الرؤية- سارة العبرية

يشتكي عددٌ من المواطنين من ارتفاع أسعار فواتير الكهرباء خلال شهور الصيف وزيادة الأعباء المالية على جميع الأسر، مطالبين المسؤولين بعقد مؤتمر صحفي لتوضيح أسباب هذه الزيادة في قيمة الفواتير والتي وصفوها بـ"غير المسبوقة".

وتضمت شكاوى المواطنين أن قراءة معدل الاستهلاك في بعض الفواتير كانت "تقديرية" وليست "فعلية"، مؤكدين أن الدعم الحكومي الذي سينخفض تدريجيا حتى عام 2029 سيزيد من معاناة المواطنين وخصوصا أصحاب الدخل المحدود.

ووفقاً للخطة الحكومية؛ تم تقليص الدعم الحكومي من 568.6 مليون ريال عماني في 2021 إلى 525 مليون ريال عماني في 2022، وانخفص الدعم الحكومي لكل مشترك بنسبة 9.9% في 2022 مقارنة بعام 2021، ومن المتوقع أن ينخفض الدعم كذلك في السنوات القادمة.

وكان جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -أبقاه الله- وجه في وقت سابق باستمرار تطبيق نسبة تخفيض بمقدار 15% من إجمالي قيمة الفاتورة لجميع المشتركين بفئة المساكن الذين يملكون حسابين أو أقل، وذلك خلال أشهر الصيف من شهر مايو إلى نهاية شهر أغسطس 2023م .

ووفقاً للأرقام الصادرة من مجموعة نماء لعام 2022، فقد ارتفعت قيمة تكلفة الميجاواط للساعة من 36.7 ريال عماني في عام 2021 إلى 37.8 ريال عماني في عام 2022؛ حيث إن المصروفات التشغيلية قفزت إلى 12.7% من قيمة التكلفة في عام 2022 مقارنة بـ 9.8% في 2021، والأمر كذلك لمصروفات الموظفين؛ إذ ارتفعت النسبة من 8.8% في 2021 إلى 9.2% في 2022؛ وتشكل أجور الإدارة العليا النسبة الأكبر من الأجور.

ويقول راشد السعيدي- ناشط اجتماعي- إن قضية ارتفاع أسعار فواتير الكهرباء مازالت تؤرق المواطنين، وإن الفواتير في هذا الصيف شهدت ارتفاعا غير مسبوق رغم خفض قيمة الفواتير بنسبة 15% إلا أن هذا الخفض لم يُساعد في التخفيف عن كاهل المواطن، مضيفًا: "كيف تتم زيادة تعرفة الكهرباء في فصل الصيف وهو الفصل الذي يرتفع فيه استهلاك الكهرباء بسبب الحرارة الشديدة، بدلا من تخفيضها لمراعاة الوضع المادي لعدد كبير من المواطنين، وكيف يتم رفع الدعم تدريجيا قبل تطبيق منظومة الحماية الاجتماعية، وتحسين مستوى معيشة الفرد لكي يستطيع الوفاء بالتزاماته الأساسية".

ويوضح السعيدي أنه إذا كانت الحكومة عازمة على دعم المواطنين ذوي الدخل المحدود، فإن عليها رفع سقف الدخل المحدد لاستحقاق الدعم الوطني للكهرباء إلى ما لا يقل عن 600 ريال للفرد، وكذلك رفع شرائح الاستهلاك في الصيف لأن الاستهلاك يكون أعلى من باقي الشهور، وقد يقفز الاستهلاك من الشريحة الأولى إلى الشريحة الثانية خاصةً لدى الأسر الكبيرة، مشددا على ضرورة تكثيف شركة نماء من جهودها الإرشادية والتثقيفية حلو كيفية ترشيد استهلاك الكهرباء لتجنب الاستهلاك غير الضروري للكهرباء.

ويؤكد الناشط الاجتماعي على ضرورة تعريف المستهلك بحقوقه عبر الوسائل المختلفة، مبيناً: "ليس كل المستهلكين لديهم المعرفة بذلك، مما يترتب عليه حصول المستهلك على فاتورة كهرباء لا تناسب تعرفته الحقيقية، ومن الواجب الإنساني عدم قطع الكهرباء على المواطنين في فصل الصيف، فهناك المرضى وكبار السن والأطفال الذين لا يتحملون حرارة الطقس، وللأسف نسمع الكثير من شكاوى قطع خدمة الكهرباء بسبب التعسر في دفع الفواتير".

ويطالب راشد السعيدي الحكومة بمراجعة رفع تقليص الدعم التدريجي في ظل تدني الأجور، وارتفاع نسبة الإعالة الأسرية نتيجة ارتفاع البطالة وتضخم الأسعار، مؤكدا أن المواطن يحمل الكثير من الأعباء التي تفوق طاقته، ويعيش في ضغوطات نفسية ومادية واجتماعية كثيرة، كما أن الدخل المادي أصبح أقل من الالتزامات الأساسية، ولذلك يجب سد الفجوة بين الدخل والمصروفات لكثير من الأسر العمانية.

من جهته، يقول عبدالله الهاشمي- تربوي ‏مهتم بقضايا المجتمع- إن فواتير الكهرباء ارتفعت بشكل كبير مقارنة بالفترات السابقة، الأمر الذي جعل الكثيرين يشكون في قراءة الاستهلاك بشكل خاطئ، أو وجود خلل في مجمع الكهرباء بالمنزل، مشيرا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بالشكاوى من ارتفاع قيمة الفواتير الشهرية ويتساءل الجميع عن أسباب ذلك.

ويذكر الهاشمي: "وصل الحال إلى أن بعض الأسر المتعففة لجأت إلى الفرق الخيرية لمساعدتها في دفع الفواتير، بالإضافة إلى طلب مساعدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يزيد من أعباء الفرق الخيرية والمجتمع بشكل عام، كما أن الوافدين من الجالية الآسيوية على الرغم من وجودهم خارج سكنهم طوال اليوم إلا أنهم يشتكون أيضًا من ارتفاع أسعار الفواتير على الرغم من قلة الاستهلاك".

ويطالب عبدالله الهاشمي المسؤولين بتوضيح سبب ارتفاع قيمة فواتير الكهرباء عبر مؤتمر صحفي والتجاوب مع المواطنين والرد على استفساراتهم، لافتاً إلى أن مشكلة فواتير الكهرباء أصبحت "قضية رأي عام" لأنَّ الرواتب الشهرية أصبحت لا تكفي احتياجات الأسر والأعباء المعيشية أثقلت كاهل رب الأسرة.

وغرد عادل البوسعيدي- إعلامي وتربوي- عبر منصة "إكس" قائلا: "في نهاية المطاف لا يجب أن ننسى أو نتناسى الخطوة الرائعة التي قام بها جهاز الاستثمار، والتي تمثلت في دمج شركات القطاع وإعادة هيكلتها، فهذا أمر لا يجب تجاهله وخطوة لا يجب نكرانها وعدم الإشادة بها، لكن الناس تئن من ارتفاع تسعيرة الكهرباء، ويجب اتخاذ إجراء فوري لحل مشكلة تسعيرة الكهرباء التي أرهقت المواطن والمقيم".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: فواتیر الکهرباء ریال عمانی فی من ارتفاع

إقرأ أيضاً:

«تل أبيب» تتعهد بالانتقام بعد الهجوم الصاروخى الإيراني غير المسبوق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

فى تقرير نشرته صحيفة الجارديان عن تعهد إسرائيل بالانتقام بعد أن أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ الباليستية على أهداف فى جميع أنحاء إسرائيل، فى تصعيد دراماتيكى لصراع يبدو أنه يخرج عن السيطرة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى اجتماع لمجلسه الأمنى: «إيران ارتكبت خطأً كبيرًا الليلة- وستدفع ثمنه».

وأضاف: «النظام فى إيران لا يفهم مدى تصميمنا على الدفاع عن أنفسنا وتصميمنا على الرد على أعدائنا... سوف يفهمون».

الهجوم الإيرانى غير المسبوق بأكثر من ١٨٠ صاروخًا باليستيًا جاء بعد أقل من ٢٤ ساعة من أمر رئيس الوزراء الإسرائيلى بأكبر توغل برى فى جنوب لبنان منذ ٢٠٠٦.

وشهد مراسلو صحيفة «الجارديان» فى القدس العشرات من الصواريخ تحلق فوقهم باتجاه المدن الساحلية الرئيسية فى إسرائيل فى هجوم ضخم بعد الساعة ٧:٣٠ مساءً، حيث كانت محركات الصواريخ مرئية بوضوح من الأسفل.

على حافة المدينة القديمة، توقف الكثيرون لمشاهدة الصواريخ وهى تحلق فى السماء فى ما يبدو أنه هجوم غير مسبوق، بينما كانت الانفجارات تُسمع فى المسافة بصوت متقطع. وتم إبلاغ ملايين الإسرائيليين باللجوء إلى الملاجئ بينما أغلقت البلاد مجالها الجوى أمام الطائرات المدنية.

قالت أورلى ميركوس، ٥٦ عامًا، وهى عاملة اجتماعية ومعالجة نفسية من تل أبيب، إنها شهدت الهجمات وشعرت بـ «الخوف... الكثير من الخوف، خاصة مع الانفجارات فوق رؤوسنا».
وأضافت: «فى تلك اللحظة، أردت أن أعرف أين كان أحباؤنا". وتابعت: "لم أكن أفكر، كنت خائفة جدًا».

وقالت: «أنا قلقة بشأن ما سيأتي، وأقلق من رد فعل إسرائيل على الهجوم، التى من المنطقى أن ترغب فى الدفاع عن نفسها، وهذا سيؤدى إلى رد فعل آخر، محتمل ليس فقط من إيران».

دوت صفارات الإنذار فى جميع أنحاء إسرائيل، حيث اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية العديد من الصواريخ التى كانت تشق السماء الليلية بخطوط حمراء وذهبية.

أما الصواريخ الأخرى، التى ظلت سليمة، فبدت وكأنها تتجه نحو الساحل ووسط إسرائيل مع سماع أصوات انفجارات بعيدة.

فى الساعات الأولى من صباح الأربعاء، نفذت إسرائيل ما لا يقل عن خمس ضربات جوية استهدفت الضواحى الجنوبية لبيروت، بعد أن أصدرت القوات الإسرائيلية أوامر إخلاء متعددة للمبانى فى المدينة، مشيرة إلى أنها تستهدف مواقع لحزب الله.

قبل دقائق من بدء إيران الهجوم، شن فلسطينيان على الأقل هجومًا فى مدينة يافا الساحلية الإسرائيلية أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة عشرة آخرين، بينهم جندى فى جيش الاحتلال الإسرائيلي، مما زاد من المخاوف من أن دوامة العنف المتصاعدة قد تؤدى إلى هجمات داخل إسرائيل.

وقالت القوات الإسرائيلية إنها لم تتلق أى تقارير عن إصابات جراء الهجمات الصاروخية، لكن هيئة الدفاع المدنى الفلسطينى فى الضفة الغربية المحتلة أفادت بمقتل رجل قرب أريحا، وأن حطام الصواريخ المتساقط تسبب فى أضرار واندلاع حرائق فى المنطقة.

قالت إيران إنها أطلقت الصواريخ باتجاه ثلاث قواعد عسكرية إسرائيلية ردًا على سلسلة من الهجمات الإسرائيلية فى لبنان ضد حزب الله، حليفها، والتى دمرت الضواحى الجنوبية لبيروت، العاصمة، وكذلك القرى فى جنوب البلاد.

وأشاد الرئيس الإيراني، مسعود پزشكيان، بالهجوم باعتباره «ردًا حاسمًا على عدوان النظام الصهيوني»، مضيفًا: «ليعلم نتنياهو أن إيران ليست دولة عدوانية، لكنها تقف بحزم ضد أى تهديد... لا تدخل فى صراع مع إيران».

وقال مسئولون إيرانيون كبار لوكالة «رويترز» إن المرشد الأعلى، على خامنئي، هو من أصدر الأمر بإطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وفى وقت متأخر من يوم الثلاثاء، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن «إيران أنهت ردها ما لم يقرر النظام الإسرائيلى دعوة مزيد من الانتقام».

وفى بيان على منصة إكس «تويتر سابقًا»، قال: «يتحمل داعمو إسرائيل مسؤولية أكبر الآن فى كبح جماح دعاة الحرب فى تل أبيب بدلًا من الانغماس فى حماقتهم».

وكانت الجهود الدبلوماسية لاحتواء الصراع تنهار بسرعة، حيث هددت الهجمات المتبادلة بإشعال منطقة الشرق الأوسط بعد أقل من أسبوع على إعلان الولايات المتحدة وفرنسا عن محاولة للتوسط فى وقف إطلاق نار لمدة ٢١ يومًا بين الطرفين.

دعا زعماء العالم إلى ضبط النفس، حيث أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، «التصعيد بعد التصعيد» فى المنطقة. وقال: «يجب أن يتوقف هذا. نحن بحاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار».

وأدان إيمانويل ماكرون الهجوم الإيرانى وقال إن فرنسا قامت بتعبئة «مواردها العسكرية فى الشرق الأوسط لمواجهة التهديد الإيراني». كما دعا الرئيس الفرنسى إسرائيل إلى إنهاء عملياتها العسكرية فى لبنان «فى أسرع وقت ممكن».
 

مقالات مشابهة

  • العلماء يكشفون أخيرًا السر وراء الارتفاع القياسي لجبل إيفرست
  • «تل أبيب» تتعهد بالانتقام بعد الهجوم الصاروخى الإيراني غير المسبوق
  • بالفيديو.. أبرز التجارب الدولية في التحول إلى الدعم النقدي المشروط
  • أبين تغرق في الظلام: انقطاع الكهرباء المتكرر يشل الحياة ويفاقم معاناة المواطنين
  • "المصريين": مطالبة الحوار الوطني مشاركة المواطنين في قضية الدعم نقلة في تعددية اتخاذ القرار
  • 7.9% ارتفاع قيمة تداول بورصة مسقط .. والمؤشر يغلق عند 4677 نقطة
  • الكهرباء تفقد 7100 ميغاواط بسبب انخفاض الغاز المورد وتدعو المواطنين للتفهم والترشيد
  • «المصريين» يشيد باستماع الحوار الوطني لآراء المواطنين بشأن الدعم النقدي
  • إهمال الحكومة لارتفاع أسعار الغذاء يثير مخاوف المواطنين
  • الحوار الوطني يطالب المواطنين بالمشاركة في مناقشات قضية الدعم