم الاضطرابات لم يكن متأكداً من كيفية الرد، لكن لم يمض وقت طويل قبل أن يلجأ حكام إيران إلى أفضل ما يعرفونه: اعتقال المعارضين وسجن مثيري الشغب وإقامة العدل عبر تطبيق إجراءات موجزة.. وذكرت الأنباء أنه قُتل أكثر من 500 متظاهر واعتقل الآلاف، وفي الأيام والأسابيع الأخيرة التي سبقت الذكرى السنوية لمقتل مهسا، كثف النظام حملة القمع واعتقل أفراد عائلات المتظاهرين وكذلك المحامين والأكاديميين.. لماذا إذاً فشلت الاحتجاجات الحاشدة في إيران إلى هذا الحد المذهل؟
السبب الأوليفتقر المتظاهرون إلى قائد، إلى شخص يجسد قضيتهم ويمكن أن يكون بمثابة نقطة محورية للحركة.. تحتاج الثورات إلى قيادة، ومن دون شخصية بارزة، من الصعب تحقيق الزخم السياسي اللازم.
وذكر إقبال أنه بالنسبة إلى العالم الخارجي، تمثل النخبة الحاكمة في إيران وجهاً موحداً، لكنها في الواقع لا تختلف عن أي تجمع قوى، تستهلكه التوترات والانقسامات والمصالح المتنافسة، حتى الآن، ظلت القوى العسكرية والأمنية موالية للملالي لأن ذلك يناسب مصلحتها، وهي ترى أنه من غير المرجح انتصار قوى المعارضة الإيرانية بما أنها تفتقر إلى أي قائد واضح.
عائق ثانٍأضاف الكاتب أن شعار المحتجين "المرأة والحياة والحرية" مثل عائقاً آخر أمام نجاحهم، ربما يكون هذا الشعار مغرياً في الأيام الأولى كوسيلة لحشد الناس حول قضيتهم.. لكن المشكلة هي أنه تعبير عن المثالية والأمل، عوضاً عن أن يكون برنامجاً للحكم، لا أحد يعرف ما الذي يريده المتظاهرون على وجه التحديد لإيران.. وما هي أهدافهم السياسية المشتركة، على افتراض أن لديهم أياً منها؟
"Revolutions – indeed any form of protest that seeks to overturn the established order – need leadership."https://t.co/LcqqGtIQD9
— Mat (@fragmentshore) September 16, 2023 ليست كافية جذبت المظاهرات الحاشدة الأولية أعداداً كبيرة من الشباب، وخصوصاً النساء، ولكن لا يمكن لأي معارضة أن تأمل بالنجاح من دون قاعدة أوسع من الدعم بين السكان.. ولا يمكن للشعارات واللافتات أن تكون كافية بحد نفسها.. وتتطلب الحركة السياسية الهادفة إلى التغيير وضوح الأهداف والغاية، وإلا فإن هذا التحدي الأخير للنظام قد يتلاشى.. ولسوء الحظ، لن يهزم الملالي أبداً بالمثالية وحدها. حيلة.. صعبة الهضم أضاف إقبال أنه قد يكون من الصعب هضم ذلك، لكن يمكن للثوريين المحتملين في إيران أن يتعلموا حيلة أو اثنتين من روح الله الخميني الذي وصل إلى السلطة سنة 1979.. لقد حافظ على دعم ائتلاف كبير من المؤيدين من خلفيات وأيديولوجيات مختلفة، على الرغم من أنه شاركهم في عدد قليل فقط من مُثلهم.. وبنتيجة ذلك، نجح الخميني ــ على الرغم من احتمالات شبه مستحيلةــ في الإطاحة بنظام الشاه، لقد كان مصمماً على الوصول إلى السلطة مهما كلف الأمر.. والبقية، كما يقولون، هو تاريخ.. ثمة درس في ذلك للمتظاهرين الإيرانيين اليوم.المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني مهسا أميني فی إیران
إقرأ أيضاً:
توفيق السيد: تجربة الخبير الأجنبي فشلت.. وكلاتنبرج كان سينجح حال استقراره بمصر
قال الخبير التحكيمي توفيق السيد نائب رئيس لجنة الحكام السابق، إن التحكيم المصري لا يحتاج إلى خبير أجنبي خلال الفترة الحالية.
وأضاف توفيق السيد في تصريحات لبرنامج لعبة والتانية مع الإعلامي كريم رمزي على إذاعة ميجا إف إم: لا نحتاج لخبير أجنبي، ومنذ موسمين نأتي بخبراء أجانب والتجربة فشلت، ولو أنا قوي وقادر على أن أتسبب في رحيل مارك كلاتنبرج فلماذا رحلت أنا؟.
وتابع نائب رئيس لجنة الحكام السابق: عملت مع كلاتنبرج وفيتور بيريرا وساعدتهم في الكثير من الأمور، لكن القرارات في النهائية كانت تكون لهم.
واختتم توفيق السيد: كلاتنبرج لو استقر في مصر، كان سينقل التحكيم المصري نقلة كبيرة، لأنه صاحب شخصية قوية والحكام يحتاجون لذلك وكانوا يعملون له ألف حساب، على عكس بيريرا الذي استمر 18 شهرا وكان خسارة كبيرة على التحكيم المصري.