تتسارع الاستعدادات في نيويورك لانعقاد الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وعلى أجندتها جملة من الملفات الحرجة والأزمات العالقة المتصلة بقضايا الأمن والسلام، ونقص الماء والغذاء، وزيادة الفقر، وتحديات التغيرات المناخية والعدالة والمساواة والأوضاع الصحية وأعباء الديون على الدول الفقيرة، وكلها ملفات جرى بحثها في الدورات الماضية، لكن طرحها في هذه الدورة مدفوع بمخاطر وتهديدات ونداءات إلى المنظمة الدولية لمعالجة هذه الأزمات بجدية ومسؤولية.
من التحديات الكبرى تراجع الآمال بتحقيق الأهداف الـ 17 التي تضمنتها أجندة 2030
قادة العالم يفترض أنهم خير من يعلم أن البشرية لم تعد تحتمل مزيداً من الأزمات
من التحديات الكبرى اليوم، تراجع الآمال بتحقيق الأهداف السبعة عشر التي تضمنتها "أجندة 2030" وتبنتها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة عام 2015، وبعد مضي ثماني سنوات، لم يعد الوقت المتبقي يسعف لإحراز تقدم كبير في تحقيق هذه الأهداف، بل إن بعضها اختفى من الأجندة، بسبب عوامل مفاجئة حدثت في الفترة الماضية، ومنها جائحة "كوفيد-19"، والحرب الروسية الأوكرانية، والكوارث الطبيعية المتلاحقة، وكلها ساهمت في مفاقمة التدهور العالمي وزيادة العجز الجماعي عن المواجهة وإيجاد الحلول.
ربما لن يجد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ما يقوله لزعماء العالم وممثلي الدول، إلا إطلاق تحذيراته المكررة حول ضرورة إنهاء الصراعات والالتزام بميثاق الأمم المتحدة وتجنب تهميشها، والانتباه المسؤول إلى مخاطر التغير المناخي، وعدم التغاضي عن هذه التهديدات.. ففي العام المنقضي من دورة الجمعية العامة، شهد العالم كوارث صادمة، وبعضها غير مسبوقة، مثل الفيضانات والسيول المروعة في درنة الليبية، وقبلها الزلازل العنيفة التي ضربت تركيا وسوريا والمغرب، ودرجات الحرارة القياسية التي سجلها شمال الكرة الأرضية خلال الصيف، مروراً بالأعاصير المدمرة التي اجتاحت قارتي أمريكا وآسيا، والحرائق المهولة في أوروبا وكندا والولايات المتحدة وشمال إفريقيا، وأمام هذا الرصيد من الكوارث والفواجع، يجب أن يكون التحدي المناخي في صدارة الأجندة لما يمثله من خطر متعاظم، ربما تهون أمامه كل الأزمات الأخرى.
اجتماع الأمم المتحدة، يأتي قبل أسابيع من استضافة الإمارات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28" في دبي، وسيكون اجتماع قادة العالم في نيويورك مناسبة للنقاش الجاد حول التحديات المناخية والخطط الممكنة للحد منها، كما سيكون مناسبة مثالية لدولة الإمارات لتعطي بدبلوماسيتها النشطة دفعة كبيرة للعمل المناخي وإلزام جميع الأطراف بتنفيذ التعهدات الدولية في هذا الشأن.
إذا كان المناخ يحتل الحيز الأكبر في الاهتمام الدولي، فإن في العالم قضايا أخرى تتطلب الحكمة والعقلانية، مثل الحرب الدائرة في أوكرانيا، وبوادر الصراع الدولي ضمن "حرب باردة جديدة"، وملف القضية الفلسطينية، ومكافحة الإرهاب، وخطابات التعصب والكراهية.. وتحقيق اختراقات في هذه القضايا لن يكون بخطابات التقسيم والنبذ والعزل، وإنما عبر الالتزام بالقانون الدولي الإنساني ومبادئ التعايش والسلام ومعالجة الخلافات بالحوار والتفاوض.. وقادة العالم، يفترض أنهم خير من يعلم، أن البشرية لم تعد تحتمل مزيداً من الأزمات، وأن الشعوب والأمم باتت محبطة وتشعر بخيبة أمل بعد كل اجتماع للأمم المتحدة، فليت هذا الشعور يتغير، وليت الكونغرس الأممي هذا العام يستمع إلى نداءات الشعوب ويكون بحجم التهديدات التي تواجه الإنسانية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: مستويات غير مسبوقة من قتل المدنيين بغزة
أكدت المقررة الأممية للوضع في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة خلفت 150 ألف قتيل وجريح ومعاق ومدفونين تحت الأنقاض.
وقالت ألبانيزي خلال محاضرة لها في جامعة لندن أمس" إن أعداد الفلسطينيين الذين قتلوا في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 زاد 10 أضعاف المتوسط في الأعوام الـ20 الماضية".
وقالت في محاضرتها "تشير الأرقام إلى أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة تسبب خلال 13 شهرا، بمقتل وجرح 150 ألف فلسطيني بينهم كذلك معاقون ومدفونون تحت الأنقاض".
وأشارت المقررة الأممية إلى أن" 70%من القتلى نساء وأطفال. ويوجد أيضا من بين القتلى 17 ألف طفل، 700 منهم لم يبلغوا عامهم الأول. كما تيتم عشرات الآلاف وبترت أطراف أعداد كبيرة من الناس".
وتطرقت ألبانيزي إلى الأوضاع في الضفة الغربية فقالت "إن عدد القتلى هناك منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي بلغ 10أضعاف المتوسط في الأعوام الـ20 حيث قتل أكثر من 700 فلسطيني بينهم 169 طفلا".
كما قالت المقررة الأممية للوضع في الأراضي الفلسطينية، "إن الحرب الإسرائيلية أدت كذلك إلى تدمير البئية في قطاع غزة كما تظهر صور الأقمار الاصطناعية. مشيرة إلى أن غزة صارت خالية من الأشجار والأراضي الزراعية".
وأضافت أن مخزون المياه الجوفية "كان ملوثا بشدة حتى قبل الحرب حيث لم يكن 90% من مياه غزة صالحا للشرب. وبالطبع زاد الوضع سوءا مع الوقت لأن المياه صارت ملوثة بالذخائر غير المتفجرة والمتفجرة وبالأنقاض والبقايا البشرية. لقد صارت أرضا خرابا. وهناك زملاء كتبوا أن هذا يمثل جريمة بحد ذاته.. جريمة الإبادة البيئية".
ألبانيزي: الحرب الإسرائيلية دمرت البنية التحتية في غزة (الفرنسية) أخطر الجرائممن جانبها، نددت جويس مسويا التي تتولى بالوكالة رئاسة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بـ"وحشية يومية" تواجه سكان قطاع غزة المحاصر والذي تقصفه إسرائيل.
وقالت في مداخلة لها أمام مجلس الأمن الدولي أمس، إن مدنيين طردوا من منازلهم و"اضطروا لمشاهدة أفراد أسرهم يقتلون ويحرقون ويدفنون أحياء" في غزة التي وصفتها بأنها "أرض أنقاض قاحلة".
وتساءلت "ما هي الاحتياطات التي تم اتخاذها، إذا كان أكثر من 70%من مساكن المدنيين إما متضررة أو مدمرة؟". وتابعت "نحن نشهد أعمالا تذكرنا بأخطر الجرائم الدولية". وشدّدت على أن "الوحشية اليومية التي نشهدها في غزة لا حدود لها".
وتأتي تصريحات مسويا في خضم حملة إسرائيلية في شمال غزة وصفتها بأنها "نسخة مكثّفة ومتطرّفة ومتسارعة من أهوال العام الماضي".
وانصب التركيز في الاجتماع الذي تحدثت فيه مسويا على تقرير أعد بدعم من الأمم المتحدة صدر مؤخرا وحذر من أن "احتمال حدوث المجاعة وشيك وكبير، بسبب التدهور السريع للوضع في قطاع غزة".
وتُمنع المساعدات على نحو روتيني من دخول القطاع، وقد اتهمت "منظمة أوكسفام" الخيرية الدولية لمكافحة الفقر إسرائيل في نهاية الأسبوع باستخدام "التجويع كسلاح حرب".
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي شهد دخول الكمية الأقل من المساعدات إلى غزة هذا العام، على الرغم من إعلان إسرائيل الثلاثاء فتح معبر جديد لدخول المساعدات إلى القطاع.